حدثني بهذه القصة الغريبة , شخص لم أعد أرَه حتى اليوم التقيت بلا موعد يوما به, هو ضخم الجثة لاجئ معترف بلجوءه ؛ وقد تزوج بزوجة جيئ بها من بلده عن طريق زميل له بعد حصوله على اللجوء في بلد أوروبي , فولدت له ابنتين توأم. مضى حديثنا لطيفا فشعر بارتياح معي خلال أحاديثنا الشيقة , فشرح صدره لي بما يضغط عليه بألم دفين؛ قال:أشعر بأنني واقع تحت مؤآمره ؛ قلت له ما هي ؟ قال : هو لا يعرف خيوطها الا ما حدث له ؛ قلت له قصها لي رجاءا؛ قال: كنت مدربا للكراتيه في مدينة سكني, فتعرفت على شاب من تلك البلاد وتوثقت علاقتنا, فعرفي على أبويه ؛ الذين اتصلوا بي يوما قائلين نريد دعوتك للعشاء ودعوة امرأة من بلدك, فلبى دعوتهم بكل سرور؛ ذهب اليهم في تلك الليلة فالتقى بتلك المرأة, وما أن شرب الشاي المُقدم له حتى أحس بنفسه نائما ؛ ولما استيقظ في اليوم الثاني وجد نفسه في المستشفى, فسأل لماذا أنا هنا ؟ فأخبروه بأنه عمل اصطداما بسيارته, وكانت معه إمرأة قد توفيت, وأنه أضحى شبه مُقعد أي أن ظهره أصابه تلف, فلا يستطيع ممارسة تلك الرياضة ولا العمل. تعجب من ذلك حدث له, فقال لهم أريد التحدث مع البوليس فوافقوا ؛ ولما خرج من المستشفى قابل البوليس ؛ فاخرجوا له صورا لسيارته المصدومة بعد الحادث, فلم يصدق ما رآءه بعينية. وأخبروه بأنه سوف يدعى الى المحكمة ؛ وأخذ ينتظر استلام رسالة من محكمة , فلم يأتِ أي جواب, وقد مضى على ذلك الحادث سبع سنين ولحد يوم حديثه لم يدعَ الى المحاكم ؛ وهذه الحادثة يحملها في جنباته باستغراب عجيب قصَّها عليَّ , وأنا شارد الذهن بصمت غريب, وطرح سؤآله: لماذا لم يدعونني الى المحكمة ؟ ما السر في ذلك؟ ومن بعض تفاصيل ما ذكره: بأن هذه المرأة كانت قد اختلفت مع زوجها, وهما لاجئآن في بلد مجاور, ولهما طفلان ؛ فهربت الزوجة مع الطفلين من بلد اقامة زوجها, وقدمت اللجوء في بلد آخر, ولما حصلت عليه ؛ ذهبت يوما الى ادارة سكنها واخبرتهم بأنها كذبت عليهم بقصتها الحقيقية ؛ وما وراء ذلك ليس له علم به والله أعلم! وبعد وفاتها في ذلك الحادث المذكور؛ جاء زوجها الى بلد اقامتها, فمُنع من الدخول على الحدود ؛ فقدم طلبا بواسطة السفارة وبمساعدة سلطات بلد اقامته المجاور, فتمكن من اثبات أبوته لأولاده من زوجته المتوفاة في الحادث, وتمكن من اخذهم معه بعد صعوبات كثيرة الى بلد اقامته كلاجئ. سألته: ولكن أين تلك العائلة التي دعتك للعشاء وعنونها؟ فأجاب بأنهم انتقلوا الى جهة مجهوله ؛ ولم يستطع الحصول على أية معلومات عنهم ؛ فقعجبت لهذه القصة ولم استطع النوم في تلك الليلة فقررت كتابتها قبل نسياني لها وقد تألمت كثيرا لما حدث له ونحن كلنا شاهد وشهيد والله على كل شيء شهيد. اللهم سترك لنا مما يحدث من عجائب وغرائب يشيب لها الرأس وما فيها من مَكر خبيث عند البشر للبشر.