ما الذي يملكه و يمكن أن يقدمه أي شيوعي! لأبناء جلدته؟. قالها عبد الخالق محجوب يوماً من تحت مقصلة سفاح مايو.. . الوعي ما إستطعت!!. وهل هناك غير الوعي بحاله وحال بلده والمآل الذي يدفعه له المتسلطون على أمره!! بما يدفع المرؤ للخروج على سلطان جائر!!؟. فقد صدق الضار علي نافع حين قال بأن شيوعياً ثرياً!! قد أجج مظاهرات البراري ودعم المشاركين فيها، وكذب حين إدعى بأنه قد أغدق عليهم من مالٍ لم يفلح سوى زبانية الإنقاذ المتأسلم في الإستحواز عليه!!. فأي ثراءٍ يمكن لشيوعي أن يحوزه!؟ غير ذاك الذي عناه عبد الخالق محجوب من تحت مقصلة سئ الذكر جعفر نميري!! وهل سألنا أنفسنا ما الذي يمكن أن يقدمه إنسان لآخر حتى يدفعه لرفض الظلم والجوع والمرض؟ ومتي كان للمال أن يشتري الغضب والحقد على السلطان!؟ وإن كان هو كذلك في عرف الضار علي نافع!! فما الذي حَاجَ الفئة المتأسلمة أن تدفع بجيوشها يوم الشؤم في الثلاثين من يونيو 1989م!!. بنكوهم، فيصل والتضامن كانا قد جردا أهل السودان من كل شئ! حتى من ورقة التوت التي تستر عورتهم!!!. وقد برع الشيوعيون في تبصير مواطنيهم ، وتشهد على ذلك النقابات والإتحادات المهنية ويشهد عليه هذا الجيش الجرار من الرافضين لمنهج وسطوة الفئة المتأسلمة، وما بحراك الهامش وحمله السلاح في وجه المركز المتسلط إلا تجسيد لنشر وعي عناه عبد الخالق محجوب وسط المجتمع السوداني. واليوم إن كان في ذهن الضار علي نافع أن مالاً! يمكن أن يحرك الشارع المتبطر بنعمة ورخاء الإنقاذ! فما الذي يضيره من لهاس الآخرين! وكل مقدرات السودان تمسك بها فئته المتأسلمه!!. ليس على الأعمى حرج! وليس على الأخبل حرج!!. ومن يظن بأن أهل السودان قد تم عرضهم في سوق النخاسة، ليباعوا دعماً لهذا ورفضاً لذاك! فحرىٌ به أن يبحث له عن وطنٍ آخر يمارس فيه هواية القتل والتدجيل!!. سيظل الشيوعيون يسعون بالوعى والمعرفة وسط مواطنيهم، ولن يحجوهم أن يبحثوا عن مالٍ لشراء الذمم لأنهم لا يبيعون رؤاهم وأفكارهم!، وإن إنطلقت شرارة الثورة فلن يقف أمامها سوى ركامٌ ستجرفه حتماً لمزابل التأريخ!، فهل وعى المتبطرون في الخرطوم لما تحمله لهم رياح التغيير التي بدأت نسماتها تهب في أرجاء البلاد!؟. A. Shougri