عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام الفريق أول ركن ياسر العطا يستقبل الأستاذ أبو عركي البخيت    بالفيديو.. شاهد الفرحة العارمة لسكان حي الحاج يوسف بمدينة بحري بعودة التيار الكهربائي بعد فترة طويلة من الانقطاع    شاهد بالفيديو.. الناشط عثمان ذو النون يمنح قيادة الجيش مهلة 24 ساعة فقط لتنفيذ هذا الشرط (…) ويتوعد بقيادة ثورة كبيرة في حال تجاهل حديثه    سعر الجنيه المصري مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الدولار في السودان اليوم الإثنين 20 مايو 2024 .. السوق الموازي    علي باقري يتولى مهام وزير الخارجية في إيران    موعد تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    الحقيقة تُحزن    البرهان ينعي وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته ومرافقيه إثر تحطم مروحية    والى ولاية الجزيرة يتفقد قسم شرطة الكريمت    شاهد بالفيديو هدف الزمالك المصري "بطل الكونفدرالية" في مرمى نهضة بركان المغربي    هنيدي يبدأ تصوير الإسترليني بعد عيد الأضحى.. والأحداث أكشن كوميدي    مانشستر سيتي يدخل التاريخ بإحرازه لقب البريميرليغ للمرة الرابعة تواليا    إنطلاق العام الدراسي بغرب كردفان وإلتزام الوالي بدفع إستحقاقات المعلمين    الجنرال في ورطة    رشان أوشي: تحدياً مطروحاً.. و حقائق مرعبة!    (باي .. باي… ياترجاوية والاهلي بطل متوج)    "علامة استفهام".. تعليق مهم ل أديب على سقوط مروحية الرئيس الإيراني    الإمام الطيب: الأزهر متضامن مع طهران.. وأدعو الله أن يحيط الرئيس الإيراني ومرافقيه بحفظه    محمد صديق، عشت رجلا وأقبلت على الشهادة بطلا    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    السودان ولبنان وسوريا.. صراعات وأزمات إنسانية مُهملة بسبب الحرب فى غزة    عصر اليوم بمدينة الملك فهد ..صقور الجديان وتنزانيا كلاكيت للمرة الثانية    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    عبد الواحد، سافر إلى نيروبي عشان يصرف شيك من مليشيا حميدتي    المريخ يستانف تدريباته بعد راحة سلبية وتألق لافت للجدد    هنري يكشف عن توقعاته لسباق البريميرليج    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصادرات السودانية المشاكل ومقترحات الحلول .. اعداد: صلاح احمد بله احمد/ مصرفى سابق ومقيم بالدوحة
نشر في سودانيل يوم 15 - 04 - 2020


بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة :-
رزح الاقتصاد السودانى على مدار اكثر من عقدين من الزمن تحت وطأة العقوبات الامريكية ، والتى بدورها ضغطت سلباً على كل القطاعات بالبلاد ، وجعلتها عاجزة عن تصدير منتجاتنا الزراعية والنفطية والمعدنية ، وادت الى حصار القطاع المصرفى السودانى وخروجه عن المنظومة العالمية للتعاملات المالية ، وادى هذا الوضع الى تفاقم الاضرار المترتبة على هذه العقوبات وعزلت الاقتصاد السودانى كلياً عن السوق العالمى .
و نحن اذ نستشرق عهداً جديداً بعد سنوات التيه والضياع لمواردنا الطبيعية والبشرية – الا ان جهود جهود حكومة الفترة الاتقالية ممثلة فى وزارتى التجارة والصناعة ووزارة المالية والتخيط الافتصادى دون الطموح ولم تبذلا من الجهود لبدء الخروج من هذا النفق ، فالجؤ الى الصين لاستخراج النفط وقطف مزاياه المجزية ، لم تمكن العهد البائد من تطوير هذا القطاع وضخ عائداته فى القطاعات التى يمكن ان تنهض بالسودان وهو قطاعى الزراعة والثروة الحيوانية والصناعات التحويلية المرتبطة بها ، الا ان الفساد المستشرى بكثافة بين اوساط مسئولى العهد البائد ، وامتداد رقعة الحروب فى عدة مناطق ، وانفصال الجنوب بنفطه و بنياته التى قامت عليها صناعة النفط من استخراج وتسويق ، وعائداته التى تمثل 50% من ايرادات الدولة فى ذلك الحين – كانت قاصمة الظهر للاقتصاد السودانى بفقدان مورد مهم بنيت عليه كثير من الآمال للخروج من نفق العقوبات ، الا ان ادارة الشأن الاقتصادى الفاشلة ، سادها كثير من الارتباك وعدم التخطيط السليم وفقدان الرؤية فى ظل ظروف السودان التى يعانيها على كافة الاصعدة .
فبالرغم امتلاك السودان لمقومات زراعية ونفطية ومعدنية وهى الاكبر على المستوى الاقليمى العربى والافريقى ، التى تتمثل فى مساحات تقدر ب 175 مليون فدان صالحة للزراعة – وثروة حيوانية تبلغ 102 مليون راس من الماشية ، وامطار تزيد فى معدلها السنوى باكثر من 400 مليار متر مكعب ، اضافة الى ثروات نفطية ومعدنية فى باطن الارض ، تحتاج الى اموال ضخمة لاستثمارها فى هذه القطاعات ، الا ان الدولة فشلت فى استقطاب الاسثمارات الخارجية للدخول فى هذا المجال ، لاسباب معلومة للكل ، من ضمنها العقوبات الامريكية واستمرار الحروب الداخلية فى مناطق محددة ، وعدم الاستقرار الاقتصادى وغياب الرؤية للاصلاح .
ان التكلفة الباهظة لاستمرار تراجع مساهمة قطاعات الانتاج الحقيقية ( الزراعة والصناعة ) فى اجمالى الناتج المحلى ، وتفشى الفساد المالى والادارى والعجز المتواتر فى الموازنة العامة للدولة ،سيما الميزان التجارى ، ازدادت الفجوة باكثر من النصف ، ما بين واردات السودان وصادراته ، لذلك جاءت موازنة العام 2019 بعيدة عن القراءات الصحيحة لواقع وتحديات الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، وذلك لبعدها عن واقع القضايا والتحديات والارقام والاحصائيات ، مما حدا بصندوق النقد الدولى الى تنصنيف السودان اقتصادياً ، الاسواء على مستوى النمو والتضخم , وبالتالى استمرار تدنى اداء قطاعى الزراعة والصناعة ، ووجود حاجة ماسة لرفع معدلات نمو تلك القطاعات الحيوية الى مستويات اعلى بكثير من المتوقع لزيادة انتاجها الحقيقى لمواجهة الطلب الداخلى المتنامى ورفع حجم الصادرات .
الميزان التجارى خلال الفترة من 2010 -2019 ( القيمة بآلاف الدولارات )
الفترة
الصادرات البترولية
الصادرات غير البترولية
اجمالى الصادرات
اجمالى الواردات
الميزان التجارى
2010
9,695,195
1,709,085
11,404,280
10,044,770
1,359,510
2011
7,236,787
2,294,239
10,193,432
9,236,008
957,424
2012
954,988
3,111,511
4,066,499
9,230,318
( 5,163,819 )
2013
1,716,545
3,073,187
4,789,732
9.918,068
( 5,128,336 )
2014
1,357,583
3,096,140
4,453,723
9,211,300
( 4,757,577 )
2015
627,182
2,541,829
3,169,011
9,509,115
( 6,340,104 )
2016
335.713
2,757,926
3,093,639
8,323,395
( 5,229,756 )
2017
417,761
3,643,216
4,060,977
8,246,700
( 4,185,723 )
2018
519,578
2,965,104
3,484,682
8,850,081
( 4,365,399 )
2019
532,154
3,441,115
3,973,269
9,290,528
( 5,317,259 )
المصدر : بنك السودان المركزى
اولاً : صادرات السودان الزراعية
عانى السودان كثيراً فى محاولاته تطوير الوسائل التسويقية للمحاصيل النقدية التى تمكن من تعظيم النقد الاجنبى ، وظل لحقب عديدة تقليدياً فى مسلكه ، لفقدان الخبرات المتراكمة فى مجال تطوير الصادرات الزراعية ، مما ادى الى حرمان السودان من التعامل مع الاسواق العالمية ، وهذا بدوره ادى الى تقاعس المنتجين عن انتاج هذه السلع ، فتدهورت الانتاجية ضمن عوامل اخرى وقل بالتالى حجم الصادرات ومن ثم حصيلة البلاد من النقد الاجنبى ، وايضاً عائد المنتجين الحقيقيين لجهلهم وعدم معرفتهم بالاسواق والاسعار العالمية لهذه السلع .
ورغم ان المساحات الصالحة للزراعة كما اسلفت ، تبلغ 175 مليون فدان ، الا ان المزروع منها حوالى 37 مليون فدان فى القطاع المطرى و4 مليون فدان فى القطاع المروى – وهى مساحات ضئيلة مقارنة بحجم المياه المتوفرة للزراعة من عدة مصادر ، منها الانهار وروافدها 30 مليار متر مكعب، مياه الامطار و تصل الى 400 مليار متر مكعب فى العام اضف للمياه الجوفية المقدرة باكثر من 5 مليار متر مكعب . الجدير بالذكر انه لا يوجد انتاج بغرض الصادر ، ولا تشجيع من الدولة للصادر فى ظل ارتفاع اسعار الصرف وتكلفة الانتاج الباهظة ، وان التقنيات المستخدمة فى الزراعة الان ضعيفة للغاية ، اضف الى ذلك عدم دعم الدولة للانتاج والمنتجين .
جدول يوضح عائد صادرات السودان الزراعية والحيوانية للفترة من 2015 -2019 ( القيمة بالاف الدولارات )
السلعة
2015م
2016م
2017م
2018م
2019م
القطن
39,365
80,001
139,054
159,481
160,761
الصمغ العربى
111,687
98,293
114,689
112,766
109,502
السمسم
453,478
397,347
412,715
704,568
771,641
الفول السودانى
2,994
26,693
80,421
59,846
205,696
الامباز
24,211
28,704
21,696
-
-
ذرة
28,169
28,180
103,225
27,149
37,507
حيوانات حية
804,300
711,141
833,936
565,797
587,953
لحوم
70,081
37,074
61,094
66,607
46,733
جلود
34,197
14,719
24,851
15,905
9,474
سكر
8,763
46,221
21,318
2,003
2,738
اخرى
238,887
263,715
311,099
16,221
47,905
الاجمالى
1,816,132
1,703,908
2,123,858
1,730,343
1,979,910
القطن :-
تدهورت زراعة القطن نتيجة لفقدان مشروع الجزيرة وبناياته التحتية من ادارات هندسية ورى ومحالج ومصانع غزل – بسبب السياسات الخاطئة للدولة وصراعات المزارعين وادارات المشروع المتعاقبة بين فترة واخرى – فحلت محاصيل اخرى محل القطن وتقلصت المساحات المزروعة وبالتالى تدهورت عائدات صادر القطن الى ما وصلت اليه ، وقد كان السودان حتى اواخر الثمانيات يحتل الصدارة كاكبر دولة مصدرة للاقطان طويلة التيلة ووصلت المساحة المزروعة قطناً فى عام 1988 م الى 970 الف فدان بناتج كلى حوالى 1.2 مليون بالة بعائد قدره 1,412,654 دولار
والان تبذل جهود من الحادبين على وطننا ، للنهوض بزراعة القطن مجدداً ، ومنحت الفرصة للقطاع الخاص للدخول فى زراعة وتصدير القطن ، بعد خروج البترول والازياد المضطرد فى تهريب الذهب عبر دول الجوار باعتبار انهما من اهم الصادرات السودانية لجلب موارد النقد الاجنبى ، الا ان الدولة تداركت اخيراً ان ترك زراعة القطن له اثره السلبى على الاقتصاد ، ولابد من العودة لزراعته وتصديره ، باعتباره كان فى يوم ما المورد الاساسى للنقد الاجنبى ، وفى مقدمة الصادرات السودانية التى بنيت عليها نهضة هذه البلاد سابقاً ، ونتيجة هذه الاهتمام ارتفع انتاج القطن خلال الثلاثة سنوات الاخيرة لمستويات جيدة ، بعد دخول القطاع الخاص فى زراعة القطن وزيادة المساحات المزروعة باكثر من 25% عن العام السابق ، فازدادت الانتاجية الى اكثر من 663,928 بالة اى 126,462 طن .
صادر القطن للفترة 2015 -2019م
الموسم
الكمية المصدرة
الوحدة
عائد صادر / آلاف الدولارات
2014/2015
26,149
طن
39,365
2015/2016
67,958
طن
80,001
2016/2017
85,632
طن
107,991
2017/2018
طن
159,481
2018/2019
116,589
طن
160,761
المصدر : الجمارك السودانية
الصمغ العربى :-
اما الصمغ العربى ، فبرغم ان السودان يستأثر باكثر من 75% من الانتاج العالمى للصمغ العربى ، بواقع 100 الف طن فى العام ،الا ان الذى يصدر منه عبر القنوات الرسمية لايتعدى 60% بعائد لم يتجاوز 120 مليون دولار فى العام بينما يهرب الباقى عن طريق دول الجوار لتفادى الضرائب والرسوم الحكومية والرسوم الاخرى التى تفرضها بعض الولايات على السلعة ، اضف لذلك عدم استقرار سعر الصرف للعملة المحلية ، وعدم استقرار سياسات البنك المركزى بخصوص الصادر ، ورغم تكوين مجلس لصادر الصمغ العربى وزيادة الطلب العالمى عليه بل واستثنائه من الصادرات السودانية للولايات المتحدة الامريكية , ظل يعانى من بعض الاشكالات ، الا ان هنالك جهوداً تطويرية ساهمت فى اعادة الحياة للسلعة عبر زيادة المساحات المزروعة باشجار الهشاب والطلح فى مناطق متعددة من السودان ، و تشجيع المنتجين وزيادة عددهم ، ومدهم باحدث الوسائل وتنظيم الاسواق المحلية وربطها الكترونياً وفتح اسواق جديدة كانت غائبة عن هذه السلعة ، الا ان مشكلة الصمغ العربى مازالت قائمة وهى ضعف المردود بالنسبة لمنتج السلعة الحقيقى والذى لايتجاوز 10% من سعر الصادر .
الثروة الحيوانية :-
وفى الشق الحيوانى ، فرغم تمتع السودان بثروة حيوانية تقدر ب 102 مليون راس من الماشية ، تتحرك فى مراعى طبيعة ، الا ان السودان عجز عن استثمار هذه الميزة النسبية لمنتجاته الحيوانية ، فى تطويرها وزيادة الصادر منها ، خاصة لدول الخليج ومصر وبعض الدول الاوروبية ، نتيجة للقصور فى الفهم التسويقى لمنتجاتنا وغياب دور المحلقيات التجارية بالسفارات للترويج لمنتجاتنا ومدى جودتها ، فظلت فى مكانها ولم تقدم ما يرجى من ذلك فى استقطاب موارد مقدرة من النقد الاجنبى ، وكذا الحال ينطبق على منتجات الثروة الحيوانية من جلود وبقية المنتجات . رغماً عن ذلك الا ان الثروة الحيوانية تأتى فى المرتبة الاولى للصادرات السودانية باستثناء صادر الذهب .
ملخص لصادر الثروة الحيوانية للفترة من 2015 -2019 بالاف الدولارات
البيان
الوحدة
الكمية
العائد ( الاف الدولارات )
2015 م – حيوانات حية
راس
6,147,401
804,300
لحوم
طن مترى
17,954
70,081
جلود
دستة
-
34,197
الاجمالى
908,578
2016 – حيوانات حية
راس
4,567,322
711,141
لحوم
طن مترى
8,874
37,074
جلود
دستة
-
14,719
الاجمالى
762,934
2017 – حيوانات حية
راس
788,030
833,936
لحوم
طن مترى
-
61,094
جلود
دستة
-
24,851
الاجمالى
2018 – حيوانات حية
راس
4,342,168
565,797
لحوم
طن مترى
362,885
66,607
جلود
دسته
-
15,905
الاجمالى
648,309
2019 – حيوانات حية
راس
3,402,847
587,953
لحوم
طن مترى
-
46,733
جلود
دسته
-
9,474
الاجمالى
644,160
المصدر بنك السودان المركزى
السمسم :-
اما السلع الزراعية الاخرى ، فنجد ان السمسم اصبح له دوراً مقدرأ فى حجم صادراتنا الزراعية بعائد يفوق عائدات القطن والصمغ العربى مجتمعين ، ويحتل السودان المركز الثانى بعد الهند فى انتاج السمسم عالمياً ، ويمكن ان يقفز بانتاجه لاكثر من ذلك ، اذا اتبعت الحزمة التقنية فى زراعته وزيادة المساحات المزروعة والبذور المحسنة والابحاث العلمية .
جدول يوضح صادر السمسم ( الكميات المنتجة والعائد منها ونسبة المساهمة فى الصادر )
العام
الكمية
العائد بالاف الدولارات
نسبة المساهمة فى الصادر
2015م
453,478 طن مترى
307,363
14%
2016م
467,629 طن مترى
379,347
12%
2017م
550,496 طن مترى
412,715
10%
2018م
576,155 طن مترى
704,568
20%
2019م
582,130 طن مترى
771,641
19%
المصدر بنك السودان المركزى
السلع البستانية :-
اما السلع الزراعية البستانية ، فنجد ان تباين المناخ بالسودان قد ساعد على انتاج انواع مختلفة من المنتجات البستانية فى اوقات مختلفة من العام ، وقد ساهم هذا التباين المناخى فى توفر المنتجات البستانية على طول العام
الا ان المساحات المستغلة لهذه الزراعة فى كل انحاء السودان لا تتجاوز 1.8 % من المساحة الكلية الزراعية بالسودان ، ورغماً عن ذلك تساهم بنسبة 12% من الناتج الاجمالى المحلى .ورغماً عن انها سلع سريعة التلف وتحتاج الى توفر الخدمات التى تشمل الطرق المعبدة وتجميع المحاصيل وسرعة التنظبف والتعبئة والتبريد والنقل
علماً انها محاصيل صادر ذات عائد عالى ومجزى مقارنة بالمحاصيل الاخرى ، وحتى توجه هذه المحاصيل للصادر كلياً فنحتاج الى انتاج محاصيل محددة يمتاز بها مناخ السودان ويمتلك الميزة النسبية فى انتاجها بمواصفات محددة واسعار محددة ولاسواق محددة وبالسرعة المطلوبة للوصول الى المستهلك باعتبارها سلع سريعة التلف ولها صلاحية محددة ، وضمان استمرارية وصولها للاسواق العالمية .
وهذه المحاصيل تتمثل فى ( المانجو - البرتقال – الشمام – البطيخ – القريب فروت – البصل – الموز – البطاطس – والطماطم ) وتحتاج الى توفر البنيات التحتية التى يحتاجها الصادر البستانى من نقل مبرد ومركز فرز وتعبئة وضبط للجودة وتخزين مبرد – كما تحتاج الى رعاية الدولة لقطاع المنتجين والمصدرين – وتقليل تكلفة الانتاج عن طريق استخدام التقنيات الحديثة وعمليات التعبئة ووسائل النقل المبرد والتخزين ومطابقة مواصفات الجودة العالمية حتى نجى ثمار هذه المنتجات بزيادة الصادر وموارد النقد الاجنبى .
ثانياً : الذهب :-
اصبح الذهب المورد الرئيسى للعملة الصعبة بعد انفصال الجنوب ، بعد ان اهملت الحكومة البائدة قطاعات اساسية مثل الزراعة بشقيها والصناعة والتعدين والتجارة ، الا ان عدم الاستغلال الامثل لهذه الثروة من الذهب ، ادى لعدم مساهمته الحقيقية فى جلب موارد مقدره من العملات الصعبة للبلاد ، نتيجة للتهريب المرتبط بقلة التنظيم فى هذا القطاع ، اذا ان اكثر من 90% من الانتاج يأتى من التعدين الاهلى المنتشر فى مناطق نائية وطرفية فى انحاء السودان تصعب مراقبتها .
الجدير بالذكر انهنالك جهوداً مقدرة قد بدأت لتقنيين عمليات التنقيب عن الذهب ، بالسماح للقطاع الخاص بالاستثمار فى هذا المجال بالتنقيب والشراء والتصدير ، اذ تم التصديق لحوالى 400 شركة اجنبية ومحلية للعمل فى مجال التنقيب عن الذهب ، اضف الى اكثر من 39 شركة تعمل فى مجال مخلفات الذهب ، منها 10 شركات بدأت الانتاج الفعلى .
ويحتل السودان المركز الثالث عالمياً فى انتاج الذهب بعد الصين وجنوب افريقيا ، بانتاج سنوى يقدر باكثر من 150 طن سنوياً – يصدر منه قرابة ال 100 طن والباقى يهرب الى خارج السودان عبر حدوده المترامية مع عدة دول ، وجزء منه يذهب للتصنيع والاستهلاك المحلى فى شكل مشغولات وجزء يتم تخزينه .وقد سلكت الدولة عدة طرق فى سبيل مكافحة التهريب ، منها انشاء مصفاة للذهب فى عام 2012 م لتشجيع المنقبين على تنقية خامهم بالداخل والحد من التهريب ، كما سمح البنك المركزى لشركات القطاع الخاص بشراء الذهب من التعدين الاهلى وتصديره ، على ان تحول عائداته عبر المصارف ، مع منح المصدرين اسعاراً مجزية لعائد صادر الذهب .الا ان عدم الاستقرار فى سياسات البنك المركزى بخصوص صادر الذهب ( اكثر من 15 منشور من البنك المركزى بخصوص صادر الذهب فى الفترة من 2012 -2019 م ) – وعدم استقرار اسعار الصرف للدولار مقابل العملة المحلية ، كل هذه اسباب ادت الى عدم الاستفادة القصوى من االذهب المنتج وضخه فى الاقتصاد السودانى لعومل عدة ولكن اهمهما هو التهريب ، وبالتالى فقدان موارد ضخمة من النقد الاجنبى تقدر بمليارات الدولارات .
ويقدر الاحتياطى المؤكد باكثر من 1,550 طن ، وغير المؤكد بآلاف الاطنان من الاحتياطى ، حسب افادات وزارة المعادن وهيئة الابحاث الجيولوجية ،
جدول يوضح صادر الذهب للفترة من 2015 -2017
العام
الكمية بالطن
عائد الصادر بالآف الدولارات
2015
29,824
725,697
2016
26,973
1,043,838
2017
37,517
1,519,674
2018
20,176
832,230
2019
21,756
1,220,765
المصدر : بنك السودان المركزى
جدول يوضح اسعار الصرف للدولار - للفترة من 2015 م -2020م
الفترة
سعر الصرف الرسمى بالجنيه
السعر الموازى
2015
يناير
6.92
10.00
يوليو
8.07
11.50
ديسمبر
8.95
12.00
2016
8.65
13.7
يناير
8.44
9.00
يوليو
8.44
9.00
ديسمبر
14.81
17.50
2017
16.33
19.5
يناير
15.42
19.50
يوليو
16.48
21.00
ديسمبر
19.90
24.50
2018
يناير
20
28
فبراير
31.5
43
2019
يناير
43,7
77
يونيو
44
74
ديسمبر
45
98
2020
يناير
45
105
مارس
45
120
ابريل
55
135
ثالثاً : الصادرات البترولية :-
يعود الفضل للصين فى استخراج النفط السودانى ، اذ لم تكترث للعقوبات الامريكية التى تحظر على اى مؤسسة لها معاملات مالية وتجارية على التراب الامريكى ، عقد شراكات مماثلة مع الخرطوم .
الا ان انفصال الجنوب ، وفقدان اكثر من 75 % من العائدات النفطية ، احدث خلالاً كبيراً فى تدفقات النقد الاجنبى – وخلل فى ميزان المدفوعات ، وعجز مالى ربما يستديم لسنوات لان النفط كان يمثل 90% من العائدات الرئيسية للاقتصاد السودانى .
وقد نبه صندوق النقد الدولى الدولة الى ذلك الخلل المتوقع حدوثه عند الانفصال التام واستأثار الجنوب بالنفط ، الا ان مسئولى القطاع الاقتصادى بالدولة فى ذلك الوقت ، لم يعيروا الامر اهتماماً وراهنوا عل عدم تأثر الاقتصاد بمآلات هذا الانفصال على موارد النقد الاجنبى وميزان المدفوعات وبالتالى الموازنة العامة للدولة – والى اليوم النتيجة كارثية صعبت معالجتها وازداد الوضع سواءً ، كما اشار صندق النقد الدولى فى احد تقاريره الى هشاشة الاوضع الاقتصادى فى السودان جراء القيود المحلية والدولية والاختلالات الاقتصادية الكبيرة ، والتى نتج عنها تراجع كبير فى معدل النمو الاقتصادى من 3.5 % فى العام 2016 الى 2.8% فى عام 2018 .
الجدير بالذكر ان العقوبات الاقتصادية على السودان والتى ما زالت قائمة بوجود اسم السودان من ضمن الدول الراعية للارهاب ، قد افقد ت السودان اكثر من 18 مليار دولار سنوياً من الصناديق المانحة البالغ قدرها 16 صندوقاً ومنظمة ، وان خسائر العقوبات على السودان قد تجاوزت 45 مليار دولار ، ووصلت ديون السودان الخارجية الى 60 مليار دولار بنهاية عام 2019م ( 85% فوائد على الدين الخارجى ) وادت الى عرقلة اعفاء هذه الديون الخارجية ضمن مبادرة الهيبك لاعفاء ديون الدول الفقيرة المثقلة بالديون ، وارتفع تصنيف المخاطر السودانية من قبل المؤسسات المالية الدولية مما حد من قدرة الدولة على الحصول على تسهيلات وتمويلات جديدة – وهذا هو السبب الرئيسى فى خروج القطاع المصرفى من المنظومة المالية العالمية الى يومنا هذا ، وشى اخر يجدر الاشارة اليه فى هذا السياق ان نسبة التضخم قد وصلت الى 34.9% بنهاية عام 2017م والى 77% مع بداية العام 2020 م ، نتيجة لهذا الوضع المتأزم .
جدول يوضح الصادرات البترولية للفترة من 2010 -2019 ( الاف الدولارات )
العام
صادرات بترولية
اجمالى الصادرات
نسبة المساهمة من اجمالى الصادرات
2010
9,695,195
11,404,280
85%
2011
7,236,787
10,193,432
71%
2012
954,988
4,066,499
23%
2013
1,716,454
4,789,732
36%
2014
1,357,583
4,453,723
30%
2015
627,182
3,169,011
20%
2016
335,713
3,093,639
11%
2017
417,761
4,060,977
10%
2018
519,578
3,484,682
15%
2019
532,154
3,973,269
13%
المصدر بنك السودان المركزى
الصادرات السودانية المشاكل ومقترحات الحلول :-
أ / المشاكل والمعوقات :-
1 / ضعف الانتاج فى القطاع الزراعى والحيوانى والصناعى المرتبط بهما ، وانحسار المساحات الزراعية لسلع الصادر ،التى كان السودان يتبوأ الصدارة فى تصدير هذه المحاصيل ، ويتحكم فى نسبة كبيرة من حجم هذه التجارة سيما الصمغ العربى والقطن والسمسم ، الا ان الحروب وعدم الاستقرار فى كثير من مناطق السودان ( جنوب كردفان والنيل الازرق ) ، تراجع انتاج هذه المحاصيل والثروة الحيوانية .
2 / معظم الصادرات يتم تصديرها على هيئتها الخام ،مما يؤدى الى فقدان قيمة مضافة كان من الممكن ان ترفع من قيمتها فى السوق العالمى وبالتالى زيادة موارد الدولة من النقد الاجنبى .
3/ العقوبات الامريكية والحصار الاقتصادى للسودان ادت بدورها الى اغلاق الابواب فى وجه الصادرات السودانية وصعوبة استرداد عائدات هذه الصادرات بتكلفتها العالية نتيجة خروج القطاع المصرفى السودانى من المنظومة العالمية للمصارف فى المعاملات المالية ، وحرمان السودان من استجلاب التقنية والتكنولوجيا فى المجال الزراعى والصناعى التى تؤدى ال زيادة الانتاج وخفض التكلفة ، كما ان للمحاذير التى التى تضعها الدول فى تعاملها مع السودان ، خشية العقوبات الامريكية عليها جراء هذا التعامل مع السودان اثراً بالغاً على صادراتنا ووارداتنا من التكنولوجيا التى تساهم فى زيادة انتاج الصادر ، وقد تضررت كثير من المصارف العالمية نتيجة تمرير معاملات تخص السودان ودولا اخرى .
4 / سياسات الدولة الخاطئة وازمة الهيكلة الاقتصادية نتيجة سياسات وتقديرات خاطئة ، واعتمادها على موارد ناضبة ( البترول والذهب ) واهمال الدولة للقطاع الزراعى بشقيه
والصناعى المرتبط به والتعدين وقطاعات انتاجية اخرى مهمة ، والتى كان المورد الاساسى للنقد الاجنبى للدولة ، حيث انحصر التمويل المصرفى فى التجارة المحلية والاستيراد ، وانحسر فى جانب تمويل الصادرات الزراعية والحيوانية .
5 / عزوف القطاع المصرفى عن تمويل هذه القطاعات ذات الاولوية – نتيجة ضعف وعدم استقرار سياسات البنك المركزى المتعلقة بالصادر .
6 / عدم استقرار سعر الصرف للدولار مقابل العملة المحلية ، اذ يعتبر سعر الصرف من المؤشرات الاقتصادية المهمة التى تؤثر فى الاقتصاد ، وان الدولة ليس لديها سياسة مدروسة وثابتة لتحديد سعر صرف العملة السوانية ،والعملات الاجنبية الاخرى وفق المتغيرات على المستوى الاقليمى . وان اى انخفاض او زيادة فى سعر الصرف تؤثر سلباً او ايجاباً على الصادرات مما يوثر بدوره على الميزان التجارى – فالمضاربات التى تتم فى الدولار ودخول الشركات الحكومية وافراد على صلة بنافذين فى الدولة كمشترين وبائعين للدولار لاستيراد سلع استراتيجية من مهام الدولة – واستخدام النقد الاجنبى فى قطاعات ليست ذات اولوية للدولة .
فالصادر كما هو معلوم متغير تابع وسعر الصرف والناتج المحلى والتضخم متغيرات مستقلة ، وان العلاقة بين الصادر والناتج المحلى الاجمالى هى علاقة طردية موجبة . وعلاقة عكسية سالبة بين الصادر وسعر الصرف والتضخم ، وان اى زيادة فى معدل تخفيض العملة ولو بمعدل 1% تؤدى الى زيادة فى الصادرات بمعدل 50,% ، لذلك هنالك ضرورة ملحة على استقرار سعر الصرف من قبل بنك السودان المركزى والقيام بالمعالجات التى تؤدى الى زيادة الصادرات ، وخلاصة القول ان اس البلاء ليس فى سعر الصرف وانما فى السياسات المالية والنقدية التى ينتهجها صناع القرار الاقتصادى .
7 / الزراعة والانتاج الحيوانى المخصص للصادر- يحتاج الى ضبط الجودة وتحديد المواصفات التى تتطلبها تلك الدول التى يتم التصدير لها ، كما تحتاج الى بنيات تحتية من طرق ونقل تبريد وتخزين وتسويق جيد بمساعدة الملحقيات التجارية فى سفارات السودان بالخارج – خاصة منتجاتنا البستانية ذات الجودة العالية ، ولكن للاسباب بعاليه لم تجد نصيبها المقدر من الصادرات السودانية .
8 / عدم التزام الدولة بعقودها وتعهداتها ومواثيقها تجاه الشركات الاجنبية والمستثمرين الاجانب ، خاصة فى مجال استخراج النفط الذى يحتاج الى اموال ضخمة لاستكشافه واستخراجه ، وبالتالى استرداد الشركات المنتجة لاسثماراتها التى ضختها فى مجال النفط - وهذا ما ادى الى خروج كثير من الشركات الاجنبية من الاستثمار فى مجال النفط والذهب ، لعدم التزام الحكومة بسداد ما عليها من التزامات مالية - وهذا ما ادى بدوره الى انخفاض انتاجنا من النفط الى اقل من 55 الف برميل فى اليوم لاتغطى جزءاحتياجات السودان من المواد البترولية دعك عن تصديرها .
9 / عدم وجود قاعدة بيانات للصادرات السودانية ، والاسواق المستهدفة بهذه الصادرات ودراسة احتياجاتها من المنتجات الاخرى والمواصفات المطلوبة فى هذه الصادرات ، بما يؤدى الى زيادة الانتاج وبالتالى زيادة عائداتها ، وجعلها اكثر تنافسية فى السوق العالمى .
10 / الرسوم والضرائب المتعددة اتحادياً وولائياً التى تفرض على المصدرين ، مما يرفع من اسعار المنتجات السودانية وبالتالى عدم قدرتها على المنافسة فى السوق العالمى .
11 / التدهور المستمر فى اداء القطاعات الحقيقة الرئيسية ادى الى خلق اختناقات هائلة فى العرض المحلى زادت من الاعتماد على الاستيراد ، خاصة الغذائى ، وقلصت من حجم الصادرات مما ادى الى المزيد من الطلب على النقد الاجنبى ، علماً ان صادرات الذهب لا تتعدى 1.2 مليار دولار فى العام ، اى ما يعادل حوالى 18% من فاقد صادرات النفط بعد انفصال الجنوب .
12 / الاعتقاد الخاطىء لدى كثير من مسئولى الدولة والقطاع الاقتصادى تحديداً ، ان ارتفاع سعر صرف الدولار هو المشكلة فى هذا التدهور الاقتصادى ، واتباع سياسات خاطئة على ضوء هذا التشخيص الخاطىء ، حدًت من انسياب الواردات وزيادة تكلفة الصادرات ، وبالتالى تضائلت ايرادات الجمارك والضرائب والرسوم الاخرى ، وارتفع معدل التضخم فى الربع الاول من العام 2020م ، وارتفعت اسعار السلع لاكثر من 300% نتيجة لصعوبة استيراد المواد الخام للسلع المنتجة محلياً .
ب / مقترحات لحلول مشاكل الصادر :-
1 / السعى لرفع اسم السودان من قائمة الارهاب الذى خلق صعوبات اجرائية وفنية للبنوك الخارجية فى التعامل مع المصارف السودانية ، حتى يعود السودان الى النظام الاقتصادى العالمى وتعود المصارف السودانية للمنظومة العالمية ، وهذا بدوره يفسح المجال الى دخول شركاء جدد للسوق السودانية ،، خاصة فى مجال التعدين والذهب والزراعة والنقل والصمغ العربى ، استثماراً وتصديراً لمنتجاتنا الى الاسواق العالمية .
2 / استقرار سياسات البنك المركزى الخاصة بالصادر خاصة الذهب ( اكثر من 12 منشور وتعميم فى الفترة من 2012 -2019 ) واجراء الاصلاح الاقتصادى وفق سياسات واجراءات متكاملة واعادة النظر فى السياسات والانظمة المالية والنقدية التى ترتبط مباشرة بسعر الصرف ، وضوابط التعامل فى النقد الاجنبى وعائدات الصادر ، سواء الصادرة من بنك السودان او وزارة التجارة سابقاً او وزارة الزراعة او هيئة الجمارك .
3 / استقرار اسعار الصرف للعملة المحلية مقابل العملات الاجنبية – وذلك بوضع سعرين لصرف العملة المحلية ، سعر رسمى مرن ، يرتفع تدريجياً ليعكس التقدم فى تحقيق التوازن فى الاقتصاد الكلى ويستخدم لاستيراد السلع الضرورية والاستراتيجية ، كالقمح والمشتقات البترولية والادوية التى تؤثر مباشرة فى حياة المواطن والنشاط الاقتصادى اضافة الى التحويلات والمعاملات الرسمية كالجمارك والضرائب ، وتحويلات الطلاب والمرضى .. وسعر رسمى موازى لسعر السوق الاسود ويطبق على واردات السلع الاخرى ، والصادرات وتحويلات المغتربين وحسابات الودائع الدولارية لدى البنوك ، والسفر ، وكل حاملى النقد الاجنبى .
4 / الاهتمام بالانتاج الزراعى بشقيه ومنحه الاولوية فى التمويل ، مع ضرورة الاهتمام بالتوسع فى انتاج القطن والصمغ العربى والسمسم والفول السودانى ، اضافة الى الثروة الحيوانية ومنتجاتها – باعتبارها من الصادرات الواعدة التى يمكن بها الخروج من نفق الازمات والضائقة الاقتصادية الان وشح موارد النقد الاجنبى مع ضرورة عدم تصديرها خاماً حتى يتسنى الحصول على قيمة مضافة اليها .
5 / معالجة بنك السودان المركزى لالتزاماته الخارجية مع المصارف العربية والافريقية ، والتى ظلت تشكل عائقاً امام اى تعاملات مصرفية مع البنوك الخارجية فى المحيط الاقليمى ، وهو احد الاسباب التى تحول دون تطور هذه العلاقات الخارجية ودن زيادة السقوفات الائتمانية الممنوحة للمصارف السودانية فى تعاملاتها مع هذه المؤسسات ، وبالتالى احجامها عن تحصيل صادراتنا الى دول اسيا واوربا .
6 / اتباع سياسة تسويقية جديدة بدلا عن الاسلوب التقليدى المتبع منذ عشرات السنين ليلائم الظروف الحالية ، ووضع الميزة النسبية ( الجودة – منتجات طبيعية ) التى تتمتع بها منتجاتنا الزراعية والحيوانية فى ارضى طبيعية وخصبة ووفيرة الرى سواء رياً مستديماً او بالامطار ، ومن ثم التحكم فى الاسعار العالمية لهذه السلع ( الصمغ العربى – السمسم – الفول السودانى – القطن الثروة الحيوانية ) .
7 / تشجيع الاستثمار الزراعى والشراكات الاستراتيجية ، لانتاج سلع صادر اوسلع صناعات تحويلية بغرض الصادروتقديم كل التسهيلات المصرفية والحكومية والاعفاء من الرسوم والضرائب والمدخلات الزراعية ، وحوافز الصادر .
8 / انشاء بورصة لمحاصيل الصادر واستخدام التقنية الالكترونية والتداول المفتوح للسلع والاسعار الداخلية والخارجية ، مع ضرورة حماية صغار المنتجين ، وديمومة توفير بيانات الاسواق والاسعار على الشبكة ، وان تكون العلاقة مباشرة بين المنتج والمصدر او عن طريق الدولة مع الجهات ذات الاختصاص ، حتى يكون المردود مجزياً للمنتج ليتمكن من زيادة انتاجه بغرض الصادر .
9 / البحث بجدية لاستغلال موارد السودانية الطبيعية من زراعة وثروة حيوانية وصناعات تحويلية مرتبطة بها لتحقيق الاكتفاء الذاتى اولاً ومن ثم التصدير - هذا بخلاف الثروات المعدنية والنفطية ، اذ يتمتع السودان بثروات وامكانيات ضخمة يمكن ان ترفع به الى مصاف الدول المتقدمة – الا ان سوء الادارة والتخطيط وغياب الرؤية والفساد المستشرى وفشل القطاع الاقتصادى فى كل الحقب وتراجع دور البحث العلمى فى التطوير ، اوصل الوضع الاقتصادى فى السودان الى ما وصل اليه من تردى وفقر وحصار وفساد وخلافه .
10 / تقليل تكلفة السلع المنتجة للصادر عن طريق استخدام التقنيات الحديثة فى الانتاج ، والتحكم فى جودة الانتاج والحجم الذى يتناسب مع حجم المنافسة العالمية .
11 / دعم صغار المنتجين وتشجيعهم وربطهم بجهات قادرة على التصدير ومحكومة بقيود مشددة من الدولة .
12 / تكوين جسم سيادى يرعى ويمتلك قرار القيام بالصادرات السودانية ، يضم فى عضويته كل الجهات ذات الاختصاص وله مسئولية تنفيذ سياسات الصادر المعلنة .
13 / تذليل صعوبات تعامل البنوك الخارجية مع السودان .
14 / وضع استراتيجية نمو شامل ومستدام تمكن السودان من الخروج من الوضع الاقتصادى المتأزم ، وتخفيف ديونه عبر مبادرة الهيبك .
15 / ان يتم التصدير وفق سياسات محددة ترسمها وزارة التجارة والبنك المركزى ، وان يكون للمصدر سجل معروف لدى اتحاد اصحاب العمل ( غرفة المصدرين ) يحتوى على معلومات الذين يحق لهم التصدير ، حتى يمكن الرجوع اليهم فى حال تعثر استرداد عائدات الصادر ، وتطبيق اللوائح والقوانين على من يخالف هذه السياسات .
16 / اعادة تأسيس شركات مساهمة عامة شراكة بين القطاع العام والخاص متخصصة فى صادراتنا الزراعية ( شركة الحبوب الزيتية ) صادر السمسم والفول السودانى والزيت الفول والامباز – وفق رؤية واستراتيجية جديدة – وكذا شركة لصادر الصمغ العربى وصادر الذهب – لتلبى حاجة البلاد الملحة من النقد الاجنبى لتغطية واردات السلع الاستراتيجية
التى تؤرق مضاجع مسئولى القطاع الاقتصادى والدولة لما لها من تبعات فى جوانب اخرى ترتبط باستقرار الوطن - وها هى قد ادت الى خلق ازمات للمواطن عحز عن معالجتها - تتعلق مباشرة بمعاشه .
وبالله التوفيق ،،،
اعداد: صلاح احمد بله احمد/ مصرفى سابق ومقيم بالدوحة
المصادر :
بنك السودان المركزى
نقطة التجارة السودانية
هيئة الجمارك السودانية
الجزيرة الاقتصادية
الوضع الاقتصادى بالسودان . د . التجانى الطيب ابراهيم
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.