روسيا ترفض لتدخلات الأجنبية في السودان ومخططات تمزيقه    البرهان يودع سفيري السودان لمصر واثيوبيا "الفريق أول ركن مهندس عماد الدين عدوي والسفير الزين إبراهين حسين"    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الناشط صلاح سندالة يسخر من المطربة المصرية "جواهر" بعد ترديدها الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله) خلال حفل بالقاهرة    طباخ لجنة التسيير جاب ضقلها بكركب!    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    وزير الصحة: الجيش الأبيض يخدم بشجاعة في كل ولايات السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    السودان..البرهان يصدر قراراً    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البشير:لسنا محصنيين ضد الثورات لكن شعبنا يملك حرية التعبير

"أفريقيا اليوم" تنفرد بنشر حوار للرئيس البشير بالتزامن مع جريدة الشرق القطرية
القاهرة/ أفريقيا اليوم
الرئيس عمر البشير في حوار اللحظة التاريخية عن السودان وقضايا الساعة :
لسنا محصنيين ضد الثورات لكن شعبنا يملك حرية التعبير
سبب الثورات العربية بعد القادة عن نبض الشارع وقضايا الناس
الدستور السوداني كفل حرية التعبير للجميع ولدينا اكثر من 80 حزبا
الانتخابات كشفت ان الكثير من الاحزاب السودانية غير فاعلة ومجرد لافتات
9 يوليو موعد السودان مع مرحلة جديدة عنوانها انفصال الجنوب
نجري مشاورات لاعداد دستور جديد يعبر عن تطلعات الشعب السوداني
نحن الان في مرحلة تصفية تركة السودان القديم لانجاز الانفصال
العودة الى الحرب ستكون ردنا على محاولة الجنوب فرض امر واقع بشأن ابيي
لااستبعد تحول الجنوب الى قاعدة لاسرائيل والغرب
انتخابات كردفان جرت تحت رقابة اقليمية ودولية ومحلية ونرفض الطعن بها
نحن لانعترف بمحكمة الجنايات الدولية واعمالها لاتسري علينا
احمد هارون من الكوادر الوطنية وتم اختياره من قبل ابناء المنطقة
26 سنة في الحكم اكثر مما يجب بالنسبة لي وللشعب السوداني
اتخذت قرارا نهائيا بعدم الترشح للرئاسة في الانتخابات القادمة
الحكم في السودان ليس نزهة وهو امانة ثقيلة جدا
مؤسساتنا وقوانيننا لحماية المال العام ليس لهما مثيل بدول المنطقة
نتحدى أي جهة تدعي وجود مسؤولا سودانيا مرتشيا
بعد الانفصال سنخسر مورد عائدات نفط الجنوب
اعددنا برنامج انقاذ ثلاثي الابعاد لتلافي العجز في الموازنة
الغينا وزارة الاستثمار وشكلنا مجلس اعلى لتسهيل الاجراءات على المستثمرين
الوضع في ليبيا خفف كثيرا من المشاكل التي كنا نعانيها
التغيير في ليبيا سيكون له انعكاسات ايجابية على السودان
تغيير نظام الحكم في مصر كان لصالح السودان مئة بالمئة
مصر بدون السودان دولة ضعيفة لاننا عمقها الاستراتيجي
خسرنا الجنوب لغياب مصر عن دورها تجاه الامن القومي السوداني
الازمة الليبية طالت كثيرا ويجب حسم الموقف سريعا
اذا ضاعت اليمن ستتحول الى بؤرة عدم استقرار للمنطقة كلها
نجري حوارا مع امريكا لرفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للارهاب
جزء كبير من نصائحنا للقيادة السورية بالاصلاح لم يتم تنفيذه .
نقدر عاليا الدور القطري في مختلف الملفات العربية
العلاقات القطرية السودانية نموذجية وبيننا تعاون وثيق وتشاور مستمر
حريصون على اشراك اخواننا القطريين بادق القضايا والتفاصيل السودانية
المعاملة الراقية التي يحظى بها السودانيون بالدوحة تعكس علاقتنا النموذجية
مواقف قطر والسودان متطابقة ازاء جميع القضايا السياسية والاقليمية
اجرى الحوار في الخرطوم : جابر الحرمي
يقف السودان على مشارف لحظة تاريخية حاسمة و حافلة بعشرات التساؤلات حول المصير والمستقبل و الانعكاسات والتداعيات .. تساؤولات بحجم الهواجس والقلق من تاريخ لايرحم ومن واقع ضاقت فيه الخيارات عندما غاب او تغيب الجار الشقيق الاكبر قسرا فكان الخيار الصعب تجنبا للاصعب .. يقترب السودان من لحظة انفصال جنوبه عن شماله وساحته ترزح تحت وطأة اشكالات تنخر في جسد هذا الاقليم او ذاك فيما الوطن العربي تجتاحه ثورات التغيير من مشرقه حتى مغربه ..
في هذه اللحظة الحاسمة جاء حوار الشرق مع فخامة الرئيس السوداني عمر حسن البشير فكان حديثه شاملا وجريئا وصريحا وصادقا اماط فيه اللثام عن كثير من الامور التي تشغل بال المواطن السوداني وتستأثر باهتمام المواطن العربي .. لقد تحدث فخامته بلغة القائد المسؤول عن كل الامور بدون مواربة فكان الحوار تاريخيا بحجم اللحظة التاريخية في السودان .
يحدد الرئيس البشير 9 يوليو موعدا لمرحلة فاصله سيدخلها السودان مع انفصال الجنوب واستقلالة عن الشمال بعد مئة عام من الوحدة .. وهو انفصال واقع لامحالة ولاتراجع عنه لكنه مكلف وله اثمان باهظه وابرزها خسارة عائدات النفط الجنوبي التي كانت رافدا مهما للاقتصاد الوطني فضلا عن القضايا العالقة التي مازالت قيد الحوار مثل ترسيم الحدود والعملة واقليم ابيي .
السودان هذه الايام منشغل - كما يقول الرئيس البشير- بتصفية تركة السودان القديم لانجاز عملية الانفصال وهي تركة ثقيلة قد لاتنتهي قبل موعد الانفصال ولذلك ستستمر انطلاقا من حرص الشمال على دعم الجنوب بالامكانات والخبرات والحفاظ على افضل العلاقات معه .. لكن الرئيس يحذر من ان الامر سيأخذ منحى اخر فيما حاول الجنوب فرض امر واقع بشأن ابيي ،مؤكدا رفضه لاي حل يقضي بضم ابيي الى الجنوب ،معلنا استعداده لخوض حرب لاجل هذا الهدف .
اما احتمال ان يتحول الجنوب الى قاعدة للغرب واسرائيل فان الرئيس البشير لايستبعده مطلقا نصيحة وتحذير في ان واحد فالنصيحة تقول ان مصلحة الجنوب في العلاقات الجيدة مع الشمال اما التحذير فهو ان الجنوب سيكون الخاسر الاكبر فيما لو تحول الى شوكة في خاصرة السودان .
لحظة الانفصال لم تحجب لهيب الثورات العربية في دول الجوار لكن الرئيس البشيريقول بثقة المدرك للواقع والمعطيات ان السودان ليس محصنا تحصينا تاما لكنه بعيد عن الثورات لانه قريب من نبض الشارع ومتاح للجماهير حرية التعبير وابداء الرأي استنادا الى الدستور الذي يكفل الحريات للاحزاب التي يفوق عددها 80 حزبا مشيرا الى ان الشعب السوداني يعبر عن نفسه بحرية وقد شهد العالم بنزاهة الانتخابات التي جرت العام الماضي .
ويضيف الرئيس السوداني ان الاصلاح هدف دائم حيث المشاورات تجري مع جميع القوى السياسية والاحزاب والعلماء والمفكريين لاعداد دستور دائم يعبر عن تطلعات وامال الشعب السوداني .
ولعل ابرز مقومات الاصلاح هو التجديد في الحكم وتداول السلطة ولذلك يعلن الرئيس البشير قراره النهائي بالعزوف عن الترشح للرئاسة في الانتخابات المقبلة حيث ان 26 عاما في الحكم مدة اكثر مما يجب كاشفا ان يدعم ترشيح احد الشباب لان السودان غني يالكوادر الشبابية المؤهلة للحكم .
واذ يعترف الرئيس البشير بوجود مشاكل اقتصادية جراء الازمة العالمية يؤكد ان الدولة اعدت برنامجا للانقاذ ثلاثي الابعاد لمواجهة التداعيات الاقتصادية لانفصال الجنوب ابرز خطواته خفض الانفاق الحكومي بنسبة 30% وزيادة الصادرات لتغطية العجز في الميزان التجاري .
وتترافق هذه الخطوات مع مبادرة طيبة لجذب المستثمرين لانعاش الحركة الاقتصادية حيث اعلن الغاء وزارة الاستثمار وتشكيل مجلس اعلى للاستثمار برئاسة رئيس الجمهورية .
ويتحدث الرئيس البشير بكثير من الفخر والاعتزاز على قدرة السودان على مكافحة الفساد معلنا تحديه لاي جهة تثبت ان مسؤولا حكوميا مرتشيا ،مشيرا الى ان السودان يمتاز عن غيره من الدول بوجود تشريعات ومؤسسات تحمي المال العام حيث ان المراجع العام يقدم تقريره المالي سنويا للبرلمان .
وعندما يأتي الحديث الى ثورة 25 يناير المصرية والعلاقات مع مصر يتحدث الرئيس البشير بفخر كبير لان التغيير في مصر لمصلحة السودان مئة بالمئة ، خصوصا وان غياب مصر عن دورها المعهود قبل الثورة كان ابرز اسباب انفصال جنوب السودان . وذلك باعتبار ان الامن القومي السوداني يمثل الضمانة الاساسية للامن القومي المصري مؤكدا ان العلاقات مع مصر تتقدم على علاقات السودان مع سائر الدول .
واما التطورات في ليبيا فيرى فيها الرئيس البشير انها خففت كثير من المشاكل التي عانى منها السودان مبشرا بانعكاسات ايجابية للتغيير المرتقب في ليبيا . لكن ما يجري في اليمن يثير هواجسه محذرا من ان ضياع اليمن لانها ستتحول بؤرة عدم استقرار في المنطقة . اما التطورات السورية فقد اعلن فخامته ان وجه جملة نصائح للقيادة السورية اخذ بجزء ولم يؤخذ بالكثير منها مؤكدا وجوب المضي بالاصلاح واتاحة الفرصة للمواطنيين .
ولدى انتقال الحوار الى العلاقات القطرية السودانية يصبح للحديث طعما اخر فهو الحديث عن اهل الدار حيث يغدق فخامة الرئيس عبارات التقدير والثناء لقطر اميرا وحكومة وشعبا منوها بدورها الداعم للسودان ولسائر القضايا العربية .
الحوار مع الرئيس البشير كان بحق حوار اللحظة التاريخية وهذا نصه :
• فخامة الرئيس قبل ان نبدأ بالحوار نبارك لكم تدشين مشروع السجل المدني وهو ما يعد انجازا جديدا للسودان الشقيق
..
• نشكر لكم بداية هذا اللقاء .. السودان كما تعرفون يمتلك حدودا مفتوحة على كل الدول ، وتداخل قبلي قديم خاصة في غرب افريقيا حيث تجد كل القبائل لها تواجد هناك ، كون السودان كان في القديم يمثل طريق الحج ، والكثير من هذه القبائل عندما تصل الى هناك تستقر في تلك المنطقة .
الآن حتى القوات الافريقية الموجودة بالسودان باتوا يشجعون اهلهم للهجرة الى السودان ، فدافور التي يتحدث العالم انها غير آمنة هي بالنسبة لهم آمنة جدا ويأتون باهلم للاستقرار بها ، هذا الامر جعل اي شخص يأتي من غرب السودان يجد له اصول في تلك المناطق ، وقد يدعي انه مولود بالسودان ، وقد ياتي بوثائق تثبت ان له اقارب وابناء عمومة ، فوجود هذا السجل المدني مهم جدا .
نحن كانت لدينا مشكلة قبل انفصال الجنوب فيما يتعلق بالسجل المدني ، لأن البطاقة العائلية تغلق لما الشخص يتوفى ، لكن في الجنوب الشخص لا يموت ، فاذا مات وهو طفل فانه عندما يصل سن الزواج يتم تزويجه واذا توفى زوجاته تورث لابناءه .. وهكذا ، فمعنى ان الوفاة لا تغلق السجل المدني في الجنوب ، الآن بالطبع انحلت بعد الانفصال .
السودان مع نبض الشارع
• فخامة الرئيس .. تسارع الحديث في الوطن العربي خلال الاشهر الماضية عن الاصلاحات السياسية ، وشهدت العالم العربي ثورات في اكثر من دولة .. اين هو موقع السودان بالنسبة للاصلاحات السياسية ؟
• لو دققنا في كل دولة شهدت هذه الاحداث لوجدنا ان هناك اسبابا حقيقية لتحك الشارع ، وربما اهم عنصر هو بعد القيادة عن نبض الجماهير في كل شيء ن سواء قضاياهم الداخلية او الاقليمية او الدولية ، فالانفصام هو الذي خلق حالة من التذمر والغليان ، وهنا اضرب مثالا بسيطا عندما حدثت احداث غزة والعدوان الاسرائيلي على غزة في نهاية 2008 كان الشارع العربي كله عنده موقف واحد وهو الوقوف الى جانب اهل غزة وتقديم الدعم لهم ، لكن في المقابل الكثير من الانظمة العربية كان لديها موقف مغاير تماما لشعوبها ، بدليل ان هذه الانظمة رفضت حتى عقد قمة للتشاور حول ما يدور في غزة ، فهذا نموذج واحد لحالة الانفصام بين الشعوب والانظمة .
نحن في السودان ظللنا في تقييم مستمر كان آخرها الانتخابات التي جرت العام الماضي تحت رقابة دولية واقليمية ومحلية ، والجميع اكد على نزاهتها وشفافيتها والحرية التي تمت خلالها ، الشعب السوداني من المهم لديه التعبير عن نفسه ، ويقول ما لديه .
• اذن هل نستطيع القول ان السودان بمنأى عن هذه الثورات ؟
• لا يمكن القول ان السودان محصن تحصينا تاما ن وبالمناسبة فان السودان اول من خرج شعبه لتغيير النظام وكان ذلك في اكتوبر 1964 حيث خرجت الجماهير وانحازت لها القوات المسلحة وتم تغيير النظام ، وفي ابريل 1985 تكرر نفس المشهد ، فالشعب السوداني عندما تكون هناك اسبابا موضوعية للنزول الى الشارع يقوم بذلك .
نحن لا نقول اننا محصنين ، لكن نحن نقول اننا لسنا بعيدين من نبض الجماهير ومتاح امام الجميع التعبير عن آرائهم في مختلف وسائل الاعلام بالداخل والخارج ايجابا او سلبا تجاه الحكومة .. لدينا دستور يتيح الحريات ويكفلها للجميع ، لدينا حرية تنظيم الاحزاب ، حيث لدينا اكثر من 80 حزب .
• هل هي احزاب فاعلة ام مجرد ديكور ؟
• ليست جميعها فاعلة ، عندما فتحنا باب تسجيل الاحزاب تم تسجي العديد من الاحزاب ، لكن عندما جاءت الانتخابات اتضح ان الكثير من هذه الاحزاب مجرد لافتات وليست احزاب حقيقية ، لكن لديها عضوية ولها دورها وتملك حرية التعبير والتنظيم والانتخاب والمشاركة في كل المجالات
مرحلة جديدة .
• فيما يتعلق بالاصلاحات السياسية فخامة الرئيس .. الى اين وصلت هذه الاصلاحات .. هل هناك اصلاحات جديدة تعتزمون القيام بها خلال المرحلة المقبلة ؟
• نحن داخلون مرحلة جديدة بعد 9 يوليو القادم وهو الموعد المحدد لقيام دول الجنوب ، وهي مرحلة جديدة بعد الانفصال .. ، ثم اننا الآن نحن في حوار مع القوى السياسية ، والاصلاح يبدا بالدستور ن حيث سيتم التشاور مع هذه القوى حول الدستور الدائم للسودان خلال المرحلة المقبلة بعد 9 يوليو ، وهذا ستشارك فيه كل القوى السياسية او القوى المجتمعية ، بمعنى ليس بالضرورة ان يكونوا بالاحزاب ، لان الحكومة عريضة جدا وهناك اشخاص مؤثرين بالساحة ، وهناك العلماء والمفكرين واساتذة الجامعات ليس بالضرورة منتمين للاحزاب .. هذا التشاور سينتج عنه اعداد دستور يعبر عن تطلعات وآمال الشعب السوداني ، هذا بداية الاصلاح
.
تصفية تركة السودان
• كيف تسير خطوات استحقاق الانفصال ؟
• العمل الاساسي تم وهو الاستفتاء ، وخرجت النتيجة وقبلنا بها ، واصبح الامر واقعا ، وفي 9 يوليو ستنشأ دولة في جنوب السودان ، الفترة التي نحن بها الآن هي الفترة التي يمكن وصفها بأنها فترة تصفية تركة السودان القديم ، فليس كل القضايا وصلنا لها الى حل ، فهناك قضايا معلقة جاري الحوار حولها مثل قضية ابيي وترسيم الحدود والقضايا الاقتصادية فيما يخص العملة والبترول وقضايا الجنسية .. وغيرها من القضايا المعلقة ، وهناك لجان مشتركة تتحاور حول هذه القضايا ، وسيستمر الحوار وما يتم الاتفاق عليه سيتم تطبيقه وما لم يتم الاتفاق عليه سيتم الاستمرار في الحوار بشانها .
• وماذا اذا ما حاولت الحركة الشعبية فرض امر واقع حيال بعض القضايا المختلف بشأنها مثل قضية ابيي ؟
العودة للحرب
• هذا معناه العودة للحرب ، فنحن لن نقبل فرض امر واقع ، ونحن اعلنا انه اذا حاولوا فرض امر واقع في ابيي مثلا والادعاء بقرار منهم انها جنوبية ، ونحن قررنا انها شمالية الى ان يتم حسمها عن طريق الاتفاق بين الطرفين .
• وفي حال عدم التوصل الى اتفاق ؟
• ستظل شمالية لانها هي اصلا جزء من الشمال ، فالحدود بين الدولتين هي حدود 1/1/1956 ، والمكان الوحيد الذي فيه تغيير هي منطقة ابيي ، فلابد ان يتم الاتفاق وحل بالتراضي بين الطرفين ونرفض اي حل يضم ابيي الى جنوب السودان غير ذلك .
نصيحة لاهل الجنوب
• البعض يرى ان الجنوب قد تكون شوكة في خاصرة السودان ، او انها تتحول الى قاعدة اسرائيلية .. في حال حدوث مثل هذا الامر كيف سيكون التعامل مع هذه الدولة؟
• نحن ننصح اخواننا في الجنوب انه مصلحتهم في علاقات مع الشمال ، فالترابط الموجود بين الطرفين لا يوجد بين اي دولتين اخريتين ، فنحن كنا دولة واحدة لاكثر من 100 عام والآن اصبحنا دولتين ، نشترك في اطول حدود ، واكبر تداخل اجتماعي قبلي واقتصادي هي بين الطرفين ، واي توتر في هذه العلاقة سيخسر الطرفان ، والجنوب سيكون الخاسر الاكبر ، فمصدر الدخل في الجنوب هو البترول ، وهذا البترول لابد ان يمر عبر شمال السودان ، واي محاولة لنقله عبر اثيوبيا الى جيبوتي او كينيا ، فان عملية النقل ستكون مكلفة جدا ، لان الضخ سيكون لاعلى ، بينما هو العكس باتجاه الشمال حيث سيكون باتجاه انسياب المياه ، فالمياه تأتي من الجنوب نحو الشمال ، وبالتالي فان الانحدار الطبيعي هو شمالا ، وبالتالي ستكون اقل تكلفة ، كما ان بناء المنشآت اللازمة سيكون على حساب الدولة ، فشركات البترول لن تتحمل التكلفلة ، وبمجرد ان يكون هناك انتاج تجاري تكون التكلفة بالكامل على الدولة ، والجنوبيون حتى يشيدوا منشآت ستكون بتكلفة عالية جدا ، وعملية الضخ اليومي ستكون بتكلفة اعلى ، والبترول كما نعلم هو ثروة ناضبة قد يكون ما تبقى من البترول لا يكفي تكلفة المنشآت .
• لكن قد يجدون دعما غربيا امريكيا فخامة الرئيس ؟
ليس هناك دعما لوجه الله ودون مقابل ، فالدعم سيكون له ثمنا .
قاعدة مناهضة للشمال
• المقابل استخدام الجنوب كقاعدة لتحركات الدول الداعمة بالمنطقة ؟
• احتمال وارد وكبير جدا ، واحتمال دفع فواتير ، نحن لا ننسى ان التمرد في الجنوب منذ بدايته كان مدعوما تماما من الغرب ، دفعت فيه اموالا طائلة جدا ، وجد دعما سياسيا وعسكريا قويا ، وبالطبع هذا ليس لوجه الله ، انما هي فواتير في النهاية تدفع ، وفي الغالب فان هذه الفواتير لن تكون في صالحنا نحن في الشمال ، فاحتمال استخدام الجنوب كقاعدة لخلق مشاكل للشمال هي واردة ، لكن بنفس القدر الجنوب سيكون خاسرا ايضا .
• اذا ما تم التوقيع على اتفاقيات تمثل اضرارا بالامن القومي السوداني بين دولة الجنوب سواء مع دول غربية او دول جوار او اي اطراف اخرى .. ما هو موقفكم في هذه الحالة ؟
• نحن موقفنا الثابت هي اقامة علاقات حميمية بين الطرفين ، علاقات تعاون ، موقفنا الثابت ان كل امكانياتنا سنسخرها لدعم اخواننا لاقامة دولتهم بالجنوب ، لان نعرف انهم بحاجة الى دعم كبير جدا ، خاصة دعم فني وخبرات في بناء دولة ، لانه لا توجد دولة حاليا بالجنوب ، فالحرب عطلت اي تنمية في الجنوب ، وهذه الحرب بدأت عام 1955 اي قبل الاستقلال ، واستمرت لمدة 17 عاما ، وتوقفت لمدة 10 سنوات ولم تحدث خلالها تنمية حقيقية في هذه الفترة ، ثم بدأت الحرب بصورة اعنف من الحرب الاولى لانها جاءت بامكانيات وتسليح اكبر واخطر ، وبالتالي فان الجنوب بحاجة الى الاستقرار ومال ودعم فني وخبرات لبناء دولته ، ونحن في الشمال الاقرب والاعرف باوضاع الجنوب وعلى اتم الاستعداد لدعم اخواننا في الجنوب .
انتخابات كردفان
• اتهمتكم الحركة الشعبية مؤخرا بالتزوير في انتخابات جنوب كردفان .. ما هو تعليقكم على ذلك ؟
• اولا هذه الانتخابات جرت تحت رقابة اقليمية ودولية ومحلية ، ثم انها تديرها مفوضية مستقلة ، ليس للحكومة او وزارة الداخلية اي دخل فيها ولا تديرها ، وشارك في تكوين هذه المفوضية كل القوى السياسية الموجودة بالساحة وهي التي تديرها .
ولغاية ما تم الفرز على مستوى الدوائر والمراكز الخاصة بالاقتراع فان مراقبي الحركة انفسهم وقعوا على النتائج ، ولما ظهرت النتيجة الكلية ان المؤتمر الوطني هو الفائز قالوا انها مزورة ، لكن كل النتائج الاولية والفرز الذي تم على مستوى المراكز ممثلو الحركة وقعوا عليه ، والعملية الاخيرة التي تمت ما هي الا تجميع للاصوات من الدوائر المختلفة ، وهذه عملية تخص المفوضية فقط ، وما كان مطلوبا اصلا حضورا لممثلي الاطراف ، لانها نتائج سبق ان وقعوا عليها بعد ان شاهدوها ، وكون عملية الجمع النهائية اثبتت ان المؤتمر الوطني هو الفائز فان ذلك يمثل سلاح الخاسر دائما .
لااعتراف بالمحكمة الجنائية
• لكن فخامة الرئيس ربما البعض وضع علامة استفهام على قيام حزب المؤتمر الوطني بطرح احمد محمد هارون كمرشح وهو المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية .. فهل هو تحدي للمحكمة ؟
• نحن اصلا غير معترفين بمحكمة الجنايات الدولية ، وبالتالي اعمالها لا تسري علينا ، وتعرف ان رئيس الجمهورية نفسه مطلوب للمحاكمة
احمد هارون من الكوادر والطاقات العاملة ، وكان واليا لهذه الولاية ، اقنع مواطني الولاية من خلال عمله وانجازاته ، وكانت فترة ولايته تعد اكبر فترة حدث فيها استقرار وتنمية ضخمة جدا ، وبالتالي فان احمد هارون قدم بناء على رغبة المواطنين .
• الرئيس مطلوب لمحكمة الجنايات الدولية .. هل هناك من جديد في هذه القضية ؟
• القضية هي سياسية ، ومدعي المحكمة الجنائية واضح انه ليس قانوني ولا مدعي ، انما هو ناشط سياسي ، لانه يتنقل بين الدول ويعمل الندوات ويسافر لتعبئة الدول الافريقية وغيرها من الدول ضد السودان ورئيس السودان ، وهذا ليس عمل المدعي ، عمل المدعي داخل المحكمة ، هو ناشط سياسي ومتحرك في الاعلام ويعقد الندوات والمؤتمرات الصحفية .. .
• الم يحدث في الفترة الاخيرة اي تواصل مع المحكمة ؟
• نحن رافضين اي تعاون مع هذه المحكمة ، وليس لدينا اية علاقة بها ، نحن لسنا اعضاء في بروتوكول روما ، هو تغول على السودان ، وعمل سياسي بحت ، وبالتالي نحن لا نتعامل مع المحكمة .
لن اترشح للرئاسة
• فخامة الرئيس اعلنتم انكم لن تترشحون في الانتخابات الرئاسية القادمة الا ان مصادر بحزبكم المؤتمر الوطني قال ان الخيار ليس بيد الرئيس انما بيد الحزب .. هل اذا ما تم اختياركم لخوض الانتخابات القادمة ستوافقون ؟
• في الانتخابات القادمة اكون قد اكملت 26 عاما في الرئاسة والعمر سيكون 71 عاما ، والعمر في فترة الحكم وخاصة في حكم الانقاذ السنة ليست بسنة ، فحجم التحديات والمشاكل التي واجهناها كبيرة ، بالقطع ان 26 سنة في الحكم هي اكثر مما يجب سواء بالنسبة للشخص او بالنسبة للشعب السوداني .
نحن نعمل على ان يقدم المؤتمر مرشح جديد ، فنحن لدينا حزب مطمئنين اليه جدا ، لديه قاعدة وقاعدة شبابية تحديدا ، فالحزب حزب شاب ، ولدينا العشرات من الكوادر الشبابية المؤهلة للترشح لرئاسة الجمهورية .
بالنسبة لي فان قرار عدم الترشح للرئاسة قرار نهائي ، وفترة السنوات الاربع القادمة كافية لترتيب الاوضاع داخل الحزب لتقديم قيادة جديدة في الانتخابات القادمة .
الحكم ليس نزهة
• لكن هناك من اتهمكم ان اعلانكم عدم الترشح ما هو الا مناورة ؟
• اقول لك الحكم في السودان ليس نزهة ، هو بكل المقاييس امانة ثقيلة جدا ، ولو راقبت الفضائيات فان السودان حاضرا باستمرار ولا يمكن ان تمر نشرة اخبارية دون ان يكون للسودان خبر فيها ، وهذا حجم التآمر على السودان .
السودان بحد ذاته بحاجة الى طاقات من الشباب خلال المرحلة المقبلة ، فمن المهم تجديد الطاقات لقيادة هذا البلد الى الامام .
استئصال الفساد
• فخامة الرئيس انشأت مفوضية للمحافظة على المال العام ، لكن الى الآن هناك شكاوى من وجود مخالفات وبؤر فساد .. كيف يسير عمل هذه الفموضية اولا وكيف يمكن ثانيا استئصال بؤر الفساد ؟
• اولا نؤكد ان لدينا من المؤسسات والقوانين القائمة الآن للحفاظ على المال العام ما ليس موجودا باي بلد في المنطقة ، فمثلا لدينا المراجع العام لحكومة السودان وهو المراجع الوحيد في المنطقة العربية والافريقية الذي سنويا يقدم تقريره اولا للبرلمان ، لا يقدمه لا لرئيس الجمهورية ولا الى مجلس البرلمان ، وعندما يناقش هذا التقرير امام البرلمان فيه تجاوزات او ما يمكن تسميته بالمخالفات الادارية اكثر من كونها تجاوزات ، وهذه المخالفات تصحح على المستوى الاداري ، وفي بعض المرات فيما يتعلق بالميزانية مثلا تكون المخالفة بأن تم صرف من بند الى بند ، والميزانية بعد ان يجيزها البرلمان الحكومة ليس لديها الحق في تغيير الصرف من بند الى بند الا بالرجوع الى البرلمان مرة اخرى ، في الغالب فان تقرير المراجع العام يتحدث عن مثل هذه التجاوزات ، لكن كلها يسميها الاعتداء على المال العام ، فالتسمية نفسها تشعر ان هناك هجوما حصل على المال العام ، لكنها في الغالب تمثل مخالفات ادارية كما اشرت لكم بذلك ، او في عدم الالتزام باللوائح المحاسبية والمالية .
في بعض الحالات التي يكون فيها قضايا جنائية تظهر في التقرير بعد ان يناقش التقرير في البرلمان تحول مباشرة الى وزارة العدل التي لديها نيابة تسمى نيابة المال العام التي تتولى مثل هذه القضايا اذا ما وجدت قضايا تستحق المضي فيها قضائيا ترفعها الى القضاء الذي يقوم بدوره بالمحاكمة .
هذه السلسلة وهذه الاجراءات الموجودة عندنا لا نراها باي دولة بالمنطقة ، بان هناك مراجع عام وتقرير يقدم الى البرلمان ويناقش بكل شفافية ، وفي النهائية محا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.