الرئيس الأمريكي هاري ترومان اعترف باسرائيل بعد (11) دقيقة من إعلان قيامها. ولذلك استقبل الكونجرس الأمريكي خطاب نتنياهو الأخير بالتصفيف والوقوف (32) مرَّة. لذلك في هكذا مستوطنة صهيونية (الكونجرس)، ليس من الغريب إصدار القانون بعد القانون ضد السودان. وليس من الغريب أن يصغي أشرار الكونجرس إلى باقان أموم يدلي بشهادة الزور عن السودان ويتظاهرون بتصديقه. آخر فعاليات الكونجرس الصهيوني ضد السودان، هى العمل على إصدار قانون (سلام) السودان الذي يستهدف أمن وسلامة واقتصاد السودان. دور الحركة الشعبية في هذا المخطط الشرير ضد السودان يتمثل في منح الكونجرس الذرائع والحيثيات وشهادات الزوّر، لإصدار سلسلة القرارات العدائية. لذلك أشعلت الحركة الشعبية الحرب ضد السودان في أربع جبهات، فى (المناطق الثلاث) وهجليج. وذلك بغرض خلق الأجواء العسكرية والسياسية للتمهيد لإصدار قرار أمريكي ضد السودان، وتقنين حرب أمريكية جديدة ضد السودان، وإصدار قائمة عقوبات جديدة، وإرسال قوات أجنبية إلى السودان تحت غطاء دوليّ لتحتل تلك القوات مناطق جديدة في السودان. كل ذلك يأتي خصماً على السيادة الوطنية السودانية، وخصماً على الجيش السوداني صمام أمان السودان، وزعزعة لاستقرار شعب السودان فلا يصبح شعباً ناهضاً. لقد حرصت الحركة الشعبية في مثابرة منهجيَّة متواصلة على تزويد الكونجرس بشهادات الزور لتصعيد العداء ضد السودان. لن ينسى السودان الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم وقد وقف بإطلالته الكئيبة أمام الكونجرس في 92/ يوليو 9002م ليقول ما نصّه: (السودان دولة عنصرية فاشية تمارس الإضطهاد الديني والعنصري وتمارس التطهير العرقي ضد غير المسلمين). تلك هى حزمة الأكاذيب التي صنعتها ماكينة الدعاية المضادة للسودان خلال أكثر من عشرين عاماً، ليجئ (باقان) ويلقي بها في لحظة واحدة دفعة واحدة أمام الكونجرس. وذلك بالنيابة عن كونسورتيوم (اتحاد) أعداء السودان من الأصوليين المسيحيين والصهاينة وأجرائهم، الذين بعد هدم سور برلين حملوا حجارته ليبنوا بها سوراً جديداً حول السودان. ولكن لم ينجحوا. ولن ينجحوا. وقف (باقان) أمام الكونجرس ليدلي بشهادة الزوّر بعد أن كانت حينها قد بدأت تتضح أمام العالم صفحات سياسية أمريكية جديدة تجاه السودان. سياسة تبدأ في طيّ الصفحات القديمة، برفع السودان من قائمة الإرهاب وإلغاء الحظر الاقتصادي وإعفاء الديون. لكن (باقان) وقف أمام الكونجرس يطالب باستبقاء الحظر الاقتصادي والمحافظة علي وضع السودان في قائمة الإرهاب. في ذلك اليوم المشهود وقف (باقان) خريج مدرسة (الكادر) في (كوبا) بانجليزيته المكسرة أمام نخبة واشنطن السياسية في الكونجرس يثير الأضغان ضد السودان. وضع اللوبي المسيحي الصهيوني الإستخباري (باقان) منصوباً في منصَّة الكونجرس ليدلي بشهادة الزور. بعد أن كان قد خاطبه الجنرال غريشن (المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى السودان) وطالب بوضوح برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وإلغاء الحظر الاقتصادي، حيث أيدّ رئيس لجنة الشئون الخارجية في الكونجرس (جون كيري) طرح الجنرال غريشن. في نهاية الجولة كسب اللوبي المعادي للسودان المعركة ضد الجنرال غريشن. حيث وقف شاهد الزور باقان وعلى يمينه أطنان من الوثائق المزوَّرة يطعن في صدقية الجيش السوداني ويهدِّد بحرب أهلية جديدة. الحرب الأهلية الجديدة التي تجري اليوم في السودان، والتي أشعلتها الحركة الشعبية في أربع جبهات في (المناطق الثلاث) وهجليج، هى نفس الحرب التي هدَّد باقان في الكونجرس بإشعالها. أثبتت شهادة الزور التي ألقاها (باقان) في الكونجرس عن السودان، أن (باقان) عقبة و (حرف علَّة) يمنع قيام علاقات صحيحة بين السودان وجنوب السودان. تلك العلاقات التي لن تقوم إلا بغياب الحركة الشعبية وأمينها العام باقان وأمثاله من المشهد السياسي الجنوبي. ولكن حتى اليوم في الخرطوم لم يتمّ حذف حرف العلّة. حيث ما تزال الخرطوم تستقبل (باقان) كضيف (5) نجوم، بينما جيوشه الغادرة تهاجم هجليج لاحتلالها. الحرب الأهلية الجديدة التي أشعل (باقان) نيرانها في السودان اليوم، بعد أن هدَّد بإشعالها في كلمته أمام الكونجرس، توضح منذ اليوم الأول أن حرص باقان على استدامة السلام في السودان، فيه (إنَّ). لكن باقان الذي لم يقبل بقواعد السلام في نيفاشا وتحكيم لاهاي الدولي وأشعل الحرب الجديدة في أربع جبهات، لن يقبل بقواعد النحو. لن يقبل (باقان) القول بأن حرصه على السلام في السودان فيه (إنَّ) لن يقبل باقان أن تدخل عليه (إنَّ) ليصبح منصوباً بالفتحة الظاهرة على آخره!. لقد كذب باقان في الكونجرس بقوله: (السودان دولة عنصرية فاشية تمارس الإضطهاد الديني والعنصري وتمارس التطهير العرقي ضد غير المسلمين). إذا كان السودان كذلك، فلماذا في 31/ مارس 2102م قام (باقان) بتوقيع اتفاقية (الحريات الأربع) مع السودان؟. تلك الإتفاقية التي حرص فيها (باقان) على الإقامة والتنقل والعمل والتملك في دولة عنصرية فاشية تمارس الإضطهاد الديني والتطهير العرقي!. لقد كذب باقان في الخرطوم يومي 22 32/ مارس الجاري وهو يتظاهر بالطرب أمام الكابلي، بينما في نفس اللحظة حشد جيوشه ويدها على الزناد لاحتلال هجليج، وقد حدَّد ساعة الصِّفر. لقد أصبحت السيا سة و(النحو) يلتقيان في (باقان)، كما لم يلتقيا في أحد غيره. حيث أصبحت أشهر جملة في السيّاسة والنحو هى جملة (إنّ باقان من الكاذبين). في هذه الجملة باقان إسم (إنّ) منصوب بالفتحة الظاهرة على آخره. باقان فيه (إنَّ). لكن هل اقتنعت الخرطوم، أم أنها تحتاج إلى برهان جديد. باقان (حرف علّة). هل تحذف الخرطوم (حرف العلّة)، برفض التعامل معه ومع حركته الشعبيَّة، أم ستمدّ حبال الصبر حتى ينجز باقان والحركة الشعبية بالمراوغات والخداع والحرب فصلاً جديداً من مشروع قيام (السودان الجديد).