بقلم / ماهر إبراهيم جعوان تعرضت دعوة الإخوان المسلمين منذ نشأتها لمحن وشدائد تئن لها الجبال وتشيب من هولها الولدان فثبت أفرادها ثبات الرجال وما لانت لهم قناة وافتدوا دعوتهم بالأرواح وما أخذوا بالرخصة وإنما العزيمة والقدوة والمواقف التي تشفي الصدور وتغيظ الأعداء ، حفاظا علي الثوابت والمبادئ فهذا الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله حيكت حوله المؤامرات وسجن جميع إخوانه واستشهد وهو يسعي في صلح وخير هذا الوطن وعندما حاول البعض منعه من حضور الاجتماع الأخير له في جمعية الشبان المسلمين خوفا عليه رفض رفضا شديدا وقال(قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) ( قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم) وهذا هو شهيد القرآن سيد قطب رحمه الله طٌلب منه أن يكتب كلمة اعتذار فيتجنب حكم الإعدام ويصدر قرار جمهوري بالعفو عنه ولكنه قال (ما كان لهذه السبابة التي تشهد لله بالوحدانية في الصلاة أن تقر حكم ظالم ) وقال لأخته أنا أكبر من أن أسترحم الباطل وجاء وقت تنفيذ حكم الإعدام عليه فجاءه شيخ ليلقنه الشهادة فقال وهل جئ بي إلي هنا إلا الشهادة ارتقي إخواننا شهداء في كل العصور وتحملوا الكثير فداءا لدينهم ودعوتهم وما حادوا عن الطريق المستقيم داعين إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة علي مدار أكثر من 80 عاما في عصور ثلاثة ملوك وأربعة رؤساء ونحن نعمل لله فداءا للوطن ارتقي إخواننا شهداء قادتا وجنودا ، من في المقدمة ومن في المؤخرة، الجميع جاد بنفسه لله تعالي فلن ينسي التاريخ شهداء مذابح ناصر في 1954م القاضي الجليل عبد القادر عودة والشهيد محمد فرغلي قائد الفدائيين في حرب فلسطين والذي طالب اليهود برأسه بأي ثمن، فقدمت رأسه لهم بلا ثمن علي يد ناصر ورفاقه ولن ينسي التاريخ شهداء 1965م سيد قطب وعبد الفتاح إسماعيل وإخوانهم الأبرار ولا شهداء مذبحة ليمان طره الذي استشهد فيها أكثر من ثلاثين شهيدا ولا استشهاد البطل كمال السنانيري في سجون السادات 1981م ولا أكرم الزهيري ورفاقه في سجون مبارك وغيرهم مما لا استطيع حصرهم ، وفي ثورة 25يناير المجيدة قدم الإخوان الشهيد تلو الشهيد مصطفي الصاوي وإخوانه وفي موقعة الجمل وشهد العدو قبل الصديق ببسالة وتضحية شباب الإخوان فيها ويستمر طريق الشهداء بضربات البلطجة والإجرام بحرق مقرات الإخوان المسلمون وحزب الحرية والعدالة في أكثر من مكان بطريقة مسلسلة وممنهجة استشهد فيها إسلام مسعود ومذبحة الاتحادية واستشهاد عدد من شباب الإخوان المسلمون فداءا لهذا الوطن الكريم ، محمد خلاف ومحمد ممدوح وهاني سند وعبد الله نصار ومحمود إبراهيم ومحمد فريد وياسر إبراهيم وغيرهم فلا عجب أن نتحمل كل هذه السنوات العجاف ونحن نقول (الله غايتنا) ولا عجب أن نرفع شعار الإسلام هو الحل والإصرار علي المضي قدما بمشروعنا الإسلامي ونحن نردد (الرسول قدوتنا) ولا عجب أن نجاهد في فلسطين ونقاتل اليهود ونقدم قيادتنا شهداء (أحمد ياسين والرنتيسي والمقادمة وصلاح شحادة وعياش وعماد عقل وإسماعيل أبو شنب ونزار ريان وسعيد صيام و الجعبري)ونحن نقول الجهاد سبيلنا ولا عجب أن تستمر التضحيات وأن نتلقى السهام بصدور عارية من كل حدب وصوب وتسيل دمائنا في دمنهور وفي الاتحادية حفاظا علي الشرعية والشرعية وأخيرا وربما لا يكون أخرا د/ حسام شوقي شهيد الشرقية وسنظل نردد قولا وعملا (الموت في سبيل الله أسمي أمانينا)