خالد عثمان كثرت هذه الايام التنبؤات والتوقعات بقيام الساعة وأخرها ما انتشر في مواقع الانترنت بأن نهاية العالم قد أقتربت وان يوم 21 مايو القادم سيشهد قدوم المسيح عليه السلام ، بل حددت بعض المواقع يوم 21 أكتوبر كآخر يوم لهذه الحياة الدنيا. أعتمدت هذه التوقعات على ترجمة لبعض اصحاحات الانجيل التي ذكرت ان نهاية العالم ستكون بعد 7000 عام بعد طوفان نوح عليه السلام . فها أقتربت الساعة حقاً.؟ المعلوم ان الدار الآخرة تبدأ بموت الانسان، فحسب أحاديث الرسول (ص) وما تواتر من حديث أهل البيت ، فإن الانسان عندما ما يموت يكون قبره روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار " أجارنا الله واياكم"، ولكن المفهوم الذي بصدده الآن في هذا المقال هو قيام الساعة والبعث ويوم الحساب بزمننا هذا ، وليس ضمن أيام الله السبع التي يعيشها كل إنسان. لقيام الساعة أشراط كبرى وأخرى صغرى وبدأت تلك الاشراط الصغرى في حياة الرسول بإنشقاق القمر وخروج النار في الحجاز في القرن السابع الهجري ، ومن علامات الساعة كثرة الزلازل بنص الآية القرانية " إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا{1} وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا{2} وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا{3} يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا{4} بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا{5} يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ{6} فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ{7} وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ{8} صدق الله العظيم وفي الجديث أيضاً قال صلى الله عليه وسلم: " ... وبين يدي الساعة موتان شديد، وبعده سنوات الزلازل" رواه أحمد والدارمي والطبراني والبزار وأبو يعلى، برجال ثقات، وصححه ابن حبان والحاكم وأقره الذهبي. أجمع المفسرون على ان الاثقال هي المتاع والمقصود بها في هذه السورة هو كل ما باطن الارض بها فيها الموتى وقالوا أنهم يبعثون مع نفخة الصور الثانية ولكن علماء الجيولجيا والفيزياء اثبتا ان للارض أثقالا أخرى وهي المعادن الموجودة في مركز الارض وتتكون من من النيكل و الحديد و الرصاص و اليورانيوم، وتعتبر الطبقة الداخلية هي الاكثر كثافة وثقلاً وبسبب الحرار والضغط تظل تلك المعادن في حالة انصهار دائم ، وتخرج تلك المعادن الي سطح الارض عن طريق البراكين ، والحمم التي تخرج الي سطح الارض تكون أثقل وزنا من القشرة الخارجية لانها لزجة وذات كثافة عالية. اما الزلازل فقد تزايدت بصورة ملحوظة مما يتطابق مع الرواية القرانية البلاغية "زلزالها" ، مثلاً الجدول ادناه من معهد الزلازل البريطاني يبين معدل الاضطراد الكبير في حدوث الزلازل وهو شيء مخيف جداً. بالتأكيد ان الرواية المتدوالة حالياُ بظهور المسيح في 21 مايو القادم غير سليمة، فالمسيح لن يأتي الا بعد ظهور المهدي علية السلام الذي يؤم المسلمين في صلاة الصبح ، فيتنزل عيى عليه السلام ويصلي خلف الامام المهدي. بعد ذلك ينطلق المهدي والمسيح لقتال الدجال الذي يكون أكثر أتباعه من اليهود ،ثم بعد ذلك يظهر يأجوج وماجوج، ثم يهلكون ، ويأتي زمن كله عدل وطمأنينة ، وبعد ذلك يظهر الكفر والنفاق مرة أخرى ولاتقوم الساعة الا على أشرار الناس. وفوق كل ذي علم عليم. ملبورن 20 أبريل 2011