السلام يتنزل والتحيات تنداح الى كل حنتوبى - تلقى تعليمه فى ذلك الصرح الشامخ او عمل فيه عاملا او موظفا او معلما او او تتلاشى صورته وذكراه من النفوس والعقول رغم تقادم السنين.. كما ارجو ان اشيد بالدور العظيم الذى قام به ألأبناءاداريا او كان له فى ذلك المكان الساحر مقرا ومقاما بين اهله الغر الميامين ..والشكر اجزله والتقدير اوفره موصولان الى ألأخوة الكرام وألأبناء ألأعزاء الذين سعوا وعملوا ولا يزالون الى تخليد صرحنا الشامخ .. صورة وذكرى.. وان لم يخفت القه وبريقه عادل سيد احمد وضياء الدين العباسى ورفاقهم ألأبرار فى سعيهم لأنشاء رابطة خريجى حنتوب وافتتاح دارها فضلا عما قدموه ويقجمونه من ألأنشطه التى يسارع ألأخوة والأبناء الخريجون على اختلاف سنوات تخرجهم لحضورها والمشاركة فيها .. احمد الله كثيرا ان كان لى نصيب من العيش فى ربوع حنتوب فترة حمس سنوات .. اربعة منها طالب علم ودراسه (1949 - 1952 ) و اكتملت سعادتى وفاضت فى الساى الخامسه عندما عدت اليها كاول خريج يتولى منصب نائب الناظر -(فى ذات الوقت متعلما بين يدى معلم ألأجيال ألأستاذ ألأمين محمد احمد كعوره - ومضيفا الى تجربتى التعليميه المزيد من فيض تجاربه وتجارب وخبرات من سعدت بالعمل بينهم من المعلمين ..كان ذلك فى 1970 - 1971عام احتفاء خريجيها وطلابها بيوبيلها الفضى بمناسبة مرور خمسة وعشرين سنة على انطلاقها من عرينها وخروج وادى سيدنا من قرابها بعد افول نجم كلية غردون عام 1946 . سعدت كثيرا فى ذلك العام بزمالة كوكبة من شباب المعلمين ألأخيار.. تعلمت منهم الكثير..وكانوا جميعا سواعد قوية تواصل دفعها لمسيره العلوم وألأبداع فى حنتوب.. فاضوا حماسة وعطاء كان هو ديدن معلمى ذلك الصرح التعليمى العظيم على مر الزمان وكانوا حجر الزاويه فى كل ما تحقق من نجاحات مضطرده فى ذلك المكان الطيب الجميل .. شهد ذلك العام لقائى ألأول بألأستاذ "الطيب على عبدالرحمن" رئيس شعبة الجغرافيا.. ومنذ اللحظات ألأولى تبين لى بما لا يدع مجالا للشك ان ذلك الشاب ينطبق عليه وصف استاذنا الجليل عبدالرحمن عبدالله .. عن احد المعلمين ممن عملوا معه فى مدرسة ودمدنى الثانويه للبنين انه "لم يولد ألا ليكون معلما".. ولا املك الا ان اقول ان حنتوب كانت تليق بالاخ الطيب.. الطيب .. ويكفى انه كان يليق بالعمل فيها ..ذلك للتوافق الكامل بين ما ظلت حنتوب على مدى العشرين عاما التى سبقت التحاقه للعمل فيها عام 1966ما كانت تسعى لتوفيره لطلابها من مناخ تعليمي وبيئة تربويه يفيض بكل ما من شانه ان يجعلهم رجال علم وتعلم يواصلونه على مدى حيواتهم ورجال عمل خلاق لا يعرف الحدود.. فقد اثبت ذلك الشاب ألأستاذ الطيب ومنذ ايامه ألأولى - حسبما علمت من قدامى رفاق دربه من معلمى حنتوب وبما لمسته منه خلال ذلك العام الفريد - ان رؤاه الثاقبه وحبه لمهنة التعليم وتفانيه المنقطع النظيرواسناده الأستراتيجى ودعمه المتواصل لكل من كان يشاركه السعى لتامين احتياجات الطلاب التعليميه كانت مرتكزا اساسيا لما تواصل تحقيقه من نجاحات مضطرده عاما بعد عام الى ان "مال ميزان حنتوب وحان غروبها" فى عام 1994 متزامنا.. لعجائب ألأقدار والزمان.. مع عام رحيل مؤسسها وبانى امجادها التى تواصلت عبر السنين - المستر لويس ويلش براون الذى غادر الحياة الفانيه فى الرابع والعشرين من حزيران (يونيو) 1994. حنتوب ..حسب ما سبق ان جاء على لسان احد خريجيها .. البروفسير كرار احمد بشير العبادى.. تميزت باتاحتها الفرصة للدارسين والعاملين فيها باحساس ألأنعتاق من القيود وألأنطلاق فى افاق المعرفه وتجارب الحياه..لم تكن تحدها اسوار او حدود ..فسعد بها المستر براون ومن زاملوه من المعلمين الذين كان نهجهم وسعيهم جميعا يسير فى تناغم فريد الى اطلاق العنان لطلابهم للخلق وألأبداع وفق قدراتهم واختلافاتهم العرقيه والثقافيه التى انصهرت تماما ولم يعد يعرف اى من طلاب حنتوب من اى فج عميق جاء .. شرقا او غربا.. شمالا او جنوبا .. كووولهم سودانيون و"حنتوبيانز" بفضل ما اتاح لهم المستر براون ورفاقه من رعاية وتوجيه وتاهيل مما افضى الى اندياح نموذج فريد من العلاقات الحميميه بين الطلاب والمعلمين وتاصلت فى نفس كل كائن كانت له بحنتوب صلة دراسة وتدريس او عمالة وحياه..ولن ابالغ ان نحا بى ألأعتقاد ان الحياة والعيش فى حنتوب فتح الابواب مشرعه للتعرف على ألأنسانيه فى ابهى صورها فضلا عن ألأحساس بانه "على قدر اهل العزم تاتى العزائم" "If there is a will, there is a way" فكل من درس فى حنتوب او عمل فيها لا محالة قد نمت لديه مشاعر واحاسيس الرغبه فى المشاركه فى كل تحديث وتقدم ومسار الى ما هوأفضل واحسن بفضل ما قر وثبت فى نفوسهم من العزم والقدرة على مواجهة التحديات والتغلب على صعاب المجهول ايا كان حجمها..فكان لحنتوب الدور الرائد لترفد السودان كل عام بما يحتاجه من كتائب خريجيها وهم يمثلون ألأمل المشرق لمستقبل ظل السودان يتطلع اليه عبر السنين.ورغم ان سنة الحياة لا بد لها ان تسيربمغادرة الحريجين ارض حنتوب فى نهاية سنوات دراستهم .. رباعية كاتت او ثلاثيه الا ان امانى واحلام هؤلاء الخريجين جميعا دون شك كانت ولا تزال وما تنفك تلتقى عند نقطة واحده هى البقاء على ارض حنتوب لأطول فترة من حياتهم ان لم تكن فى حياة حنتوب طالما كانت هى باقية على وجه الأرض..ولكن هيهات .. دوام الحال من المحال.."وكل عز يزول وكل حى يموت" .. .. ورغم ان ألأستاذ الطيب لم يكن من خريجى حنتوب الأ ان بقاءه فيها معلما لأكثر من عقد من الزمان ومن خلال ممارسته العملية التعليميه وألأشرافيه :"ابوفصل وتيوتر ورئيس شعبه " وتعامله مع الطلاب القادمين اليها من مختلف انحاء السودان ومن خارجه فضلا عما استقاه من مختلف اقوال وذكريات من تلقوا تعليمهم فيها وبفضل علاقاته واتصالاته بمن سعدوا بالعمل فيها وباهل حنتوب الغر الميامين فان ما جاء في "وثيقة حنتوب" الزاخره بالمعلومات والحقائق مما يجعل الأستاذ الجليل الطيب حريا ان يكون حنتوبيا اصيلا فقد كانت له احدى الحسنيين..اما الدراسه اوالعمل او (ألأثنين معا) فى حنتوب وهو الذى عمل بها لسنوات قاربت عدد سنوات (التابيدة - اربعة عشر عاما )التى لم ينل شرفها ببقائهم للعمل بها لسنوات فاقت العقد من الزمان الا نفر قليل من كرام اساتذتنا الكبار.. المرحومون باذن الله: عبدالعزيز عتبانى.. احمد النمر .. الهادى آدم.. ابراهيم عبدالله ..وامدالله فى ايام يوسف المغربى... ولعلى اذكران كل من درسوا فى حنتوب قد فتنوا بها ايما افتتان وعلى وجه الخصوص اولئك الذين عادوا للعمل معلمين فيها بعد اكمال دراستهم الجامعيه وهم الذين تغلب عليهم. حماستهم لحنتوب وافتتانهم بها وحبهم لها الى درجة الجهر بالقول : "ان الما قرا او اشتغل فى حنتوب لا قرا ولا اشتغل".. .. وقبل هذا وذاك لابد لى من ألأشادة بالنهج البحثى الذى سارعليه الرجل فى الكتابه واجلاء الحقائق وتبيانها واعادتها الى مصادرها الأوليه قدر المستطاع. كما ارجو ان يسمح لى ألأخ الطيب ان اتقدم له بالشكر اجزله وبالتقدير اوفره على كلماته الطيبات التى انداحت على شخصى الضعيف من بين ما اضفاه على آخرين كثر وجد منهم "الدعم وألأسناد: استراتيجيا كان اوفى شكل خطط انبثقت عنه ثم تنزّلت الى برامج عمل مرحلى انتهى الى ظهور الكتاب على ارض الواقع فى تلك الصورة الجميله بعد طول ترقب وانتظار.. وحيث انى كنت من خريجى الدفعة السابعه فى ديسمبر 1952 فقد سعدت بزمالة طلاب الدفعة الرابعه المتخرجه فى ديسمبر 1949التى نهلت من العلوم والمعارف خلال كامل ألأربع سنوات1946-1949 فى حنتوب وبزمالة من تواصلت دراستهم لاحقا فيها الى تاريخ تخرجهم فى ابريل 1956 فضلا عمن سعدنا بلقائهم وزمالتهم من طلاب الخور الخصيب الذين قضوا بيننا عامهم ألأول (سنه اولى) فى حنتوب عام 1949 وانتقلوا الى "عمارتهم" خورطقت اعتبارا من يناير 1950 .. بطبيعة الحال حنتوب وزميلتاها وادى سيدنا وخورطقت كانت مدارس قومية منذ بداياتها ألأولى وفد اليها الطلاب من كل فج عميق من جهات السودان المختلفه فضلا عن ابناء جنوب الجزيرة العربيه والصوماليين .وقد قال استاذ ألأجيال (فى يوم الاحتفال بافتتاح حنتوب ) - المرحوم احمد محمد صالح..الذى سعدت بالجلوس على كرسيه بعد اربعة وعشرين سنه من جلوسه عليه فى مكتب نائب الناظر: "تلك حنتوب اشرقت فى حلاها ×× فشجانى قوامها ألأملود..... ياتيها الحجيج من كل صوب ××ذاك مسترشد وذا مستفيد ....واعذرونا ان نحن فى يوم حنتوب ×× طربنا فذاك يوم فريد وظلت حنتوب على حالها " قومية واقليمية القبول" بمن كان يفد للدراسة فيها من ابناء جنوب الجزيرة العربيه والصومال الذين سعدوا برعاية المستر براون واساتذة المدرسه بما وجدوه من معاملة طيبة سواسية بزملائهم السودانيين فقد تولى نفر من الصوماليين رئاسة الداخليات وقيادة المناشط الصفية واللا صفيه التى بزغت نجومهم فيها .و ظلت على حالها قومية التوجه ردحا من الزمن الى جاء طوفان فتح المدارس الثانويه بعد ألأستقلال وابّان العهد المايوى وانتهاج السلم التعليمى (6-3-3 )فى عام 1970 ..