من الواضح جدا ان انفجار مبارك الفاضل وهجومه المفاجئ العنيف على السيد الصادق المهدي وابنائه جاء بعد فترة احتقان نفسي طويل بسبب عدم نجاحه في استعادة الثقة بينه وبين السيد الصادق المهدي فركنه الامام في (قراش ال المهدي) .. لم تسلم الجرة في هذه المرة سيدي مبارك والشاعر يقول : إن القلوب إذا تنافر ودها مثل الزجاجة كسرها لايجبر لم يفلح مبارك الفاضل في جبر كسر الخروج بالعودة وتقديم ابتسامات لم يثق الصادق في مابعدها وماخلفها وفي هويتها الحقيقية حتى يظفر مبارك بما يحفظ له ماء وجهه ويتم استيعابه في مؤسسات حزب الامة .. مبارك كان يأمل في منصب الامين العام للحزب ولكن الصادق المهدي لم يرغب في الدخول في مخاطرة غير مامونة العواقب ..لان برغماتية مبارك لاتجعله يكتفي ويهدأ بهذا الموقع بل سيرمي ببصره نحو مقعد الامام نفسه .. مبارك طموح ولكن بذكاء متواضع والصادق يتعلم من التجارب الطويلة شيئا مهما هو ان النبل في السياسة هو نوع من انواع الغباء.. ولكن ورغم كل هذا حاول مبارك الفاضل الاتصال مرة اخرى بفرضية ان هناك ازدحام في شبكة الاتصال كما تردد فتاة الهاتف الجوال .. ومبارك ايضا يعرف ان الصادق المهدي ليس شخصا نهائيا ..وهذا يغريه بان يقول مايقول دون ان يتوقع الطرد من حوش الحزب الكبير.. لقد مرمط الرجل نفسه حين ظن ان الصادق المهدي الان هو الصادق المهدي (بتاع الثمانينيات)..وكان عليه ان يصبر قليلا حتى يتاكد من حقيقة تقول ان الصادق المهدي بعد ان تقدم به العمر عادت له تلك الروح التي فقدها بعد مرحلة عام 1967 حين كان يدير معاركه بروح المراوغة ومنطق السياسة الحقيقي.. الصادق ضيعته حالة الوعي المتقدم التي تحلى بها في فترات لاحقة فتحول الى منظر سياسي لايتقن قانون الممارسة الواقعية .. الافضل ان ينسحب مبارك الفاضل ويواصل طريقه في المعارضة السياسية لوحده فقد جرب وتخبط وعاد.. ولم تكن الخلاصة سوى (البهدلة والتوهان) ..