سلام يا .. وطن حيدراحمد خيرالله كانت تدندن باغنية بعد الرحيل .. و تحدث نفسها : اليوم إذ اهاجر لم احمل كثير متاع .. فكلما مضى من ايام العمر لم يزد عن كونه ، سقط متاع .. اسقطت من دفتر الاحوال مفردة وطن ، مزجته بالعناء والشجون والجنون واسكنته في سويدائها العميقة .. شهيقها وطن..زفيرها وطن ..برغم انها لم تعد رقما فى دفاتر الوطن ..إغرورقت عيناها البديعتان بالدموع ..احست ان قلبها الكبير مثقلٌ ..تبسمت ..داعبت خصلاتها المتناثرة باناملها الرقيقة وادركت ان القلب بامكانه ان يحمل الوطن.. ورددت مع العارف الكبير ( وتزعم انك جرم صغير * وفيك انطوى العالم الاكبر) مضت واثقة الخطى نحو المنافي .. التفتت كانها تستاذن فى الرحيل : حاولت حملك يااغلى شي .. انبهمت سبلي فى زمن الغي .. بوصلتي ماعادت ترصد كوة ضي .. صوفي وشيوعي كلٌ محصودٌ ني .. وفى متاهتى عزّ التمييز بين الشي والحي ..وانت ياصنو الروح .. ترى انك طوراً نبي وتارة غبي..لانك رايت مارايت واكتفيت ..تبت الف مرة والف مرة غويت ..قاومت ياحبيبى الحبيب والتويت..وقلت : انك من اكثر البشر قذارة تجاه ذاتك ..نبوة تجاه غيرك.. وانك قد ولدت قبل عصرك لانك غبي ولربما نبي .. وبكيت ..ولاننى لاتأسرنى دمعة الرجل مضيت .. واحكي ..ماياسرنى : اعلان الرئيس ان 239مليون شخص يعانون سوء التغذية فى افريقيا..كم نصيبنا منهم؟!ويحيرنى : ان المؤتمر الوطنى يجيز تطبيق رفع الدعم عن السلع والخدمات على ان يبدأ تنفيذه فى يوليو الجاري..ويؤنسنى ان اسمع عن بدء توزيع سلعة السكر باسعار مخفضة بولاية الخرطوم ..ويؤلمنى ان اقرأ قول نائب الرئيس د.الحاج ادم عن ( تضاؤل دور القطاع التعاونى فى دعم الافتصاد مشيراالى انتظار الدولة الكثير من القطاع اذا قام عليه اهل الخبرة والا يكون دوره ( خبط عشواء)ونوه الى ان المنتظر من القطاع ان يسهم فى انعاش المزارع والمصانع والمراعي وتقديم التمويل من البنوك عبر الجمعيات التعاونية ..فمابين مايؤنس وما يؤلم .. يبقى الوضع على قارعة الدرب وتتساقط كافة اوراق التوت.. ماذا علي ان اكون ؟وكيف يمكن ان اكون ؟ او نكون ؟! ترجون منا مزيدًا من الاستكانة .. وان راينا الاحتجاج على المهانة جاءت الإدانة.. تحمل الويل والثبور وعظائم الامور .. فعليّ ان اسير فى مواكب المثقفين الكذبة التى تدبج الخطاب ..وتضلل الشباب .. وتحيل الكوارث الى اعياد ..كيما تعيش عيشة السوائم ..وتستحل كل اللذائذ مشاركةً البهائم .. فصوت الحق فى مدينة النيام نائم ..والظلم والظلام ومراوح الكلام ..ماذا يكون اذا مالشعب قام .. نظرت الى هاتفها : امسكته بلهفة تمنت ان يخرج اللحظة من هاتفها .. لتعانقه وتودعه وتقول له : يا .. انت يا آخر الكلمات العميقة .. اذكر حزنك على الطريقة ..لكنها الحقيقة ..انى حاملة فى جوانحى الوطن وها اسافر بحثا عن نفسى ..رد عليها: ان الذى تبحثين عنه اخشى ان تكونى قد تركتيه فى الوطن ..انحدرت دمعة ..وقالت : هكذا ارادت لنا الحكومة.. رد عليها : ونحن ايضا ارادت لنا الحكومة ..وبقينا مع الكتابة فى ازمنة الكآبة.. وسلام ياااوطن سلام يا مايجري فى الشارع المصري يدعونا لان نرفع الاكف ابتهلا لله ان يحفظ الله مصر وشعبها..ضحكت ابنتى وهى تقول ( شنو ياولاد النيل دى سنة طلعتكم الميادين ونحنا اربعة وعشرون عاما مفروض نطلع من الحياة.)..وسلام يا..