بعد ان وقفنا على بعض شمائل الأنصار في مقال سابق بعنوان"اعيش حر وآكل ملوخيه" نقف اليوم على فضيلة أخرى لنا فيها القدح المعلى بشهادة الاعداء وبشهادة كل من يقرأ هذا المقال. عفة اليد والنفس فينا مشهودة ، جاء في الأثر ان من أسباب اختلاف الامام محمد احمد المهدي طيب الله ثراه مع أستاذه الخليفة محمد شريف رفضه أن يأكل مع زملائة طلبة القرآن من "الجرايات" أي الطعام الذي تقدمه الحكومة الى مشايخ الطرق الصوفية كي تكسب ودهم ، مما اضطر شيخه الأستاذ محمد شريف نور الدائم في وقت مبكر ان يخصص له من طعامه الخاص الذي تنتجه ساقيته. ولنا في مهدي الله اسوه حسنه فلم يستلم الامام الصادق المهدي راتب الحكومة التي كان يعمل رئيس وزرائها مرتين وتصدق براتبه الشهري لطلبة العلم المتفوقين في جامعة الخرطوم. وعن أب السودان السيد/عبد الرحمن المهدي فحدث ولا حرج وموقفه مع إضراب اتحاد طلاب جامعة الخرطوم ومعهد الخريجين والشعراء والأدباء والمفكرين ودوره في التعليم العام والأهلي والذي تقف مؤسساته الى يومنا هذا خير شاهد فدونك مدارس الأحفاد وجامعاتها إذ تقف بتقدمها شاهده على الرعاية المباركة والدعم الذي قدمه هذا الامام الهمام. واذا كانت العبرة بالخواتيم فقد خرجت دائرة المهدي المهندسين والفنيين والميكانيكين والمحاسبين حين كان التعليم العام نسياً منسيا ولم يكن له وجود في الحياة في بداية الستينات والسبعينات من القرن المنصرم. رفدة الجزيرة أبا السودان بالكهربائيين والمحاسبين الذين تعلموا وتدربوا في مشاريع الأنصار الزراعية وقد كانت الجزيرة أبا المدينة الصناعية الأولى في السودان بحكم حاجة الزراعة الى هؤلاء الفنيين والميكانيكيين والمحاسبين فقد تم تدريبهم وتعليمهم حتى سدت الجزيرة أبا حاجتها منهم وقد كانوا نواة الأعمال الفنية التي قامت في جميع مدن السودان. هذه بضاعتنا في زمن اصبح فيه أكل المال العام شطاره وتمكين باسم الدين وأصبحت مؤسسات الزكاة في بلدي أشبة ببيت روشفيلد لتمويل الابراج والقنوات الفضائية والإستثمارات وإنشاء المصانع مع العلم انها مؤسسات خيرية زكوية وما أكثر المحتاجين يومياً من الفقراء والمساكين والمرضى. ولكن فقهاء السودان الجدد ربما تغيرت لديهم مصارف الزكاة الثمانية التي حددها القرآن الكريم ولم يترك أمرها للسنة النبيوية وحدها كي يتم الالتفاف عليها بحجة صحة الاحاديث وضعفها اللهم لا وصاية حتى ناس المؤتمر الوطني يطالبون الأحزاب بالابتعاد عن الأساليب الفاسدة وعدم السماح ان تستخدم الأموال في الانتخابات وعليها ان تظل فقيرة وتثبت في كل وقت أنها فقيرة وعلى مجلس الأحزاب أن يتحقق من فقرها. تقارير المراجع العام مليئة باختلاسات المال العام ولا حرج على حماة الشريعة والتوجة الحضاري أن يتمرمقوا في مال الدولة والميري لانهم الدولة والدولة هُم. وحلال عليهم ان يأكلوا من مال الدولة حتى تتحقق الغاية وان يتم ربط قيم السماء بالارض وان يكفء الله باس اعداء الصراع بين الحق والباطل. ترديد الشعارات بلا مضمون لا يمكن ان يثبت حق ويصنع فضيلة ومحبة القلوب ما بشتروها بفلوس والماعنده قديم ماعنده جديد والماعنده كبير يشتري ليه كبير من صيدلية الشعب التي لا تمنح الصكوك بناء على الشعارات ولا بد من مطابقة الأقوال الأفعال ولا تنفع الأساليب الميكيافيلية ولا الحصول على حق بدون استحقاق فشعارات "هي لله هي لله" وشعار "لا للسلطه لا للجاه" لا تصرف من صيدليات الشعب و بيوت المكارم والاخلاق والفضائل لانها بضاعة مضروبه ومزورة لا تتطابق مع الواقع ويرفضها ويأباها الذوق والطبع السليم. والله الموفق،،، الهادي ادم حامد – المملكة العربية السعودية (جدة)