كلام الناس *لم نكن في حاجة الى مناشدة الرئيس الامريكي اوباما لان موروثاتنا الدينية والاخلاقية توصينا بالجار وتحضنا على الدفع بالتي هي احسن حتى مع الذين بيننا وبينه عداوة‘ لكن للاسف فان النزاعات المفروضة على بلدي السودان تتيح الفرصة للغير للتدخل في شؤوننا الداخلية لتهدئة الموقف والدعوة للجنوح للسلم. *نعلم ايضا ان العالم الذي اصبح قرية صغيرة لم يعد من الممكن الحياة بمعزل عنه‘بل اننا في الواقع ندور في فلكه نؤثر فيه ويؤثر فينا‘ ومن حسن الحظ انه في العلاقات الخارجية لاتوجد عداءات دائمة ولا صداقات دائمة وانما هناك مصالح دائمة‘هذه المصالح لابد من وضعها في الاعتبار لتحقبق مصالحنا دون ان نتنازل عن قيمنا ومبادئنا واهدافنا. *معركة هجليج وضعت الراي العام الاقليمي والعالمي امام المحك‘ولمسنا مواقف من الاسرة الدولية مناصرة للحق‘داعية المعتدين الى وقف العدائيات وعدم التدخل في شؤون الاخر الداخلية‘وفي ذات الاتجاه جاءت مناشدة الرئيس الامريكي اوباما. *ان مناشدة الرئيس الامريكي لشعبي دولتي السودان ولحكومتيهما لم يخرج من ما ظللنا ندعو اليه في الداخل من ضرورة حماية ارواح المواطنين الابرياء ووقف التصريحات الملتهبة التي تؤجج نيران الفتن اكثر‘ وحتى تذكيره لنا بويلات وخسائر الحرب ليس خافيا علينا ولا على حكومتي بلدي السودان. *اتفق الرئيس الامريكي معنا على ضرورة كسر دوامات العنف‘ والاستمرار في عمليات استكمال السلام والتنمية‘ وندرك معه ان الحرب تهدد كل ما تم من سلام واستقرار وتنمية‘وان هناك دائما فرصة لتفادي الانسياق مرة اخرى الى اتون الحرب. *نعلم ايضا ان استمرار الحرب يعني المزيد من المعاناة للمواطنين في الشمال والجنوب ومزيد من اللاجئين ومزيد من الموت ومزيد من الاحلام الضائعة لنا ولاجيالنا القادمة كما عبرعن ذلك الرئيس اوباما في مناشدته التي لاتخلو من رسالة انسانية. *ان مناشدته للحكومتين في بلدي السودان لوقف العدائيات ومراعاة الاحوال الانسانية للمواطنين المتضررين‘وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لكل‘ وان يتحليا بالحكمة والشجاعة ويعودا الى طاولة المفاوضات ‘امر يتفق تماما مع معتقداتنا وقيمنا السمحة‘ اضافة الى ان هذا هو السبيل الوحيد لتامين السلام في بلدي السودان وداخل كل منهما وفي العالم المحيط بنا. *نتفق مع الرئيس الامريكي اوباما ايضا في ان مستقبلنا بين دولتي السودان مستقبل مشترك وانه لايمكن ان ننعم بالسلام مع استمرار العدائيات والعنف بين بلدينا‘وقد حان وقت لاختيار السلام واطفاء بؤر الحرب والتوتر بين بلدينا بالتي هي احسن.