في البدء يتوجب علي أن أوضح أنه لم يجمعني أي لقاء علي أي مستوي مع البرهان ولم أتحصل علي أي مستند أو وثيقة تؤكد أو تنفي ما أنا بصدده من أتهام لرئيس المجلس العسكري بأنتمائه لتنظيم الأخوان المسلمين . كل ما بحوزتي هي قرائن أحوال ومقابلة صحفية تمت معه . وبعد مشاهدتي لهذه المقابلة رأيت أنها ترقي الي وصف رئيس المجلس العسكري بانتمائه الي خلية تنظيم الأخوان المسلمين بالقوات المسلحة السودانية . وبالرجوع الي المقابلة التلفزيونية التي أجراها معه الصحفي ضياء الدين البلال أعتقد انه نجح في أن يكشف جزءً من شخصية البرهان المخفية الشيء الذي وضعه في خانة الكوادر السرية لتنظيم الأخوان المسلمين وهذا ما سأحاول أثباته للقارئ من خلال القرأة المتأنية لهذه المقابلة . في أجابته علي السؤال بالتعريف عن نفسه ذكر عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن : التحقت بالخدمة العسكرية عام 1980 بدون وساطة ومعرفة تخرجت من الكلية الحربية عام 1982 ، عملت بقوات حرس الحدود . وفي نهاية عام 1983 ذهبت الي أعالي النيل حتي 1986 وعدت في الانتفاضة المباركة في أبريل تصديت لقوة لجهاز الامن في حينها ، وأصبت أصابه بالغة في رجلي اليمني . والحديث للبرهان ليس لدي ميول سياسية ولم أتعرض للاستقطاب من أي جهة . لم أخطر أحد من أسرتي برغبتي في الأنضمام الي الكلية الحربية . الكتمان والسرية وسط المحيط الاسري الضيق في أتخاذ قرار مستقبلي خطير يعطي انطباع بالتوجيه والأرشاد من جهة عليا لها سلطة تفوق في أهميتها الأسرة وفي هذه الحالة هي التنظيم الأخواني خاصة أذا تم ربطها بالسلوك الحالي . ضياء الدين : ما الذي عصمك من الأحالة المبكرة من القوات المسلحة وانت ليس لك انتماء سياسي ؟ البرهان : معظم الضباط الذين تدرجوا في صفوف القوات المسلحة في الرتب العسكرية القيادية العليا معظمهم كانت الكفاءة هي المعيار . قليل منهم من لديه انتماءات سياسية لكن القيادة وهي من المحاسن أنهم كانوا من الناس الأكفاء. والناس الأكفاء الذين يمكن الاستفادة منهم في الجيش ظلوا موجودين لاعلي الدرجات القيادية في القوات المسلحة . منهم علي سبيل المثال ياسر العطا وأنا ، كلما أشتد الوغي نذهب ونؤدي ضريبة الوطن . عبدالفتاح البرهان تغاضي متعمداً وحاول أن يصرح بمعلومة لطمس الحقيقة التي يعلمها الغاشي والداني أن كشوفات الأحالة للصالح العام من صفوف القوات المسلحة شملت الآلف من ضباط وضباط صف وحتي الجنود لمجرد الاشتباه في عدم ولائهم لتنظيم الاسلاميين هذا بخلاف الذين تمت تصفيتهم لعدم طاعتهم تنفيذ الأوامر المخله بشرف القوات المسلحة و اوامر الابادة الجماعية . التطهير شمل كل أفرع القوات النظامية وحتي أولئك الاسلاميين الذين عارضوا سياسات النظام البائد . البشير كان يخاف حتي من ظله ولم يُرفعَ أي من الضباط الي مستوي أعضاء اللجنة الأمنية الأ بعد تأكدات منه شخصياً تليها التثنية من التنظيم الأخواني داخل الجيش . ولا حديث هنا عن المؤهلات والكفاءة العسكرية. ضياء الدين : التنظيم الخاص بتاع الإسلاميين في الجيش ما حاول يستهدف وجودك في الفترة دي؟ البرهان : ابداً كنت بعيد من الوسط التي كانت به التنظيمات . كيف للقارئ أن يستوعب أن تنظيم الإسلاميين العقائدي الخاص الذي نجح وأنجز انقلابا عسكرياً وأتي بالبشير أن يغض النظر عن البرهان وياسر العطا والكباشي وغيرهم من أعضاء المجلس العسكري وتقرأ ( المجزر العسكري ) قرابة الأربعين عاماً منذ التحاقهم بالكلية الحربية ولا يتم حتي الاتصال بهم ناهيك من تجنيدهم . هذا الانكار في وضح النهار يؤكد ان عبدالفتاح منذ تجنيده أُبعد بقرار من التنظيم من المشاركة في كل الأنشطة وخاصة السياسية لكي يكون بعيداً عن الأنظار ويتفرغ للعمل السري للتنظيم ضياء الدين : هل كانت لك علاقة خاصة بالرئيس السابق البشير ؟ البرهان : أبدا . أطلاقاً ما حصل نفي العلاقة الخاصة بالبشير يتناقض كلياً مع تعيينك في اللجنة الأمنية ويفضح أنك لا زلت تمارس نفس السياسة القديمة . محن السياسية السودانية بعد ثلاثين عاماً من حكم الإسلاميين تعيد نفسها مع تعديلات طفيفة وقع الحافر علي الحافر: أذهب الي كوبر حبيساً وأنا الي القصر رئيساً . ضياء الدين : ما طبيعة الاتهامات لعملك في دارفور وما هي طبيعة المهام التي كنت تؤديها في دارفور ؟ البرهان : عملت في دارفور من 86 الي 92 وكانت لي علاقات طيبة معهم . نشأت علاقة طيبة بيني وبينهم وبين معظم المكونات في دارفور . في 99 حصلت مشكلة قبلية في دارفور بين العرب والمساليت وذهبت مع الفريق الدابي . وفي 2003 حينما حصلت المشاكل أستعانت بي السلطة وذهبت الي دارفور . كنت أعمل ضمن القوات المسلحة في الأعمال العادية . أشتغلت في السياسة في دارفور وعملت كمعتمد . المحليات كانت ذات طبيعة عسكرية وبالذات في جبل مرة . كنت أنفذ العمليات العسكرية بيد نظيفة وسؤال للبرهان : كيف يتسني لك تنفيذ العمليات العسكرية بيد نظيفة ، هل هذا يعني أنك لم تشارك في التطهير العرقي والابادة الجماعية ؟ واذا افترضنا أنك نفذت العمليات العسكرية في دارفور بيد نظيفة كما أدعيت ، هذا يوضح أن بعض زملائك من الضباط لم ينفذوا العمليات العسكرية بيد نظيفة وهذا معلوم في ظروف حرب كان المقصود منها ولا زال التطهير العرقي أضافة الي نشر الأسلام السياسي في دارفور. أنت الآن تم فرضك من قبل اللجنة الأمنية علي رأس الدولة التي أنجزت ثورة وأطاحت بنظام باطش تحت ضغوط معادلة سياسية ذات مجاهيل عديدة وبالضرورة تقع علي عاتقك مسؤولية وطنية وأخلاقية وهي تقديم كل الذين تلتخط أياديهم بدماء الأبرياء نتيجة لعمليات عسكرية قذرة لمحاكمات عادلة حتي تطمئن قلوب الأمهات وأهل الضحايا ويعود الأمن والطمأنينة لمواطني دارفور ويتعافي الوطن وبذلك تكون ساهمت مساهمة حقيقية في جبر الضرر وأعادة النسيج الأجتماعي لمواطني دارفور الذين أحببتهم كما ذكرت . ضياء الدين : ورد اسم الفريق الدابي ، ما هي علاقتك بالفريق الدابي ؟ البرهان : علاقة بدأت في 99 ومنذ ذلك الحين علاقة طيبه به . ضياء الدين : الزول ده من دهاقنة العمل الاستخباراتي في الجيش السوداني ، استفدت منو شنو يا ساعدت الفريق ؟ البرهان : هو رجل حصيف وذو نظرة ثاقبة وممتاز في التحليل العسكري وحتي في التحليل السياسي له نظرة ثاقبة ودقيقة . هذه الأجابة تنفي حديث البرهان المكرر والمجوج عن بعدهم كلجنة أمنية من العمل السياسي الحزبي بل يؤكد أهداف ونوايا التعنت الذي سلكه المجزر العسكري في المفاوضات حول قسمة السلطة مع قوي الحرية والتغيير . الأصرار علي تعيين وزراء الدفاع والداخلية والأمن من قبل اللجنة الأمنية التي وضعها التنظيم الأخواني لحماية البشير تعكس النوايا في المحافظة علي الجسم السياسي الأخواني داخل هذه المؤسسات . وهذا دليل آخر علي أن البرهان غرقان في العمل السياسي حتي أذنيه . ضياء الدين : علاقتك بالفريق حميدتي بدت بتين ؟ البرهان : بدأت في العام 2003 أتقابلنا في دارفور، وكنا قريبين من بعض ونعمل سوياً في كل مجالات العمل العسكري هو عضو في القوات المسلحة منذ ذلك التاريخ . ويواصل البرهان الحديث نحن علي تواصل في أمر دارفور واستطعنا أن نحل كثير من المشاكل في أمر الاقليم ، المشاكل القبلية والتفلتات الأمنية . البرهان يري أن قوات الجنجويد ليست هي نتاج لتفلتات الامنية وأنما علي عكس ما نراه أجمعين بما فينا الساسة الكبار كالامام الصادق في تقيماته السابقة للجنجويد وردود حميدتي علي حديثه وذكره للمجمجة . وبالرجوع الي حديث البرهان نحب أن نؤكد أننا لم نسمع أو نري أن الفريق حميدتي ساهم في حل أي من المشاكل القبلية في دارفور بل علي النقيض مشاكل الاقليم أستفحلت حينما تم أستيعاب قوات الجنجوجيد بقيادة حميدتي ضمن حرس الحدود لمحاربة القبائل الزنجية بدارفور وحينما بدأ في تجنيد مليشياته لمحاربة الفور وممارسة التطهير العرقي مما حدي بوضع اسمه في المحافل الدولية للمسآلة والمحاسبة التي تنتظره. ضياء الدين : ماذا حدث في ليلة 11 أبريل ؟ البرهان : اللجنة الأمنية العليا كتبت خطاب للرئيس السابق بأن يجب أن يُعدل المسار السياسي في السودان وحملها له السيد وزير الدفاع السابق . ووعده بأنه سيتم تنفيذها ضياء الدين : ما هي أهم بنودها ؟ البرهان : ما يعلن الترشح لفترة رئاسية ، يوقف تعديل قانون الأنتخابات ، يطلع من المؤتمر الوطني وربما يحل الحزب الحاكم ، يفسح المجال للحريات حتي يستطيع السودانيين يبنوا مستقبلهم . الملاحظ أنه لم تتجرأ اللجنة الأمنية التي تطالب بالاشتراك مع قوي التغيير في أقتسام السلطة بمطالبة البشير بالتنحي أستجابة لرأي الثوار ضياء الدين : هذه مطالب تستوجب أقالة الضباط الذين رفعوا المذكرة لماذا لم تتم أقالتكم ؟ البرهان : هو وعد أنو ينفذ الامر. البشير وعد بتنفيذ هذه المطالب لانها رُفعت له من اللجنة الامنية الأسلامية وليس من أي جهة أخري ، حيث سيكون مصير من تقدموا بها غياهب السجون ثم يأتي الاستفسار عن صلاح قوش ضياء الدين : ليه طلع من دون علمكم ؟ البرهان : ربما هذه تقديرات خاصة به . يتضح من هذا أن قوش خرج بعلمهم عندما شعر بان المجلس الأمني لا يرغب في أن يكون هو خلفاً للبشير لاطماعه الشخصية وخوفه من المحاسبة أذا لم يكن هو الخلف . لذا فرض البرهان حماية حول منزله ومنع النيابة من دخوله تضليلاً للثوار حتي يطمأنوا بأنه مُتحفظ عليه . وأذا لم يكن خروج قوش بالتنسيق مع المجرم العسكري لكان الرد : سوف نتحري في طريقة خروجه ونطالب من الدول التي وصلها بارجاعه للسودان لتتم محاسبته علي جرائم التعذيب التي أرتكبها والأختفاء القسري لبعض الأفراد الذي تم في عهده عندما كان مسئولاً عن الأمن . هذا الرد المغتضب يدل علي انهم جميعاً شركاء في الجرائم التي أرتكبها الطاغية البشير . لذا سيتدخل المجرم العسكري في تعطيل سير العدالة مستقبلاً . ضياء الدين : في الليلة ( الليلة التي تم فيها ابلاغ المخلوع بضرورة النزول من خشبة المسرح ) دي اللجنة الامنية كلفتكم بمقابلة الرئيس السابق . التفاصيل البرهان : أنا ذهبت ومعي 2 من الضباط وفي داخل المسجد أخبرته بقرار القيادة ضياء الدين : أستفسر عن من أتخذ هذا القرار؟ البرهان : أخبرته بان القوات المسلحة والاجهزة الأمنية بناء علي رغبة الشعب وحماية للبلد من الأنهيار. وكان رد البشير : أوصيكم خيراً علي البلد وعلي أمن المواطنين وأبقوا عشرة علي البلد . وكأن البشير في الثلاثين عاماً الماضية حفظ البلاد وحدودها ومالها وعرضها . لم يكتف بالتقسيم بل أباد زرعها وضرعها وانسانها . ضياء الدين : لماذا لم تناصروا أبن عوف وكمال في البداية؟ البرهان : نحن عندما شعرنا بأنو الشارع غير راغب في أن يتولي قيادته أعضاء المجلس العسكري السابق ووزير الدفاع السابق بن عوف وكمال آثرنا وكان اول من بادر بالرفض لمجلس أبن عوف وكمال هو الفريق محمد حمدان وذكر أذا الشارع لم يقبل هذا المجلس فهو أيضاً لا يقبله وانسحب من المجلس . تبعته أنا ثم بعض الأخوة . الشارع يا البرهان منذ 11 أبريل داخل السودان وخارجه أضافة الي منظمة الوحدة الأفريقية ودول الترويكا والدول الأوربية يطالبون هذا المجلس بتسليم الحكم الي المدنيين حتي بحت أصواتهم جميعاً ووصل الأمر بالتهديد للمجلس العسكري بتجميد عضوية السودان في المنظمات الدولية . وعلي الرغم من هذه المناشدات لم يجد هذا الطلب أذناً صاغية . العكس هو الصحيح كلما خرج وطالب الشعب بحكومة مدنية تزداد ضحاياه وموكب القصاص يقف شاهداً علي ذلك. ضياء الدين : لماذا تم أبعاد صلاح قوش من المجلس؟ البرهان : يعني كنا نسمع أصوات الشارع بأنهم غير مرغوب فيهم . ضياء الدين : هل كانت لكم قابلية بالاستجابة لصوت الشارع في كل لحظة ؟ البرهان : القوات المسلحة أصلا أنضمت للمتظاهرين تنفيذاً لرغبتهم. وكانت رغباتهم دائما محل أعتبار ومحل أهتمام أضافة عليها كمان محل تنفيذ . يا البرهان الشارع قال كلمته وطالب بالحكومة المدنية فهل تمت الأستجابة لهذا الطلب ضياء الدين : الطريقة التي تمت بها فض المظاهرات كان فيها غدر بالشباب . لماذا حدث ما حدث؟ البرهان : أصلاً لم يتم التخطيط لفض الأعتصام ولم يصدر أي أمر بفض الأعتصام . تم بدون تخطيط بدون توجيه ، بدون تعليمات . أذا افترضنا جدلاً بصحة هذه الكذبة التي صرح كباشي بنقيضها في مؤتمره الصحفي الذي أعقب المجزرة فكيف نبرر مسلك البرهان تجاه هذا الأعتداء والسحل والقمع الذي تم علي بعد أمتار من مرقده وأستمر لساعات . كيف يتسني للقائد العام لقوات الشعب المسلحة أن يسمع أزير الرصاص وأصوات الاسلحة المختلفة وانين الجرحي وصراخ المغتصبات ويكون قاطناً في نومه ولا يتحرك حتي من مرقده لمعرفة المصدر وهذا كله يحدث في عاصمة البلاد التي يدعي حراستها وحمايتها . أذا كان لا يعلم بالمصدر وفضل المكوث في مرقده فهذه مصيبة لا نجرؤ علي أتهامه بالجبن وأن كان يعلم وفضل عدم الخروج فهذه مصيبة أكبر حيث وضع نفسه في خانة التآمر. ونشكر شمس الدين الكباشي علي تنوير الذي أختتمه ( بحدث ما حدث ) حيث أكد أنهم كلهم كانوا علي علم بالوسيلة التي سيتم بها فض الأعتصام وبئيس علم العسكرية الذي تدربوا عليه . وأي جندي عسكري هذا الذي لم يتحل بصفة الفزع والنخوة التي يتشرف بها السودانيون ناهيك عن أن يكون القائد العام . قال تعالي : ﴿ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ آل عمران: 75 . صدق الله العظيم 4 أغسطس 2019 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.