العميد ياسر الطيب ....على قدر الكرام تاتى المكارم بقلم/عبدالرحمن هرفه فى امسية يوم الثلاثاء الموافق26 /ابريل اهتزت جنبات استاد مدينة بورسودان ليس بسبب لقاء يجمع بين فريقى القمة ابطال الدورى السودانى كما يتبادر الى الاذهان ولكن لسبب اخر هو وداع وتكريم العميد ياسر الطيب المدير السابق لجهاز الامن الوطنى –ولاية البحر الاحمر ولايمكن ان ننظر لهذا الحدث بصورة عابرة لاسيما وان الحشد كان غير معتاد ونادر مايتكرر بهذه الصورة حيث توافدت الركبان زرافا ووحدانا من كل اطياف المجتمع وفئاته فى سابقة هى الاولى من نوعها على مستوى المدينة حيث ودعت بورسودان رجالات كثر اختلفو فى ادوارهم ومهاهم منهم الولاة السابقين من لدن البدوى الخير ادريس وحتى حاتم الوسيلة ومنهم العسكريين بكل مقاماتهم وقد كانت لهم صولات وجولات فى كل ارجاء الولاية لكن لم تخرج لهم بورسودان كما خرجت فى وداع السيد العميد ياسر الطيب بتلك الصورة الخالدة التى تدافع فيها الناس من اطراف المدينة من احياء (ولع) (ودار النعيم) وكوريا وسلالاب وترانسيت وحى المطار وكل احياء بورسودان وشكلت فيها الاحزاب السياسية حضورا منقطع النظير يتقدمهم المؤتمر الشعبى والاتحاد الديمقراطى والاخوان المسلمون وكذلك حضر رجالات الادارة الاهلية عمدا وشيوخا ونظار يتقدمهم الناظر على محمود ناظر قبائل الامرأر وايضا جاءو الرياضيين بانديتهم والادباء والفنانين ورجال الطرق الصوفية ومنظمات المجتمع المدنى من نقابات واتحادات وروابط جاءو الناس من المحليات النائية والمترامية حتى الرعاة والمزارعين كانو اوفياء لعطاء الرجل المتصل بكل فئات المجتمع ..الا ان الغائب الوحيد فى هذا التكريم كان هو المؤتمر الوطنى متمثلا فى جهازه السياسى وحكومة الولاية بشقيها التشريعى والتنفيذى لم يحضر احد ...عدا نائب الوالى ووزير الصحة ويبدو انهما حضرا لإعتبارات اسّرية ..لذلك تركت مقاعد المؤتمر الوطنى الشاغرة استفاهمات كثيرة؟؟ على اوجه الحاضرين فكيف يتغيب الحزب الحاكم عن تكريم رجل بقامة العميد ياسر ؟؟ لكن لم تمر ساعات بعدها حتى وجدت الاجابة على لسان محمد طاهر احمد حسين الرجل الثانى فى الولاية قائد الجهاز التنظيمى والسياسى عندما جمعتنى به الصدف فى برش على ضفاف الكورنيش وكلمنى عن مايسميه ب اخفاق الرجل وفشله (العميد ياسر ) فى ادارة الجهاز وميوله لبعض المعارضين .....؟ قاطعت حديثه وقلت له ان الرجل لم يفشل بل نجح فى احتواء الازمات ونزع فتيلها وتعامل بدبلوماسية السفراء حتى تخرجو انتم من عنق الزجاجة ..صمت الشيخ برهة ثم قال صحيح عندما عرف انه لم يكن موفقا فى احكامه الهوجاء ..لكننى فهمت !!فهمت !! ان للشيخ موقف شخصى مبنى على احكام سياسية نتيجة للمواقف المشهودة للعميد ياسر الذى يختلف كثيرا فى تقييمه للامور عن هاؤلاء .. ضّيقى الافق وعديمى الموهبة السياسة والذين يقودوننا يسياسة القوة لا بقوة السياسة ويدعون انهم ساسة ..انهم سوسة تنخر فى عظم المجتمع واخلاقه ومبادئه ..انّ هاؤلاء النفر بعد كل هذه النجاحات والاشراقات للرجل ينظرون لطيلة السنين الاربع بنظرة الاخفاق ..انهم يرفضون ادبه الجّم وخلقه الحميد لاسيما وانه استطاع فعل مالم يفعلوه.. استطاع ان يفتح باب مكتبه لكل الناس باختلاف قبائلهم ومشاربهم استطاع ان يسمع من الآخرين المخالفين بسعة صدر واحترام يحسد عليه وبنى معبرا الى قلوب المواطنين فكان محبوبا لدى كل الناس انهم يعزّ عليهم ان يشاهدوا تلك الجماهير الغفيرة التى احتشدت وكل فرد فيها يتمنى ان يصافح المحتفى به ليشكره على جهده ويثنى عليه. لانريد ان نقصم ظهر الرجل ولكن على قدر اهل العزم تأتى العزائم وعلى قدر الكرام تأتى المكارم وذلك للامانة والتاريخ ان العميد ياسر كان يعمل بمهنية قلّ مايوجد مثلها فى السودان اليوم فلم يتخندق كعادة العسكر ورجالات الامن خلف الملفات بل خرج الى الناس وغير كثير من المفاهيم السلوكية الضيقة للمهنة التى كانت راسخة فى ذاكرة الشعب واستطاع ان يبنى جسر من التواصل بين المجتمع وجهاز الامن بالولاية فكانت مشاركة الجهاز فى كل البرامج الاجتماعية والمشاريع الثقافية وهذا الانخراط والالتحام جاء بفضله وسعيه المشكور فكان جهاز الامن فاعلا ومتفاعلا فى مهرجانات السياحة والثقافة وكذلك كان حاضر فى كل الملمات كالسيول والفياضانات التى اجتاحت الولاية مؤخرا وربما لا ابالغ اذا قلت ان فكرة تحديث مبانى الادارة لرئاسة الجهاز بالولاية كانت مواكبة لايقاع التطور والتحديث بالولاية فهل مثل هذا الانسجام يقابل بالرفض ياسيادة الشيخ!! لانحصى مواقف الرجل لان ذاكرة اهل الولاية تحفل بالكثير منها لكن اود ان اشير الى ادواره المسئولة التى اداها على اكمل وجه اثناء فترة الانتخابات فقد عمل بحكمة العقلاء بالرغم من الافخاخ التى التى زرعها الزارعون لاشعال فتيل ازمة كبيرة كانت جاهزة فى الدائرة (.) وهناك الكثير من المواقف التى كانت يمكن ان تكون رحّى حرب خطط لها نفر من الغائبين..! بسبب تقديراتهم الخاطئة الا ان الرجل استطاع ان يتعامل معها بتؤده وفهم واسع فقد عرف عنه طيلة تلك الفترة ميوله للحلول السياسية بالرغم من انه رجل امن ونظام وكان ميالا للتراضى وتطييب الخواطر وتقريب وجهات النظر فلم يلجأ الى الحلول السهلة المتاحة كالتهديد والقوة التى كان يرغى ويزبد بها ابوجهل الغائب ضيق الأفق.! لقد كان باب مكتبه مفتوحا دون فرز يستمع الى الناس بتأنى وتركيز لايتكلم الا بعد ان يقول الحاضرين كلامهم حتى اذا ماتكلم كان كلامه يذهب باس الحاضرين ويشفى غيظهم انه رجل دولة من الطراز الاول استطاع ان يرسى دعائم المسئولية والتجرد والتفانى طيلة فتر عمله لاشك .. ونتمنى ان يواصل المسير حتى يؤدى الرسالة كاملة .