فخامة رئيس جمهورية جنوب السودان الرفيق سلفاكير ميارديت السيد عضو مجلس السيادة لجمهورية السودان والوفد المرافق له الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي السيد مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان ومسؤول ملف السلام توت قلواك مانيمي ولجنته الموقرة الرفاق رؤساء تنظيمات الجبهة الثورية واعضاء مجلسها القيادي الضيوف والحضور الكرام والاعلامين دعوني في البدء أن أزجي آيات الشكر لشعب جنوب السودان ولحكومته بقيادة الرفيق سلفاكير ميارديت على الجهود المخلصة والحثيثة التي يبذلونها من اجل تحقيق السلام الشامل والعادل بالسودان ، كما اتوجه بالشكر للاهتمام العميق والمتعاظم التي أظهرته بلدان الجوار والاقليم والمجتمع الدولي بقضية السلام في السودان ، وأخص الاتحاد الافريقي وجمهورية مصر العربية واثيوبيا ودولة تشاد ويوغندا وكينيا وارتريا والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات ودولة قطر وكافة بلدان الخليج العربى وبلدان الترويكا والاتحاد الاوربي وفرنسا والمانيا والامم المتحدة ، وندعوهم للعمل المشترك وتوحيد جهودهم لانجاح العملية السلمية في السودان . وانا أتحدث نيابة عن زملائي في قيادة الجبهة الثورية وكافة حركات الكفاح المسلح ؛ أن أبدأ حديثي بالاجابة على السؤال المفتاحي والرئيسي :- أي سلام نريد واي انتقال نريد؟ الذين جربوا الحرب يدركون معنى السلام ،والسلام الذي نسعى له ؛ ليس سلام البحث عن الوظائف وارضاء النخب نحن نسعى لسلام يخاطب قضايا ملايين النازحين واللاجئين وضحايا الحروب والسلام الذي نسعى له يأتي بفضل ثورة جماهيرية صنعها الملايين وعلى قدر اهل العزم تأتي العزائم ، ان الثورة التي شارك في صنعها الملايين في الريف والمدن يجب أن تجلب السلام الذي يشبهها ؛ السلام لمصلحة هذه الملايين وهو ليس صفقة أو محاصصة بين حفن من القيادات بل يجب أن تؤدي العملية السلمية الحالية للاجابة على السؤال التاريخي كيف يحكم السودان؟ قبل من يحكم السودان. يجب ان تخاطب العملية السلمية الحالية جذور الازمات التي أدت الى الحرب ويجب ان تكون هذه الحرب هي أخر الحروب في السودان وان نتجه الى بناء مجتمع جديد وسودان جديد. الحروب الحالية تنتمي الى جيل الحرب الذي شهد اكبر حدثين في السودان انفصال جنوب السودان والابادة الجماعية وعلينا أن نسأل أنفسنا لماذا إنفصل الجنوب ولماذا أرتكبت جرائم الحرب والابادة الجماعية، والاجابة الصحيحة ستؤدي الى سلام صحيح وصحي ومستدام. لقد وفرت الثورة فرصة عظيمة لاستدامة السلام والديمقراطية كحزمة واحدة وعلينا عدم تكرار اخطاء الماضي بل ينبغي الاستفادة منها فعلينا الاستفادة من فترة الانتقال في يناير 1956 واكتوبر 1964 وابريل 1985 التي حققت ديمقراطية قصيرة الاجل في غياب للسلام مما أدى الى انتصار الشمولية والديكتاتورية . إن الباحثين عن تفكيك الدولة العميقة ودولة التمكين لن يحققوا ذلك الا في ظل السلام، وأؤلئك الباحثون عن اصلاح الاقتصاد وتطبيع العلاقات مع المجتمعين الاقليمي والدولي فان ذلك لن يتحقق دون تحقيق السلام. إن بلادنا اليوم في أمس الحاجة لترتيبات أمنية شاملة وبناء جيش وطني مهني يعكس تنوع وتركيبة السودان ويدافع عن المصالح العليا ولايوجه سلاحه نحو شعبه ومن أجل تحقيق ذلك فان الجبهة الثورية في كامل استعدادها للانخراط في ترتيبات أمنية شاملة . الجبهة الثورية ساهمت مع قوى الكفاح المسلح في شراكة نضالية شملت مختلف أشكال المقاومة وعلى مدى ثلاثون عاما من اسقاط نظام الانقاذ في ثورة ديسمبر المجيدة وهذه الشراكة يجب أن تمتد لبناء المجتمع الجديد وازالة مؤسسات التمكين ، ونحن على استعداد لبناء شراكة مع مختلف القوى التي تعاونت في اسقاط النظام وهذه الرسالة نوجهها من هنا للفريق أول محمد حمدان حميدتي ونمد له يدٌ بيضاء من أجل السلام وبناء مجتمع جديد ومتعافى. إن الانتقال الذي ننشده هو الذي يحقق الانتقال من الحرب الى السلام الشامل والعادل ، ويعطي الجبهة الثورية الفرصة التي تستحقها للمشاركة في العملية السياسية والانتقال يعني لنا كذلك الانتقال من الشمولية الى الديمقراطية ، والانتقال من الدولة الاحادية الى الدولة التي تحتفي بالتنوع والمواطنة المتساوية وبلا تمييز والعدالة الاجتماعية وهي شعارات ثورتنا العظيمة ( حرية سلام وعدالة ). إننا نسعى الى إعادة هيكلة الدولة السودانية ، لمصلحة جميع السودانيين ومن أجل مخاطبة ظلامات الماضي والوصول الى مصالحة وطنية شاملة لاعادة لُحمة النسيج الاجتماعي وتضميد جراحات الحرب . ان الجبهة الثورية شريك أصيل في الثورة وبهذه الجلسة والمجهودات التي سبقتها في أديس ابابا والقاهرة وبفضل دماء الشهداء والجرحى ستكون شريكا أصيلا في السلام . دعوني أتوجه برسائل قصيرة الى : الشهداء والجرحى:- ان دماؤكم هي المداد الذي سنكتب به أي اتفاق للسلام وانتم تستحقونه وقد صنعتموه لشعبكم بفضل تضحياتكم وسيكون سلاما عادلاً وشاملاً ومشرفاً. النازحيين واللاجئين :- نحن امام فرصة جديدة وما إجتماعنا اليوم الا من أجلكم وستكون قضاياكم في مقدمة الاجندة ولن نوقع الا على السلام الذي يرضيكم ويلبي طموحاتكم وتطلعاتكم . الى النساء والشباب:- ونحن نتحدث من عاصمة جمهورية جنوب السودان فان قائدنا ورفيقنا الدكتور جون قرنق دي مبيور مفجر ثورة الهامش كان يقول " ان النساء هم مهمشات المهمشين" لقد لعبت المراة السودانية في الريف والمدن دوراً بارزا في الثورة وفي مقاومة نظام الانقاذ المباد لاسيما في مناطق الحروب ولقد آن الاوان أن تجد المرأة المكانة التي تليق بها وتستحقها والسلام يجب ان يضع في مقدمة أجندته قضايا النساء ، وكذلك لعب الشباب دوراً بارزا في المقاومة بمختلف اشكالها والنظام الجديد الذي ننشده لن يبنى الابسواعد وبقيادة الشباب. الى قوى الكفاح المسلح: ان هنالك فرصة ذهبية لتعديل موازين القوى لمصلحة الفقراء والمهمشين وبناء وطن لكل السودانيين وهذا لن يتاتى الا بوحدتنا واذا تفرقنا في هذا الوقت فان هذا خطأ تاريخيا لايغتفر ، اننا ندعوكم الى الوحدة وعلينا ان نقدم موقف تفاوضي موحد مع الاحتفاظ بمخاطبة خصائص مناطق الحرب المختلفة . الى قوى الحرية والتغيير: نحن شركائكم في الثورة ويجب ان تمتد شراكتنا لبناء الوطن الجديد ، ان ماحدث منكم بعد اجتماعي أديس ابابا والقاهرة كان مؤسفاً وعلينا أن نصحح هذه الاخطاء باجراء مراجعات واصلاحات حقيقة لمؤسسات قوى الحرية والتغيير ، ان الجبهة الثورية شريك مؤسس لقوى الحرية والتغيير ولايمكن استبعادها من ثورة صنعناها معا على طريق (الفول فولي زرعته وحدي وساكله وحدي). الى شعب جنوب السودان: نحن شعب واحد في بلدين والجبهة الثورية التي تربطها صلات قوامها الرؤية والعمل المشترك من أجل قيام شراكة استراتيجية بين دولتي السودان ؛ إن مناطق النزاع والتي تدور فيها الحرب يجب أن تتحول الى مناطق للتكامل والتمازج من اجل مصلحة شعبي البلدين ، اننا ندعو بعد توقيع وقف العدائيات لفتح الحدود وحرية التجارة والتنقل بين البلدين . الى دول الجوار والمجتمع الدولي: إننا ندعوكم لدعم شامل ومتناسق للعملية السلمية في السودان وتحقيق السلام العادل الذي سيخدم مصالح السودانيين أولا وبلدان الجوار والمجتمع الدولي. أخيرا: أدعوا الجماهير المتضررة من الحرب وقوى الثورة لتحويل عملية السلام الى عملية مدعومة بحركة جماهيرية واسعة لا تهدأ حتى يتحقق السلام وأقول ان العملية السلمية هي جزأ لا يتجزأ من استكمال الثورة ، وهي عملية لتلبية مصالح المتضررين من الحرب وادماجهم في العملية السياسية وتوسيع قاعدة مؤسسات الانتقال واشراك الملايين الذين تضرروا من الحروب واعطاء أمل جديد لجماهير الهامش وهي عملية من اجل مصالح المتضررين وليس مصالح النخب أننا نشعر بتفاؤل عظيم ونمتلك ارادة قاطعة لتحقيق السلام الذي هو أول مطالب الثورة ، ان هنالك مناخ جديد وارادة جديدة فلنستخدمها لتحقيق السلام . د. الهادى ادريس يحى رئيس الجبهة الثورية السودانية 9-9-2019التاريخ