وحملت نشرة أخبار التلفزيون الرئيسة ليوم الثلاثاء 7 مايو خبر لقاء رئيس الجمهورية بالأخ وزير الثقافة والإعلام ،وتصريحا للوزير بعد اللقاء بأنه نقل تطلعات العمل الإعلامي للأخ رئيس الجمهورية في هيئاته..إذاعة وتلفزيون وهيئة بث..وجاءت مايكروفونات الإذاعتين المسموعة والمرئية وكاميرات التلفزيون لتنقل فحوى لقاء الرئيس بالوزير ، فماذا كان قوله؟ لقد علق الإخوة بالإذاعة عن عدم حديث الوزير عن مدير الإذاعة الذي وصل سن التقاعد قبل بضع سنين وهو لا يزال متشبثا بمقعده وكأنما عقمت الإذاعة عن مدير جديد للإذاعة من أبنائها ،ولن أضيف جديدا فهذا ليس من شأني ولكن حديثي ينصب على جانب التلفزيون الحاتمي الذي يئس عن أن يقابل رئيس الجمهورية ليحدثه عن أحلامه الموءودة في قيام برج الإعلام الصيني المشبوهة سيرته بدءا من خرائطه ومبانيه الافتراضية التي صممتها شركة مصرية ببرنامج Fotoshopوأخذت ما استطاعت أخذه من مال الدولة الذي أسبغه عليها الأخ محمد حاتم سليمان والمدير السابق لإدارة الهندسة والتقانة خالد أبو علي، ثم اختفت الشركة وذهب خالد أبوعلي غير مأسوف عليه ،بعد أن أحال الإدارة الهندسية إلى طاقم تركي ..عامل فني بسيط يجد نفسه رأسا لإدارة النقل الخارجي ووحدات المينوس!!بما فيه من مهندسين وعمال فنيين مهرة..ما علينا! خرج الوزير للكاميرات ليخبرهم بأنه صارح الأخ رئيس الجمهورية بتطلعاته بتحويل التلفزيون التماثلي الحالي إلى تلفزيون رقمي ّ!! تخيلوا كيف يكون الحال عندما لا يفهم التلميذ الإجابة أو عندما يحفظها حفظا بليدا !!ثم هو يخلط الأمور ، فيجعل نابليون بونابرت هو المنتصر في معركة ووترلو عندما كان يقود جيوش بريطانيا ليهزم امبراطور فرنسا ولسون!! لو كان لدى الوزير اطلاع ولو قليل ، لما وقع في هذا الخطأ القاتل ..لقد تحول التلفزيون من النظام التماثلي ANALOGإلى النظام الرقمي DIGITALمنذ ما لا يقل عن عشرين عاما ،وهذا ما يفهمه أقل عامل في التلفزيون القومي ولكن يبدو أنه أخذ شرحا غير واف من الأخ المدير العام قبل الدخول على رئيس الجمهورية ولم يستوثق مما لقن له فحدثت له ربكة في تعبيره ولسانه ،وبدلا عن الحديث عن التلفزيون الرقمي DIGITALوتحويله إلى التلفزيون عالي النقاء HIGH DIFINITIONصار الحديث عن التلفزيون التماثلي والتلفزيون الرقمي ..الحمد لله أن الأخ الوزير صار يعرف الفرق بين التماثلي والمثلي ،كما أخطأ ذات مرة أمام أجهزة الإعلام .. قلنا لمرات عديدة إن آفة إعلامنا انه أوكل إلى غير أهله فكأنما الإعلام غلام يتيم الأبوين يعطى كل مرة إلى متبنٍّ جديد لا علم له به فيصول فيه ويجول ثم هو يسافر إلى خارج البلاد ممثلا لبلادنا عائدا ببدل السفر الدولاري هو (وطائفة من الذين معه) .. كنت أسأل نفسي كثيرا لماذا هذا الوزير إلى هذه الوزارة المهمة ؟هل هي نوع من إرضاء حزب ما بأن وزيرا من حزبكم قلدناه لها في هذه الوزارة المترهلة أصلا فيذر الرماد في عين ذلك الحزب ؟ لماذا يرمي الحزب بأحد منسوبيه إلى هذه الوزارة وهو بغير مؤهلات تعينه على أن يفهم ما يدور في وزارته بدلا عن أن يكون بوقا يضخم صوت مدير التلفزيون أمام رئيس الجمهورية؟ لقد كان لقاء الأخ الوزير بالعاملين بالتلفزيون بعد صلاة العصر في مسجد التلفزيون إبان وقفاتهم الاحتجاجية كبيضة الديك المفردة، إن صحت الأقاويل،وها قد مرت أكثر من أربعة أشهر وتكاد الأزمة تولد ثانية بمنطلقات أخرى ..بدل اللبس للعاملين وتأخر صرف الإسناد البرامجي إلى أكثر من شهرين ..فهل سيعود الوزير للقاء العاملين في مقبل الوقفات الاحتجاجية؟ والأخ المدير العام للتلفزيون في حالين اثنين :إما هو مسافر خارج البلاد أو معتكف في بيته غاضبا !! وما أكثر غضبه.. ولا تجد النقابة مجالا للاجتماع به لمناقشة أمور الهيئة المالية والمتأخرة شهور عددا ، بل هو يتخير من يجتمع به ويمنع الباقين!! كنا نتمنى أن يكون اللقاء بخصوص الرد الفصل في موضوع مدير هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني الموقوف عن العمل ،د.خليل إبراهيم، ذلك الذي قدم أطروحاته البينة المبنية على العلم لا على الأهواء الشخصية بل وقدّم ، كما أقرّ بذلك المدير العام للتلفزيون نفسه ، تسعة وعشرين نقطة تدحض أيٌّ منها كل مشروع الشراكة الجائرة بين حكومة السودان والشركة الصينية والقرض البالغ 374500000دولارا (فقط ثلاثمائة وأربعة وسبعون مليونا وخمسمائة ألف دولارا ) ..كنا نتمنى أن يناقش الوزير مشاكل العاملين الذين يذهبون إلى مناطق العمليات ويمكثون الشهر والأكثر بدون أن يتهيأوا للسفر ، بل هي ضربة لازب ، ولا يزال العاملون يتذكرون المهندس الذي أسر إبان الحرب الأهلية ، المهندس الهادي داود، فمن يتذكره الآن في الوزارة؟كنا نتمنى أن يتحدث اللقاء عن المطل في دفع استحقاق الفنيين الذين يقدمون خدمات هندسية بأسعار أقل من أسعار السوق المتأرجح ، فيكون نصيبهم مصمصة الشفاه حسرة على ثقتهم في مواعيد عرقوب !! أما أن يكون الحديث منصبا عن تحويل التلفزيون من النظام التماثلي لى النظام الرقمي فلا يجلب إلا الضحك والسخرية .. أيها الأخ الوزير، نستحلفك بالله أن تقرأ قليلا في أبجديات العمل الهندسي والتلفزيوني ،أو فلتكتفِ بقول المدير العام الأسبق الذي خاطب العاملين في أول لقاء بهم : أنا لا أعرف الفرق بين الكورونا والكروما، ولكن أريد أن تقدموا لي شاشة جذابة تخدم سياسة الدولة وتجذب المشاهد ، وأنا سأكون معكم !! عبد السلام كامل عبد السلام تلفزيون السودان أم درمان