اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    بعد رحلة شاقة "بورتسودان.. الدوحة ثم الرباط ونهاية بالخميسات"..بعثة منتخب الشباب تحط رحالها في منتجع ضاية الرومي بالخميسات    على هامش مشاركته في عمومية الفيفا ببانكوك..وفد الاتحاد السوداني ينخرط في اجتماعات متواصلة مع مكاتب الفيفا    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالفيديو.. الرجل السودني الذي ظهر في مقطع مع الراقصة آية أفرو وهو يتغزل فيها يشكو من سخرية الجمهور : (ما تعرضت له من هجوم لم يتعرض له أهل بغداد في زمن التتار)    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    مطار دنقلا.. مناشدة عاجلة إلى رئيس مجلس السيادة    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحلو لم يقتل او يعزل احدا من ابناء النوبة المتعلمين كما يدعى احمد هرون


!!!.
طالب تية.
ان اسباب الهزيمة تجعل المرؤ المهزوم يتصرف بهستيريا... فهزيمة المؤتمر الوطنى المجلجلة فى جبال النوبة، جعلت احمد هرون يتصرف بهستيريا.... فبعد ان اغتال المؤتمر الوطنى ابراهيم بلندية ... رئيس المجلس فى جنوب كردفان غيلة .... فى كمين نصبوه له فى مكان يسيطرون عليه تماما، قام باتهام الحركة الشعبية بالقيام بذلك الاغتيال الغادر، ولكن الحركة الشعبية ردت بسرعة ونفت تماما ضلوعها فى مثل هذا المخطط الاجرامى الغادر الجبان ....والذى تخصص فيه المؤتمر الوطنى، وعلى رأسه السفاح احمد محمد هرون، الذى اشرف بنفسه على تصفية ابناء النوبة المتعلمين فى التسعينيات من القرن الماضى، ولا نشك اطلاقا فى ضلوعه فى التخطيط والاشراف على اغتيال بلندية ورفاقه من المتعلمين من ابناء النوبة المنتمين للمؤتمر الوطنى فى ذلك الحادث.
فبالرغم من ان بلندية ورفاقه قد كانوا معه قلبا وقالبا، الا ان امثال هؤلاء لهم ادوارا يأدونها، متى ادوها، تم التخلص منهم واتوا باخرين وهو مصير كل من يرفع راسه من ابناء النوبة المنتسبون للمؤتمر الوطنى. ويبدون ان بلندية قد ادى دوره ولا يرجى منه الكثير بعد ذلك، لذا كان لا بد من القضاء عليه. ...الجدير بالذكر انهم قد حاولوا اغتياله عندما قامت الاحداث فى يونيو من العام الماضى، الا انه قد نجى باعجوبة، ولكنه لم يفهم الدرس فكانت الواقعة، ولكن ...هذه المرة قد كانت ابدية!!!.
فقبيل شهر تقريبا من اغتياله، اختلف بلندية مع احمد هرون وتقدم بأستقالته ولزم منزله، الا انهم استطاعوا ان يعيدوه مرة اخرى، ولكن بمخطط اجرامى .... لكى يتم التخلص منه مستقبلا، لانهم ما كانوا يستطيعون التخلص منه ....وهو فى تلك الحالة ..... لان اصابع الاتهام كانت سوف تشير اليهم تماما، كما انهم كانوا لا يريدون اعطائه ذلك الشرف...!!. ومع ذلك نقول ان شعب النوبة الفطن لا يمكن ان يصدق هذه المسرحية الهستيرية الهزيلة، التى يخرجها احمد هرون حتى يبرىء نفسه من فعلته الشنعاء تلك.
فاحمد هرون اراد ان يجعل اراضى قبيلة كادقلى ضيعة له يتصرف فيها كما شاء ويوزعها لمن يشاء.... ولكن بلندية قد وقف فى وجهه ضد هذه المؤامرة هذه المرة، فما كان من هرون الا وان يدبر هذه المكيدة ويغتال بلندية لياتى ويمشى فى جنازته، ويتباكى عليه ويدعى بان الحركة الشعبية تقوم بتصفية ابناء النوبة المتعلمين، واعادنا للاسطوانة المشروخة التى يستخدمونها دائما كلما ارادوا ان يفرقوا بين النوبة المتعلمين والحركة الشعبية. ولكنه كان يتصرف هذه المرة بهستيريا...
الا ان هرون قد كشف عن مخططه بعد ان عين فى مكان بلندية واحدا من اكبر مرتزقة ابناء كادقلى.... يسمى الهادى ادم اندو ... فى خطوة غير قانونية... وغير دستورية .... ولا علاقة لها بالعمل البرلمانى الديمقراطى الذى يتبجح به المؤتمر الوطنى. لقد تم اختيار شخص لم يك عضوا فى المجلس ولم يك مرشحا من قبل لا فى الدوائر ولا فى القوائم الحزبية...... كلما هنالك هو الاتيان بشخص ضعيف يمكن ان يمررمخططاته عبره.
فقد لعب هذا الهادى دورا قبيحا من قبل مكن فيه المؤتمر الوطنى فى الولاية من السطو على المواقع الاستراتيجية لاراضى مرتا من قبيلة كادقلى. واحمد هرون يريد الان التصرف فى اراضى تافرى او هو قد تصرف فيها فعلا باعتبار ان خشما البيتين هذاين من اكبر مؤيدى الحركة الشعبية، لذا اراد هرون استراتيجيا ضرب الحركة فى مواقعها حتى يشلها تماما فى مدينة كادقلى. ففى الانتخابات الاخيرة تم استبعاد هاتين المنطقتين من الخارطة الانتخابية لمدينة كادقلى فى عملية تزوير واضحة - وهما الاصل - حتى لا تفوز الحركة الشعبية، وبالفعل لولا استبعاد هاتين المنطقتين لما استطاع المؤتمر الوطنى الفوز بمقعد مدينة كادقلى رغم التزوير، لذا اتى بابن من ابناء المنطقة حتى يجد الشرعية لتمرير مخططاته بفرية ان مقعد رئاسة المجلس مخصص للنوبة. وهو بذلك يريد ان يخدع النوبة حتى يصدقوه ولكن هيهات... نقول ل هرون ان اراضى تافرى سم زعاف، وهى وحدها سوف تقبر الكثيرين من من يتهجم عليها قبل ان تطأها ارجلهم ، فأرواح اجدادنا الذين ورثونا اياها تحرسها..وهرون سوف يرى ذلك فى نفسه وفى اولاده وذريته طال الزمن ام قصر، فعليه ان يتزكر ما نقوله جيدا ان عاش حيا..!!!.
وهرون بدلا من ان يختشى من فعلته تلك ذهب واتهم الحلو بانه يصفى ابناء النوبة المتعلمين، وضرب مثلا فى ذلك باغتيال بلندية عندما كان يتحدث عنه، كما انه فى سلسلة مقالات له ضرب امثلة بالمجموعة التى تم تصفيتها بواسطة الحركة الشعبية فى اوائل التسعينيات من القرن الماضى ونسب ذلك للحلو. فهرون بهذا الاتهام يريد ان يزيف التأريخ. فما دمنا احياءا وفاعلين فى هذا المسرح وشهداء للعصر كان لا بد من دهض هذه الفرية حتى لا تصبح مسلم بها يصدقها الغافلون من ابناء النوبة المتعلين الذين يخاطبهم هرون بهذا المكر والدهاء...
فالحلو فى تلك الفترة لم يك له صلة بجبال النوبة، فالذى كان على راس القيادة هو القائد الشهيد يوسف كوة مكى وهو يتحمل مسئوليته فى التفريط حتى تمت تصفية ذلك الكادر الذى مازلنا نتخسر علي فقده، بل قد تحملها فعلا بكل شجاعة. فأن كان هنالك حساب، فيوسف كوة هو المسئول من ذلك وليس الحلو كما يدعى هرون.
ولكن التأريخ يقول لنا بوضوح ان احمد محمد هرون، مسئولا اولا لادارة السلام ... ووزيرا للشئون الانسانية فى جنوب كردفان وقتها....، هو الذى قام واشرف على تصفية كل ابناء النوبة المتعلمين فى مدينة كادقلى بالتحديد......، فى ذلك الوقت بمساعدة المرتزق احمد خميس - نفس الشخص المسئول الان من تنفيذ اغتيال بلندية، - ومن الذين تمت تصفيتهم:
الاساتذة: عصمت حسن خيرالسيد، يوسف جلدكون، محمد يحيى، السيد اسماعيل كنو، ابوزيت شلال، بلال حامد، محمد على حمامة، السر عبدالنبى، كما تم تصفية الباشمهندس محمد مكى والاستاذ المحامى حمدان كورى ووالده حسن كورى، والباشممرض محمد نوار، واحمد يوسف البدوى ورجب كافى وعبدالله تية ...... والقائمة تطول وتطول.
كما قام هرون بافراغ مدينة كادقلى من بقية المعلمين حيث تم نقلهم خارج الاقليم ،كما قام بنقل الممرضين والممرضات حتى الموظفين فى الخدمة المدنية ليتم تدمير النسيج الاجتماعى لمدينة كادقلى والاحلال مكان هؤلاء باخرين . فى الحقيقة قد تم نقل كل من هو متعلم من ابناء النوبة من مدينة كادقلى ولم يبقى منهم الا المرتزقة ومن لا حيلة له.
بل قد ذهب هرون الى اكثر من ذلك عندما اشرف على تصفية مشروعات التنمية الكبرى فى جبال النوبة مثل : مشروع مؤسسة جبال النوبة الزراعية ومشروع جبال النوبة للتنمية الريفية وكل المشروعات الحيوية فى مدينة كادقلى. والتأريخ يعيد نفسه الان...!
فنفس سيناريوهات الاغتيالات فى التسعينيات قد بدأت منذ ان قامت الحرب فى يونيو من العام الماضى حيث استهدف المؤتمر الوطنى المتعلمين حتى الذين معه فى الحزب، واغتالوا من اغتالوا ونهبوا من نهبوا ودمروا بيوت من دمروا... لقد كانت الواقعة تحكى عن حقد دفين لدى المؤتمر الوطنى، ضد المتعلمين من ابناء النوبة، من الجيل الحديث، الذى تمرد على هذا الواقع المتأخر.
فمؤامرات هرون فى جبال النوبة مازالت مستمرة. ففى الواقع احمد هرون يكره ان يرى امامه اى من المتعلمين من ابناء النوبة، خاصة فى مدينة كادقلى. فهو يعتمد على المرتزقة ومتوسطى التعليم والذكاء من ابناء النوبة فى تمرير مشروعاته كما يفعل الان. فهرون يعمل بكل همة ونشاط لكى ينهى العنصر النوبى المتعلم فى جنوب كردفان، وفى مدينة كادقلى على وجه التحديد. وهو يسعى كذلك بكل ما يملك من قوة لكى يكون مقبولا على راس هذه الولاية بالرغم من ان انسان الولاية يكرهه ولا يرغب فيه، بل هو قد فرض عليها فرضا ....وهو الذى ليست له اى علاقة بهذه الولاية ولا يهمه ان دمرت او حطمت او كسرت.... ، بأختصار :هو ليس من ابناء هذه الولاية ولا يهمه ان استقرت ام لم تستقر، اما الحلو فان لم يك من ابناء النوبة فيكفيه شرفا... بانه ابن من ابناء هذه الولاية .....ولد وترعرع فيها ..... وبالتالى تهمه امور الولاية اكثر من هرون.
كما ان الحلو لم يسعى لكى يأتى على رئاسة الحركة فى الولاية بمحض ارادته، بل الرئاسة هى التى ذهبت تبحث عنه. لقد واجه ضغوطا رهيبة من ابناء النوبة فى كل مكان، فى الداخل والخارج لكى يعود لقيادة السفينة مرة اخرى بعد ان كادت ان تغرق فى شبر من ماء بعد ان اتى على راسها من هم دون طموحات النوبة!!!!.
فكاتب هذا المقال قد كان من احد الذين مارسوا ضغوطا على الحلو لكى يعود لتحمل مسئولياته التاريخية. لقد كان ذلك عبر خطاب بريد الكترونى واضح المضمون باللغة الانجليزية فحواه: "قد كان رائنا واضحا بأننا لا نعرف دانيالا او جلابا او تلفونا، بل نعرفك انت". فذكرناه بان الشهيد يوسف كوة عندما كان على فراش الموت استشار وكان الاختيار له بالرغم من وجود جلاب نائبا له كما كان هنالك دانيال كودى وتلفون كوكو وهم من ابناء النوبة اما وابا!!!.
لم يك النضال يحتاج الى مجاملات..... فيوسف كوة كان يعلم بأن امكانيات هؤلاء فى القيادة محدودة... لذا استشارنا وتم اختيار الحلو. وفى واشنطون اجتمعنا معه فى الجمعة العاشر من ابريل2009 م لكى نقنعه بالرجوع. وقد كان معنا وقتها كوكبة من الشباب من ضمنها الاستاذ امين زكريا وماجد كباشى واخرين. وفى ذلك الاجتماع استطعنا ان نقنعه بتحمل القيادة فى هذه المرحلة الحرجة من تأريخ النوبة، والا فأن مصير النوبة سيكون مجهولا، وسوف تذهب الحركة الشعبية فى جبال النوبة، وهى الدرع الواقى للنوبة الى مزبلة التأريخ، وهذا ما كان يريده الاعداء، حتى يسهل ضرب النوبة امام تلك القيادات الرخوة التى يتمنى المؤتمر الوطنى ان تكون هى على رأس القيادة.
لم نكتفى بالحديث معه لوحده، بل لقد تحدثنا الى كل من فاقان اموم ودينق الور وحملناهما رسائل واضحة لرئيس الحركة الشعبية وقتها، سلفا كير ميارديت. فبالرغم من ان فاقان ودينق الور كانا لهما اراء مغايرة، اذ انهما كانا يران بأن مكان الحلو فى المركز وليس الولاية، لاننا بهذا نكون قد حجمناه، الا اننا اصرينا وقلنا بان الخلاص للوضع المتردى والمتأزم للحركة الشعبية فى جبال النوبة بعد عزل رئيس الحركة ونائب الوالى دانيال كودى بواسطة مجلس التحرير هو لا بد من تداركه بشخصية تكون مقبولة لدى النوبة، وقد كان. فقد كان شرط الحلو الوحيد هو ان يأتى ابناء النوبة المتعلمين لكى يعاونه، وقد ابدينا استعدادا لتحمل المسئولة ان تم استدعائنا لذلك حتى ان اراد ان نكون خفراءا، لان الوظيفة فى السودان لا تعنى شيئا لشخص يترك امريكا للسودان.
فبعد رجوع الوفد للسودان تم اختيار الحلو رئيسا للحركة الشعبية ونائبا للوالى فى جنوب كردفان ولم نستغرب لذلك. ونحن متأكدون تماما بان محاولتنا تلك بالرغم من جديتها لم تك المحاولة الوحيدة، فقد كانت هنالك محاولات من جهات كثيرة لتجمعات ابناء النوبة لاقناع الرجل لكى يتحمل مسئولية القيادة فى جبال النوبة فى ذلك الظرف الحرج. ويمكن ان نقول ان معدل قبول الحلو لدى النوبة، وخاصة وسط الجيل من الشباب المتعلم معدل يفوق ال 80%، وهذا هوالجيل الذى سيهزم الهزيمة فى جبال النوبة.
اذا اى حديث يقول بان الحلو يفرض نفسه او ان هنالك شخص او اشخاص يفرضونه على النوبة فهو حديث عارى من الصحة تماما. فقد كان موقف كل من فاقان والور واضحا جدا... وهو ان الحلو تنتظره مسئوليات قومية لذا فهم سوف لن يفرطوا فيه، ....الا ان موقفنا قد كان هو الاصلب، لذا استجابت القيادة لطلبنا وعين الحلو رئيسا للحركة الشعبية ونائبا للوالى فى جنوب كردفان.
وبما اننا كنا من الذين مارسوا الضغط على الرجل لكى يتحمل القيادة فى جبال النوبة، كان لا بد للشعب النوبى ان يعلم ذلك حتى لا ينخدع بتلك المعلوات المضللة التى يزيف بها هرون واعلام المؤتمر الوطنى من ورائه الحقائق والتأريخ، ويريد بذلك ان يجد العطف من النوبة ليمحو تأريخه السىء فى جبال النوبة، ولكن هيهات.!!!!
نعلم تماما بان شعب جبال النوبة يعى تماما ما يدور حوله، وما الانتخابات الاخيرة والحرب الدائرة الان الا شاهدان لما نقول، لانه لاول مرة يلتف النوبة حول انفسهم وحول قائدهم ويتماسكوا بهذه الطريقة، عليه لا بد من الوقوف بعنف ضد المرتزقة من ابناء النوبة الذين يبيعون القضية من اجل دريهمات لا تسمن ولا تغنين من جوع.
ذكر هرون واعلامه ايضا بان الحلو يبعد ابناء النوبة المتعلمين من حوله. ويبدو ان هرون يريد ان ينافس الحلو فى الدخول لقلوب ابناء النوبة، ولكن ليس بهذه الطريقة الفجة يا هذا. نرد ل هرون ونقول ان ما يقوله غير صحيح، بل ابناء النوبة المتعلمين هم وحدهم الذين يبعدون انفسهم من الشأن النوبى!!.
فأن كانوا هم قد ملؤا الفراغ لما وجد الحلو هذه الخانة شاغرة ليملأها. فتأريخينا، نجد ان النخب المتعلمة من ابناء النوبة بعيدة كل البعد من قضايا مجتمعاتهم، وخاصة ان خصينا انفسنا بالرعيل الاول منهم الذى كان يجب ان يكون على سدة القيادة. فهؤلاء وقعوا فريسة لاشكال التبعية الفكرية التى تمثلت فى صياغات فكرية ونظرية وليدة للصراع الايديولوجى اكثر من كونها مرتبطة بالفهم العميق للمسيرة التأريخية للنوبة.
فشعب النوبة شعب عريق عمره سبعة الاف سنة، شعب قهر المستحيل، شعب له فلسفته الخاصة، شعب صلب قوى، ولكنه شعب متسامح الى ابعد الحدود، وهذه الميزة بالرغم من انها ميزة طيبة، لكنها مكلفة، كلفته الكثير ودفع فى ذلك حريته ثمنا.
فهذه المجموعة من المتعلمين قد انسلخت تماما من مجتمعاتها وابتعدت عنها. فمنهم من خرج دون ان يلتفت الى الوراء. ومنهم من تنظم فى تنظيمات هدفها نسف النوبة نسفا من الوجود لذا لم يتفق النوبة معهم. لقد تأثروا بالثقافة العروبية الاسلامية التى تأصلت فيهم عن طريق المدارس وراديو هنا امدرمان!!! فنجد انهم كلما ارتقوا فى السلم التعليمى درجة كلما ابتعدوا من مجتمعاتهم درجات،....لذا كانوا بعيدين كل البعد من مجتمعتها التى هربوا منها هروبا.... نرى فى كل الدنيا وفى كل المجتمعات ان النخب المنتمية لها تقودها، الا عندنا فى جبال النوبة!!.
عندما نشأ اتحادعام جبال النوبة كانوا شبابا ولكنهم لم يكونوا فى قيادته ليتحملوا مسئولياتهم. لقد كانوا بعيدين كل البعد عنه ولم يصبر الذين انخرطوا فيه حتى تاتى ادوارهم لتحمل المسئولية. لم يك لهم دور مؤثر فى الحزب القومى السودانى. الحزب الذى تطور واتى من رحم اتحاد عام جبال النوبة. اما انتسابهم للحركة الشعبية التى يقف معها النوبة فهو ضعيف او يتم من منازلهم، وهذا لا يفيد النوبة كثيرا. فالان اكثر من 90% من شعب النوبة هم حركة شعبية، لذا فهم متخلفون عن مجتمعاتهم. فالقائد دائما يبحث عن اين يميل شعبه لكى يقوده، الا عندنا فى جبال النوبة، فالنخب منه تريد ان تقود شعبها ضد رغباتها وتطلعاتها. انهم يريدون ان يقودوا شعبهم حيث لا بداية ولا نهاية. الى حيث عدم الثقة بالنفس والانصهار فى تنظيمات يشعرون بالدونية فيها.
بل العكس، لقد قدم الحلو دعوات للمتعلمين من ابناء النوبة لتحمل المسئولية، لكن الجبن والخوف يقفان دونهم لتحمل مسئولياتهم. فالشعور بالدونية عندما يكونوا وسط مجتمعاتهم جعلهم يحجمون من المشاركة فى قيادتها باعتبار ان مجتمعاتهم متخلفة..... لكن السؤال الملح هو ماذا فعلوا حتى ينهضوا بتلك المجتمعات؟؟؟. ...فما هو دورهم فى تطور مناطقهم التى نشأوا فيها؟؟. ...قد يبنى احدهم عمارة فى الخرطوم او فى اسبانيا!!!!.... ولكنه يعجز تماما عن بناء غرفة واحدة فى المكان الذى ولد ونشأ وترعرع فيه حتى يقلده الاخرون..... انهم حقيقة ازمة وازمة حقيقية!!!!.
لذا نقول ان الحلو لم يبعد احدا..... فالباب مفتوح لهم حتى يتحملوا مسئوليتهم لكى يرتاح هو، لكن لا بد من الالتزام التنظيمى الصارم. فأنه بدون اى تنظيم ينطلق من قلب مجتمعات النوبة من الصعب قيادة النوبة. فالذين يتحركون بدون قيود وبدون ان يتحملوا المسئولية ليسوا مفيدين للنوبة فى شىء.....فمعظم هؤلاء المتعلمون يتميزون بالشح والبخل وقبضة اليد!!!!. يريدون ان يأخذوا ولا يعطوا وان اخذوا خانوا الامانة وهزموا المشروع..... لذا فهم يذهبون للذى يعطى ولا يأخذ منهم.... انه الارتزاق بعينه!!!.
ان تحملوا المسئولية حصروها فى اسرهم وقبائلهم....، ومثل هؤلاء لا يمكن ان يكونوا قادة..... فالاسرة او القبيلة او الاثنية لا تخلق منك قائدا. لا بد من الانفتاح على الاخرين.....، وهذا ما يفتقده معظم المتعلمين من ابناء النوبة الذين انسلخوا عن مجتمعاتهم، وان هم عملوا ألبوا قبائلهم للتعنصر... بل ادعوا بان قبيلتهم هى ...وهى.... وهى...وهم بذلك لا يعلمون بان فى جبال النوبة ليست هنالك قبيلة او اثنية لها تفوق على الاثنيات الاخرى، وهذه محمدة، وعليه لا بد من ان تتماسك كل الاثنيات ان هى ارادت البقاء كما فعل الاجداد فى السابق، وبالتالى فان عدم فهم هذا يعيقهم فى القيادة. لقد فقدوا الثقة فى النفس، لقد اصبحوا اراجيز يحركون بواسطة اسيادهم اينما شاء وكيفما شاء محركهم لانه يدفع لهم. فى الواقع قد اصبح معظمهم مرتزقة يعيش على الفتات. تواطأؤا مع الجلاد، بل فى كثير من الاحوال يصبحون هم الجلاد نفسه.
هناك مذهب حديث فى علم النفس السياسى يسمى " علم نفس الصراع." فالذى يزعزع الافراد والمجتمعات والشعوب والامم والملل والدول هو الصراع، الصراع نحو الزعامة، لذا يستخدمهم العدو بعد ان يكون قد هيأهم لذلك ويدفع لهم .... لاحداث عدم استقرار وسط المجتمع النوبى....
اما من اتاك منهم فتجده ياتيك بطموحات زائدة من الحد....، فهو يريد ان يكون كل شىء...!!!، بل ويعتقد بانه كل شىء!!!!. يريدون القفز فوق الحواجز، ويمنون على مجتمعاتهم علمهم، وليتهم استفادوا منه،... "والقلم ما بزيل البلم". وان عزل احدهم من موقعه لاى سبب من الاسباب، خاصم المؤسسة واسرف فى الخصومة، بل احتمى بالقبيلة وألبها، كأن القبيلة هى التى اتت به!!!!. لذا لا نستغرب ان هم عادوا الى احضان العدو مرتزقة كما يحدث فى اغلب الاحيان ....عندما يفقدون مواقعهم القيادية.
اذا المشكلة فيهم هم، نتيجة لنظام التعليم الذى تلقوه. هذا التعليم الذى افقدهم ذاتيتهم وهويتهم والثقة فى انفسهم. فقد قال احد البروفسيرات منهم من شدة الاحباط والانهزام : "النوبة يحتاجون 100 عام لكى يحكموا السودان." !!!! يا هذا لا فض الله فوهك.!! الغريبة ان هذا البروفسير الذى لا يثق فى نفسه وفى قدراته، هو استاذ علم النفس التربوى....! واستغرب ان كان يدرس طلابه هذا الاسلوب الفكرى الانهزامى السالب!!!!.
النوبة شعب عمره اكثر من 7 الاف سنة كما زكرنا من قبل. شعب له خبرات تراكمية كامنة تحتاج لمن يفجرها. ....من هذا المنطلق، فنحن نختلف فى استنتاجاتنا من هذا البروفسير المأزوم نفسيا....، ونقول ان النوبة سيحكمون السودان قريبا لانهم هم الاجدر بذلك ان كان شكل وطريقة الحكم هو الذى نراه الان لانه ليس فيه شىء خارق. كلما هنالك اضرب اقتل اخنق وفطس واسرق وازنى، وهذا اسهل شىء يمكن ان يقوم به من يسمون انفسهم حكاما .....
ولذلك تفكير ايجابى متفائل بأننا قاب قوسين او ادنى من المشاركة الفاعلة فى ادارة الدولة السودانية وسنكون اكثر عدلا من هؤلاء وأرأف بشعبنا منهم.... اوسنحكم دولة النوبة الخاصة بهم على اسوأ الفروض ... وهذه ليست بامانى وانما تطلعات نعمل من اجل تحقيقها ....ونحن ماضون فى ذلك. لقد اتتنا الفرص مرتين لحكم السودان وفرطنا فيها،... ولكن هذه المرة سوف لم ولن نفرط فيها اطلاقا ....والبشير يعلم ذلك جيدا وقد حذر من حدوث ذلك، ولكن نقول له انها واقعة هذه المرة لا محالة.
نريد ان نقول فقط على الانهزاميين من ابناء النوبة المتعلمين امثال البروفسير، والذين تحجرت افئدتهم وعقولهم ان يبتعدوا عن طريقنا ....وبعدها سيرون ماذا سيحدث من تغيير...، أما مايقوله هرون بان الحلو يقتل او يبعد المتعلمين من ابناء النوبة من حوله فهو قول هراء يجب الا يلتفت اليه النوبة عموما والشرفاء المناضلون من ابناء النوبة، خاصة المتعلمين الذين امنوا بالقضية وهم كالقابض على الجمر...،
والنضال مستمر والنصر اكيد.
طالب تية،
الاراضى المحررة،
10 اغسطس، 2012م.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.