(على المحك) [email protected] ليست هذه المرة الأولى التي يصادف فيها يوم إطلالتي، اليوم الأول من أبريل0 ولأن الكثيرين لا يعيرون هذا اليوم اهتماماً أو حتى يذكرونه، فبالتالي تنطلي عليهم الإشاعات والأكاذيب والمقالب المتعمدة من أصدقائهم ولا يكتشفون ذلك إلا مؤخراً بعد أن يشغلهم الحدث أو الخبر المفبرك والمصاغ بعناية فائقة بغرض المداعبة أو خلق نوع من البلبلة وخلخلة رتابة الحياة أو ربما لاختبار قدرة الذكاء الفطري عند الناس ومدى متابعتهم للأحداث0 لا أدري الحكمة في اختيار هذا اليوم الذي عرف طريقه إلينا من بوابة الغرب الذي يعني بالغرائب والعجائب، ولكن قيل عنه الكثير في المراجع العالمية والشبكة العنكبوتية وأشاروا إلى أنه بدأ في القرون الوسطى بفرنسا ثم انتشر في القرن التاسع عشر في البلدان الأوروبية وفق ما جاء في هذا الموجز المقتطف من جعبة الشبكة0 (بدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564 وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من أبريل بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة، وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من يناير ظل بعض الناس يحتفلون به في الأول من أبريل كالعادة ومن ثم أطلق عليهم ضحايا أبريل وأصبحت عادة المزاح مع الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى البلدان الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في إنجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي، ويطلق على الضحية في فرنسا اسم السمكة وفي اسكتلندا نكتة أبريل0 ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول أبريل وبين عيد "هولي" المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعابة ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من أبريل0 وهناك جانب آخر من الباحثين في اصل الكذب يرون أن نشأته تعود إلى القرون الوسطى إذ أن شهر أبريل في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول، فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلي العقلاء من اجلهم، وفي ذلك الحين نشأ العيد المعروف باسم عيد جميع المجانين أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين0 وهناك باحثون آخرون يؤكدون أن كذبة أول أبريل لم تنتشر بشكل واسع بين غالبية شعوب العالم إلا في القرن التاسع عشر) ولو دقق الغرب في سلوكيات البشر بالعالم الثالث وبخاصة عندنا، لأكتشف أن تخصيص يوم معين للكذب لا يعدو أن يكون ضرباً من ضروب العبث وتقليداً يفتقد للجدوى لأنه يقع عادة ضمن نطاق الحياة اليومية التي نعيشها حيث أننا لم نعد بحاجة للانتظار عاماً كاملاً حتى يجيء الأول من أبريل لكي يمارس الكذب علينا سواء كان أبيضاً أم أسوداً، فصار ديدن الكثيرين في تعاملاتهم اليومية دون أن ترمش لهم عين بل هناك من يدعم كذبه بالحلف بأغلظ الإيمان لنصدقه0 وإذا كانت كذبة أبريل نشأت أصلاً بغرض الدعابة والمزاح فإن ما يسود في أيامنا هذه من أكاذيب لا تصدر لذات الهدف وإنما أصبحت عادة يبرع في استخدامها الناس ليحققوا من ورائها مكاسب أو مآرب ذاتية، فإذا شاع خبر يبدأ مثلاً بعبارة (تم تخفيض) عليك أن تدرك فوراً إنه كاذب ولا يصلح للاستخدام في هذا اليوم0
