بيان توضيحي من وزارة الري حول سد مروي    (بي ياتو ناحية ؟؟)    بالصور.. الفريق أول ركن ياسر العطا يستقبل الأستاذ أبو عركي البخيت    عبر تسجيل صوتي.. شاهد عيان بالدعم السريع يكشف التفاصيل الكاملة للحظة مقتل الشهيد محمد صديق بمصفاة الجيلي ويؤكد: (هذا ما حدث للشهيد بعد ضربه بالكف على يد أحد الجنود)    شاهد بالفيديو.. لاعب سوداني يستعرض مهاراته العالية في كرة القدم أمام إحدى إشارات المرور بالقاهرة ويجذب أنظار المارة وأصحاب السيارات    قال ديمقراطية قال!!!    اعلامي تونسي يرشح الترجي للتتويج بالأميرة السمراء    البرهان يطلع على آداء السلطة القضائية    بالفيديو.. شاهد الفرحة العارمة لسكان حي الحاج يوسف بمدينة بحري بعودة التيار الكهربائي بعد فترة طويلة من الانقطاع    سعر الجنيه المصري مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الدولار في السودان اليوم الإثنين 20 مايو 2024 .. السوق الموازي    علي باقري يتولى مهام وزير الخارجية في إيران    الحقيقة تُحزن    موعد تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    البرهان ينعي وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته ومرافقيه إثر تحطم مروحية    والى ولاية الجزيرة يتفقد قسم شرطة الكريمت    شاهد بالفيديو هدف الزمالك المصري "بطل الكونفدرالية" في مرمى نهضة بركان المغربي    مانشستر سيتي يدخل التاريخ بإحرازه لقب البريميرليغ للمرة الرابعة تواليا    إنطلاق العام الدراسي بغرب كردفان وإلتزام الوالي بدفع إستحقاقات المعلمين    (باي .. باي… ياترجاوية والاهلي بطل متوج)    الجنرال في ورطة    "علامة استفهام".. تعليق مهم ل أديب على سقوط مروحية الرئيس الإيراني    الإمام الطيب: الأزهر متضامن مع طهران.. وأدعو الله أن يحيط الرئيس الإيراني ومرافقيه بحفظه    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    السودان ولبنان وسوريا.. صراعات وأزمات إنسانية مُهملة بسبب الحرب فى غزة    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    عبد الواحد، سافر إلى نيروبي عشان يصرف شيك من مليشيا حميدتي    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النَّكْبَةُ المَسَّخَتْ عَلِيْنَا العِيْدْ .. بقلم: د. فَيْصَلْ بَسَمَةْ
نشر في سودانيل يوم 11 - 06 - 2019

لَا شَكَ أَنَّ المَجَازِرَ الَتِّي إِرْتَكَبَتْهَا مَلِيْشِيَاتُ الجَنْجُويْدِ وَ العَصَابَاتُ الأَمْنِيَّةُ الأُخْرَىَٰ فِي حَقِّ الشَّبَابِ السُّودَانِيِّ العُزَلِ الثَّائِرِ مِنْ أَجْلِ الحُرِّيَّةِ وَ السَّلَامِ وَ العَدَالَةِ فِي سَاحَاتِ الإِعْتِصَامِ أَمَامَ القِيَادَةِ العَامَّةِ لِلجَيْشِ السُّودَانِيِّ وَ شَارِعِ النِيْلِ وَ أَمَاكِنَ أُخْرَىَٰ فِي العَاصِمَةِ السُّودَانِيِّةِ الخُرْطُومِ وَ السُّودَانِ فِي شَهْرِ رَمَضَانْ 1440 هِجْرِيَّةْ خُصُوصاً المَجْزَرَةُ الَتِّي حَدَثَتْ فِي يَومِ التَّاسِعِ وَ العَشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانْ كَانَتْ عَلَامَةً فَارِقَةً فِي تَارِيْخِ السُّودَانِ مِنْ حَيْثُ نَوعِيَّةِ الأَسْلِحَةِ المُسْتَخْدَمَةِ وَ دَرَجَاتِ الكُرْهِ وَ العُنْفِ الَّذِي مُورِسَ ضِدَ المُعْتَصِمِيْنَ العُزَلِ وَ فِي طُرِقِ التَّعْذِيْبِ وَ القَتْلِ وَ فِي الأَعْدَادِ المَهُولَةِ مِنْ القَتْلَىَٰ وَ مَا تَلَىَٰ ذَٰلِكَ مِنْ أَكَاذِيْبَ وَ مُحَاوَلَاتٍ لِطَمْسِ الحَقَائِقِ وَ التَّنَصُلِ مِنْ المَسْئُولِيَّةِ مِنْ جَانِبِ قِيَادَاتِ مَلِيْشِيَاتِ الجَنْجُويْدِ وَ أَعْضَاءِ المَجْلِسِ العَسْكَرِيِّ الإِنْقِلَابِيِّ.
فِي كُلِّ العُهُودِ العَسْكَرِيَّةِ السَّابِقَةِ مَارَسَتْ السُّلْطَاتُ المُخْتَلِفَةُ العُنْفَ ضِدَ المُتَظَاهَرِيْنَ وَ فِيْهَا إِطْلَاقُ الرُّصَاصِ وَ إِسْتِعْمَالُ الغَازِ المُسَيَّلِ لِلدُّمُوعِ وَ اسْتُخْدِمَتْ الهَرَوَاتُ ، وَ فِي تِلْكَ العُهُودِ سَقَطَ العَدِيْدُ مِنْ الشُّهْدَاءِ فِي التَّظَاهُرَاتِ كَمَا حَدَثَ فِي أُكْتُوبَرِ 1964 مِيْلَادِيَّةْ وَ خِلَالَ حُكْمِ الدِّكَتَاتُورِ جَعْفَرْ النِّمِيْرِيِّ وَ فِي أَبْرِيْلِ 1985 مِيْلَادِيَّةْ وَ فِي فَتَرَاتٍ مُتَعَدَدَةٍ مِنْ عَهْدِ جَمَاعَةِ الإِنْقَاذِ المُتَأَسْلِمَةِ لَكِنْ فِي كُلِّ هَذِهِ الأَحْوَالِ لَمْ تَكُنْ أَعْدَادُ الضَّحَايَا بِهَذِهِ الضَّخَامَةِ كَمَا لَمْ لَمْ تَكُنْ دَرَجَةُ العُنْفِ عَلَىَٰ هَذَا المُسْتَوَىَٰ مِنْ الفَظَاعَةِ وَ القَسْوَةِ فَمَا حَدَثَ فِي مَجَازِرِ رَمَضَانْ وَ خُصُوصاً فِي اليَومِ التَّاسِعِ و العِشْرِيْنَ يَرْقَىَٰ إِلَىَٰ مَرْتَبَةِ الإِبَادَةِ الجَمَاعِيَّةِ فَقَدْ ذَكَرَ بَعَضٌ مِنْ شُهُودِ العَيَانِ أَنْ أَعْدَادَ القَتْلَىَٰ يَبْلُغُ المِئَاتِ ، هَذَا اليَومُ فِي يَومِيَاتِ الكَثِيْرِيْنَ مِنْ الشَّعْبِ السُّودَانِيِّ يَومُ نَكْسَةٍ وَ نَكْبَةٍ بِكُلِّ المَقَايِيْسِ كَمَا أَنَّ تَأَثِيْرَ التَّجَاوَزَاتِ المُرْعِبَةِ الَتِّي إِرْتَكَبَتْهَا مَلِيْشِيَاتُ الجَنْجُويْدِ وَ العَصَابَاتُ الأَمْنِيَّةُ الأُخْرَىَٰ مِنْ الفَظَاعَةِ بِمَكَانٍ حَتَّىَٰ أَنَّهَا أَحْدَثَتْ حَالَةً مِنْ الغَضَبِ وَ الإِحْبَاطِ وَ الحُزْنِ أَنْسَتْ السُّودَانِيُونَ وَ آخَرُونَ حَوَلَ العَالَمِ فَرْحَةَ الإِحْتِفَالِ بِعِيْدِ الفِطْرِ فَحَرْقُ المُتَظَاهَرِيْنَ وَ القَتْلُ بِالإِغْرَاقِ فِي النِيْلِ وَ إِخْفَاءَ الجُثَثِ وَ القَذْفَ بِهَا فِي النِيْلِ مَعَ رَبْطِهَا بِالإِثْقَالِ حَتَّىَٰ لَا تَطْفُو فَتُعْرَفُ سَوَابِقٌ لَمْ تَعْرِفُهَا أَعْتَىَٰ الأَجْهِزَةِ القَمْعِيَّةِ الَتِّي مَرَتْ عَلَىَٰ الشَّعْبِ السُّودَانِيِّ.
فِي كُلِّ العُهُودِ القَمْعِيَّةِ كَانَ الجَيْشُ السُّودَانِيُّ بِمَنْأَىَٰ عَنْ التَْدَخُلِ المُبَاشِرِ فِي قَمْعِ الشَّعْبِ وَ كَانَتْ قُوَاتُ الشُّرْطَةِ وَ الأَمْنِ بِحُكْمِ المَهَامِ المُوكَلَةِ بِهَا هِيَ الَتِّي تَقُومُ بِالقَمْعِ وَ الإِعْتِقَالَاتِ وَ كَذَٰلِكَ الإِغْتِيَالَاتِ وَ رَغْمَ ذَٰلِكَ لَمْ تَبْلُغْ أَعْدَادُ القَتْلَىَٰ مُسْتَوَىَٰ مَا حَدَثَ فِي عَهْدَيِّ الإِنْقَاذِ وَ الإِنْقَلَابِ العَسْكَرِيِّ الحَالِيِّ ، فَفِي عَهْدِ حُكْمِ الفَرِيْقِ إِبْرَاهِيْمْ عَبُودْ كَانَ عَدَدُ الَّذِيْنَ سَقَطُوا عَلَىَٰ يَدِ قُواتِ الشُّرْطَةِ يُعَدُّ عَلَىَٰ أَصَابِعِ اليَدِ بَيْنَمَا نُشِرَ وَ أُسْتُخْدِمَ الجَيْشُ فِي تَأَمِيْنِ المُنْشَأَتِ وَ المُمْتَلَكَاتِ ، وَ شَهِدَ عَهْدُ الدِّكَتَاتُورِ جَعْفَرْ النِّمِيْرِي تَزَايُداً فِي أَعْدَادِ إِغْتِيَالَاتِ المُتَظَاهَرِيْنَ رَمْيّاً بِالرُّصَاصِ كَمَا شَهِدَ ذَٰلِكَ العْهَدُ أَيْضاً بِدَايَةَ إِسْتِخْدَامِ العُنْفِ وَ التَّعْذِيْبِ الجَسَدِيِّ وَ القَتْلِ ضِدَ المُتَظَاهَرِيْنَ العُزَلِ بِوَاسَطَةِ قُواتِ جِهَازِ الأَمْنِ الوَطَنِيِّ إِلَىَٰ جَانِبِ قُواتِ الشُّرْطَةِ النِّظَامِيَّةِ ، وَ رَغْمَ العُنْفِ المُفْرِطِ فِي تَفْرِيْقِ الإِحْتِجَاجَاتِ خِلَاَلَ هَاتَيْنِ الحِقْبَتَيْنِ (عَبُودْ/النِّمِيْرِي) مِنْ الحُكْمِ العَسْكَرِيِّ إِلَّا أَنَّ الظَّاهُرَ أَنَّهُ لَمْ تُسَجَّلْ إِعْتِدَاءَتٌ مِنْ قِبَلَ الجَيْشِ عَلَىَٰ المُتَظَاهِرِيْنَ العُزَلِ.
أَمَّا فِي عَهُدِ تَسَلُّطِ الجَمَاعَةِ المُتَأَسْلِمَةِ فِي حَقْبَتَيِّ الإِنْقَاذِ وَ الإِنْقَلَابِ العَسْكَرِيِّ الحَالِيِّ فَقَدْ جُوبِهَتْ المُظَاهَرَاتُ فِي المُدِنِ بِالعُنْفِ المُفْرَطِ وَ القَتْلِ الجَمَاعِيِّ بِالأَسْلِحَةِ الثَّقِيْلَةِ وَ بِإِسْتِخْدَامِ الأَعْدَادِ الغَفِيْرَةِ مِنْ القَوَاتِ المُسَلَّحَةِ النِّظَامِيَّةِ وَ غَيْرِ النِّظَامِيَّةِ كَانَ فِيْهَا الجَيْشَ وَ الشُّرْطَةَ وَ جِهَازَ الأَمْنِ الوَطَنِيِّ وَ مَلِيْشِيَاتِ الجَنْجُويْدِ وَ الدِّفَاعِ الشَّعْبِيِّ وَ قَوَاتٍ أُخْرَىَٰ لَا تُعْرَفُ لَهَا مُسَمَّيَاتٌ لَكِنَّ القَاسِمَ المُشْتَرَكِ بَيْنَ كُلِّ هَذِهِ القُوَاتِ هُوَ التَّطَرُفُ وَ العُنْفُ المُفْرَطُ.
كَانَ الجَيْشُ السُّودَانِيُّ وَ القُواتُ النِّظَامِيَّةِ الأُخْرَىَٰ فِي عَهُدِ الإِسْتِعْمَارِ البِرِيْطَانِيِّ وَ تَحْتَ الأَنْظِمَةِ الوَطَنِيَّةِ المُتَعَاقِبَةِ وَ حَتَّىَٰ إِلَىَٰ عَهْدِ الدِّكْتَاتُورِ جَعْفَرْ النِّمِيْرِي تَتَمَيَّزُ بِالقَومِيَّةِ وَ النَّزَاهَةِ (رَغْمَ المَآخِذِ عَلَيْهَا) فِي إِخْتِيَارِ الأَفْرَادِ مِنْ الظُّبَاطِ وَ الجُنُودِ حَتَّىَٰ تَعْكِسَ التَّنَوعُ العِرْقِيِّ السُّودَانِيِّ ، وَ كَانَتْ السِّمَاتُ الظَّاهِرَةُ فِي التَّعْيْنَاتِ هِيَ التَّقَيُدَ بِالقَوَانِيْنِ وَ اللَّوَائِحِ فِي المُعَايَنَاتِ وَ الإِخْتِيَارِ ، وَ كَانَتْ تِلْكَ المُؤَسَسَاتِ تَتَمَيَّزُ أَيْضاً بِالتَّدْرِيْبِ وَ التَّأَهِيْلِ الجَيْدِ لِلمُقَاتْلِيْنَ ، وَ كَانَتْ مَنَاهِجُ التَّدْرِيْبِ وَ التَّأَهِيْلِ فِي تِلْكَ المَدَارِسِ وَ المَعَاهِدِ العَسْكَرِيَّةٍ تَرْتَكِزُ عَلَىَٰ عَقِيْدَةٍ لِلقِتَالِ مُتَفَقٌ وَ مُجْمَعٌ عَلَيْهَا وَ مَشْهُودٌ لَهَا بِالجَودَةِ العَالِيَّةِ وَ النُّبْلِ فِي المَقَاصِدِ فَقَدْ كَانَتْ عَقِيْدَةٌ مُفْعَمَةً بِقِيَمِ الدِّيْنِ السَّمْحِ وَ كَرِيْمِ المُعْتَقَدَاتِ وَ العُرْفِ كَالشَّهَامَةِ وَ النَّخْوَةِ وَ المُرُوءَةِ وَ الأَمَانَةِ وَ البَذْلِ وَ التَّضْحِيَةِ:
نَحْنُ جُنْدُ اللَّهِ
جُنْدُ الوَطَنْ
إِنْ دَعَىَٰ دَاعِي الفِدَاءِ لَنْ نَخُنْ
فَالجَيْشُ:
أُسُودُ الغَابِ أَبْنَاءُ الحُرُوبِ
لَا نَهَابُ المَوتَ أَو نَخْشَىَٰ الخُطُوبِ
نَحْفَظُ السُّودَانَ فِي هَذِي القُلُوبِ
نَفْتَدِيْهِ مِنْ شِمَالٍ وَ جَنُوبِ
بِالكِفَاحِ المُرِّ وَ العَزْمِ المَتِيْنْ
وَ قُلُوبٌ مِنْ حَدِيْدٍ لَا تَلِيْنْ
وَ هُمْ أَمَامَ الشَّرِّ وَ الغَاصِبِيَنَ (كَنُسُورِ الجَوِّ) أَو (أُسْدِ العَرِيْنْ) يَدْفَعُونَ الرَّدَىَٰ وَ يَصُدُونَ العِدَىَٰ وَ الظَالِمَ وَ لَيْسَ المُتَظَاهَرِيْنَ السِّلْمِيِيْنَ العُزَلِ حَتَّىَٰ أَنَّ دُولَ الجُوَارِ لَمَّا رَأَتْ وَ شَاهَدَتْ تِلْكَ القِيَمَ تَتَنَزَّلُ سُلُوكاً وَ إِنْضِبَاطاً فِي أَفْرَادِ الجَيْشِ السُّودَانِيِّ جُنُوداً وَ ظُبَاطاً سَعَتْ وَ تَسَابَقَتْ وَ سَارَعَتْ بِإِرْسَالِ أَبْنَاءِهَا إِلَىَٰ كُلِّيَّاتِ السُّودَانِ العَسْكَرِيِّةِ كَيْمَا يَنَالُوا شَرَفَ التَّعَلُّمِ وَ التَّأَهِيْلِ وَ التَّخَرُجِ مِنْهَا رَغْمَ تَكَدُسِ المَنْطِقَةِ العَرَبِيَّةِ وَ الأَفْرِيْقِيَّةِ بِالمَعَاهِدِ وَ المَدَارِسِ العَسْكَرِيَّةِ وَ ذَٰلِكَ لِمَا عُرِفَ عَنْ الجَيْشِ السُّودَانِيِّ مِنْ المِهَنِيَّةِ وَ الشِّدَةِ وَ البَسَالَةِ وَ البَرَاعَةِ فِي فُنُونِ القِتَالِ وَ الإِلْتِزَامِ وَ الإِنْضِبَاطِ كَمَا شَهِدَتْ بِذَٰلِكَ مَعَارِكُ الحَرْبِ العَالَمِيَّةِ الثَّانِيَّةِ وَ مَهَامٌ أُخْرَىَٰ أُوكِلَتْ لِلجَيْشِ السُّودَانِيِّ فِي الكُوِيْتْ وَ لِبْنَانْ وَ مِصْرَ ، كُلُّ ذَٰلِكَ الإِرثِ النَّبِيْلِ ضَاعَ فِي عَهْدِ جَمَاعَةِ الإِنْقَاذِ المُتَأَسْلِمَةِ فَقَدْ تَمَّ التَّضْحِيَةُ بِكُلِّ القِيَمِ وَ الخِبْرَةِ المُتَرَاكِمَةِ مِنْ أَجْلِ التَّمْكِيْنِ وَ تَكْرِيْسِ سُلْطَةِ الجَمَاعَةِ وَ اسْتُبْدِلَتْ العَقِيْدَةُ القِتَالِيَّةُ النَبِيْلَةُ بِالهَوَسِ الدِّيْنِيِّ وَ التَّطَرُفِ وَ الإِرْهَابِ فَصَارَ الجُنْدِيُّ يُكْثِرُ فِي القَتْلِ وَ البَطْشِ وَ التَّنْكِيْلِ بِالخُصُومِ حَتَّىَٰ يَنَالَ "الشَّهَادَةَ" وَ الجَنَّةَ إِنْ مَاتَ أَو السَّبِيَّ وَ الأَنْفَالَ إِنْ عَاشَ.
فِي العُهُودِ السَّابِقَةِ كَانَ التَّعَامُلُ الإِعْلَامِيِّ مَعَ الأَحْدَاثِ وَ المَآسِي يَتِمُّ بِدَرَجَةٍ مِنْ "المَهَنِيَّةِ" فِي التَّبْرِيْرِ وَ فِي صِيَاغَةِ وَ صِنَاعَةِ الأَكَاذِيْبِ وَ فِي التَّعَامُلِ مَعَ أَجْهَزِةِ الإِعْلَامِ المَحَلِّيَّةِ وَ العَالَمِيَّةِ أَمَّا فِي حَقْبَتَيِّ الإِنْقَاذِ وَ الإِنْقَلَابِ العَسْكَرِيِّ الحَالِيِّ فَإِنَّ دَرَجَةَ الإِسْتِخْفَافِ بِالعُقُولِ وَ مُمَارَسَةِ الكَذِبِ كَانَتْ غَيْرَ مَسْبُوقَةٍ مِنْ حَيْثُ السَّذَاجَةِ وَ الإِخْرَاجِ الرَّدِئِ وَ يَرْجَعُ السَّبَبُ فِي ذَٰلِكَ إِلَىَٰ إِفْتِقَارِ المُسْئُولِيْنَ مِنْ نِظَامِيِيْنَ وَ مَلِيْشِيَاتٍ وَ مَوَظَفِيْنَ وَ سِيَاسِيِيْنَ وَ إِعْلَامِيِيْنَ إِلَىَٰ التَّدْرِيْبِ وَ التَّأَهِيْلِ وَ فَنِّ القِيَادَةِ وَ ذَٰلِكَ لَأَنَّ هَٰؤُلَاءِ لَمْ يَنَالُوا مَا نَالُوا مِنْ الإِمْتِيَازَاتِ وَ تَبَوؤا مَا تَبَوؤا مِنْ المَنَاصِبِ إِلَّا عَنْ طَرِيْقِ المَحْسُوبِيَّةِ وَ الوَلَاءِ لِلجَمَاعَةِ المُتَأَسْلِمَةِ وَ لَيْسَ عَنْ طَرِيْقِ المُؤَهَلَاتِ وَ الكَفَآءَةِ وَ الجَدَارَةِ.
مُفَارَقَةٌ:
شَهِدَتْ سَاحَاتُ الإِعْتِصَامِ تَلَاحُماً وَطَنِيّاً عَظِيْماً بَيْنَ الشَّبَابِ القَآئِمِ عَلَىَٰ أَمْرِ الثَّورَةِ وَ القَادِمِ مِنْ كِلِّ بِقَاعِ السُّودَانِ وَ كَانَ التَّمْثِيْلُ فِي سَاحَةِ الإِعْتِصَامِ مُكْتَمِلاً شَمِلَ كُلَّ أَطْيَافِ الأَجْنَاسِ المُكَوِنَةِ لِلقَومِيَّةِ السُّودَانِيِّةِ وَ كَانَ حُضُورُ المَرَأَةِ وَ مُشَارَكَتُهَا طَاغِيّاً وَ مُمَيَّزاً وَ مُبْهِراً وَ كَانَ أَنْ حَدَثَ تَلَاقُحٌ وَ ثُورَةٌ فِي المَفاهِيْمِ أَنْتَجَهَا الشَّبَابُ ، وَ تَمَّ إِنْصِهَارٌ وَ صَنَعَ الشَّبَابُ فِي تِلْكَ الشُّهُورِ الوَجِيْزَةِ فِكْراً سَمْحاً (حُرِّيَةْ ، سَلَامْ وَ عَدَالَةْ) وَ خَلَقُوا فَنّاً فِي شَتَىَٰ الصُّورِ جَمَّلَ سَاحَاتِ الإِعْتِصَامِ وَ مَا وَرَاءَهَا وَ سَافَرَ إِلَىَٰ العَالَمِ ، وَ فِي المُقَابِلِ أَتَتْ جَحَافِلُ شَبَابِ مَلِيْشِيَاتِ الجَنْجُويْدِ المُدَجَجَةِ بِالسِّلَاحِ الفَتَّاكِ وَ قَدْ تَمَّ غَسْلُ أَدْمْغَتِهِمْ بِالفِكْرِ الظَّلَامِيِّ الإِرْهَابِيِّ وَ العُنْصُرِيِّ البَغِيْضِ جَاءَتْ تَحْمِلُ الحِقْدَ وَ التَّشَفِي وَ تُمَارِسُ العُنْفَ وَ القَتْلَ وَ تُخَلِّفُ الحَرِيْقَ وَ الدَّمَارَ.
فِي سَاحَاتِ الإِعْتِصَامِ وَ عَلَىَٰ الرَّغْمِ مِنْ الإِنْتِظَارِ وَ الوِلَادَةِ المُتَعَسِرَةِ رُزِقَ السُّودَانُ بِمُولُودٍ إِسْمُهُ الشَّبَابُ يَمْلُكُ الأَمَلَ وَ التَّصْمِيْمَ وَ أَدَوَاتِ النَّمَاءِ وَ يُؤْمِنُ بِالمُسْتَقْبِلِ الزَّاهِرِ لِلأُمَّةِ السُّودَانِيِّةِ.
د. فَيْصَلْ بَسَمَةْ
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
///////////////


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.