عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. وجَدّت مَطْلَع ابريل الجاري في قروب (شبكة الصحفيين السودانيين) بتطبيق (واتساب)، الخبر التالي: النيابة تلقي القبض على عقيد بالأمْن صاحب فيديو "وين اسود البراري"، وقد وَجِّهَت له تُهْمَة مقتل الشهيد دكتور بابكر. وأكد ليَّ أحد اعضاء الشبكة "أنّ الخبر منشور أيضاً في قروب اهلنا في البراري"، وكتب أنَّه تأكد من الخبر شخصياً من أسود البراري أنفسهم. صَحّ الخبر أعْلاه أو جَانَبَ الصَواب ذلك التأكيد، إنّ مَعْرِفَة مُصَوِّر الفيديو الفضيحة مَسْألة سهلة ومُتاحة للاجهزةِ الرسميّةِ حَتّى دون محاسبته عليه وإنّما لغرضِ كَشْفِهِ فقط وليَمْشي بخجله بين الناس، فحَيْثُما حَلّ يُشار له بأصْبَعِ الفضيحةِ "هذا مصور فيديو وييييين أسُود البراري"، ليصبح عِظَةً وعِبْرةً لغيره. ويا لها من عِظَةٍ وعِبْرَةٍ تَهون أمامها المُحاسَبة بالسجنِ أو الطردِ من الوظيفة لأنّها أشْبه بكلِ تلك العقوباتِ مع التغريبِ. أدْناه المقال الذي نَشَرْته في الاسافير يوم 9 مارس 2019 عَمّنْ صَوّرَ ذلك فيديو الذي فَضَح النظام البائد وزاد ثورة الشباب اشْتِعالاً وعَجّل بسقوط النظام. *** هنالك فيديو شاهدته في أحد وسائط التواصل الاجتماعي، يجب أنْ يشاهده كل الشعب السوداني. خلاصة الفيديو لِمَنْ لَمْ أو لَنْ يشاهده لأي وبأي سبب، أن كتائب الظِل وأجْهِزة الأمْن اقْتحمت عصر يوم من أيام مارس الجاري ميداناً في بُرِّي الدَرَايْسَة وهي مُدَجَّجَة بالسلاحِ والهَراواتِ والعِصي والخَراطِيشِ وعبوات الغاز المُسَيِّل للدموع، وعندما وجدوا الميدان خالياً أصْبَحوا يهتفون في سذاجة، أين أسود البراري؟ أين الكنداكات؟ أين اخْتفوا.. وما شابه ذلك من عبارات في أسئلة لا تنتجها إلَّا عقول خَرِبَة في أجهزة سيئة السُمْعَة، ولا تخرج إلَّا من أفْواه لا يختلف إثْنان في أنَّ بطون أصحابها، مجازاً، مليئة بالعفنِ لا تنتج إلَّا عفناً من شاكِلة تلك العبارات الساقطة، كَرِيْهَة المعاني والرائحة. هل سَمِعْتُم عن كلمة أو عبارة كريهة الرائحة؟ فمِن أين لأولئك "كلمة طيبة" تقول الفِطْرَة التي تَرَبَّيْنا عليها أنَّها "بخور الباطن"؟ دعونا نساعد مَن أمَرَ بتصوير ذلك الفيديو ووزّعَه ورَوّج له في وسائطِ التواصلِ الاجتماعي، بتشجيع توزيعه. ولا ريب أنَّ له مراميه التي يجب فَضْحها. ولذلك مع توزيعه والمساعدة في نَشْره وانْتِشاره، أقول حوله: إنَّه أقْبَح مَشْهد مُتَحَرِّك أتابعه. مَنْ صَوّره وتحدث فيه لا يَخْتَشي، وليس لديه مشاعر إنْسانيَّة أو وطنيَّة أو حَتّى دينيَّة. كان عليه أن يَبْتَعِد عن تلك السَقْطَةِ حتى لو أُمِرَ بها، وحَتْماً انْصاع لأمْرٍ دنيء، ففَعَل فِعْلَة قبيحة من المؤكد أنَّها ستلاحقه ومعه مَنْ أمَرَه ومَنْ ظهر في الفيديو مبتهجاً بِقُبْح حاله. أين تَعْلّم، أين عاش، أين تَرَبَّى، بل أين وُلِد؟ أوَلَدَتْه أمٌ سودانية؟ أمِنْ ظَهْر أب سوداني المَنْبَت جاءت نُطْفَته؟ هل في جِيْناتِه شيء مِن السودانوية؟ يا حَسْرتي على والِدَيْه، ضاع ابنهما بعد أنْ أخذَه دُعاة العُنْف والكراهية وعَملوا على تغذِيته بثقافة جماعات الاسلام السياسيَّة فتلك اصول تربيتهم ومحددات تأصيل فكرهم البائِس.. يا لبؤسهم. حتماً أنَّه نَبْتٌ شيطاني للغُلو والتطرف وأفكار شذاذ الآفاق الذين سَمّموا جسد المجتمع السوداني. قال أنَّه صلى العصر في الجامعِ. أي نعم، لا شك أنَّه قد قام بحركاتٍ بِظَنِ أنه يتقرّب من الله، ثم خرج إلى الشارع ليَبْتَعِد عنه، ويثْبِت ذلك بصوته وتصويره أمام الملأ. أيّ خُبْل هذا؟ أهذا هو الدِّين الذي تظنون أنَّكم أقِمْتُمونه في السودان يا جماعات الإسْلام السياسي؟ هذا جُبْن فاضِح وواضِح. أليْسَ من الجُبَن أنْ تفعل ما فعلت يا مَنْ أمَرْت بتصوير ذلك الفيديو ويا مَنْ صَوَّرْته وتَحَدّثْت فيه ويا مَنْ فَرِحْت به ووزعْته ورَوّجت له بظنِ أنَّه يكْسِر إرادة شباب الثورة وبالأخصِ أسودِ البراري والكنداكات في بُرِّي المَحَس والدَرايْسَة والشَرِيف؟ السودان بلدٌ جميلٌ يضيع من أيْدي أبنائه بما يفعله فيه مَنْ يَحْكُمه ومَنْ معه مِن مؤيديه. وعليه لا بد أنْ تنتصر ثورة شبابه لتحريره من جماعات الإسْلام السياسي الذين اختطفوه وبهدلوه وروعوه ودمروه ونهبوه وأفقروه وشَتَّتوا أهله في كلِ أصْقاعِ وبِقاعِ الدنيا. الفيديو المَذْكور يَثْبِت من جديد ما لا يحتاج لإثْبات ولكنه يضيف على ما تراكم من أدلة، بأن البشير يَحْكُم البلد بقبضةِ الديكتاتوريّةِ والسلاح والمُعْتَقلات وإرْهاب الشعب والمواطنين، حَتّى أصبح النظام القائم الذي يحْكُم به البشير أهل البلد ويَسُومهم العذاب، يذهب إليهم في عقر ديارهم مُدَجَّجٌ بالسلاحِ لقَتْلهم وتَرْوِيعِهم وبالعِصي لضَرْبِهم وإرْهابِهم، ولَمْ يَعُد ينتظرهم أنْ يأتوا اليه في القصر. والمُثِير عندما يَجِدهم بفَرَاسَةٍ قد أخْلوا الميدان وتركوه له ليكشف فيه عورته وجُبْنه، يصَوِّر النظام بِنَفْسهِ مَشْهَدَه عارياً من الاخْلاقِ والكَرامِة والشَرف، مُلْتَحِفاً الخِزْي والعار وسذاجة مَنْ يرسلهم للبطش بالمواطنين. ألا يفَكِّر هؤلاء المُفْتَرين بالمَصيرِ البائس الذي يَنْتَظِرهم وعدسات التصوير تلتقط المشاهد ثابتة ومتحركة، فيضيفون إليها مشاهد يلتقطونها بأنفسهم؟ هل هؤلاء بَشَر؟ حقاً انّها أجْساد بدون عِقول، وحقاً انّها عقول مريضة في أجْسادٍ حَيْوَانِيّة. احْتِرامي واعْتِذاري للحيوان، أليفاً كان أمْ مُفْتَرِساً! هذا الفيديو يؤكد أنّ البشير سَقَطَ، ومَنْ يدافعون عنه وعن نظامه انْهاروا وأصبحوا غائبين عن الوعي، وفقدوا الشرف والخُلق، وخرجوا من كل ما كانوا يتغطون به من حديث الدِين والمروءة، وها هم أمام كل الشعب الذي سيهتف أصغر اطفاله: انْظُروا السُلْطة عااااارية؛ وسيعقِب عليه مَنْ يَكْبَره عمراً: تتبختر في خزْيَها وعارها! ضاع الدَرْب للبشير ولِمَنْ لا زالوا معه، وأصبحوا يتخبطون وفقدوا البوصلة وسط هدير شباب أعْزَل من أي سلاح غير الحُلْم في غدٍ أفضل ويعملون بثورتهم وحراكهم الوطني المشهود على بدء السير في طريق تحقيقه بإرادة وصمود لاستكمال التغيير الذي انطلقوا لأجله في كل انحاء السودان، بينما يقابلهم البشير وزبانيته بأفق ضَيِّق وبانْسِدادِ واخْتِناقِ الحلولِ، والأسوأ والأمَرّ، بالسلاح وبالقتل وبالضرب وبالتعذيب. أين العدل يا عُمَر، أين الشهامة وأين الرجولة التي تَخْتَزِلها في عَرْضَةٍ ورَقْصَةٍ وهَزِّ عَصاةِ وكِذْب وافْتِراء؟ أين الرجولة يا مَنْ تدافع عن حُكْمٍ ساقط؟ سقط في نفوس الناس فأصبحوا يعافون العيش في ظِله وخرجوا لإسقاطه. نحن نعيش في زمنٍ أصبحت فيه السُلْطة الحاكمة ساقطة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأخلاقياً وإنسانياً ووطنياً ودينياً. فكيف تَبْقَى مثل هذه السُلْطة، ولماذا تَبْقَى؟ لَنْ تَبْقَى. تَسْقُط بَسْ.