مرة أخري أطلت الخلافات بين قيادات الحزب الاتحادي ( الأصل) ومثل كل مرة كان الخلاف حول الخط السياسي للحزب وموقفه من القضايا الكبيرة في الساحة السياسية ، الحزب يقف خلف مرشح المؤتمر الوطني في ولاية القضارف وذات الحزب ينفي ويرفض وفي رواية أخري الذي تحدث عن مساندة مرشح الوطني في إنتظاره ( حساب عسير).. أحمد سعد عمر المقرب من (مولانا) قال : " حزبنا يؤيد مرشح الوطني " وبخاري الجعلي قال " الحزب لم يعلن ترشيح أحد " وعلي السيد قال " مؤسسات الحزب سوف تحاكم أحمد سعد عمر " طبعاً المحاكمة بسبب التصريحات الداعمة لمرشح الوطني ولكن لا أحد يذكر علي وجه الدقة متي قام الحزب بمحاكمة أي عضو ( متفلت).و تثير مواقف الحزب الاتحادي الديموقراطي (الأصل) جدلاً متواصلاً في الأوساط السياسية ووسط قواعد الحزب ، حيث ظل الحزب نهباً للصراعات والخلافات وأطال الوقوف في خانة المواقف الرمادية ،قواعد الحزب مع الخط المعارض وقيادة الحزب ظلت تتخفي خلف بعض العبارات والجمل المستهلكة ، الحزب مشارك في السلطة وينفي أنه جزء من الحكومة وفي المواقف والخلافات – الغائب الأبرز رئيس الحزب – القيادات المؤيدة والرافضة تتصارع والحزب يتراجع والماسك بزمام الأمور (صامت) والحزب في السلطة. وتظل مواقف رئيس الحزب والطريقة تثير الجدل والخلاف – هو يملك القرار ويتخذ الموقف ويصمت – ويترع أخرون بالتعبير عن القرار والموقف وكل المحكات كانت مواقف الحزب بحاجة إلي مذكرة تفسيرية ومن قبل تناول الصحفي صلاح شعيب طريقة إدارة الحزب بالنقد و كتب " اعضاء وقيادات الحزب الإتحادي مسؤولة بشكل مباشر عن تناثر حبات عقدها التنظيمي، ويبقى انه من غير المفيد لطم الخدود وشق الجيوب، طريقة مولانا في إدارة الحزب ينبغى ان يكون هدفاً اساسياً للإصلاحيين من الإتحاديين. ويعود هذا التشظي في المقام الأول إلى عدم وجود قيادة متماسكة وقادرة على حل المشاكل والتعامل بصورة واقعية مع معطيات الواقع الإتحادي " وتظل القاعدة الاتحادية ملتفة حول مبادئ الحزب في محاربة الشمولية غير أن بعض قيادات الحزب التي أدمنت التنقل بين المواقف بخفة الغزال أرهقت جماهير الحزب حيث ظلت مواقف الحزب ملتبسة في كل القضايا الكبيرة وخاصة الموقف من التحول الديموقراطي والحوار والشراكة مع الشمولية.. قبل انفصال الجنوب بفترة قصيرة جداً وفي ندوة عن نظام الحكم في السودان قال القيادي بالحزب عثمان عمر الشريف " أي نظام حكم لايحقق مصالح كل فئات المجتمع ويقوم علي العدالة الاجتماعية يكون نظاما فاسدا يجب تغييره وهذا الوصف ينطبق علي النظام الحالي والدستور القائم الذي يحمي مصالح فئة معينة من الناس " وتمر الأيام ويشارك عثمان عمر الشريف في سلطة ( النظام الفاسد) وقال في تصريحات أثارت دهشة الجميع " لن نتراجع عن قرار المشاركة حتي لو ضربونا بالرصاص " ولذلك تظل مواقف الحزب في حالة مد وجذر ، تتحدث قيادات عن التغيير وقاعدة تحلم بالتغيير ولكن في النهاية قرار الحزب يصب في ماعون ( الشمولية).يري القيادي بالحزب علي السيد أن مشاكل الحزب تتلخص في رجال الأعمال يقيسون مواقف الحزب والقضايا الكبري بمقاييس السوق – الربح والخسارة – بمعني أن الفكرة والوطن والمواقف تأتي في درجة تالية لحسابات الربح والخسارة – ( عشان كدة البيتعب يجري ناحية السلطة) وكثيرون من هؤلاء إنضموا إلي المؤتمر الوطني –والذين هم بالحزب الآن أيضاً لهم مصالح شخصية بحساباتهم البقاء هنا يحقق الربح والمكسب – بصراحة أزمة الحزب هم رجال الأعمال – زمان كان هؤلاء يمولون الحزب الآن هم يريدون أن يراكموا الأموال عن طريق الحزب. وتبدو مؤسسات الحزب الاتحادي غيرفاعلة في مواجهة المستجدات والمواقف الطارئة وكلما دار جدل حول موقف الحزب من قضية ما تكون المبادرات الفردية هي (الحل) وتغيب أراء المؤسسة الفعلية وتتضارب التصريحات والمواقف وتصيب سمعة الحزب العريق في مقتل . وفي يوم الخميس الماضي جاء في صحيفة ( الجريدة) أن الميرغني والدقير يسنتجدان بالبشير وجاء في متن الخبر " استنجد زعيما الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل والمسجل المشاركان في السلطة برئيس الجمهورية للمساهمة في تمويل مؤتمراتها العامة... " لو صح هذا الخبر ولم يتم نفيه من الحزبيين ..هذا معناه دفن تاريخ الحزب وتجاوزه إلي الأبد كيف لحزب أتصل بقضايا الناس والديموقراطية وغادر الفانية الكثير من قياداته وهم يناضلون ضد الشمولية أن يطلب العون لعمل ديموقراطي من حزب شمولي أخذ منه السلطة بالقوة والقهر. وتفشل كل القيادات الاتحادية المشاركة في السلطة في تقديم مايقنع القاعدة بجدوي المشاركة وفي تقديم دفوعات منطقية لقرار المشاركة وفي أول التحام مع الجماهير الاتحادية تنال تلك القيادات ( حقها) من الهتاف واللوم وبل الطرد من المنبرأو المكان المعني كما حدث قبل أيام لأحد قيادات خط المشاركة في السلطة وفي كل مرة تهتف جماهير الحزب في وجه وزير أو مستشار في سلطة المؤتمر الوطني وأجهزة الحزب تعجز وتفشل في التعبير عن أشواق وتطلعات الجماهير ، في كل الذي يحدث يري كثيرون أن السيد محمد عثمان الميرغني مرشد الطريقة ورئيس الحزب يتحمل كامل المسؤولية هو يملك القرار والمال وقاعدة شعبية جاهزة – الختمية غير أنه لايوظف مايملك لمصلحة الحزب والقاعدة الجماهيرية العريضة بل دائماً تكون المواقف المتناقضة هي (الأصل) وهنا نذكر أن بعض الأصوات من داخل أسرة الميرغني تقف ضد مايجري ومايحدث في أجهزة الحزب وكان القيادي بالحزب تاج السر الميرغني قد قال ل (الجريدة) في حوار نشر من قبل " الجماهير تقف ضد كل الذي يحدث – وهي متعطشة للمؤتمرات والعمل القاعدي المؤسسي وتشعر بالملل من عمليات (التعين والتكليف). وللأسف أموال الحزب أصبحت مسخرة لتكسير الحزب ".