سيكافا ... الرساله وصلت . عادل البلالى ............ كيف ترجمت جنوب كردفان أكبر حدث رياضي لإحماء سياسي داخل مستطيل الجغرافيا والتاريخ رهانات أحمد هارون ومبادرات القوات المسلحة وعزمة الأفارقة تبطل مفعول صواريخ قطاع الشمال إرادة الجمهور تتغلب على أجندة التمرد ودرس بليغ من الضرائب اليوغندي وهو يستقبل الدانات مبتسماً كان الرهان على إقامة بطولة سيكافا للأندية في ولايتي شمال دارفور وجنوبكردفان خاصة في الثانية وتحديداً بحاضرتها مدينة كادوقلي يمثل تحدياً كبيراً وضرباً من ضروب ركوب الصعاب خاصة وأن تزامن قيام البطولة من حيث توقيته في يونيو قد شهد تصعيداً جديداً وخطيراً في تهديدات قطاع الشمال ومن احتموا بديباجة الجبهة الثورية وسط خضم من التصعيد والاتهامات المتتالية التي وجهتها الخرطوم لحكومة جوبا بدعم الإرهاب القادم من هناك عبر العمل العدائي المسلح وقدمت ما يلزم من وثائق وأدلة دامغة عن تورط حكومة جوبا في جريمة الاعتداء على مدينتي أبوكرشولا وأم روابة خلال الأسابيع المنصرمة وهو الأمر الذي ردت عليه الخرطوم بإجراءات حازمة أوقفت بموجبها النفط الجنوبي من العبور عبر الأرض السودانية لساحل البحر الأحمر حيث ترسو هناك السفن العملاقة من حاملات شاحنات النفط إلىالأسواق العالمية ثم قررت الخرطوم الرسمية أيضاًإيقاف التفاوض وتجميد العمل باتفاق التعاون المشتركة إلى حين إشعار آخر !! وكان السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن البشير واضحاً ومباشراً في القرارات التي أعلنها وربطها بأن توقف حكومة جنوب السودان أي نوع من الدعم وبأي مستوى من المستويات لكل المكونات العدائية المسلحة التي تخوض حرباً بالوكالة ضد السودان في دارفور وكردفان والنيل الأزرق وعلى رأسها قطاع الشمال بقيادة الحلو و عقار والجبهة الثورية وحركة العدل والمساواة وحركة مناوي وحركة عبدالواحد نور. وقبل إطلاق صافرة بدء منافسات بطولة سيكافابأيام من خلال مجموعة كادوقلي ومجموعتي الفاشر عاد وفد للسودان المشارك في أعمال الدورة رقم (23) لمجلس حقوق الإنسان تحت مظلة المنظمة الدولية لحقوق الإنسان في مدينة جنيف بسويسرا الجميلة. وكان وفد المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في السودان برئاسة مولانا محمد بشارة دوسة وزير العدل قد أودع أمام المنظمة العدلية في جنيف وثائق مصورة ومكتوبة عن فظائع وانتهاكات المتمردين في أبوكرشولا وغيرها من مدن وقرى جنوب وشمال كردفان من تدمير وقتل وتشريد وتخريب بجانب تقديم وعرض فيلم تسجيلي يحوي كل ذلك بجانب إفادات مباشرة من بعض المتضررين والنازحين من منطقة أبوكرشولا. وكان الوزير دوسة قد قطع بأن مجلس حقوق الإنسان وكل المنظمات الحقوقية الإقليمية والدولية مطالبة بإدانة ما تم من جرائم وتدمير بأشد العبارات وفق القانون الدولي الإنساني بما في ذلك الأحداث السابقة التي قام بها المتمردون في بعض مناطق السودان. وهنا سيذكر الناس بالطبع القصف الذي تعرضت له مدينة كادوقلي إبان جلسات ملتقى كادوقلي التشاوري للسلام في العام المنصرم وعلى مدى ثلاثة أيام مما أوقع عشرات القتلى والجرحى ولم يسلم حتى الأطفال والأمهات في تلك الأحداث. ولم يكد يمر عام على ذلك حتى شهدت مدينة أبوكرشولا في محلية رشاد من الفظائع ما لم يكن ليخطر على بال أحد ويمضي الجناة في حصد الأرواح كأنهم يحصدون أرواح دجاج، وترد القوات المسلحة وأخواتها وتستعيد المدينة الجريحة وتلحق بالغزاة الهزائم الساحقة.. حسابات سيكافابكادوقلي هذه صورة عامة لأبعاد المشهد السياسي في جنوب كردفان قبل أن تعلن اللجنة المنظمة انطلاقة البطولة من خلال صافرة حكم لقاء الضرائب اليوغندي وهلال كادوقلي المضيف يوم الثلاثاء الموافق 18/يونيو عصراً بالإستاد الأولمبي في كادوقلي ومعلوم أن هذه المجموعة بعد انسحاب فريق الناصر من دولة جنوب السودان أصبحت تضم يوغندا والسودان عبر فريقي هلال كادوقلي والأهلي شندي ومعلوم أن ليوغندا فريقاً آخر هو الاكسبريس اليوغندي الذي يشارك في مجموعتي الفاشر منافساً مع الآخرين لأجل الحصول على كأس هذه البطولة الذي يحمل اسم الرئيس الرواندي(بول كاجامي) ولعل هذه المعلومة قد تعيد للأذهان ذكرى حصول السودان على كأس بطولة إفريقية ولأول مرة في العام 1989 عندما حصد المريخ السوداني كأس الكئوسالافريقية الذي حمل اسم الزعيم المناضل الثائر نيلسون مانيلا من أمام فريق باندل يونايتد النيجيري بعد ملحمة كروية شرسة هذا اذا اعتبرنا الكاس الذي حصده المريخ من بطولة سيكافا في مجموعة كادوقلي برئاسة الوزير حافظ محمد سوار وهو شقيق سفيرنا الحالي في طرابلس ووزير الشباب والرياضة الأسبق حاج ماجد محمد سوار والأخ رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة عبد الرحمن جبارة عبدالرحمن وكانت لمحة ذكية من الوالي أحمد هارون بان يوجه الدعوة للأقلام من الصحافة السياسية جنباً إلى جنب مع الإعلام الرياضي من إذاعي وفضائي وصحفي لما لهذه البطولة من أبعاد متشابكة الديباجات. وأنا في كادوقلي كنت على ثقة كما حدثني حدسي بأن مدينة كادوقلي ستكون على موعد مع تجربة أخرى شبيهة بتلك التي تزامنت مع ملتقى كادوقلي للسلام الذي انعقد بأمانة الحكومة في العام الماضي في ظروف بيئية وسياسية مشابهة وكان الصديق والزميل إبراهيم عربي من الزميلة صحيفة الصحافة والمتخصص في تضاريس مجتمع جنوب كردفان يؤكد لي هو الآخر بانه لا يستبعد أن يتكرر ذات المشهد المتهور لحاملي السلاح مرة أخرى هذه المرة مع الحدث الرياضي خاصة وأن المدينة كانت قد تعرضت لقصف في ذات صبيحة الجمعة التي التقى خلال مسائها الهلال العاصمي مع هلال التبلدي في عروس الرمال بعض مرتبط بالأجندة السياسية والحربية لولاية جنوب كردفان على نحو ما أسلفت أعلاه. رياضة بعيون السياسة ولعدة أسباب غير رياضية رأت حكومة جنوب كردفان أهمية وجود الصحافة السياسية في عمق هذا الحدث الهام والعرس الرياضي الكروي الهام جدا في تحدٍّ جديد تجابهه الولاية خاصة وأن اتحاد دول شرق ووسط فريقيا (سيكافا) وعبر أمينه العام السيد نيكولاس ميسوني قد راهن في إصرار عنيد على نجاح هذه البطولة في مدينتي كادوقلي والفاشر وبرغم انسحاب أندية أبطال عريقة في الإقليم مثل الشباب وسيمبا من تنزانيا وهما من الفرق التي سبق لها أن حصدت كاس هذه البطولة في دورات سابقة وقد جاء انسحابها بسبب الهواجس الأمنية وهي ذات الأسباب ربما التي دعت ممثل جنوب السودان وهو فريق الناصر جوبا بجانب غياب قطبي الكرة السودانية وهما المريخ والهلال الامدرمانيين وما قاله نيكولاس أكده لنا أيضاً الكابتن باتريك رئيس اللجنة المنظمة للبطولة في مجموعة كادوقلي والذي قال بأن صلابة وقوة وعزيمة إرادة جمهور جنوب كردفان قد كانت هي الرهان الكاسب في هذه الجولة ولولاها لما كان هناك اي نجاح لهذه البطولة. وذات الأمر ينطبق على مواطن ولاية شمال درافور. الإحماء السياسي للبطولة كنا على موعد يوم الاثنين 17/ يونيو مع تمارين الإحماء السياسي عبر التحضير الحكومي الجيد للبطولة في كادوقلي والذي بلغ أوجه في المؤتمر الصحفي للوالي ولجانه المنظمة والمختصة وقال لنا هارون في مؤتمره الصحفي الإحمائي بأنه وفي كل دول العالم لا توجد درجة تأمين كاملة مائة بالمائة وأنهم قرروا استضافة هذه البطولة مكافأة لمواطن الولاية وللقوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى حامية الحمى والتي لا يغمض لها جفن ولا ترتخي لها قبضة يد حاملة للسلاح ومتأهبة للضغط على الزناد وقال بانهم في جنوب كردفان لن يسمحوا للتمرد بأن يحدد لهم جدول أعمالهم أو يملي عليهم أجندته وكشف الوالي عن الرصيد التحضيري الكبير لإقامة البطولة بأبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية والعسكرية وتوقف أمام الحضور الإعلامي الكبير الذي خف إلى مدينة كادوقلي؛ وقال يكفينا فخراً هذا العرس الإعلامي الكبير حتى ولو لم تقم البطولة وهو أمر محل تقدير كل القاعدة الرياضية والشعبية الكاسحة هناك بعد أن وعت وعثاء ورهق وضنك وخواء الخطاب التخذيلي والانهزامي للحركة الشعبية في (سفر التهميش) وجاء الرد سريعا ًوبليغاً من الوالي هارون عبر لوحة مفاتيح الإنجازات من خلال الطفرات العمرانية الكبيرة والإرادة السياسية القوية التي راهنت على تحدي صواريخ الكاتيوشا والدانات المدفعية بان كادوقلي لا ولن تكون مدينة أشباح ولا حتى أبوكرشولا بعد كل ذلك الذي شهدته من ترويع ويأت التحضير المعنوي القوي المناهض لكل دواع ومسببات الكساح المعنوي وتخذيل الهمم من خلال فريق قوي يزلزل الأرض حجز مقعده المتقدم في روليت الدوري الممتاز وكان جمهوره ملح وفاكهة سيكافا بشهادة الأفارقة الذين قالوا بانهم لم يشهددوا جمهورا إفريقيا بهذه الروعة والصلابة شغفاً وولعاً بحب كرة القدم معصوماًبخلق قويم وسلوك رفيع وتهذيب عالٍ جدا وثقافة واسعة لأبعد الحدود والأكثر إدهاشا لهم كما قالوا بان يكون كل ذلك على بعد مئات الأميال من العاصمة الخرطوم!! درس يوغندي بليغ ومع مفارقة انسحاب فريق الناصر ممثل دولة جنوب السودان والتي كانت جزءاً من جغرافية الأرض السودانية الكبرى وصل إلى كادوقلي فريق الضرائب اليوغندي الى مطار كادوقلي الدولي وأنباء تعرض المدينة للقصف الصاروخي قد بلغته وهو في الخرطوم فشدد رئيس البعثة على ضرورة الوصول إلى كادوقلي رافضاً أي فكرة للانسحاب كما فعل التنزانيون وغيرهم وعقب مغادرة البعثة مطار المدينة الى نزلها تعرض طريق المطار إلى قصف مدفعي عشوائي من المتمردين ومع ذلك أكد الفريق اليوغندي بأنه لن ينسحب من البطولة مهما كانت درجة التحديات الأمنية داخل أو خارج كادوقلي بل زاد على ذلك وقال بأنهم جاءوا ليحصلوا على كأس البطولة بالتأهل من كادوقليإلى الفاشر والوصول إلى النهائي لتكون يوغندا على موعد مع كأس الرئيس الرواندي (بول كاجامي) ولعب الضرائب اليوغندي وصمد وصعد إلى فاشر السلطان ضمن فرق ربع النهائي!! غدا نواصل \\ نجيلة