في عقود الستينات والسبعينات والثمانينات كانت الجماهير الرياضية في مدينة ودمدني والقرى المجاورة لها تحضر مبكراً لإستاد ودمدني وكانت تفيض بها جنبات الملعب وخاصة مباريات الديربي بين الندي الأهلي (سيد الإتيام ) ونادي الإتحاد (الرومان) ونادي النيل والرابطة وتغلق الأبواب قبل صلاة المغرب وأيضاً مباريات النهضة وجزيرة الفيل حتى مباريات الدرجة الثانية والثالثة في ميدان بانت وفرق الروابط يشاهدها جمهور كبير. بداية التسعينات ودخول الألفية بدأ هذا المشهد بالإنحسار حتى اليوم وأصبحت المدرجات خالية من الجمهور في مباريات الدربي وحتى مباريات المريخ والهلال عندما تلعب في مدينة ودمدني أيضاً المدرجات خالية من الجمهور وعائد المباريات صفر. عزوف الجماهير الرياضية عن حضور المباريات في مدني له عدة أسباب منها التمدد العمراني وإنتقال معظم أهل المدينة السكن في أماكن بعيدة من الملعب، إنهيار مشروع الجزيرة الظروف الإقتصادية التي تعيشها البلاد والعقوبات الإقتصادية التي فرضتها الإدارة الأمريكية على السودان إرتفاع أسعار التذاكر ندرة النجوم الذين كانوا يسطرون ابداعاتهم على المستطيل فكانت الأندية تزخر باللاعبين المتميزين ولذا كانت الجماهير الرياضية بمختلف ألوانهم يحضرون إلى المعلب بانتظام ولكن تراجع وتواضع مستوى اللعبة وضعف المنافسة وسوء التنظيم ووجود لاعبين محترفين مستوياتهم ضعيفة ولم يضيفوا أي شيء للفريق إضافة إلى غياب الفكر التكتيكي والتكنيكي عن الملاعب والمباريات بسبب غياب المدربين المتميزين أصحاب الفكر العالي وعزوف الجماهير عن الحضور للمباريات وأصبحت المدرجات خالية ودعم الدولة للرياضة شبه معدوم ولذا أصبحت الأندية بعيدة عن آلية التطوير بسبب تلك الأسباب مجتمعة . لاشك أن رفع العقوبات سيكون لها تأثير إيجابي على الأوضاع الاقتصادية والسياسية والثقافية والرياضية والإجتماعية ولذا يجب على الدولة تخصيص ميزانية ضمن بنود الميزانية العامة لدعم الرياضة وذلك لصنع جيل يرتقى بالكرة السودانية وعودتها إلى سابق عهدها وتألقها وخطوة هامة في مسار البحث عن التأهل إلى نهائيات الكرة الإفريقية والعالمية ولن يتأتى ذلك إلا بمحاربة الفساد الذي يعد مشكلة معقدة سياسياً واقتصادياً وأخلاقياً في آن واحد ومن أكثر المعوقات أمام التنمية والتطور ولن نتقدم قيد أنملة إذا لم تشدد العقوبات على الفساد وأنه لا أحد فوق سقف القانون والنظام والمساءلة والكرة الآن في ملعب مفوضية مكافحة الفساد. لك الله يا وطي فغداً ستشرق شمسك نجيب عبدالرحيم أبوأحمد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
