الثورة مستويان... يعملان بالتكامل الأول سياسي... هو الذي يدافع عن أهدافه المعتصمون ومن خلفهم جموع الشعب السوداني... وتمثل القوى الموقعة على أعلان الحرية والتغيير قيادته التنظيمية ولسان حاله الذي يعبر عن مطالبه ويتحدث بأسمه... وتتمثل هذه الأهداف في اعلان الحرية والتغيير و تتمركز حول اولاً: التنحي الفوري للبشير ونظامه من حكم البلاد دون قيد أو شرط. ثانياً: تشكيل حكومة انتقالية قومية من كفاءات وطنية بتوافق جميع أطياف الشعب السوداني تحكم لأربع سنوات تقوم بمهام محددة في الإعلان بشكل تفصيلي. أما تنحى البشير فقد تم... أما نظام حكمه فلا زال قائما لأن بديله المتمثل في الحكومة الانتقالية القومية بمستوياتها الثلاث لم يتم الاتفاق عليه مع المجلس العسكري وهو يرفض تصور وتفصيل قوى الحرية والتغيير لشكل الحكم ويصر على إدماج قوى الحوار الوطني وفلول النظام السابق في بناء البديل لنظام البشير الذي بهذا الشكل سيكون نظام البشير بدون البشير وبقية الرموز.. يعني التغيير سيكون انقلابي شكلي أما الوظيفة فستظل هي هي ولن يحدث تغيير ثوري جذري فيها على مستوى الحكم والسياسة.. ولهذا وجبت مساندة قوى الحرية والتغيير ضد تغولات المجلس العسكري وحماية ضغط الثورة بكل الوسائل السلمية والمشروعة..على المجلس لينزل عند المطالب الشعبية كما هي واردة في اعلان الحرية والتغيير ولم تشمل في تفاصيلها مشاركة للعسكر بالحكم والتمتع بالسيادة على حساب الشعب. الذي ضحى بالغالي والنفيس لأجل تحقيق إرادته في الحرية والعدالة والمساواة....وانما كان نزول مفاوض قوى الحرية والتغيير إلى إشراك العسكر في مجلس السيادة المدني المقترح كواحد من مستويات الحكم والانتقال السياسي لضرورتين عمليتين... 1/الأولى أعترافا بفضل الجيش الوطني السوداني في أعلان إنهاء النظام السابق استجابة للعمل الثوري الشعبي المضني الذي قادته القوى الموقعة على أعلان الحرية والتغيير خصوصاً في مستوياته الدنيا والوسيطة التي خالفت تعليمات اللجنة الأمنية وحمت الثوار واستشهد أفرادها دفاعا عنهم فبذلوا الروح وضحوا بدمائهم لأجل إنجاح الثورة وإجبار قادتهم على المضي في عزل الرئيس وخلعه... 2/الثانية مراعاة لموازين القوى على الأرض فالثورة والدولة تبنى بالفكرة والخبرة الفنية وتحرس وتأمن بالقوة العسكرية.. وهذه مجالات خبرة ومعرفة في إدارة شأنها لا يجيده إلا العسكر... المستوى الثاني للثورة هو المحور الاجتماعي.... ونعني به انصراف الناس إلى تغيير أنفسهم والمجتمع الذي الذي يعيشون فيه وفرض الرؤية والواقع الثوري بمفاهيمه على الأرض.... من ناحية الاستيلاء على مقار النقابات والاجسام التنظيمية المهنية.. وإجراء انتخابات سريعة بواسطة الجمعيات العمومية لتغيير التكوين القديم المتحالف مع النظام وأحلال بديل ثوري يدفع بها لممارسة دورها الطبيعي في تمثيل مصالح الفئات التي تنتمي إليها من ناحية أخرى عمل منظمات مجتمع مدني ذات فاعلية ثورية تستلهم روح الثورة في البذل والتضحية والعطاء واتخاذها أداة لتغيير الواقع على الأرض من خلال نظم الناس في الأنشطة المدنية والأهلية القائمة على روح النفير والتعاون.. والخروج من محطة انتظار الخدمات الحكومية التي قد لا تأتي سريعا.... أمثلة لذلك.. النظافة... الإنارة.. التشجير.. الرعاية الصحية وتطعيم البشر والحيوان.... هذه المحاور لا تعمل متعازلة ولكنها تكامل أدوار بعضها وتدفع بعملية التغيير والإصلاح الثوري في قنوات العمل الجماعي المنظم... وتلتقي الثورة في عملها عبر المسارين السياسي والاجتماعي في تقوية المجتمع على حساب الحكومة.. فيشتد عود الدولة بالحكومة الراشدة والمجتمع المنتج المتضامن والفرد الحر المستقل... عمر البشاري عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.