عمر عبد الكريم علي مقدماً أقول كل عام وأنتم والأمة الإسلامية بخير وأمن وسلام ، وأشكر الشيخ ابوزيد إمام وخطيب أحد مساجد الطائف الذي تلى علينا خطبة عصماء في الجمعة الماضية تحدث فيها عن عدم جواز الحج على نفقة الحكومة ، هنا طبعاً أتمنى أن يفرق الناس بين من يسافر مع بعثة الحجيج ليؤدي عملاً معينا ويقضي شعائر الحج دون تأثير على أداءه لعمله فهذا لاخلاف عليه ، من أسلط عليهم الضوء هنا هم من تبتعثهم الدولة لأداء مناسك الحج كمكافأه وغالباً هم كبار الموظفين والدستوريين ، هؤلاء كما قال الشيخ حجهم مردود عليهم ، ينادون لبيك اللهم لبيك ويناديهم مناد من السماء لالبيك ولاسعديك وحجك مردود عليك ، لأنهم ذهبوا بمال الدولة العام أو مال المسلمين وهذا المال له مصارف معلومة ليس من ضمنها إطلاقاً إبتعاث بعض المتسلقين والمداهنين للحج ، قد يقول قائل أن الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز الملقب بخامس الخلفاء الراشدين قد إستن هذه السنة وقد بعث في خلافته للحج نفراً من الناس على نفقة بيت مال المسلمين ، ولهؤلاء نقول إنه في عهد عمر بن عبدالعزيز لم يجدوا مصرفاً ينفقون فيه المال ، فليس هناك محتاج ولافقير ولاغارم ، حتى العبيد أعتقوا من بيت مال المسلمين ، وكانت خزائن الدولة ممتلئة عن آخرها فأمر عمر بإرسال الشيوخ الذين لم يسبق لهم الحج على نفقة الدولة ، قال تعالى (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لايحتسب) صدق الله العظيم ، أولئك رجال اتقوا الله حق تقاته ففتح الله لهم خزائن السماء والارض ، اليوم هناك ملايين الجوعى وملايين الغارمين وآلاف من لايتمكنون من دفع رسوم أبنائهم الطلاب وملايين من هاجروا في بلاد الله يبتغون رزقاً حلالاً بعد أن تقطعت بهم السبل في وطنهم ، فكيف بالله عليكم ونحن في وضع كهذا أن يرسل بعض المترفين ليحجون على حسابنا . وكيف يقبل رجل رشيد بهذا الأمر ، بعض علماء السلطان (كعادتهم) حدثونا عن جواز هذا الحج وأنه يعتبر (جائزة) مستحقة ، في إعتقادي كل ذي فطرة سليمة سيدرك أن هذا غير جائز ويدخل في باب التخوض في مال الله بغير الحق وقد قال هذا الرأي عدد كبير من العلماء الأجلاء . الاتخافون يوماً تشخص فيه القلوب والأبصار يامن تكبرون فينا ليل نهار ، إتقو الله يادعاة المشروع الحضاري في أموال هذا الشعب الصابر ، الأغرب من هذا أن البعض يحج على نفقة الشعب السوداني عدة مرات ، تجده كل عام يحج على نفقتنا وياليته يأخذ منا تكاليف السفر والإقامة وحاجات النفس البشريه من مطعم ومشرب فقط ، بل هو (يهبر هبراً ثقيلاً) ، وأذكر في العام الماضي أن نثرية أحدهم كانت 500 دولار في اليوم الواحد . أسأل الله أن يبعدنا عن الحرام ويبعد الحرام عنا