شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تدشن أغنيتها الجديدة (أخوي سيرو) بفاصل من الرقص المثير ومتابعون: (فعلاً سلطانة)    نائب وزير الخارجية الروسي من بورتسودان: مجلس السيادة يمثل الشعب السوداني وجمهورية السودان    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    بالفيزياء والرياضيات والقياسات العقلية، الجيش السوداني أسطورة عسكرية    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    السودان..البرهان يصدر قراراً    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ضوابط وشروط الجهاد د.صبري محمد خليل


[email protected]
تمهيد: قررت الشريعة الاسلاميه ضوابط وشروط محدده للجهاد، وقد أشار
العلماء إلى هذه الضوابط والشروط الشرعية .
شمول مفهوم الجهاد : أن مفهوم الجهاد غير مقصور على القتال ، بل بشمل (من
جهة الوصف) الجهاد بالقلب والنفس واللسان والأموال... عَنْ أَنَسٍ (رضي
الله عنه) أَنَّ اَلنَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم ) قَالَ("جَاهِدُوا
اَلْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ, وَأَنْفُسِكُمْ, وَأَلْسِنَتِكُمْ( (
رَوَاهُ أَحْمَدُ, وَالنَّسَائِيُّ, وَصَحَّحَهُ اَلْحَاكِمُ( ، كما يشمل
(من جهه النوع) جهاد النفس، وجهاد الشيطان، وجهاد الكفار، وجهاد
المنافقين... عن فضالة بن عبيد (رضي الله عنه)قال : رسول الله(صلى الله
عليه وسلم) في حجة الوداع )ألا أخبركم بالمؤمن: من أمنه الناس على
أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمجاهد من
جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب (..
من شروط وضوابط الجهاد:
النية: من شروط الجهاد النية ، فعنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: الرَّجُلُ
يُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً وَيُقَاتِلُ رِيَاءً فَأَيُّ
ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ: مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ
اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ"
إذن الوالدين : ومن شروط الجهاد الحصول على إذن الوالدين ، عن عَبْدِ
اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا) يَقُولُ(جَاءَ رَجُلٌ
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي
الْجِهَادِ فَقَالَ: أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟ قَالَ: نَعَمْ! قَالَ:
فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ).، يقول الإمام الشوكاني ( يجب استئذان الأبوين في
الجهاد وبذلك قال الجمهور ، وجزموا بتحريم الجهاد إذا منع منه الأبوان أو
أحدهما، لأن برّهما فرض عين والجهاد فرض كفاية، فإذا تعين الجهاد فلا إذن
).
الإعداد للقوه : ومن شروط الجهاد الإعداد للقوة ، قال تعالى
(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ
الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ
مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا
تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ
وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ )(لأنفال60: ).
الجهاد مع جماعة المسلمين: ومن شروط الجهاد انه يكون مع جماعه المسلمين،
وليس مع آحاد الناس أو جماعه من المسلمين، قال تعالى(يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا )( التوبة
(38:، ويترتب على هذا أن الجهاد إنما يكون مع الإمام ، يقول الرسول(صلى
الله عليه وسلم)(إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ،
وَيُتَّقَى بِهِ، فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-
وَعَدَلَ، كَانَ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرٌ، وَإِنْ يَأْمُرْ بِغَيْرِهِ كَانَ
عَلَيْهِ مِنْهُ) ، يقول الإمام أحمد بن حنبل )والغزو ماض مع الأمراء إلى
يوم القيامة – البر والفاجر – لا يترك)، ويقول أبو جعفر الطحاوي )والحج
والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين برِّهم وفاجرهم إلى قيام
الساعة، لا يبطلهما شيء و لا ينقضهما)، ويقول ابن قدامه (وأمر الجهاد
موكول إلى الإمام واجتهاده، ويلزم الرعية طاعته فيما يراه من ذلك) ،
ويقول ابن تيمية (ويرون - اى أهل السنة والجماعة- إقامة الحج والجهاد
والجُمع مع الأمراء أبراراً كانوا أو فجاراً).
لا قتال لمن يقيم الصلاة ويؤذن لها: من ضوابط الجهاد انه لا قتال لمن
يقيم الصلاة ويؤذن لها ،عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : أَنَّ النَّبِيَّ)
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) كَانَ إِذَا غَزَا بِنَا قَوْمًا
لَمْ يَكُنْ يَغْزُو بِنَا حَتَّى يُصْبِحَ وَيَنْظُرَ فَإِنْ سَمِعَ
أَذَانًا كَفَّ عَنْهُمْ وَإِنْ لَمْ يَسْمَعْ أَذَانًا أَغَارَ
عَلَيْهِمْ.
حرمه قتل المعاهدين والمستأمنين: ومن ضوابط الجهاد عدم جواز قتل
المعاهدين والمستأمنين ، قال الرسول(صلى الله عليه وسلم)(مَنْ قَتَلَ
مُعَاهَدًا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا
لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا)(رواه البخاري في صحيحة( .
عدم جواز نقض العهود والمواثيق : ومن ضوابط الجهاد عدم نقض جواز العهود
والمواثيق التي يعقدها المسلمون، قال تعالى (وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي
الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ
وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ) ، ولذا قرر الفقهاء أن الإمام إذا عاهد قومًا، أو
أَمَّنَهُم لزم من تحت يده أن يلتزموا بما صدر من الإمام من عهد وميثاق،
ويحرم عليهم أن ينقضوا ذلك العهد، يقول الإمام ابن قدامة (وَيَصِحُّ
أَمَانُ الْإِمَامِ لِجَمِيعِ الْكُفَّارِ وَآحَادِهِمْ، لِأَنَّ
وِلَايَتَهُ عَامَّةٌ عَلَى الْمُسْلِمِينَ) ( المغني (9242) ، فإذا
خِيفَ أن يقاتل العدو المسلمين في وقت العهد والميثاق فإنه حينئذ
يُبَلَّغَُ بانتهائه، كما قال تعالى(وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ
خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ )( الأنفال : 58 )، و لذا
حرمت الشريعة الخيانة ، يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم)(يُنْصَبُ
لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: هَذِهِ
غَدْرَةُ فُلَانٍ ).
عدم جواز قتل المدنيين: ومن ضوابط الجهاد عدم جواز قتل المدنيين كالنساء
والولدان و الشيوخ و الأجراء و الرهبان ، روى عن أنس بن مالك ( رضي الله
عنه ): أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان إذا بعث جيشاً قال : (
انطلقوا باسم الله لا تقتلوا شيخاً فانياً و لا طفلاً صغيراً ولا امرأة
ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)( رواه
أبو داود في السنن )، ووجد النبي )صلى الله عليه وسلم ( في بعض مغازيه
امرأة مقتولة، فقال: «مَا كَانَتْ هَذِهِ تُقَاتِلُ فِيمَنْ يُقَاتِلُ)
أخرجه أحمد (3/488، رقم (16035 )، و جاء في وصيه ابوبكر الصديق )رضي الله
عنه) للجيوش والسرايا(لا يقتلوا وليدًا، ولا شيخًا فانيًا، ولا امرأة،
ولا معتزلا في صومعة، وهم في هذا مقتدون بالنبي -صلى الله عليه وسلم فإنه
-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى
جَيْشٍ، أَوْ سَرِيَّةٍ، أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللهِ،
وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ: «اغْزُوا
بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ،
اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا
تَقْتُلُوا وَلِيدًا(، وبناءا على هذه النصوص فان المذهب القائل بجواز
قتل المدنيين يتعارض مع الشريعة الاسلاميه تعارضا مطلقا.
الجهاد وعلاقة المسلمين بغير المسلمين: لم يوجب الإسلام قتال غير
المسلمين إلا في حالتين : الحالة الأولى هي إكراه المسلمين على الردة عن
دينهم وفتنتهم عنه قال تعالى( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله
لله)، والحالة الثانية هي إخراج المسلمين من ديارهم قال تعالى (أذن للذين
يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم
بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله).
مذهب إيجاب قتال غير المسلمين إطلاقاً والرد عليه : غيران هناك مذهب قال
به بعض الكتاب الإسلاميين المعاصرين( كسيد قطب ) ، استنادا إلى أقوال بعض
الفقهاء، ومضمون هذا المذهب هو أن الإسلام أوجب قتال غير المسلمين
(إطلاقاً)، وغزو العالم لنشر الدعوة ، غير ان كثير من العلماء يرون أن
هؤلاء الفقهاء بنوا موقفهم هذا على أساس أن واقع العالم في فى زمانهم
(واقع الدولة غير ثابتة الحدود ) لم يكن يسمح – إلا قليلا- بان تكون
علاقة المسلمين مع غيرهم هي علاقة سلم ما لم تتوافر شروط الجهاد، أو
علاقة حرب في حاله توافر شروط الجهاد ، يقول الشيخ محمد أبو زهرة في معرض
حديثه عن آراء الفقهاء في عدم جواز الصلح الدائم(…ولقد أثاروا تحت تأثير
حكم الواقع الكلام في جواز إيجاد معاهدات لصلح دائم، وإن المعاهدات لا
تكون إلا بصلح مؤقت لوجود مقتضيات هذا الصلح، إذ أنهم لم يجدوا إلا
حروباً مستمرة مشبوبة موصولة غير مقطوعة إلا بصلح مؤقت) (محمد أبو زهرة،
العلاقات الدولية في الإسلام “الدار القومية، القاهرة، 1384م، ص78-79) ،
ويدل على هذا أن هناك علماء خالفوا ما قرره هؤلاء الفقهاء، حيث نجد ابن
تيمية يخالف الرأي القائل بقتال الجميع لمجرد الكفر(وإذا كان أصل القتال
المشروع هو الجهاد ، ومقصودة أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله
هي العليا، فمن منع هذا قوتل باتفاق المسلمين ، وأما من لم يكن من أهل
الممانعة والمقاتلة " كالنساء والصبيان والراهب والشيخ الكبير والأعمى
والزمن وغيرهم" فلا يقتل عند جمهور العلماء ، إلا أن يقاتل بقوله أو
فعله، وإن كان بعضهم يرى إباحة قتل الجميع لمجرد الكفر إلا النساء
والصبيان لكونهم مالاً للمسلمين، والأول هو الصواب ، لأن القتال هو لمن
يقاتلنا إذا أردنا إظهار دين الله كما قال تعالى “وقاتلوا في سبيل الله
الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين”، وفي السنة عن
النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه مر على امرأة مقتولة في بعض مغازية، قد
وقف الناس عليها، فقال “ما كانت هذه لتقاتل”، وقال لأحدهم: الحق خالداً
فقل له لا تقتلوا ذرية ولا عسيفاً “، وفيها أيضاً عنه (صلى الله عليه
وسلم) يقول: لا تقتلوا شيخاً فانياً ولا طفلاً صغيراً ولا امرأة". وذلك
أن الله أباح من قتل النفوس ما يحتاج إليه في صلاح الخلق كما قال تعالى
“والفتنة أشد من القتل”، أي أن القتل وإن كان فيه شر وفساد ففي فتنة
الكفار من الشر والفساد ما هو أشد، فمن لم يمنع المسلمين من إقامة دين
الله ، لم يكن كفره إلا على نفسه).
ايه السيف: و قد اسند أصحاب هذا المذهب إلى القول بأن آية السيف ناسخة
لكل الآيات التي تدعو للسلم ، والمقصود بها الآيات: ( فَإِذَا انسَلَخَ
الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ
وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ
مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ
فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (التوبة: 5). و(
قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ
الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ
يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى
يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) (التوبة: 29). غير أن
هذه الآيات لا تفيد قتال غير المسلمين إطلاقاً، وبالتالي تنسخ الآيات
الداعية للسلم، بل هي مقيدة بالحالات التي أباح الإسلام فيها قتال غير
المسلمين (إخراج المسلمين من ديارهم ،أو إكراههم على الردة على دينهم) ،
يقول الشيخ محمد الغزالي (يشيع بين المفسرين أن آية السيف نسخت ما جاء
قبلها، وعند التحقيق لا يوجد ما يسمى آية السيف، وإنما هناك جملة من
الآيات في معاملة خصوم الإسلام أو في مقاتلتهم ،أحياناً لأسباب لا يختلف
المشرعون قديماً وحديثاً على وجاهتها ، وعلى أنها لا تنافي الحرية
الدينية في أرقى المجتمعات)، ويرى الشيخ رشيد رضا : أن آية السيف تتراوح
الآية الخامسة من سورة التوبة الداعية إلى قتال المشركين كافة كيفما
يقاتلون المسلمين كافة، وإنها غير ناسخة لغيرها من الآيات ، ويستشهد بما
قاله السيوطي من أن أياً من الآيتين ليس ناسخاً لغيرها من الآيات التي
تتناول علاقة المسلمين بالمشركين ، ولكن لكل منها حكماً يسري في ظرف
معين، ويرى أن الدعوة إلى مقاتلة المشركين هو رد على مبادأة المشركين
القتال، وأن المقصود بالآيتين مشاركي جزيرة العرب وليس مشركين الأرض، أما
الآية 29 الخاصة بأهل الكتاب فإن نزولها جاء تمهيداً للكلام في غزوة تبوك
مع الروم من أهل الكتاب بالشام ، والخروج إليها في زمن العسرة والقيظ
فضلاً عن أن المقصود بها ليس أهل الكتاب ولكن فريقاً منهم له شروط أربعة
معينة ذكرتها الآية الكريمة.
فتوى أهل ماردين ومذهب اباحه قتال حكام المسلمين والرد عليه : هناك مذهب
يقول باباحه قتال الحكام المسلمين ،ويعتبره شكل من أشكال الجهاد، وهو
يستند في ذلك – ضمن ما يستند - إلى تفسير معين لفتوى الإمام ابن تيميه في
أهل ماردين الشهيرة ب” فتوى التتار”. غير أن هذا التفسير يتناقض مع مذهب
ابن تيميه في عدم جواز الخروج على الحاكم المسلم حيث يقول في الإمام ابن
تيميه الفتاوى مثلا ( والصبر على جور الأئمة أصل من أصول أهل السنة
والجماعة)( مجموع الفتاوى ، ص 28 ).
مفهوم التترس و مذهب اباحه قتل المسلمين والرد عليه: و هناك مذهب يتخذ
قاعدة التترس( اى جواز قتل المسلم إذا تترس به الكافر)، كأساس شرعي
لتبرير بعض العمليات العسكرية التي يترتب عليها قتل المسلمين ، غير أن
كثير من العلماء يرى أن هذا التبرير غير صحيح للاتي:
أولا: أن التترس لا يكون إلا في حاله الحرب( الاشتباك العسكري).
ثانيا:أن من أباح التترس جعل له شروط لا تنطبق على هذه العمليات،و هي أن
تكون المصلحة منه:
1. ضرورية: اى لا يحصل الوصول إلي الكفار إلا بقتل الترس.
2. كليه: اى أن عدم قتل الترس يترتب عليه أن يستولى الكفار على كل الامه .
3. قطعية: اى أن تكون المصلحة حاصلة قطعا. ( القرطبي ، الجامع لأحكام
الفران، ج16، ص285) .
هذا مع وجوب تقرر أن هناك من الفقهاء من حرم الترس كالإمام مالك،
استنادا إلي الايه (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤهم
فتصيبكم منهم معرة دون علم.. ليدخل الله في رحمته من يشاء.. لو تزايلو
لعذبنا الذين كفروا عذابا أليما)، فالايه تفيد وجوب مراعاة الكافر في
حرمه المسلم.
تعارض الإرهاب مع مفهوم الجهاد : يمكن تعريف الإرهاب بأنه: استخدام
القوه (العنف)، بشكل غير شرعي قانونيا وأخلاقيا ودينيا(عدم الشرعية)، ولا
يتم فيه اختيار المستهدف يشكل شخصي بحيث يمكن استبداله بأخر بخلاف
الاغتيال السياسي(عدم شخصيه المستهدف)، ويؤدى إلي إحداث ضرر مادي أو جسدي
أو نفسي(الضرر)، ويهدف إلي في تغيير في سلوك فرد أو جماعه أو مؤسسه أو
دوله تجاه الفاعل(تغيير السياسات).وطبقا للتعريف السابق نجد أن الإرهاب
يتعارض مع مفهوم الجهاد كما قررته الشريعة الاسلاميه للاتي:
شرعيه استخدام القوه: استخدام للقوه خارج إطار الشرعية الدينية
والقانونية والاخلاقيه يتعارض مع الشريعة الاسلاميه ، قال تعالى ( من
قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا).
شخصيه العقاب: عدم الشخصية المستهدف بالعقاب يتعارض مع الشريعة
الاسلاميه ، قال تعالى ( ولا تزر وآزره وزر أخرى) ، لذا حددت الشريعة
شخصيه المستهدف في الحرب بالمحارب ، يقول الإمام ابن تيميه( وأما من لم
يكن من أهل الممانعة والمقاتلة- كالنساء والصبيان والراهب والشيخ الكبير
والأعمى والزمن وغيرهم- فلا يقتل عند جمهور العلماء إلا أن يقاتل بقوله
أو فعله)
النهى عن الإفساد في الأرض: كما تنهى الشريعة الاسلاميه عن إحداث الضرر
بأشكاله المختلفة إلا في إطار الشرعية ، وهو ما عبر عنه القران بالإفساد
في الأرض (وإذا تولى يسعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله
لا يجب الفساد)، كما أوجبت عقاب المفسدين في الأرض(إنما جزاءا لذين
يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا.. ).
وبناء على ما سبق فانه لا صحة لاتهام بعض الغربيين لمفهوم الجهاد بأنه
شكل من أشكال الإرهاب ، كما انه لا يجوز نسبه اى عمليه عسكرية إلي الجهاد
ما لم تتوافر فيها ضوابط وشروط الجهاد الشرعية .
-للاطلاع على مقالات أخرى للدكتور صبري محمد خليل يمكن زيارة العنوان
(http://drsabrikhalil.wordpress.com)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.