سيظل غناء المرأة السودانية سيمفونية الجمال السوداني الأصيل ولحن جميل يدندن في إسماعنا ووجداننا حنين تلاقى وعشق جميل يخلده التاريخ على صفحات كتاب الفن والغناء السوداني .وسيظل صداه يطرب أسماعنا على مر الأزمان والدهور .وإنها دعوة تأمل وإعجاب لنا جميعا عن الأداء الرائع والجميل والذي ظلت تقدمه وتهديه لنا حواء السودان الأنيقة والرقيقة والرائعة في حبها ألمتفان لهذا الوطن الكبير والصادقة في سكونها وحراكها من خلال حبها لأهلها وزوجها وبيتها الكبير .وقد رسمت لنا الأخت هادية طلسم وعقدها الفريد ظاهرة الجمال الوجداني وتحنان القرب البعيد في لوحة محلاة بكل ألوان الجمال الفطري في رجوعهن في إنعاش الجسد البالي وإحياء روح الوجدان المتهالكة من خلال صوت العودة الجميل برائعة الأستاذ عبدا لباسط سبدرات في:- رجعنالك وجينا عرفنا انك بالوشاية قصدته كبد الفرحة فينا رجعنالك وعيننا البكت فجعت رموشة دموع سخينة وبفرح عودتنا رفت زغردت كلمات حنينه رجعنالك عشان تاه الفرح من دارنا رجعنالك وكيف نرفض رجوع ألقمره لوطن القمارى تلكم الكلمات الجميلة والمعبرة والتي وجدت لنفسها قالبا من أللحن الفريد شدون به البلابل بصوتهن العذب والجميل تجلين فيه بعمق الحس الفني وبعده الكبير في الوصول إلى وجدانيات المستمع السوداني من خلال اختيارهن الموفق والمميز للكلمات والألحان . وقد وثقت هذه الحقيقة الأستاذة القديرة أم بلينة السنوسي في كلمات معبره حين قالت إن الأخوات هادية طلسم ظاهرة فنية رائعة وقيمة جمالية قل ما تتكرر فقد أوصلن كل حلقات الفن المفقودة للمجتمع السوداني .وعرفن الناس بقدرة المرأة السودانية حسا ومعنى. وكل أمنياتي أن يأتي من بعدهن من يقوى على مواصلة الدرب الجميل ويقود رسن اللحن والكلام الجميل نحو أعماق الوجدان السوداني . إنهن البلابل وإنها الأستاذة القديرة أم بلينة السنوسي وإنها عائشة الفلاتية وأخريات كثر قدمن الكثير الكثير من صحائف الفن الصادق والجهور بحسهن السوداني الأصيل والكلمات المصقولة لحنا واتساقا في زمن الفن الجميل. فأصبح حلمناحقيقة وبأننا على أعتاب عهد جديد نشهد فيه جمال المعاني وننعم فيه بطلاوة الصوت وقوة اللحن والمعنى.وتنطلق فيه مسيرة الفن النسائي إلى الأمام مع أسلوب المحافظة على بريق هذا الفن الفريد بكل جديد وجميل ومؤثر فئ حياكة ودمج وصلات المجتمع السوداني والحفاظ على كيانه الوجداني . وفى كل يوم ظللنا نتطلع فيه إلى ماهو أرقى وأروع مما قدمه الجيل الذهبي. إلى أن وصل بنا الحال إلى عالم اليوم حيث أصبح الفن مهنة للمرتجلين إن صح التعبير. ونضب ذاك المعين الثر وهربت الكلمات خجلي تتوارى في دهاليز الزمن الجميل. وأصيب لحن الأغنية السودانية بالشيخوخة بعد أن أصيبت بفيروس المنافسة البغيضة والرخيصة والطامحة إلى اللحاق بالأسواق دون وجود لأي رقيب . فاختلط الحابل بالنابل وضاعت هوية صوت فن المرأة بعد ظهور مايسمونه بأشباه النساء فتارة نسمع أصوات تتغنى بأغاني نساء وتارة تحاول بعض المغنيات قلب الطاولة الفنية على رموز الفن السوداني ورموزه الخالدة من خلال تقليدهم أو محاكاتهم في زمن أصبحت فيه آلة الاورغن والإيقاع هما أساس كل من حدثته نفسه بان يغنى ويدخل في بورصة العداد غير مبال بأهمية هذا الفن وما يترتب علية . وفى ظل عصر العطالة أصبح الفن السوداني طوق نجاة للباحثين عن سبل الحياة لعصابات التقليد الأعمى وانفتحت بواباته لكل الحالمين بالعيش في زمن الخرافة وطمث لوحة الفن الجميل. فانفرط عقد التقييم بالنسبة للجيل الحالي والذي أصابته لعنة الاستدراك والتقييم الفني للمفردات الجميلة التي قدمها الجيل الذهبي وارثة الخالص الأصيل وكست الحسرة لمعاصري ذالكم الزمن الجميل. وصار مصطلح أصوات من الأمس رقم يصعب تجاوزه وأصبحنا أمام نفق مظلم نخشى نهايته . فألي من نرفع شكوانا وعند من الحلول ومتى .