رحمة الله عليك يا استاذنا الجليل ما لاح بدر او نادى مناد بألأذان بين الشهداء والصديقين فى دار الخلود والقرار تنعم - باذن واحد احد - مع من سبقك من معلمينا الأخيار او من زملائك فى مختلف مواقع العمل ..تعليما كان او ادارة او هداية وارشادا فى المؤسسات التربويه وفى كل بقاع الحزيرة الفيحاء ....قلوب كل من عرفك وتعامل معك فى كل موقع عمل كان لك فيه من البصمات اخلدها ومن الآثار ابقاها واجفة وجزعه وليس هناك من عين لم تفض دمعا مدرارا على رحيلك ..ذكراك بين الناس تدوم وتتاصل وصورتك تظل منقوشة فى نفوسنا جميعا - نحن طلابك الذين سعد الكثيرون منا بالجلوس الى حلقات درسك فى مدرسة مدنى الأميرية الوسطى مثلما سعد آخرون بلقائك فى حنتوب - انتفعنا بعلمك وهديك وارشادك الذى كان ايضا نبراسا لأهلنا فى تفاتيش مشروع الجزيرة العملاق - العزاء لنا جميعا والى كل افراد اسرتك والى كل اهل مدينة رفاعه المكلومين والى كل عارفى افضالك فى مجال التعليم وفى مشروع الجزيرة الذى بفضل رعايتكم وحسن ادارتكم فاض خيرا عميما على اهل السودان استاذنا الجليل ..كل من كان له شرف الجلوس الى حلقات درسك ..فى صرحنا التربوى الشامخ الذى كنت فيه ريحانة منظومته من خيار المعلمين الأفذاذ يستذكر احداث تلك السنوات وذكرياتها العالقة فى نفس كل من شاركنى السعادة بلقائك ..تحديدا منذ يوم ألأربعاء الثانى من فبراير عام 1949.. اول يوم دراسى فى ذلك العام ..كانت قد وصلتنا سيرتك العطره من رفاقنا الذين سعدوا بندريسك وهديك وارشادك فى مدرسة مدنى الأميريه الوسطى قبل سنوات قلائل . .. افاضوا فى الحديث عن مآثرك التى لاتحصى وقل ان تجتمع فى شخص فرد من بنى البشر وظلت قناعتنا تنداح وتتمدد عبر السنين بصدق ما نقلوه عنك وصار واقعا نراه من خلال تعاملك مع طلابك داخل حجرات الدراسة مثلما سعدنا بهديك وارشادك لنا وانت تشاركنا السكن فى داخلية "ابو لكيلك".. سما قدرك وكان الفضل فيضك ونداك .. كنت قريع رهطك وجنة قومك .. كريم نسب وماجد اعراق ...عرفنا فيك الصدع بالحق فى سماحة نفس ونقاء سريره وسعى الى زرع المحبة فى النفوس والخروج عن نفسك ووهبها للأخرين ..عرف الناس فيك التواضع الجم وحلاوة المعشر وعفة اليد واللسان .. بشاستك تسبق يدك ترحابا بالناس جميعا .. تجلى لى ذلك بصورة جلية وواضحة فى ما اورثته لابنائك وبنتيك اللتين سعدت بلقائهما - الدكتوره "نور" وشقيقتها النطاسية المقتدره "عزه" ابان فترة عملى ناظرا لمدرسة البنات الثانويه فى ودمدنى الفيحاء .. استاذنا الجليل .. فقدنا فيك عظيم وفادح ولكنها ارادة الله الغالبه فقد رحلت عنا جسدا وما بقيت لنا منك الا الصورة والذكرى فوا حرّها من ذكرى .. سنظل نرفع اكفنا مع كل افراد اسرتك ومع كل اهل مدينة رفاعه ومع كل من عرفك سائلين الله العلى الرحيم الغفار ان يجعل الفردوس الأعلى مقرا ومقاما لك ولكل من علّمنا حرفا فأنّا لكم سنظل ذاكرين ما دام فينا عرق ينبض بالحياة .. ورحمة الله عليكم اجمعين بين الشهداء والصديقين ما طلع فجر او انتصف النهار وانّا والله وبالله على رحيلك لمحزونون.