تدخل احتجاجات السودان أسبوعها الثالث، بالموكب الذي دعا إليه تجمع المهنيين السودانيين، تحت عنوان "موكب التنحي"، خُطط له الانطلاق من وسط الخرطوم إلى القصر الرئاسي، لتسليم مذكرة تطالب الرئيس عمر البشير بالتنحي وتشكيل حكومة انتقالية. وتُعد الدعوة الصادرة عن تجمع المهنيين السودانيين المعارض الثالثة من نوعها، وكان آخرها يوم الإثنين الماضي. ويوم أمس، أعفى البشير وزير الصحّة محمّد أبوزيد مصطفى من منصبه إثر الارتفاع في أسعار الأدوية، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسميّة السودانيّة، مشيرةً إلى تعيين الخير النور في المنصب بدلاً منه. ويشهد السودان تحرّكات احتجاجيّة منذ 19 ديسمبر/كانون الأول عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز، لكنّها سرعان ما تحوّلت إلى احتجاجات ضدّ نظام البشير. وقال تجمّع المهنيّين السودانيّين في بيان: "ندعو أنصارنا إلى التجمّع في أربع نقاط مختلفة في الخرطوم قبل السير نحو القصر الرئاسي". ويضمّ هذا التجمّع أطبّاء ومدرّسين ومهندسين ونظّم العديد من التظاهرات المماثلة خلال الأسابيع الفائتة، لكنّ قوّات مكافحة الشغب فرّقتها بالغاز المسيل للدموع. وبالرغم من التجمعات المتتالية، إلا أن أيًا منها لم يستطع الوصول إلى القصر الرئاسي وتسليم المذكرة نتيجة تدخل قوات الشرطة والأمن لتفريق المتظاهرين. وكان البشير طلب، الأحد الفائت، من الشرطة الامتناع عن استخدام القوّة المفرطة ضدّ المتظاهرين بعد مقتل 19 شخصاً بينهم عنصران أمنيّان، بحسب السلطات السودانية. لكنّ منظّمة العفو الدولية أحصت حتى الآن مقتل 37 متظاهراً برصاص قوات الأمن السودانية. وانتشرت الشرطة، أمس السبت، في مناطق عدّة من العاصمة الخرطوم. ويعتقل عناصر جهاز الأمن والمخابرات الوطني، بشكل متكرّر، قادة المعارضة ونشطاء وصحافيين يعبّرون عن آراء مناهضة للنظام. إلى ذلك، قررت وزارة التربية والتعليم بولاية الخرطوم، في منشور لها السبت، استئناف الدراسة بالولاية اعتباراً من الثلاثاء المقبل، بحسب ما أوردت "فرانس برس". ومنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية، قرّر عدد من الولايات إغلاق المدارس "خوفاً على حياة التلاميذ واستغلالهم من جهات سياسية"، كما تقول، وهو القرار الذي اعتبرته المعارضة محاولة من الحكومة للحد من التظاهرات، خاصة بعد مشاركة طلاب المرحلة الثانوية فيها.