في الجزء الثالث من مذكرات بابكر بدري تطرق لقصة ذهابه الى الحج في العشرينات . والحج قديما كان مشقة ومعاناة . وكما يحدث حتى اليوم يقوم بعض المطوفين بخداع الحجاج والهروب منهم . وبابكر بدري تكلم عن فظاظة اهل الحجاز وعراك اصحاب الجمال وسائقي السيارات القليلة وقتها . والمطوف بعد ان اخذ مالهم هرب منهم وتركه مع اسرته في غرفة حقيرة بالقرب من الحمام الذي تنبعث منها روائح كريهة . ولكن قيض الله له رفيق طفولته في رفاعة ومن كان يمارس معه العاب الصبا ويسبح معه في النهر ، الشيخ العالم عبد الله حمدوك ، ناظر او مدير مدرسة الفلاح . ولقد اعطى الشيخ العالم عبد الله حمدوك رفيق طفولته واسرته مسكنا نظيفا ومريحا بهواء عليل على رأس المدرسة . وصول سوداني في ذلك الوقت لمدير مدرسة في مكة لم يكن بالامر السهل . لا بد ان الشيخ العالم عبد الله حمدوك كان مقتدرا وعلى خلق عظيم وعلم وفير ، والا لما حاز على ذلك الشرف . كما وجد بابكر بدري في المدينةالمنورة رفيق طفولة آخر الفقيه العبيد ابشر . هكذا كنا ، ملئ السمع والبصر . والانقاذ قد جعلتنا مضحكة العالم . شقيقتي الدكتورة لمياء بدري كانت في منى في الحج وكانت تشارك الخيمة حوالى ال30 حاجة . وارتدت جلابية نسائية فامتعضت سيدة سعودية وكأنما قد تعرضت لاساءة بالغة واستغربت ان السودانيىة تلبس ،،مثلهم ،،. وكانت تقول معقول يا دكتورة ؟ ! فاظهرت لها لمياء الديباجة في الجلابية التي تقول صنعت في الهند . وقالت للسعودية ... هذه مصنوعة في الهند وليس السعودية . ولكي لا تفسد حجها . رفضت مجارات السعودية في تبجحها . وسبب الاستخفاف بالسودانيين اليوم في السعودية وكل الدول العربية بسبب الازلال والمهانة ، عدم احترام حكومة السودان للمواطن السوداني . ويريدون ان يقوم من ظلموه قديما بمساعدتهم اليوم . وهذا الاعتقاد لانهم بقيسون بحالهم وتفسيتهم الرخيصة . يتقبلون بكل الاهانات للوصول الى الكرس لكي يسرقوا وينهبوا . ما جعلني اتذكر هذه الاشياء هو خبر الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الله حمدوك . واظن واتمنى ان يكون هذا الفارس من ذلك العالم . الذي عرفت ان الانقاذ قد احالته الى الصالح العام في 1989 ،، بشبهة ،، الشيوعية ، حسب فكر الكيزان المريض . . ما الذي تغير الشيوعية ، اللانقاذ ام الدكتور عبد الله حمدوك ؟ وجريمة الصالح العام وتمكين الكيزان قد كان ضحاياها 100 الف من خيرة المتعلمين السودانيين . وكانوا يطردون الزوجة والزوج بدون اى شعور بالذنب او تأنيب الضمير . بل بنوع من التشفي وحب الايلام . والآن يطالبون الدكتور عبد الله حمدوك لكي يساعدهم في الاقتصاد الذي خربوه . لا اظن ان الدكتور من النوع الذي ينسى الاهانة ، مثل ابن الضابط الذي اعدموه وصار ابنه وزيرا وقد ادى القسم امام قاتل والده البشير. فهو الذي وقع على امر الاعدام . ولا يعرف قبر والد الوزير !!!!! . كنا نتكلم عن المحن . هنا لا توجد كلمات لوصف الحدث . الغلطة التي لا تريد الانقاذ ان تعترف بها هى انهم قد سلموا امرهم كما قال المثل السوداني . .. الما بعرف يغرف يدوه يغرف ، يكسر الكاس ويعطش الناس . واتذكر ما كتب ابن خلدون . وان كنت ارفض وصف سوداني مهما كن مجرما منحطا بابن السفلة. لأن اهله لم يجرموا . ورئيس الوزراء الجديد قد صار مديرا مباشرة بعد تخرجه من الجامعة . والآن جعلوا منه رئيسا للوزراء بدون ان تكون عنده الخبرة . اتعلموا الحجامة على رأس اليتامى . اقتباس . بقول ابم خلدون لا تولوا ابناء السفلة والسفهاء قيادة الجنود ومناصب القضاء وشؤون العامة ، لانهم اذا اصبحوا من ذوي المناصب اجتهدوا في ظلم الابرياء وابناءالشرفاء واذلالهم بشكل متعمد ، نظرا لشعورهم المستمر بعقدة النقص والدونية التي تلازمهم وترفض مغادرة نفوسهم ، مما يؤدي في نهاية المطاف الى سقوط العروش ونهاية الدول . نهاية اقتباس . ان ما نشاهده اليوم هو نهاية الدولة السودانية . ويقوا ابن خلدون .... دخل العرب النوبة وملاؤوها عيبا وفسادا . واليوم صار العرب اهل العقد والحل . واعدادهم تتزايد كل يوم . في مبراة السودان مع الفريق السيوري كانت المدرجات تعج بهم . واليوم لا يستطيع اغلبية السودانيين من الذهاب الى دار الرياضة في المباريات الكبيرة لانهم لا يملكون المال الكافي . للمواصلات والدخول . كركاسة توفيت اليوم الجمعة 14 سبتمبر 2018 ودفنت في امدرمان المناضله الدكتورة حاجة كاشف . كانت عنوانا للمرأة السودانية الاصيلة ، فهي رفيقة المناضلات فاطمة احمد ابراهيم سعاد ابراهيم احمد محاسن عبد العال والايقونة خالدة زاهر والكثيرات ، لهن الرحمة . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.