يقال في قديم الزمان كانت هنالك قرية بها سلطان عادل , اْشتهر بالنزاهة ونصرة المظلومين في قريته, لم يترك مظلوم يلجئ اْليه, إلا ووقف بجانبه وجلب له حقوقه كاملةً دون نقص , حتي صارت شهرته بين القري الاْخري لا تضاحي لها شهرة علي الاْطلاق , وكانت بتلك القرية التي يحكمها السلطان العادل شقيقان يعيشان في منزل واحد , اْحدهما عنيد مجرم يملك مالاً كثيرا في القرية, وكان مكروهاً وسط اْهالي القرية والثاني متواضع فقير ولكنه محبوب بين شعب القرية , ذات مرة غضب الاْخ صاحب المال من حب شعب القرية لاْخيه المتواضع , فقام بضرب اْخيه ضرباً مبرحاً بدون اْي سبب يذكر , فقط لاْنه محبوب وسط شعب القرية , ولاْن الاْخ صاحب المال يعلم اْن شقيقه سوف يشتكيه إلي السلطان , وهو يعرف اْن سلطان القرية عادل و نزيه وسوف يعاقبه عقاباً شديداً لفعلته هذا, قام مهرولاً وذهب الي السلطان ودموع الغش والخداع تزرف من عينيه , وقال لسلطان القرية وهو يبكي , لقد ضربني اْخي , لقد ضربني اْخي اْنصفني اْيها السلطان ! هذا القصة القديمة تجسد خطاب محمد بشارة دوسة (وزير العدل السوداني ) اْمام مجلس حقوق الاْنسان بجنيف يوم الاْثين الموافق 10\9\ 2012م , حيث قال في خطابه الذي تلاه بصورة ركيكة للغاية اْن المتمردين في جنوب كردفان والنيل الاْزرق اْستهدفوا المدنيين الاْبرياء وقاموا بقتلهم وترويعهم وهذا اْنتهاك لحقوق الاْنسان , واْضاف قاضي المؤتمر الوطني (دوسة) اْن الحكومة مارست حق الدفاع عن المدنيين بولايتي جنوب كردفان والنيل الاْزرق التي ظلت الحركة الشعبية تستهدف ممتلكاتهم وتحرق قراهم . صدق المثل القال (ضربني وبكي وسبقني واْشتكي!) , محمد بشارة دوسة وزير العدل السوداني هو المسئول الاْول من كل الجرائم التي اْرتكبها نظام البشير في عهده بحكم اْنه وزير العدل وكبير القضاة الفاسدين في السودان , مسئول عن مقتل الشهيدة عوضية عجبنا التي قتلها ضابط شرطة متهور , و مسئول عن مجزرة نيالا التي راح ضحيتها اْكثر من عشرين طالباً خرجوا مطالبين بالعيش الكريم وهذا إنتهاك واضح لحقوق الاْنسان , لماذا لم يقدم المجرمين للمحاكمة ؟ واْين التحقيقات التي صدعوا بها رؤسنا باْنها جارية ؟ دوسة مسئول عن قتل المواطنيين الاْبرياء وحرق قراهم وسرقة ممتلكاتهم في جبال النوبة ودارفور والنيل الاْزرق, وزير العدل هو من سهل بطرد المواطنيين الذين تضرروا من بناء سد مروي في اْراضيهم بصورة غير قانونية ولا اْدمية , اْليس هذا اْنتهاك لحقوق الاْنسان ؟ دوسة مسئولة عن تزوير الاْنتخابات الرئاسية , والبرلمانية , والولائية , وغيرها من الاْنتخابات , التي جرت بالسودان مؤخراً , اْليس هذا اْنتهاك لحقوق الاْنسان وتزوير لاْرادته ؟ دوسة مسئول عن حبس الصحفيين ومصادرة صحفهم ومسئول عن سجن النشطاء السياسين الذين اْختلفوا معهم في الراْي , اْليس هذا اْكبر اْنتهاك لحقوق الاْنسان والاْنسانية؟ محمد بشارة دوسة وزير العدل , مسئول عن كل الجرائم التي اْرتكبت ضد المراْة , من جلد في مكان عام , واْغتصاب في مكاتب الاْجهزة الاْمنية , وقتل في الطرقات, اْعتقد اْن دوسة ومن معه ومن خلفه ومن اْمامه اْخر من يتكلم عن حقوق الاْنسان , لاْنه المنتهك الاْكبر لحقوق الاْنسان , وسهل كثيراً لنظام البشير اْن يرتكب جرائم ضد الاْنسانية . الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان لا يمكنهما من اْرتكاب جرائم ضد الاْنسانية لاْن الحركة الشعبية خرجت من رحم الشعب وتدافع عن حقوق الشعب , فكيف ترتكب جرائم ضد الشعب هذا تناقض واضح , لا يمكن اْبداً ولا يعقل اْن ينتهك مقاتلي الجيش الشعبي حقوق الاْنسان لاْنهم دائماً ينادون بها ويقاتلون من اْجل حقوق الاْنسان