إن قرار المحكمة الجنائية الدولية صادر بإيقاف الرئيس السوداني البشير وما يسمى بجلسة القضاة هي مجرد سيناريو للإخراج و الإعلام فقط ولا مجال للشك أو الظن أو وضع نسبة 1% بعدم صدور قرار لان كل القرائن توضح حتميته . إن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية و انتهاك حقوق الإنسان وجرائم الاحتلال موجود على هذه الأرض منذ بداية الخلق (قابيل قتل هابيل ) والكائن الوحيد الذي يقتل بني جنسه هو الإنسان . إنه يمكن الاقتراح بإنشاء محكمة بالسودان خاصة بجرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الاحتلال ويمكن أن يتقدم أي كان برفع دعوى فيها بحيث يسهل لأبناء الشعب الفلسطيني والشعب الأفغاني والعراقي والصومالي وكل الشعوب التي احتلت بلدانها أن تطالب بالتعويض من الدول المحتلة ومحاكمة مجرمي الحرب بوش و عصابته و الصهاينة في الدولة العبرية. ويرى البعض أن ما يسمى بالمحكمة الدولية هي ضمن حلقات التآمر على السودان . إن قرار أوكامبو (بندق في بحر ) إن لم يسنده مجلس الأمن ومجلس الأمن يتخذ قرارات الحصار التي تزيد من معاناة الشعب السوداني و لكن الشعوب ذات الإرادة ستبني دولتها و تخرج من المحنة أكثر قوة وصلابة و هذا لا يكون إلا بجهود المخلصين و لن يفيد الوطن من يخون أرضه و شعبه لأن الحكومات ستذهب عاجلاً أم آجلاً و ستبقى الأرض و الأمة . و يرى فريق آخر أن حكومة الإنقاذ كم هي محظوظة حيث تصدر قرارات من المحكمة الجنائية الدولية لإيقاف رئيس السودان و هو يتمتع بحصانة كرئيس دولة وله إنجازات ماثلة للعيان من بترول وجامعات وجسور وتنمية متواصلة و سيراً نحو التحول الديمقراطي حيث قرارات المحكمة أدخلت المعارضين في حرج كبير أما أن يكون مع فريق الوطن وحمايته من التدخل الأجنبي, وإما مع العدو و خيانة الوطن وخيانة الأوطان جريمة عظمى في كل الدول. ويرى البعض الآخر إن قرار المحكمة قد يسمح للحكومة بالتنصل عن التزاماتها في نيفاشا و أبوحا و استحقاقات التحول الديمقراطي والحكومة استخدمت المكر و الدهاء في إظهار الحركة الشعبية في موقف معادي للوطن و ليس لشريكها في المؤتمر الوطني ولم توفق الحركة الشعبية في قرارها المؤيد للمحكمة الدولية من الناحية السياسية رغم أن اعتراض الحركة الشعبية لا يقدم و لا يؤخر في القرار الصادر من المحكمة الدولية لان هذا القرار صادراً أصلاً حتى ولو اعترضت عليه الفصائل في دارفور. وهنالك مثال للصمود الرئيس فيدل كاسترو حكم إلى أن سلمها أخاه و لم يخرج من كوبا, وكثير من الدول نشأت ونهضت بعد الدمار والحصار ومثال ذلك ألمانيا و اليابان. إن الاهتمام بالإنسان وتعليمه وتدريبه أفضل بكثير من استيراد التقنية و هذا لا يتم في حالة الفوضى و انهيار الدولة. ويرى البعض أن محاكمة رئيس السودان و هو يتمتع بالحصانة هو نوع من الاستهزاء والاستفزاز والاستخفاف واحتقار الشعب السوداني ولن تكون قرارات المحكمة ذات فاعلية إلا إذا تعاون معها السودان أو أن يدعمها مجلس الأمن بقرارات قد تؤدي إلى الحصار ويصبح كثيراً مما يسمى حلولاً يخلق من المشاكل أكثر مما يعالج . ويرى كثير من المراقبين أن النظام السوداني الحالي لا يعيش و لا يقوى إلا في ظل الأزمات و أوكامبو عقد الأمور على خصوم حكومة الإنقاذ حيث بدأت الأمور على الناس العادين أن هنالك قضايا مصورة ونشرتها وكالات الأنباء العالمية وشاهدها المواطن بالصوت و الصورة كما هو الحال في غزة وفي العراق وفي أفغانستان وضرب المدنيين في مناسبات الأعراس ولم يتحرك أوكابو ولا غيره بل سعت بعض الدول الغربية لتعديل نظام محاكمها حتى لا يطال الصهاينة والأمريكان المحتلين للعراق وفلسطين وأفغانستان هذه الازدواجية شاهدها كل الناس في العالم. فيبدو أن الأمور تصب في صالح حكومة الإنقاذ في ظل أحزاب انقسمت علي نفسها وحركات متناحرة ومتصارعة في ما بينها وأصبحت الحكومة هي التي تدير اللعبة وتدغدغ مشاعر العامة وتلبس القضية ثوب الوطن والوطنية ويصبح من يؤيد البشير مع الوطن ومن يؤيد قرار أوكابو ضد الوطن, وهذا شيء لا يقبل الرهان والمساومة وستعزف الحكومة على هذا الوتر حتى يطرب الشعب مؤيداً للبشير. فإن على أبناء دارفور أن يتوحدوا تحت قيادة واحدة و أن يستفيدوا من كل شرائح أبناء دارفور من حمل السلاح و من لم يحمل السلاح و الكل يسهم بنية صادقة مخلصة في توطين اللاجئين في قراهم و دعمهم ورفع المعاناة عن الأطفال و النساء والشيوخ فإن نجح أبناء دارفور في الوحدة فيما بينهم فإنهم بذلك يثبتوا للعالم أجمع أنهم أسهموا في حل القضية , و لكن مع كثرة الحركات و الفصائل في دارفور و تتطاحن هذه الحركات فيما بينها يزيد من معاناة الناس البسطاء . و ليس لأحد سواء أكانت الحكومة أم الحركات المسلحة أن تنفرد برأيها أو تحجر رأياً أو ترفض إسهام أي مواطن إن كان القصد رفع المعاناة عن كاهل الشعب وحل المشكلة.هل الدول المانحة دفعت لتنمية الجنوب ما تعهدت به في نيفاشا؟ وما تعهدت به في ابوجا ؟الحل في يد السودانيين أنفسهم وليس عند غيرهم .أعيدوا حساباتكم؟واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله. بخيت النقر البطحاني –جدة الثلاثاء 3/03/2009م [email protected]