*الداخل للاسواق الان يفتقد لحس الدهشة من هول مايجري فى بلادنا من فرط غيببة الحكومة وغيها،فإنفلات الاسعار ، وانهيار سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الدولار والعملات الاخرى ،أحال حياتنا الى جحيم لايطاق ، وصارت بلادنا الحبيبة جنة لاتطاق، وعيد الاضحي اعاده الله علينا جميعا بالخير و اليمن و البركات الناميات ،قد وضع البيوت امام تحديات عصيبة ،جعلتنا نعود بحاجتنا الى قراءة النص قراءة جديدة وواعية ، فعندما ذكر الحديث الشريف عن كيفية فداء الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بأن ضحى عنها ، فأسقط الضحية عن كافتها!! جاء في تفسير ابن كثير الجزء الرابع صفحة 642 (عن علي بن الحسين عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين ، فإذا صلى وخطب الناس أتى بأحدهما وهو قائم في مصلاه فذبحه بنفسه بالمدية ، ثم يقول: (للهم هذا عن أمتي جميعاً: من شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ) ثم يأتي بالآخر فيذبحه بنفسه ثم يقول: (هذا عن محمد وآل محمد) فيطعمهما جميعاً للمساكين ، ويأكل هو وأهله منهما. رواه أحمد ، وابن ماجة..) ثم يمضي ابن كثير فيقول ، في صفحة 646: (وقد تقدم أنه عليه السلام ضحى عن أمته فأسقط ذلك وجوبها عنهم) .. فالنبي الكريم بضحيته عنه وعن آل بيته ، وعن أمته إنما فعل سنة أبيه إبراهيم ولكنه لم يستن الضحية ابتداء .. فعل سنة إبراهيم فاختتمها ، وفدى أمته عنها وافتتح عهداً جديداً للتقرب إلى الله بالعلم ، وفدى أمته بالفكر ، لا بالحيوان . *فالضغوط الاقتصادية قد ساقتنا سوقاً لاستيعاب النص وفق حاجتنا لنرى مراد الله ورضاه، وفى ذات اللحظة نتبين خطل فتوى الاضحية بالاستدانة او بالشراكة او باي اسلوب لايمت لمعاني الدين بصلة لان الامر ببساطة يكمن فى أن الاضحية غير واجبة لاعلى الاغنياء ولا على الفقراء .والمواطن يئن تحت وطأة الحاجة والعوز والاوبئة بشكل دائم وحكومة لاتنشغل بمايكابده ،بل ولاتضع له الحلول التى تكفل له حياة تحفظ له كرامته ، انما تصر على استخدامه تحت سنابك الجباية التى أتت على اخضر ويابس المواطن والحكومة فى غيبتها وغيها.. *ثمانية وعشرون عاماً هى عمر الانقاذ ،قد اورثتنا ثالوث الفقر والجهل والمرض، وبلادنا تتفلت من تحت ايدينا ، ونتزيل القافلة البشرية ونتبوأ موقعا متقدما فى مصاف الدول الفاشلة وهذا الحصاد المر من الفشل جعلنا نطيل النظر ونضرب كفا بكف من غيبة الحكومة وغيها..وسلام يااااااااااوطن.. سلام يا.. التاسعة من صباح اليوم الاثنين 28اغسطس بقاعة وزارة الزراعة بالنيل الابيض يؤرخ يوما جديدا للرعاة والمزارعين والذي تبتدره ورشة(تعزيز المجتمعاتالمجتمعات في المناطق الهشة للتغير المناخي بولاية النيل الابيض، الدور التنسيقيلمشاريع التكيف فى حل قضايا المياه بمناطق المشروع) خطوة نحو ارتياد المستقبل وسلام يا.. (الجريدة) الاثنين 28/8/2017