هاهنا تبدا أراض جديدة تم اكتسابها بمقتضي الحق الإلهي، ترسل السفن في اول فرصة مؤاتية ويطرد السكان الأصليون أو يقضي عليهم ويعذب أمراؤهم لاكتشاف ذهبهم وتباح كل فظائع الوحشية والشهوة وتضرج الأرض بدماء سكانها، وهذا الطاقم الرهيب من الجزارين قد وظفوا لهذه المهمة الورعة. كتاب إمبراطوريات الرياح الموسمية : ريتشارد هول ومما لا شك فيه فقد كانت قضية منطقة ابيي في عهد حكم الدكتاتور الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير مثل شعرة معاوية كلما شدتها الخرطوم ارختها جوبا، في موقف خزول خجول تمثل في عدم القدرة علي التحدي والوقوف في وجه الخرطوم وضغطها لكيما تلتزم بتنفيذ العهود والمواثيق المبرمة بشأن المصير السياسي لمنطقة ابيي، مثل استفتاء عشائر دينكا نقوك التسع الذي كان من المزمع اجراؤه تزامناً مع استفتاء شعب جنوب السودان في التاسع يناير 2011. وكذلك الالتزام بالقرار القضائي الذي اصدرته محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي يوليو 2009 بشأن ترسيم حدود منطقة ابيي التي حولت من بحر الغزال الي مديرية كردفان عام 1905. وتجدر الاشارة الي ان سنوات التي انصرمت من نظام حكم الطاغية العجوز عمر البشير، قد شهدت عبثية وهمجية سياسية غير مسبوقة من تاريخ المنطقة، اذ البشير كان يتوعد دينكا نقوك في غرور وصلف كبيرين بالقتل والحريق واحتلال وخراب دياره ، وقد اكد في خطبه بفم ولغ في الدماء، ان حل قضية ابيي يأتي عبر الحصان والبندقية. وعلي نحو قوله هذا انتهج سياسة الأرض المحروقة ، فامر كتيبة (31) السودانية ومليشاتها بشن هجوم واجتياح المنطقة وقد قامت تلك القوات بإحراق وتدمير المنطقة عن بكرة ابيها. كما حدثت عمليات نهب وسلب وسرقة للممتلكات المواطنين بشكل كامل. فضلاً عن وقوع الأطفال والنساء والرجال العزل ضحايا للوحشية من قذف جوي بالطائرات في مايو 2008. ثم تكررت تلك الاعتداءات الغاشمة علي المنطقة بشكل مستمر للمرة الثانية في مايو 2011، حيث احتلت القوة الغازية ومليشياتها حقول النفط في منطقة (كيج) دفرا. ومهما يكن من امر فانه قد بدا جلياً للقاصي والداني ان النظام الاسلاموي البائد في الخرطوم كان يتمادي بصورة مستمرة في خرق لقرارت ومواثيق الدولية واتفاقيات، وقد ضرب بعرض الحائط قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2046 عام 2012 الذي يدعو القوات السودانية المحتلة بالانسحاب من منطقة ابيي في غضون اسبوعين من تاريخ إصدار هذا القرار. ومثلما سبق الذكر آنفاً فقد استمرت قوات الاحتلال السودانية في توغل الي داخل أراض وسيادة دينكا نقوك فاغتالت غدراً وغيلةً المناضل الجسور داعية السلام السلطان كوال دينق كوال (كوال ادول) في مايو 2013، في مسمع ومريء قوات بعثة الاممالمتحدة في ابيي. خلاصة القول ان الرغبة الجامحة لنظام الخرطوم البائد تمثلت في سرقة ونهب بترول دينكا نقوك الذي كان إنتاجه عالياً حيث بلغ وقتها 46٪، من جملة الإنتاج الكلي للسودان، وعلي ايً فقد، بلغت عائدات نفط المنطقة وفق تقرير مجموعة الأزمات الدولية حول أفريقيا رقم 47 تحت عنوان ( اخراج ابيي من نفق الأزمات ) اكتوبر 2007 علي مدار خمس أعوام اذ بلغت عائدات النفط لعام 2005 ( 559) مليون دولار، وفي عام 2006 كانت عائداته ( 66) مليون دولار، فيما بلغت عائدات نفط عام 2007 ( 529) مليون دولار، وفي 2008 بلغت عائداته ( 440 ) مليون دولار، وفي 2009 بلغت عائداته ( 338) مليون دولار. والجدير بالذكر ان هذه الثروة الضخمة تم سرقتها نهبها من قبل نظام الخرطوم الجائر بهدف شراء الأسلحة الفتاكة ومن ثم ضرب السكان الأصليين وتهجيرهم قسرياً، وبطبيعة الحال ان هذه الأفعال الإجرامية لا تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين فحسب بل ترقي الي درجة جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية في حق دينكا نقوك. وفي هذا السياق حري بنا القول انه من الأجدر للمؤسسات القانونية والسياسية التابعة لدينكا نقوك في هذا المنعطف التاريخي ان تقوم بإعداد مذكرة الملاحقة الجنائية ضد الطاغية الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير عن تلك الجرائم التي ارتكبته وكذلك رموز من قيادات قبيلة المسيرية البدو الرحل الذين كانوا خيولاً مسرجةً قاتلوا بالوكالة تتفيذاً لأجندة الخرطوم الشريرة .صفوة القول ان المذكرة الجنائية ستحوي في مشتملاتها عن عدد الضحايا الذين قتلوا، والأموال التي نهبت والأضرار والدمار التي لحقت المنطقة جراء تلك الحروب الوحشية. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. /////////////