حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    شاهد بالصورة والفيديو.. أجمل لقطات المباراة.. جماهير الهلال السوداني ترفع "تيفو" مكتوب عليه (شكراً مصر) والجماهير المصرية ترد: (مصر والسودان إيد واحدة)    الهلال يسقط أمام الأهلي في القاهرة فهل يستطيع التعويض في نواكشوط ..؟    شاهد بالصور.. مذيعة سودانية حسناء تساند وتشجع الهلال أمام الأهلي المصري من داخل إستاد القاهرة    شاهد بالصورة والفيديو.. رغم الخسارة أمام الأهلي.. جماهير الهلال السوداني تغني وتهتف للاعبيها داخل الإستاد لهذا السبب!!    شاهد بالصورة والفيديو.. نجل الفنان ياسر تمتام يغني مع والده في إحدى الحفلات بالقاهرة ويسحب البساط منه والجمهور: (إبن الوز عوام)    images (10)    شاهد بالصورة والفيديو.. رغم الخسارة أمام الأهلي.. جماهير الهلال السوداني تغني وتهتف للاعبيها داخل الإستاد لهذا السبب!!    شاهد بالصورة والفيديو.. نجل الفنان ياسر تمتام يغني مع والده في إحدى الحفلات بالقاهرة ويسحب البساط منه والجمهور: (إبن الوز عوام)    حسين خوجلي يكتب: حكاية من شوارع القاهرة    الأهلي يقتنص فوزا صعبا أمام الهلال السوداني في أبطال أفريقيا    الهلال يخسر من الأهلي بهدف في أبطال أفريقيا    عبر دولتين جارتين.. السودان يعلن سرقة محفوظات أثريّة    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: ثم ماذا بعد استعادة الجيش السوداني للخرطوم؟    السودان..التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية يكشف عن المخطّط المنتظر    بعد قرار بورتسودان.. الميليشيا تعتقل مسؤول بجامعة    ترامب يتأهّب لزيارة 3 دول من بينها الإمارات    السودان.. تركيب محوّل كهرباء جديد    شرطة محلية الخرطوم تبدأ مهامها ومسؤول يوضّح    ممثل المدير التنفيذي لمحلية القولد يقدم واجب العزاء في شهداء الكرامة بدنقلا العجوز    والي جنوب دارفور في حوار مع (سونا): خلافات وتصفيات وسطها؛ المليشيا تعيش أسوأ حالاتها    الشباب كسلا يوالي تحضيراته الجادة بملعب نادي الميرغني    التهامي يتراس اجتماع مبادرة دعم و تطوير الرياضة بالقضارف    على طريق الانعتاق من الهيمنة المصرية (15 – 20)    البرهان .. القذارة تليق بك!    القوى الأمين    المغنون المؤيدون للحرب مقابل عركي    غربال الثورة الناعم    كيف يحسّن الضحك صحتك الجسدية والنفسية؟    كسر الصيام بالتدخين "كارثة صحية".. إليك السبب    وفاة الفنانة إيناس النجار بعد صراع مع المرض    شقيق ياسمين عبدالعزيز :«حبوا واتطلقوا واتجوزوا تاني الدنيا مبتقفش»    شرطة جبل أولياء تعلن تفاصيل بشأن بلاغ"الجسم الغريب"    ترامب: لا أمزح بشأن الترشح لولاية رئاسية ثالثة    قرار مفاجئ يشعل أزمة بشأن ملايين المصريين    النيجر تنسحب من القوة المشتركة متعدّدة الجنسيات    هكذا سيكون الاتصال السياسي في عهد ترامب    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    سوريا.. الشرع يعلن تشكيل الحكومة الجديدة    ريال مدريد يهزم ليغانيس بصعوبة ويضغط على صدارة برشلونة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    السودان.. تحرّك عاجل تّجاه حادثة"الحاويات"    المدير العام لهيئة الموانىء البحرية يستقبل السفير التركي    السجن خمس سنوات لمتهم تعاون مع مليشيا الدعم السريع المتمردة    د. جبريل: شركات الاتصالات وعدت بتوفير خدمة تحويل الأموال عبر الرسائل القصيرة نهاية أبريل المقبل    كهرباء السودان تقف على حجم الأضرار التي لحقت بقطاع الكهرباء جَرّاء الحرب    شعار "تويتر" الشهير في مزاد علني    أمدرمان..إيقاف مفاجئ لضخ المياه بمحطة شهيرة    انتاجية الفدان الواحد كانت 28 جوالا للفدان … الإحتفال بعيد الحصاد بالولاية الشمالية    عضو مجلس السيادة الفريق مهندس إبراهيم جابر يؤكد حرص الحكومة على دعم مشاريع توطين زراعة الكبد في السودان    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    بيان تحذيري في نهر النيل..ماذا يحدث؟    الكشف عن بئر استخدمتها المليشيا للتخلص من جثامين المدنيين بعد وفاتهم بمعتقلاتها او قتلهم أمام ذويهم    الشرطة تعلن عن الخطوة الكبرى    شركة مطارات السودان تطلق تنويها عاجلا    4 نصائح غذائية لخسارة الوزن في رمضان    لا يزال المصلون في مساجد وزوايا وساحات الصلاة في القضارف يلهجون بالدعاء الصادق لله سبحانه وتعالي أن يكسر شوكة المتمردين    تدهور الأوضاع الأمنية في كسلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا تضيقوا واسعا انطلاقا من مدونات موروثة تفقد الدين الروح والقيمة وبالاخص المعنى .. بقلم: مبارك الكوده
نشر في سودانيل يوم 24 - 08 - 2018

الدين الذي التزمناه منذ الصغر وتعلمناه في الخلاوي والمساجد والمدارس والجامعات مرجعيته تقريرات نظرية ومدونات موروثة أفقدته الروح والقيمة والمعني، علماً بأن معرفة الله والغيب وحكمة الخلق لا تتحقق بالمكتوب والمحفوظ إنما تتحقق بسنة الأنبياء الذين لم يعرفوا ربهم بالمخطوط ولكن عرفوه بالنظر وبالتأمل والتدبر في هذا الكون. (أوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِم ۗ مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ).
لم يذهب رسولنا الكريم ليعرف ربه عند ورقة بن نوفل أو زيد بن عمر، ولكنه ذهب بفطرته وعقله لغار حراء مناجياً ربه فهداه الي صراطه المستقيم. وذهب ابراهيم عليه السلام بفطرته وعقله الي ربه ليهديه (وقال أني ذاهب الي ربي سيهدين)، فلنتبع سَنَة نبينا ابراهيم لمعرفة الله (ومن يرغب عن ملة ابراهيم الّا من سفه نفسه)... (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
الدين هو الفطرة التي تصبغ ذواتنا بمكارم الاخلاق فنقبوا عنه في دواخلنا فلن تجدوه فيما كتبه الأولين (وفِي انفسكم افلا تبصرون).
جاء صحابي لرسول الله (ص) يسأله فكانت إجابته (ص): جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ نَعَمْ فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي وَيَقُولُ يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ). والحق عز و جل يقول (ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر).. فعلينا أن نأخذ من هذا الدين ما في وسعنا واستطاعتنا، فقد كانت فتوي الرسول (ص) في حجة الوداع لكل حاج أشكلت عليه مسألة فقهية: (أفعل ولا حرج).. لم تكن هنالك فتوي وآحدة مُعَلّبَة وما عداها باطل أو خلاف، فمن صلي العصر في بني قريظة اصاب الحق ومن صلي في غيرها فقد أصاب الحق ولكلٍ أجره، فالصواب والخطأ هما مساحة التدين فالمسلم غير مكلف بأن يستوعب ما لا طاقة له به (لا يكلف الله نفساً الّا وسعها).
يتجلي الدين سلوكاً إنسانياً بعد معرفة الله حقاً، وقد مشي به (ص ) بين الناس في الأسواق بصبغة مكارم الأخلاق دون أن يقول ها أنذا، لأن قِيَم الدين تأبي تزكية النفس وقد نري اليوم عند بعضنا هذا السلوك الذميم بصورة مبتذلة فنري من يملأ الأسافير ووسائل الإتصال بحديث مقزز ومخجل عن نفسه وسيرته (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى).
تعلمنا بالتواتر العملي من أهل المدينة كيفية الصلاة والصوم والحج وغيرها من العبادات الموقوفة وتعلمنا من القرآن الكريم ما يغنينا عن مغالطات علم الكلام، والذين يستشهدون بقوله تعالي: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا)، نقول لهؤلاء والله أعلم، أن هذه الآية تتحدث عن حادثة بعينها حول معلومات عسكرية معلومة ولكنها كانت غائبة عن أفراد الجيش عدا رسول الله وقادته، وأحدث غياب هذه المعلومة الأمنية ربكة في صفوف المحاهدين، فنزل قوله (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ). وبهذا الفهم فإن الآية لا علاقة لها بالاستنباط الذي يميزنا كمسلمين لرجال دين وآخرين عوام، وربما يستنبط من هو ليس مسلماً حكماً قانونياً بأحسن مما يستنبطه مسلم تخرج في الأزهر الشريف أو في الزيتونة، فالاستنباط عملية ذهنية متاحة لكل إنسان وليست حكراً لأحد، وقاعدة المصلحة المرسلة شأن إنساني منبعه الفطرة السليمة والعقل والتجربة الانسانية الممتدة في الزمان والمكان، ومن هديه سبحانه وتعالي للناس لكي يعرفوه قوله تعالي: (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلا مَّا تَذَكَّرُونَ أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ).
تُري هل يحتاج المسلم من بعد هذا الهدي من هديً!؟ وله الحمد والمنة وهو القائل (وفِي أنفسكم أفلا تبصرون).
اللهم اهدنا صراطك المستقيم، وأعد علينا عيد الاضحي المبارك وانت راضٍ عنا.... آميييين.
مبارك الكوده، التاسع من ذي الحجة يوم الحج الأكبر، 19/اغسطس/2018، امدرمان، الثورة الحارة (20).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.