استغرقت الرحله من مطار هثرو الى مطار الدوحه سبع ساعات ، اخذنى فيها تيار ذكرياتى فغبت فيها تماما عمن حولى ، ففقدت احساسى بالزمن، وعندما اعلن قائد الطائرة وصولنا الى مطار الدوحه الدولى لم اسمعه ، الا ان صوت الضوضاء والحركه المتزايدة من جارتى فى المقعد الملاصق لى ، و بقية الركاب حولى ، قطع على تيار افكارى فاانتبهت وبدات مثلى مثلهم استعد لمغادرة الطائرة ، لم اكن احمل معى غير شنطه يد بها مااحتاجه لحين الوصول فحملتها واتجهت مع الاخرين الى صاله الوصول وهناك تفرقت بنا السبل والممرات ، بعد انتهائنا من اجراءت الترنزيت وفى الصاله المخصصه للانتظار وجدت الزميل الاخ العزيز الصديق حسن الحسن بين وديان هايكوتا وأحراش الجنوب واهل الكهف كان برفقه الحسن شابين احدهم من جنوب الوطن والاخر من شماله ، عرفت فيما بعد ان احدهم وهو من جنوب السودان يزور السودان لاول مره فقد خرج ولم يكمل عامه الاول ، اماالاخر فكان اكثر حظا منه كان لخروجه الى الدنيا قبله بعدة اعوام القدح المعلا فى هذا الحظ فشب وترعرع فى احضان وطنه . وحسن محمد الحسن هو من شباب حزب الامة الذين قدمو الكثير ولازاولو للوطن ، رئيس تحرير صحيفة صوت الامه فى العهد الديمقراطى، مناضل صاحب رائ واضح قوى لايخاف فى قول الحق لومة لائم، واضح كاالشمس فى مواقفه لم يناحز ابداالا للحق ، تربطنى به زمالة قبيله اهل الكلمه والقلم والتى كان لى شرف الانتماء اليها فى الشهر الاخير من عمر مايو ، وقبيل اضراب الصحف ومع بدايات انتفاضة ابريل المباركة ، كان يسبقنى بالخبرة الزمنية وعلم القلم فلم يبخل بها ابدا لى او لغيرى من المنتميات\ ن حديثا لهذة القبيله النفس وماتمنت لم يطل انتظارنا طويلا حتى سمعنا نداء التوجه الى الطائرة ، وصعدت اليها وانا امنى النفس باقتناص ساعه من النوم ليعيننى على بقية الرحله ، عله يعيد لى توازنى الذى بدات افقد منه الكثير لااحساسى بقرب وصولى الى وطنى ، جلست فى المقعد المحدد لى بعد طابقته بالرقم الذى اعطتنى اياه موظفه الخطوط فى لندن ، كان المقعد المجاور لى خالى فاخذت ادعو الله ان لايشغله احد الى نهاية الرحلة . مع كل ثانيه تمر بى وكل راكب اراه يدخل وينظر ليراجع رقم مقعده ، تتصاعد دقات قلبى ، بقيه الركاب كل يجلس مقعده المحدد له، وجوارى مازلا خاليا يتسع سقف الامانى عندى ،فحددت موضع اتجاه راسى عند النوم ، واين اضع حقيبة يدى ومضت بى الثوان والدقائق كااثقل مايكون، ومع كل راكب يزداد الخفقان فى قلبى خوفا من ضياع ماتمنيت، لم يهدا قلبى وتستقر دقاته الاعندما طلب منا التزام مقاعدنا، وربط احزمة الامان استعداد للاقلاع عندها فقط شعرت ان الله قد استجاب لى فقدت رغبتى وضعت حقيبتى على الارض ، وحرصت ان تكون امامى مباشرة ليسهل لى تناول مااريد منها هيئت نفسى تماما لاحتلال المقعد المجاور لى ، و ذلك بعد ان اطمئن قلبى بان لى مااردته ، بدات فى البحث عن مخده لا اضعها تحت راسى وغطاء يقينى شر برودة الطائره، لم اعثر عليهم لا فى المقعد المجاور لى ولا فى المخازن الى تعلو مقعدى والتى عاده ماتكون موضوعه بها ، اخذت انظر حولى لاانادى احدا من طاقم الضيافه ليحضرهم لى، عندها فقط رايت حاله ماتفضلت به الشركه الناقله ( الخطوط القطريه ) لتقلنا به الى الوطن، وقدهالنى مارايته رايت مقاعد مهتريه اقمشة مقاعدها ، ضيقة الممرات لامجال للتحرك فيها الا بصعوبه لضيقها ، مستوى نظافتها متدني الى حد كبيرجدا ، تملكنى الغضب والاستياء الى حد افقدنى رغبتى فى النوم فاتناولت احدى المجلات المتوفره امامى تشاغلت بها عمن حولى ،فلم اعد اسمع الا صوت بعض الاطفال كانو اتخذون من ممطرات الطائره ملعبا لهم .