قلت إن الرويبضة (الرجل التافه في الشأن العام) الطيب مصطفى لا يؤتمن على القلم. فالكتابة عنده هي الاسم الآخر للدجل. فكتب أمس الثاني من يوليو عن بلوغ السودان حافة الهاوية. ونسي أن ينسب الفضل لبلوغنا تلك الحافة إلى نفسه ودولة الإنقاذ التي خدمها بشق الأنفس. وكان برلمانياً بأوكارها حتى تهافتت بالثورة. وما كان ليكون الطيب ما كانه لولا الإنقاذ التي جعلته بعد خمول جليساً للوزراء. استند الطيب في تقريره عن انحدار السودان إلى حافة الهاوية على كلمة أخذها عن مساعد وزير الخارجية تيبور ناجي. وقال إن كلمات الوزير المنذرة " ينبغي ان تهزنا هزاً وتؤزنا ازاً، ذلك ان الرجل يعني ما يقول مما استقاه من أجهزته ومصادر معلوماته الاستخبارية". فنحن في قول الرويبضة، حسب قول الوزير الأمريكي، ننزلق الى درك سحيق ربما يفوق ذلك الذي انزلقت اليه ليبيا وسوريا والصومال واليمن. ويستغرب المرء كيف تبنى الرويبضة رأي هذا الوزير الذي هو نفسه من فتح النار عليه في 20 يونيو واستنكر زيارته الخرطوم ليدعم قوى الحرية والتغيير. وقرعه لأنه ضغط على المجلس العسكري ليقبل بالاتفاق "الظالم" من وضع الوسيط الاثيوبي "الأخرق". وهزئ من هذا الوسيط لأنه توهم أنه الحاكم العام للسودان. أكثر ما زكي الوزير الأمريكي للرويبضه أنه مطلع على الموقف السوداني والأفريقي من حوله. فقد رأى الوزير، في قول الرويبضة، بعين خبير معزز بمعرفة استخبارتية أن السودان في درك وآيل للهاوية. وما يستغرب له المرء كيف وثق الرويبضة في الوزير الأمريكي حين تنبأ بخرابنا ولم يقبل منه حين تكلم مع المجلس العسكري ليرجع إلى اتفاقه مع قوى الحرية والتغيير ومع الوسيط الأفريقي؟ كيف صدقه وهو يتنبأ بخراب السودان وكذبه وهو يراجع المجلس حتى لا يقود البلاد إلى حافة الهاوية بنقض المواثيق؟ وكيف رآه على صورتين: صورة الذي ينبئك عن حافة السودان من فوق معرفة معززة من جهة وصورة الجهلول أو المفتري الذي يتبع الوسيط الأثيوبي الأخرق من جهة أخرى؟ ومثلك أيها الرويبضة لا يتكلم عن سَوق السودان لحافة الهاوية. كفى أحشاه. فأنت ممن قال عنه المثل الشعبي جاؤوا يساعدونه في دفن أبيه فدس المحافير. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.