حتى لا تكون فتنة، فإن من الواجب إعطاء هذه الخلفية للمهتمين بالشأن السياسي السوداني، لأجل منحهم معرفة يسيرة بقضية شغلت المتهمين بالشأن الإعلامي والسياسي السوداني في لندن. طالعنا منذ أيام خلت عبر موقعي سودانيزاونلاين وسودانايل ذائعي الصيت اعلاناً نشره ما يسمى بمجلس الجاليات السودانية بالمملكة المتحدة وأيرلندا - أمانة الثقافة والإعلام، توجه من خلاله بدعوة مجموعة منتقاة من الإعلاميين لحضور ندوة أقامها بعنوان (ملامح الشخصية السودانية) بتاريخ 27 فبراير 2010 وتحدث فيها كل من خالد المبارك، إمام محمد إمام ومحمد خالد، وتم على هامشها الاجتماع التفاكري الثاني للصحفيين السودانيين، علماً بأن الاجتماع الأول للصحفيين السودانيين عقد بترتيب من المجلس ذاته بتاريخ 16 يناير 2010 هذا المجلس سيء السمعة http://www.sccuk.org.uk ومنذ أن دشن أول أنشطته فيما عرف بالدورة الرياضية الرمضانية في الأول من أكتوبر 2009، جلب على عاصمة الضباب سجالاً ووبالاً غير معهود من الخلاف بين السودانيين في بريطانيا. المجلس جسم نشاز تم إنشاؤه من المؤتمر الوطني بدواعي انتخابية للالتفاف على قضايا ومجموعات ظلت خارج سلطان الحزب الحاكم وإمتداد نفوذه، خاصة وأن البلاد تشارف الدخول في مستقبل مجهول العواقب والعدالة الدولية تطارد الانقاذيين بسيفها المسلط على رقابهم؟. ليس خافياً على أحد العزلة التي يعيشها المؤتمر الوطني في السودان، ناهيك عن الصدود الذي يقابله بين أوساط السودانيين المقيميين في دول المهجر. السودانيون في بريطانيا ليسوا بأقل حظ من أقرانهم في دول أخرى، فقد تذوقوا الويلات من سياسات الانقاذ الماكرة التي دفعتهم قصراً للعيش في بلاد الصقيع؟ اليوم.. صدمت لندن وعواصم أخرى بالإعلان الذي نشر بموقعي سودانيزأونلاين وسودانيل باعلان تأسيس اتحاد الاعلاميين السودانيين في المملكة المتحدة وايرلندا والذي ضم لجنة مكونة من سبعة اعلاميين (فقط)، بينهم ثلاثة عرف عنهم انتماؤهم الأصيل للحركة الاسلامية بوجهها الزائف وآخرون خدعتهم عباءة مجلس الجاليات، واستهوتهم اغراءاته بمنحهم أراضيَ سكنية بالسودان. http://www.sudanile.com/index.php?option=com_content&view=article&id=11761:2010-03-09-06-53-02&catid=37:2008-05-19-17-15-10&Itemid=63 http://www.sudaneseonline.com/ar1/publish/article_6046.shtml غير ان ما حدث وضع سمعة مؤسسات اعلامية دولية من بينها (بي بي سي) علي المحك وأثار شكوكاً في مصداقيتها، بل يعد اختراقاً ومأزقاً من شأنه وضع هذه المؤسسات في شبهات كبيرة بفعل تأثير الأيدولوجيات المناهضة لخطها التحريري من قبل بعض الإعلاميين السودانيين الموالين لمجلس الجاليات وحكومة الإنقاذ والذين كان يجب عليهم ممارسة المهنة بأمانة وشرف وعلى أساس حيادي قوامه مبادئ العمل الإعلامي النزيه بعيداً عن العقيدة الحزبية. الإعلان عن هذا التنظيم يعزز حقيقة ما رشح من أنباء بأن جهات سودانية تزمع التبليغ والتعبير عن امتعاضها وسخطها من تعاطي هؤلاء القلة مع مجلس الجاليات السودانية، حتى لا يتكرر مشهد الأزمة التي وقعت فيها مؤسسة (بي بي سي) برفضها بث الفيديو الذي أعدته مجموعة هيئات الإغاثة الدولية لمساعدة منكوبي حرب حماس وإسرائيل في غزة، وما خلفه من آثار على سمعة القناة. والأمر ينطبق تباعاً على (خضراءَ الدِّمَن) صحيفة الشرق الأوسط التي يعيث فيها بعضهم فسادا. وإن عدتم عدنا بالكثير المثير!