بسم الله الرحمن الرحيم على الرغم من هجير الشمس وشدة المناخ وتقلبات الزمان بأهل السودان ، الا أن القدرة التعبيرية قد تجاوزت كل الماديات ونفذت الى ما وراء ذلك من تجليات الحب وسمو الاشواق. فكان الشاعر السوداني بمثابة إكسير الحياة فتجده يعبر أصالةً وإنابةً فتسري كلماته في ارض الوجدان فتنبت الاشواق وتزهر الامنيات بلقاء قريب أو وعد باللقاء. فتجد العديد من الشعراء قد نثروا الكلمات علها تزيد زاجل الملتاع سرعةً فتشفي ما به من غرام ويصطلي من جذوتها بشهابٍ قبسٍ. فإستخدام فعل الأمر..أفرد .. نجده قد تكرر في العديد من القصائد السودانية لا سيما في العصر الحديث فتارة يرتبط بقميص الشوق كما عند الشاعر الفذ الراحل مصطفى سند في رائعته صندل الليل المضاء فيقول: يا صندل الليل المضاء أفرد قميص الشوق حين تطل سيدة النساء فالمجد جاء وتناثر الاحد الصبي يهز أعمدة الغناء لو زندها احتمل الندى لكسوت زندك ما تشاء ثوباً من العشب الطري وابرتين من العبير وخيط ماء و نسير مع زخات الشوق المتناثرة من الذائقة الشعرية السودانية ولا يمكن أن نتجاوز مقام الشاعر العبقري اسماعيل حسن والذي قال في ذات المعنى: اشتقت ليك ساعة المساء فردت جناح لملم مصابيح النهار والكون شرب لون الجراح والعتمة نامت في الدروب والليل لبس أجمل وشاح في اللحظة ديك اشتقت ليك واحتجت ليك وإفراد الجناح عند عبدالعال السيد مرتبط بالشراع ولعلنا نلمح بيئة الشمال وحركة المراكب التي شكلت جزءاً من الخيال الشعري عند عبدالعال السيد ، ففي جزء من قصيدة التي كتبها قبل سنوات قليلة بلغة بسيطة سهلة جزلى يقول: انت المهم الناس جميع ما تهمني إنت العزيز افرد شراعك ضمني خايف تفوت والسكه بيك ما تلمني انت الوداد.... نبض الفؤاد...... بستان نضير.... وصفا وعبير..... وجمال رهيب ........ودلال عجيب....... ريّح شقايا وجمّني أما د.عبدالواحد عبدالله فنجده قد اشترك في ربط هذه المفردة بالطير مع الراحل صالح الضي الذي كذلك يعد من الشعراء حيث كتب لنفسه بعض الاغنيات. د.عبدالواحد عبدالله يبحث عن المحبوبة ويناجي الطير ويطلب منه العجلة في ان يأتيه بخبر يسكن الاشواق : بالله يا طير المشارق فان عرفت لهم اثر فافرد جناحك يا رسول الشوق انت على سفر وارجع فاني هاهنا في بحر شوق انتظر والراحل صالح الضي فهو كمن ينتظر زاجل الطير في رد الخطاب الذي بعثه الى المحبوب: انا في انتظارك يا طاير ...انا راجي وصل رسايلك يا طاير ...اطرى المشاغل وافرد جناحك يا طاير ...على داري والرحلة طويلة في ترحال الاشواق وفرد اجنحته عند أهل السودان ولكن ها هنا وقف بنا جواد البيان عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.