نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    نتنياهو يتهم مصر باحتجاز سكان غزة "رهائن" برفضها التعاون    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    بالفيديو.. شاهد أول ظهور لنجم السوشيال ميديا الراحل جوان الخطيب على مواقع التواصل قبل 10 سنوات.. كان من عشاق الفنان أحمد الصادق وظهر وهو يغني بصوت جميل    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    شاهد بالصورة والفيديو.. في أول ظهور لها.. مطربة سودانية صاعدة تغني في أحد "الكافيهات" بالقاهرة وتصرخ أثناء وصلتها الغنائية (وب علي) وساخرون: (أربطوا الحزام قونة جديدة فاكة العرش)    الدفعة الثانية من "رأس الحكمة".. مصر تتسلم 14 مليار دولار    قطر تستضيف بطولة كأس العرب للدورات الثلاثة القادمة    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني في أوروبا يهدي فتاة حسناء فائقة الجمال "وردة" كتب عليها عبارات غزل رومانسية والحسناء تتجاوب معه بلقطة "سيلفي" وساخرون: (الجنقو مسامير الأرض)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    هل انتهت المسألة الشرقية؟    صندل: الحرب بين الشعب السوداني الثائر، والمنتفض دوماً، وميليشيات المؤتمر الوطني، وجيش الفلول    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    تقارير تفيد بشجار "قبيح" بين مبابي والخليفي في "حديقة الأمراء"    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    لأهلي في الجزيرة    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كان السودانيون قبل مجيء ثورة الإنقاذ ذهباً عيار 24 قيراط الحلقة الثانية والأخيرة بقلم: أوهاج م. صالح
نشر في سودانيزاونلاين يوم 03 - 02 - 2013

إلحاقا للحلقة الأولى من هذا المقال أود أن اضيف اليها بعض المعلومات الهامة عن بعض النماذج من الدررالسودانية التي اثرت العالم وأضاءت سماءه بالعلم والمعرفة، وبوجه خاص دول الخليج. لقد كانت دول الخليج تعج بنخبة من السودانيين الذين لا زالت بصماتهم ماثلة للعيان وإن ثمرة ومخرجات عطائهم هو الجيل الذهبي من الخليجين الذين يديرون شئون دولهم الآن. فالسواد الأعظم من الخليجين على سدة السلطة في مستوياتها المختلفة هم خريجي وتلامذة أولئك السودانيين الخلص. كيف لا وأن أعداد مقدرة من أساتذة المدارس والمعاهد والجامعات الخليجية كانوا من السودانيين. وأنا اذكر ان إحدى الجامعات الخليجية المرموقة كانت تستقطب جميع الأيدى العاملة المتخصصة والمهرة وغير المهرة من جامعة الخرطوم، وحتى الجناينية كانوا من جامعة الخرطوم. وهناك بعض الأساتذة كانوا من المؤسسين لتلك الجامعات كأمثال الدكتور/ الباقر طيب الله ثراه وإن عرجنا الى أفريقيا فنجد البروفسور الدكتور/ عبد الله الطيب، مؤسس جامعة كانو في نيجيريا وصاحب الدروس الرمضانية الراتبة في بلاط ملك المغرب، الملك الحسن الثاني، تغمدهما الله بواسع رحمته، وإن انسى لا انسى البروفسور الدكتور/ محجوب عبيد رحمة الله عليه. والكثير الكثير من النخب الساطعة التي تركت بصمات مشرقة في مختلف قارات العالم.
لقد ذكرت لي إحدى الزميلات البريطانيات في مطلع الثمانيات أنه يوجد بعاصمة الضباب لندن، العديد من الأخصائيين السودانيين المميزين على مستوى بريطانيا. وهؤلاء يصعب الحصول على موعد لمقابلتهم قبل ثلاثة أو أربعة أشهر. لقد أثارت في الأونة الأخيرة كل من بريطانية وايرلندا موضوع عدم إعترافهما بالشهادات السودانية الحالية، بل وذهبوا الى ان يقيموا كل شهادة سودانية بالدرجة العلمية التي قبلها. يعني درجة الدكتوراة تقيم بالماجستير، والماجستير بالكالوريوس والبكالوريوس يصبح دبلوم ..الخ).
الآن وبعد إعطاء نبذة مبسطة عن السودانيين الأوائل الدررالذين كانوا يلقون الإعجاب والتقدير من جميع دول وشعوب العالم، عربا وعجما، لنكتفي بهذا القدر على أن نعرج الى جيل الإنقاذ الذي إغرقته ثورة الإنقاذ في براثن الشذوذ بشتى أنواعه وألوانه
وقبل ان نلج في بحر شباب الإنقاذ، تعالوا وتصوروا معي لو انني فعلت فعلتي تلك مع الخواجات، كما أوضحت في الحلقة الماضية، لو انني فعلتها في هذا الزمن، ماذا ياترى يمكن أن يحل بي من عقوبة؟ هل تعتقدون أن قوانتانامو ستأويني؟ أنا أعتقد جازما بأنه سوف يخصص لي سجنا خاصا بمثلث برمودا، لأن جريمتي ستصنف بإعتبارها ( ارهابPLUS) أوعلى أقل تقدير سوف أسجن تحت الأرض في البلد المضيف لا أرى الشمس أبدا حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
والسبب ببساطة ياسادة يا كرام أن جماعة الأنقاذ منذ استيلائهم الحكم الديمقراطي بقوة السلاح كان في مقدمة أولوياتهم استهداف السودان وأهله وذلك بتجريد البلد وأهله من كل ما هو جميل وعظيم ونبيل.ودمغه بكل ما هو مشين ومعيب وشاذ. والدليل على ذلك قائمة أجندتهم التالية:
1- استقطاب جميع إرهابي العالم وعلى رأسهم كارلوس فآوهم وفتحوا لهم معسكرات تدريبية وبدأوا في استهداف العالم بأسرة وبذلك ألصقوا تهمة الإرهاب على السودان وأهله ظلت جميع دول العالم لا تنظر لنا إلا من خلال هذا المنظار، فلازمت تلك التهمة السودان وتلقائيا السودانيين حتى يومنا هذا كيف لا ونحن نتصدر دول العالم الراعية للأرهاب. وهذا ما أفقد السودان وأهله الكثير سواء كان من الناحية الإقتصادية أو التعليمية أو التجارية أو المعنوية أو المصداقية.
2- تطبيق سياسة التمكين والتي من خلالها تم تدمير الخدمة المدنية بشكل كامل شامل. وهي من ضمن الأشياء التي كنا نباهي بها الأمم. لقد عملوا ذلك عن طريق الفصل للصالح العام وإحلال الوطنيين المخلصين النزيهين بأخرين من شيعة الإنقاذ، فاجرين، مرتشين، مختلسين، عبدة الدينار واللاة والعزى (الإنقاذ والمؤتمر الوطني وشيوخه) فأستشرى الفساد في البر والبحر. وكان القصد من الفصل للصالح العام وبدون سابق انذار هو إذلال وإهانة الشعب السوداني وكسر كبريائه وعزته وشموخه. و كان هؤلاء الساديون يستهدفون المفصولين حتى بعد الفصل فيوصدون جميع الأبواب في وجوههم حتى لا يتم استيعابهم في أية جهة سواء كان قطاع خاص أو منظمات أو شركات أجنبية. وبذلك تربى أبناء هؤلاء المفصولين في ظل الحرمان والذل والإهانة فأختلط عليهم الحلال والحرام فأصبحوا جيلا ناغماً.
3- تدمير الخدمة العسكرية المعروفة على مستوى العالم العربي والأفريقي وذلك بتضبيق سياسة التمكين والإحلال بالمخنثين من البشر. وبذلك أصبحت الأجهزة العسكرية من الضعف بمكان لدرجة أنها لا تستطيع صد أصغر مجموعة متفلتة -لإفتقادها للمهنية والبسالة المعروفة لدى الجندي السوداني- ناهيك عن اسرائيل التي جعلت من بلدنا غزة أخرى تسرح وتمرح فيها كيفما تشاء.
4- تدمير التعليم والذي كان يعد من أفضل أنواع التعليم على مستوى العالم وكانت جامعاتنا تتربع على المقاعد الخمسة الأولى على مستوى أفريقيا والعالم العربي. وكان المبتعث السوداني الى بريطانيا هو الوحيد على مستوى العالم العربي المستثنى من دراسة اللغة الإنجليزية قبل بدء برنامج الدراسات العليا. وكان يوجد العديد من السودانيين اسمائهم على لوحات شرف مختلف جامعات العالم. حدثني أحد أشهر الأطباء العرب ويحمل ثلاثة جنسيات، أن أول دفعتهم في الدراسات العليا بأرقى جامعات أمريكا سوداني. وكان هذا السوداني و الى عهد قريب موجود بالسودان( احتفظ بذكر اسمه) لأنه لو لا يزال بالسودان أكيد أنه لا يملك حق الفول الآن، الله يكون في عونه وعون الجميع من المرابطين.
5- كرسوا سياسة الشذوذ الجنسي بين الناشئة وذلك من خلال نظامهم التعليمي الذي جمع بين الأطفال والمراهقين في مرحلة الأساس. لقد تحدث أحد شيوخهم مطالبا الحكومة بالتدخل لمنع زواج المثليين المستشرى بين المخنثين في السودان.
6- إستهداف التجار والرأسماليين الوطنيين المخلصين الذين ورثوا المهنة كابر عن كابركابر ويؤدون عملهم بمهنية عالية واخلاقيات رفيعة، فلم يغالوا ولم يلعبوا بقوت الشعب مهما كانت المغريات. فقد تم اخراج هذه الطبقة المحترمة من السوق من خلال توفير التموين اللازم لطبقة من الموالين، جشعين، نهمين، لا يملأ التراب بطونهم، فقد وفروا لهم التموين اللازم من خزينة الدولة واستخراج جميع الرخص والتصاديق وجميع أنواع التسهيلات لأستيراد السلع التي يتجر فيها التجار المخلصين وإدخالها البلاد بدون دفع أي رسوم جمركية أو خلافه وكانوا يبيعونها بأقل من سعر السوق وبهذه الطريقة ومضاعفة الضرائب والجمارك على التجار والرأسمالية الوطنية أخرجوا جميع التجار المعروفين من السوق. ونتيجة لذلك ظهرت مجموعة من الطفيليين الصليبين الذين ليس في قلوبهم ذرة رحمة على المواطنين المسحوقين، فظلوا يزيدون الشعب رهقا ومعاناة مع صبيحة كل يوم، مماي دعى أحد الأخوان الجنوبيين يقول قولته المشهورة " يعني ما ننوم يا جماعة" وهو محق لأن اليهود الماسونيون الجدد يرفعون الأسعارمع مطلع شمس كل يوم.
7- والشء الأكثر اسفا أن خرج من رحم الإنقاذ طائفة من النخب السودانية المتسربلة بإسم الدين - والدين منهم براء - فأطلقوا على أنفسهم اسم "هيئة علماء السودان". وقد هيأ الله تعالى لهؤلاء الطائفيون فرص إعتلاء المنابر خاصة منابر السلطان فأصبحت خطبهم تبث عبر الفضائيات المختلفة عابرة القارات- ومنهم من يمتلك فضائية خاصة به، فكان الآولى بهؤلاء أن يستقلوا هذه الفرص والنعم العظيمة لدعوة السلطان وتذكيره بمسؤولياته تجاه رعيته وربه ووطنه وأن يعدل ما بين الناس ويخاف الله فيهم وأن يذكروا السلطان كيف كان يحكم السلف الصالح وكيف كان السلف الصالح يرى في موت مسلم واحد كموت أحد اطراف أجسامهم - ناهيك عن إبادة أكثر من ربع مليون مسلم ولا يحرك في حكامنا شعرة ولا يخافون من يوم تشخص فيه الأبصار.
فقد ظل هؤلاء يشرعون للإنقاذ ويزينون لها سوء عملها ويصبغون عليه الصبغة الشرعية بل وظلوا يغضون طرفهم عن جميع جرائم وتجاوزات السلطان البشعة طيلة الأربعة (24) عاما ويصدرون الفتاوى الغريبة والعجيبة التي تكرس للفتن والبغضاء والكراهية بين الحكومة ومعارضيها وسائر أبناء البلد الواحد. فأصبح السلطان وبطانته يذبحون الشعب بإسم ا لدين ويستحيون نسائه وأطفاله بإسم الدين ويحرقوا مساكنه ودور عبادته بإسم الدين، ويكذبون بإسم الدين ويسرقون بإسم الدين ويسجنون ويعذبون الناس بإسم الدين ويأخذون حقوق الناس عنوة - حتى الفقراء منهم- بإسم الدين، وينقضون العهد بإسم الدين، ويمارسون جميع أنواع الفواحش بإسم الدين ويحكمون الناس بقوة السلاح بإسم الدين، ويطبقون الحد على غير المسلمين بإسم الدين، ويستولون على المؤسسات العامة بإسم الدين، ويفصلون الوطن بإسم الدين.
8- تهجير العلماء والخبرات السودانية النادرة والطبقة المستنيرة، بصورة جماعية لم تحدث في تاريخ أي بلد. لقد أورد جهاز السودانيين العاملين بالخارج أن عدد الذين هاجروا خلال العام 2012 فقط تجاوز 9230 سوداني ومعظم هؤلاء من الكفاءات النادرة التي يستحيل تعويض ربعها خلال العشرين سنة القادمة. لقد قصدت حكومة الإنقاذ بفعلتها هذه التخلص من الطبقة المستنيرة في البلد والتي ترى في وجودها خطرا على كراسيها بعد ان اشتعلت ثورات الربيع العربي وبدت السن شرارتها تمتد للسودان.
9- إضعاف الإدارات الأهلية التاريخية والتي تكن لها جميع القبائل كل احترام وتقدير، وخلق إدارات أهلية وهمية موازية لها من بعض السفلة الأرزقية التي لا تجد احتراما حتى من داخل بيوتها وذلك حتى تتمكن حكومة المؤتمر الوطني من خلالهم تنفيذ اجندتها الخبيثة الرامية الى تفتيت البلد وزرع الفتن والإقتتال بين القبائل (سياسة عرب وزرقة).
10- فتح أبواب السودان الشرقية للحبشيات والإريتريات وإدخال ثقافة الشغالة في البلد (سياسة الأمة) وبذلك انتشرت جميع الأمراض الجنسية في البلد وعلى رأسها مرض الإيدز لدرجة أن أسست له جمعيات يتم استضافة ممثليهم في التلفزيون الحكومي. لقد أصبح السودان يتبوء مكانة متقدمة جداً بين الدول من حيث نسبة الإصابة بمرض الإيدز. وبالتالي أصبح كل سوداني مشتبه بالإصابة بهذا المرض.
والشهاد على هذا فقد ذهبت لتجديد اقامات أفراد أسرتي فطلب مني العسكري ابراز شهادة صحية فأستغربت للطلب العجيب والغريب. ولم اقتنع بكلامه وعلى الفور ذهبت للضابط المناوب فرد علي الضابط قائلا " بكل أسف، كلام العسكري صحيح، انه مطلوب من السودانيين تقديم شهادة صحية عند تجديد الإقامة، على أن يذكر فيها الخلو من مرض لإيدز". والله هذا الكلام حدث معي انا شخصيا وبدون أي زيادة وعندها شعرت بأنني مجرد جيفة يتأفف منها الناس. خلاصة الأمر، لقد اصبح الإنسان السوداني قنبلة موقوتة تمشي على الأرض وبالتالي ظل معظم سكان المعمورة يهابونه وينظرون اليه بتوجس وخيفة.
11- تأسيس تنظيمات سلفية وعلى رأسها القاعدة بالجامعات السودانية بغية ترهيب وتقتيل الطلبة المناوئين للنظام.
وإذا بعدنا عن التعميم فإن ما يربو على ال 90% من هؤلاء الشواذ هم الشباب المسكين الذىن نشأوا وتربوا في عهد الإنقاذ ورضعوا من اثدائها النتنة، وكذلك الكبار الذين لازموا الإنقاذ منذ مجيئها أو الذين انخرطوا في بوتقته المتمثلة في المؤتمر الوطني اثناء مسيرتها الممتدة لأربعة وعشرين (24) عاما. ونحن نلتمس للشباب العذر كل العذر لهول ما ألم بهم في عهد الإنقاذ ومؤتمرها اللاوطني.
وكنتيجة طبيعية لهذه الممارسات والشنيعة أن ظهر من بيننا، السودانيين الإرهابيين، الكذابين، الشحادين، المحتالين، المختلسين، المخنثين والمثليين،الجرارين، الديوسين، عديمي النخوة والمروؤة والضمير، الجواسيس، لصوص الغنم والحطب (حدث في بلاد المهجر) المطلوبين للعدالة الدولية، الناقضين للعهود والمواثيق، السفاحين، ، قتلة الوالدين والأبناء و الزوجات والأزواج, مغتصبي الأطفال، نشالين الجنائز ( قبض عليهم أيضا في بلاد المهجر وهم يمارسون النشل في لحظة رفع الجنازة بعد الصلاة عليها في المسجد) مافيا غسيل الأموال، مافيا الإتجار بالأعضاء البشرية، مافيا المخدرات، مافيا طباعة وتزويرالعملة، مافيا تجنيس الأجانب، مافيا الإستيلاء على ممتلكات الدولة بدواعي الخصخصة، مافيا الشهادات المزورة والتي على قفى من يشيل (معظم الدستوريين الآن يحملون شهادة الدكتوراة).
الآن وبعد هذا السرد المطول وكشف جزء يسير من ممارسات النظام التي ادت الى انهيار الدولة السودانية وإخلاق السودانيين وعلى مرآى ومسمع ممن يسمون أنفسهم هيئة علماء السودان، علينا أن نسأل، هل يا ترى يوجد دين آخر غير الدين القيم، دين الرحمة والمودة الذي يحرم جميع تجاوزات وانتهاكات وأفعال وأعمال وأقوال هذا النظام. هل من دين آخر غير الدين الذي أنزله الحق تبارك وتعالى على خاتم الإنبياء والمرسلين، وأوجزه لنا في الآية الكريمة ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا﴾، فقال يهودي: لو نزلتْ هذه الآية عليْنا لاتَّخذنا يومَها عيدًا، فقال ابنُ عبَّاس: "فإنَّها نزلتْ في يوم عيدَينِ اثْنَين: يوم عيدٍ ويوم جمُعة"
إذاً ماذا نقول عن ولهيئة علماء النظام من الذين مضوا قريبا مثل د.أحمد علي اللإمام والذين ينتظرون مثل رئيس هيئتهم د/ محمد عثمان صالح و د.عصام البشير ود.عبد الحي ود. النذيرالكاروري، والصافي جعفر وكبيرهم الذي علمهم السحر فأنسلخ وتبرأ منهم ومن افعالهم د.الترابي؟ ماذا نقول عنهم وعليهم وهم الذين ظلوا لأربعة (24) عاما يشاهدون كل هذا الفساد والخراب والدمار الذي الحقه نظامهم بالوطن والمواطن وبعد كل هذا يشرعون للسلطان ثم يكفروا الذين يطالبون بإزالة هذا النظام الفاسد ويرفضون تطبيق الشريعة على النحو المسخ والمبتدع والمشوه الذي يريدونه ان يسود بين الناس ؟
حاشا لله ان يكون ما يدعون اليه من الدين في شيء لأن كل الذي حدث في عهد الإنقاذ ليس من الدين في شيء بل يحرمه الدين جملة وتفصيلا. لأن دين هذه الفئة الباطنية الماسونية هو الدين الذي افرز لنا كل هذه الشرائح القبيحة الشاذة والوطن الممزق والحروب المستعرة في جميع ربوع الوطن.
أما دين سيدنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه فهو الدين القيم الذي لا يأتيه الباطن من بين يديه و ينبذ جميع أعمال وسلوكيات وأفعال الإنقاذ. وهذا هو الدين الذي افرز لنا السودانيين القدامى الذين يساوي وزنهم ذهبا خالصاً عيار 24 قيراط. فذلك جيل اعماله واقواله وافعاله اقرب ما يكون الى جيل صحابة المصطفى عليه وعليهم رضوان الله لأنهم تربوا على الدين الصحيح المبرأ من السياسة والنجاسة.
لقد كان عنوان خطبة إمام وخطيب المسجد الحرام يوم الجمعة الموافق 18 يناير 2013م" من أعظم فقدان العافية في الدين أن يكون المرء مفسدا لا مصلحا". ومن واقع حال وفتاوى هيئة علماء النظام وسكوتهم عن ممارسات النظام فإنهم مفسدون لا مصلحون.
على كل حال اذا كان علماء هيئة المؤتمر الوطني صادقين ويريدون تطبيق الشريعة بحق وحقيقة، فليطبقوا شريعة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام غير مجزأة ولا منحازة لفئة دون أخرى كما طبقها هو وخلفائه الراشدين من بعده على انفسهم قبل غيرهم، وعندها سوف لن يجدوا من يعارضهم على تطبيقها . كيف لا وهي الشريعة التي انصفت اليهودي على الخليفة الرابع سيدناعلي إبن ابي طالب كرم الله وجهه، وصاحب وإبن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته فاطمة الزهراء، كما ورد في القصة المشهورة والتي مفادها (أنه في خلافة سيدنا علي, وجد علي يهوديا معه درع يريد بيعه فقال له سيدنا علي: درعي ولكن قال اليهودي: بل درعي. فذهبا الإثنين الى القاضي شريح فقال: إجلس يا علي بجوار خصمك, فسأل شريح سيدنا علي:هل معك بينة؟فرد سيدنا علي: ليس معي بينة فقال شريح: إذن الدرع درعه. فقال اليهودي: والله ما هذا حكم أهل الأرض هذا حكم أنبياء الله وإني لأشهد أن الدرع درعه وإني لأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فقال علي بن أبي طالب: والدرع هدية مني إليك).
لا أحد يرفض مثل هذه الشريعة السمحة المنزهة من الأهواء والغرض لأنها من عند العادل الديان الذي يحب العدل. لذلك حتى غير المسلمين في بلاد الشيطان الأكبر (أمريكا) كما يحلو لهؤلاء تسميتها، يستشهدون بالآيات الكريمات، كيف لا وهم الذين نقشوا في أشهر جامعاتهم (جامعة هارفرد) الآية رقم (135) من سورة النساء على حائط بالمدخل الرئيسي لكلية القانون. وهذا الحائط مخصص لأهم العبارات التي قيلت عن العدالة عبر الأزمان. ونص الآية يقول فيها الحق تبارك تعالى [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ .إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا .فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ . وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا] .. صدق الله العظيم.
وقد قيل ان القائمين على الأمر في الكلية( غير مسلمين) صرحوا بأن هذه الآية "أعظم عبارات العدالة في العالم وعبر التاريخ" لهذا تمت ترجمتها ونشرها في الكلية على النحو التالي:
فهل ياترى يستطيع هيئة علماء النظام الذين ينادون بتطبيق الشريعة ويحرضون الحكومة لضرب الموقعين على وثيقة الفجر الجديد، هل يستطيع علماء النظام تطبيق الشريعة بعدل وعلى أنفسهم وأهليهم كما وردت بهذه الآية الكريمة؟ وهل يستطيع هؤلاء اعانة وزير العدل دوسة على تطبيق الشريعة على اللعان البذيء، نافع علي نافع، وأخوان الرئيس وخاله والكثير من أمثالهم من النافذين مصاصي قوت ودماء الشعب، هل يستطيعوا محاكمتهم بقانون "من أين لك هذا" وذلك فيما يتعلق بقصورهم وأرصدتهم وفسادهم، ناهيك عن تطبيق الشريعة التي وصفتهم بالمفسدين في الأرض وبينت جزاءهم في الأية الكريمة ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) ( 33 ) ) ) ؟
وهل يستطيع هيئة علماء النظام اعانة دوسة أيضا على تطبيق شريعتهم التي يروجون لها على المطلوبين لدى العدالة الدولية الذين قتلوا وشردوا وأبادوا وسعوا في الأرض الفساد؟ كلا ثم كلا ثم ألف كلا.
إذاً فليخسأ هؤلاء الباطنيون الماسونيون الجدد ويريحونا من الغوغائية التي شوهوا بها الدين والشعب والوطن العزيز، ويتركوا السودانيين وشأنهم عسى أن يعيدهم الله سيرتهم الأولى ذهبا خالصا نقيا.
لقد جثم هؤلاء ونظامهم الفاشل على صدر الشعب السوداني 24 عاما منفردين بالسلطة وما زادوه الا خبالا وانحطاطا، والسودان إلا تفتتأ وتشرذما وتقزما وانقساما.
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم العفو والعافية وأن ينجينا من شرورهؤلاء ويجعل كيدهم في نحورهم. اللهم آآآآآآمين. آآآآمين. آآآمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.