الاستاذ. سليم عبد الرحمن دكين لندن بريطانيا أخيراً جاء أعتراف حزب المؤتمر الحاكم برئاسة رئيسه عمر البشير ضمنياً بان للنوبة حقاً حقوق ومطالب ومظالم. وجاء هذا الاعتراف الضمنى والغير مشروط بعد الاجتماعات المكثفة التى قادها الرئيس البشير بنفسه ومعه أركان نظامه ومستشاريه المقربين. وذلك عشية تسلم كمال عبيد ملف قضية النوبة والتى ستبدا المفاوضات بشأنها فى العاصمة الاثيوبية أديس ابابا خلال الايام القلائل المقبلة والتى قال فيها حزب المؤتمر الحاكم أنه مصمم وعازم لحل قضية جبال النوبة حلاً عادلاً وشاملاً يرضى طموحات وتتطلعات النوبة. لان مطالبهم ستستجاب وان حقوقهم ستسرد وان مظالمهم سترفع نهائيا والى الابد. بعد ان توحدت رؤى وافكار حزب المؤتمر الحاكم فى خطاب سياسى واعلامى وكما النوبة ايضا.لان المواقف والمنطلقات متداخلة لا اختلاف على الاطلاق وحتى اذا ظهرت هناك اختلافات بين ابناء النوبة اينما كانوا واتسعت رقعة تلك الاختلافات لا يفسد فى الود قضية لان السلام هو الغاية المنشودة. كما شدد حزب المؤتمر الحاكم على موقفه الثابت الذى لايمكن تغييره او العدول عنه فيما يتعلق بابعاده للحركة الشعبية قطاع الشمال من طاولة المفاوضات نهائيا ورسميا. الا أبناء النوبة أهل القضية أنفسهم مرحبا بهم على طاولة المفاوضات على حد قول حزب المؤتمر الحاكم. لان الحركة الشعبية قطاع الشمال لم تعد تمثل نفسها ناهيك عن تمثيل النوبة. وكما أنها اى الحركة الشعبية قطاع الشمال اصبحت صفحة فى طريقها الى الطى النهائى والابدى وتصبح بعد ذلك تاريخ على حد تعبير المسؤول عن ملف قضية جبال النوبة. ولكن لن يتم هذا بمعزل عن جهود أبناء النوبة خارج السودان الذين ناضلوا ولايزالوا يناضلوا ويكافحوا من اجل قضية اهلهم النوبة من خلال التعبئة الاعلامية عبر أجهزتها المسموعة والمرئية والمقروء. وايضا لقاءتهم واجتماعاتهم المكثفة مع المنظمات العالمية المراعية لحقوق الانسان والسلام فى العالم المنبثقة من الاممالمتحدة. وايضا المنظمات الخيرية دعاة السلام والوفاق والمحبة والتعايش السلمى بين شعوب الارض.واهم ما ذلك كله هو أقلامهم الجريئة التى تكتب الحقائق بموضوعية وشفافية فى التحريض والتشجيع ودعم السلام الذى اصبح امراً مختوماُ لا مفر منه. مما دفع بالحزب المؤتمر الحاكم الى دعوة أبناء النوبة فى أتخاذه هذه الخطوة الشجاعة والجريئة ببدأ التفاوض الحقيقى وصنع السلام الشامل والعادل والمستدام. كما لاننسى جهود ابناء النوبة فى الداخل السودان وخاصاً القيادات الشبابية الجديدة التى ألتقت نائب رئيس الجمهورية على عثمان طة وبعض مستشارى رئيس الجمهورية حيث طلبوا منهم وقف الحرب والدخول فى المفاوضات المباشرة مع النوبة وليس مع الحركة الشعبية قطاع الشمال لانها اى الحركة الشعبية لاتمثل النوبة على الاطلاق. لذلك رحب حزب المؤتمر الحاكم بقيادة رئيسه عمر البشير ونائبه بهذه المبادرة العظيمة والشجاعة. فى الواقع كلها ثمرات جهود أبناء النوبة فى الداخل والخارج. حيث وصف المؤتمر الحاكم النوبة بانهم ضحايا الحركة الشعبية التى استعملتهم وقوداً لحربها التى يخوضوها بالوكالة. واكدوا النوبة على ذلك بان الحركة الشعبية لم تولد فى جبال النوبة انما دخلت غازية مثلها كمثل اى كوارث طبيعية كزالزل والبراكين والفيضانات على هذا الاساس النوبة غير مقيدين بالحركة الشعبية لانهم لم ولن تربطهم بها اى علاقة تاريخية ولا ثقافية ولا اجتماعية. انما كان مجرد تحالف سياسى عسكرى وانتهى هذا التحالف بمجرد توقيع أتفاقية نيفاشا قبل ستة أعوام مضت التى خرجوا منها النوبة خالى الايدى. النوبة ايضا غير خاضعين وغير تابعين للذين خطفوا قضيتهم لأجل تحقيق أجندة سياسية لأنفسهم من معاناة ومأساة أطفال ونساء النوبة . لقد اصبح من الصعب جداً على النوبة ان يتركوا الاخرين يرسموا ويخططوا لهم مستقبلهم ومصيرهم وهم ينظرون كالانعام. لانه قد اصبح من الصعب ايضا الانتقاص من مقدرة قيادات وزعامات النوبة فى عدم الأهلية والكفاءة فى أدارة شؤون جبال النوبة. وكما لايمكن ايضا تقويض مهارات ومقدرات قيادات ابناء النوبة الذين سيدخلوا المفاوضات الحاسمة والجادة والتاريخية لأجل اعادة السلام والاستقرار الدائم وتحقيق طموحات وتطلعات اهلهم. فاذا كان حزب المؤتمر الحاكم مصمم وعازم على عملية التفاوض لأجل وضع حداً للحرب المجنونة فى جبال النوبة الى الابد وجعلها تاريخ ويكون السلام الشامل والعادل الخيار الاستراتيجى. فان النوبة ايضا مصممين وعازمين لدعم موقف الحكومة بشدة فى تحقيق هذه الغاية المرجوة. كما يشدوا من أزر الحكومة فى المضى قُدماً فى أختيارها لأبناء النوبة القيادين الذين سيقودوا المفاوضات بالانابة عن النوبة بكفاءة وجدارة لا أدنى شك فى ذلك. النوبة قد نسقوا وحشدوا قواهم تجاة مصالحهم ومستقبل اجيالهم. لانه هو موقفنا ومبدانا الثابت كنوبة فى ان يكونوا ابناء النوبة هم المفاوضين وليس ياسر عرمان ولا وليد حامد ولا غيره. لانه من الضرورى ان يكون للنوبة حضور وبصمة ولعب دوراً اساسياً فى المفاوضات لانهم أهل القضية سيصلوا الى الحل الجذرى للقضيتهم وليس انصاف حلول. أننا كنوبة فى داخل السودان وخارجه نمتلك المهارات والمقدرات والكفاءات والمؤهلات ليس فى التفاوض فحسب انما ايضا فى أدارة شؤون جمهورية السودان ناهيك عن جبال النوبة التى سقطت تحت رحمة الحركة الشعبية ما يفوق العقدين من الزمن. كانت تجربة صعبة بكل المقاييس لانها طرحت من تحديات فاقت قدرات النوبة فى وقتها وكما عجت من الألم حيث انه العذاب الذى تفجر فوق رؤوسهم وتحت اقدامهم. النوبة ليسوا شذاذ الافق وليسوا مساكين وليسوا محسوبين لأحد ايضا كما يقولوا بعض قادة الاحزاب الرجعية بان النوبة شعب بسيط ومحسوبين علينا هذا مجرد أفك وافتراء على شعب النوبة. فاذا رجعنا الى التاريخ البعيد نجد ان الاحزاب السياسية والحكومات التى حكمت السودان لن تتعامل مع النوبة وقياداتها بواقعية كما يجب. فقد كان أنطباعاتهم وأعتقادتهم الخاطئة عن النوبة بان النوبة عدو مبين للعروبة والاسلام وكما انهم اى النوبة ينفذوا أجندة الصهيونية العالمية الامبريالية الاستعمارية. فى الواقع كانت كلها مجرد شكوك وهموم وافتراضات أستسباقية ومخاوف مبنية على غير اساس.لأبعاد النوبة من المركز وتهميشهم وأضطهادهم سياسيا ً وأدارياً وايضا محاولة ألغاء هويتهم الثقافية وتجفيف منابعها ومنعها من التطور الطبيعى.كل هذا بمثابة هضم حقوق النوبة الساسية والمدنية والدستورية وغيرها. غيبوا روح الاخاء والتسامح والتعايش السلمى بين كل الاعراق التى تقطن السودان. كما انهم رفضوا الاعتراف بالنوبة كشعب له خصائص تاريخية وحضارية وثقافية وكما رفضوا ايضا الاعتراف بالتنوع العرقى والثقافى والدينى فى المجتمع السودانى كانت شوكة فى خاصرة السودان كوطن. لوحظ فى الاسابيع الماضية وللأسف الشديد حملات أئمة المساجد دعاة الهوس الدينى وعبر مكبرات الصوت يدعو بأفواههم القذرة العفنة الى الاقتتال والاحتراب بين الاعراق فى السودان كما يدعو لأثارة الفتنة والعنصرية والجهوية والقبلية. اننى اقول لهم ان المساجد بيوت الله لذكر اسم الله فيها وليس للهوس والتطرف والارهاب( قال تعالى فلتكن منكم امة تدعو الى الخير ويعملون بالمعروف وينهون عن الفحشاء والمنكر اولئك هم المفلحون) فاين وزير شؤون الدينية والاوقاف من هذا التطرف والارهاب والفساد والافساد. فان مسؤولية وزير الاوقاف التدخل و كبح جماح هذا الهوس والجنون. لان الهوس الدينى هذا لايساعد على الانصهار القومى و لا التعايش السلمى بين الاعراق ايضا. قد يعوق المساعى الحثيثة الجارية الان على قدم وساق من اجل الحل الشامل للقضية السودانية فى كافة المحاور. والا اذا كان الوزير نفسه من دعاة الهوس الدينى هو ايضا. فاما ياسر عرمان دعاة السلطة الذى يريد من النوبة ان يستمروا فى الموت و التشرد وايضا مزيداً من المعاناة والمأسى من اجل تحقيق أجندته السياسية وبلوغ هدفه. لابد من مواجهة هذا الانسان حتى يفوق من غيبوبته هذه. فها هو ياسر عرمان يرد ساخراً ويقول ان كمال عبيد ليس من منطقتى تروجى جبال النوبة و باو النيل الازراق حتى يتفاوض عنهما. فلماذا لم يطرح ياسر عرمان هذا السؤال على نفسه فهل هو ايضا من المنطقتين. فهل هو من النوبة. فاذا كان ياسر عرمان يريد تحقيق أجندته السياسية لكى يصبح رئيساً لجمهورية السودان. اذاً فليذهب هو وأهله المحس يحاربوا الحكومة و يطلق على حركته اى اسماً يشاء ويترك النوبة وشأنهم. فاذا ظللنا نحن النوبة نعتمد على الاخرين أمثال ياسر عرمان وغيره فى قياداتنا فى كل شى وحتى التفاوض باسمنا فمن الصعب ان تقوم لنا قائمة. فسيقول الناس لن تتفاوضوا ولن تجلبوا السلام بانفسكم انما جلبوه لكم الاخرين سيكون عاراً على جباهنا جمعياً. لذلك لا نريد ان نرى تجربة نيفاشا تتكرر للمرة الثانية عندما تم توقيع الاتفاقية بالانابة عن النوبة. فانظر ماذا حدث ساقت النوبة الى الدرك السحيق. لم و لن ينفذ بنداً واحداً ولا برتكولاً واحداً على ارض الواقع. السبب هو ان النوبة لم يتفاوضوا ولم يوقعوا على الاتفاقية بأنفسهم. فاما الفارق الان هو ان النوبة فى الكرس الساخن وجهاً لوجه و العين فى العين لا يتركوا صغيرة وكبيرة والا ضموها. وبعد ذلك يتم التوقيع على الاتفاقية بأيديهم. فان الله يسمع ويرى