شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالفيديو.. تاجر خشب سوداني يرمي أموال "طائلة" من النقطة على الفنانة مرورة الدولية وهو "متربع" على "كرسي" جوار المسرح وساخرون: (دا الكلام الجاب لينا الحرب والضرب وبيوت تنخرب)    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    السودان.."عثمان عطا" يكشف خطوات لقواته تّجاه 3 مواقع    القمة العربية تصدر بيانها الختامي.. والأمم المتحدة ترد سريعا "السودان"    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    كواسي أبياه يراهن على الشباب ويكسب الجولة..الجهاز الفني يجهز الدوليين لمباراة الأحد    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    إدارة مرور ولاية نهر النيل تنظم حركة سير المركبات بمحلية عطبرة    اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكتابة في زمن الكورونا: حكاية وطن عقٌه ابناؤه .. ساسة ... ام ... دقشم ؟ .. بقلم: د. حيدر التوم خليفة
نشر في سودانيل يوم 25 - 05 - 2020

يقول اهلنا لمن اصابته مصيبة المرض أو نوازل الدنيا ... شرك مقسم علي الدقشم ..
أورد الدكتور عون الشريف قاسم في كتابه ..
قاموس اللهجة العامية في السودان ..
أن لفظ دقشم هو مفرد دقشوم ..
وهي قعور الاشجار التي ترمي ولا نفع منها ...
وهي كناية عن الرجرجة والتفاهة غير ذات النفع ..
كلما أجلت نظري في الساحة السياسية السودانية كلما ازدحم ناظري بهذه الدقشم ..
يا تري هل جانبت الصواب عندما وصفتهم بهذا الوصف ..؟!!
ارجع البصر كرتين وثلاث واربع واكثر الي ما شئت ..هل تري غير هذه الدقشم ... اعجاز النخل الخاوية .. الخشب المسندة ..
يا الله ماذا فعلنا حتي تبتلينا بهذه القوارض السياسية ، العوالق الضارة ..
والمتسلقات المتطفلة ..
هذه الأجساد الخاوية ، والجسوم المتورمة ، والعقول الهازلة ..
استغفرك ربي ... ولك الحمد حتي ترضي ...
أكثر من ستين عاما ونحن نعيش في حالة نجاسة الولادة المتعسرة ..
بل ما زلنا في شرنقة التكوين ..
ورحم السودان يتقلب من قابلة الي قابلة ..
ومصيره يتحدرج من صفيق الي صفيق ..
ويتقافز امره بين جهول صديد الفكر ..
وبين دعِي حميق ...
أكثر من ستين عاما ..
ونحن كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا ابقي ...
أكثر من ستين عاما ...
والأرض تؤكل من أطرافها ..
كأننا المعنيين بقول الحق ..
... أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ...
أكثر من خمسة آلاف كيلومتر جاد بها العسكر لمصر وتبعها إغراق عشرات بل مئات القري والمواقع الأثرية والتي ليست ملكا لنا بل للبشرية بكاملها ...
وتبعها نزع إقليم كامل (حمرة عين ) تحت بصر ونظر جيشنا الهمام ..
إقليم مساحته خمسة وعشرين ضعفا مساحة البحرين ..
وضعف مساحة قطر..
ومرة وربع مساحة الكويت ..
وكل حيلتنا أن يقف وزير خارجيتنا ويردد كل عام ..
أننا قد جددنا دعوتنا في الأمم المتحدة فيما يخص موضوع حلايب ..
ثلاثون عاما والاحباش يحتلون ( حمرة عين أيضا ) خصيب الفشقة علي طول
حدود المنطقة والبالغة 168 كيلومترا بمساحة تصل إلي 5700 كيلومتر ..
أكثر من خمسين عاما والبلاد تقتتل، وتحترب حتي تمخض ذلك عن دولة كاملة الدسم، تذهب بما تفوق مساحته الستمائة الف كلم ....
ويتعدي ذلك مساحة أكثر من ثلاثين دولة من ضمنها ..
الدنمارك وسويسرا وهولندا وبلجيكا وأرمينيا والبوسنة وكرواتيا والسلفادور والنمسا والمجر والأردن والكويت وقطر وجيبوتي ولبنان وتوغو وسيشل وسنغافورة وغامبيا وهونج كونج ووو ...
واليوم يهيئ نظار السفارات البلاد لتقسيم جديد ..
ستون عاما والبلاد كما يقول اهلنا ( لا تعرف رأسها من قعرها) ...
بسبب خطل الساسة وعقمهم الفكري ..
وعهرهم السياسي ...
وجلهم رضع من رحم الخيانة وثدي الدولار ...
تربوا كالعوالق علي دماء الآخرين ...
من اجل تعمير بيوتهم الخاوية دمروا البلد ..
باعوها رخيصة في سوق النخاسة ...
جادوا بارضها زورا ..
مرة باسم الإخوة ..
تلك التي لم يرعاها الآخرون ...
جعلونا كاليد السفلي مداراة لشرف مزعوم ..
واصل مُدعي ..
متناسين لجهلهم اننا الأصل ..
ولا نحتاج لمن يمنحنا شهادة أنتماء ..
بل نحن نمنحها للآخرين ..
ولكنها خسة الطبع..
ووضاعة الاصل المجلوب ..
وسوء التربية وتنشئتها ..
وباعوها تارة أخري بأحلام طفولية عن خلافة مزجاة ..
وريادة مكذوبة ..
وفتحوا أبوابها لكل مخبول ..
منبوذ ..
ولكل عُتل زنيم ..
وفتحوا أبوابها لكل مجرم مُطارد ..
ولكل مهووس مجنون ...
فصارت مكبا لكل فكر فاسد ..
ولكل معارض وافد حالم ..
وكل ذلك من أجل مشروع انبثق عن نفس جهولة مريضة متضخمة مرتابة مفصومة ..
عملت علي بناء خلافة مفتراة من جماجم هذا الشعب المكلوم ...
كلما أجلت النظر يمينا ويسارا في الساحة السياسية رأيت نفس الشخوص
الفاشلة ..
الهالكة المهلكة ..
الجمودة ..
المنتصبة منذ عشرات السنين ...
ذاتا ومنهجا ...
رأيتهم يتسيدون الساحة ..
يهرجون ..
يتهافتون ...
يتسابون ...
يتنابذون ..
حتي من غاب منهم بقي منهجه كالقيد علي المعصم..
واشده قيد الفهموم ...
فأورثونا للأسف جائحة من السياسيين مستنسخين يفكرون كما يفكر سابقوهم ويتكلمون كما كانوا يتكلمون ...
كالصبار لا ينتج إلا شوكا ..
وكالبعير لا يطرح الا بعرا وهم هانئون ...
متي يعلم هولاء ..
الفشلة...
الفجرة ...
القتلة .. الذين اغتالوا وطنا كاملا ...
متي يفهمون بأن الشعب قد ..
سئمهم ..
ملهم ...
كرههم ..
رفضهم ..
كلهم ...
ديناصورهم ..
ابو هولهم ...
أو وليدهم الراضع من
ثديهم القذي ومن لبنهم
المسموم ...،
ماذا تريدون ..؟
الي ماذا ترمون ؟
ألم يكفكم انكم ..
دمرتم شعبا ..من أعظم الشعوب..؟!!
وتقيأتم علي تاريخ من اجلِ ما أنتجته البشرية ..!!
لماذا لا تحلون عنا ..؟
اذهبوا غير مأسوف عليكم ...
إرحلوا الي حيث تنتمون ..
يا محترفي الخيانة ..
يا قمامة السياسة ..
إلي مزابل التاريخ ..
ألم يكفكم انكم سرقتم ثورة من أعظم الثورات ..؟
ألم يكفكم انكم اجهضتم أحلام شباب غر ..
كل ذنبه أنه ولد في المكان الصاح ولكن في الزمن الخطأ ..
أفِِ لكل غبي لا يتعلم من التكرار ..
وتفِِ علي كل أحمق لا يتعظ من التاريخ ..
ساسة بلهاء يكررون نفس أخطائهم صباح مساء ..
يعيشون الحدث مرة وثانية وعشرة ولا تردعهم التجربة ..
أنها وضاعة الفكر ..
وسوء التدبير ..
ونفس الطفل البعيدة عن الفطام تلك التي تتقمص شخصياتهم التي شبوا عليها ..
نزقا ..
وشرها ..
وشرا ..
وسوء تنشئة ..
ووضاعة تربية ..
انظر اليهم .. كلهم ( الا من رحم ربي) يتسابقون الي وأد الثورة ..
تنهش أصابعهم الدنيئة لحمها وهو حي ..
لا يخجلون ..
عِيانا ..
يتأمرون ..
يتساومون ..
يتقاسمون جهد الشباب ..
ويوزعون دماء الشهداء في الغرف المغلقة ..
أنخابا ..
مكاسبا ..
مناصبا ..
وحصصا ..
ذئاب البراري ..
كلاب الغابة ..
ضباع السهل ..
جلادو الشعب ..
سماسرة الوطنية ..
تجار الدين ...
عملاء السفارات ..
بائعوا الوهم ...
كل منهم يريد أن يرمي بسهمه ....
محتكرا للثورة .. وهو بعيد عنها بعد المشرقين من المغربين ..
كل يريد حصته من كيكة الوطن الجريح ..
وكلهم يصيح متناسيا دماء الشهداء..
متجاوزا لمجاهدات الشباب ..
قافزا فوق معجزاتهم التي أبهرت العالم ..
الكل يصيح ..
انا الثورة ..
انا اب الثورة ..
انا أم الثورة ...
أما ذلك المُفِح ..
الهالك الحي ..
ناكر الثورة ..
الواصف لها باقذع الألفاظ ..
ملك البوخة والدوخة ..
لم يرتضي الا بالسيادة عليها..
فصاح موتورا ..
انا سيد الثورة ..
سد الله طريقك المسدود ..
بوهم السيادة ..
نشأت متأمرا ..
وعشت متأمرا ..
تآمرت علي حزبك فشققته نصفين ..
وعلي اقرب الناس اليك فأوردتهم موارد الهلاك ..
تآمرت علي عمك بلا حياء ..
حتي استشهد برصاص أعدائه ..
وهم خلصاؤك لاحقا ..
وأحبابك الذين انضويت في حزبهم .. وتعبدت بدينهم ..
تأمرت علي رئيسك حتي اقصيته من الوزارة لتتسنم رئاستها وانت فج غرير ..
فاوردت البلد موارد الهلاك وسلمتها بفعلك النئ .. فجرا الي مغامري الليل من العسكر وهواة المغامرات ..
ولم تكتفي بذلك بل بعت واشتريت في لحم المعارضة وعرضها .. ودونك أحداث
.... 76
ولم يرضيك إلا أن أدرت ظهرك لرفاق النضال واعطيتهم ظهرك مهرولا نحو النظام المايوي الجائر المستبد ...
ليس مصالحا بكرامة ولكن مُقسما ومنضويا تحت لواء تنظيمه الفاسد المفسد ..
الاتحاد الاشتراكي ...
وعندما ثار الشعب مسقطا النظام المحلول واعطاك فرصة اخري لإصلاح خطأك
إذا بك تخون ثقته وتتآمر عليه ..
أضعفت جيشه .. وأوردته الهلاك ... وسمعنا اول مرة عن جيش جاع أفراده ..
وعري جنده ..
وكنت اول من سنِ تلك السنة السيئة بتسليح القبائل والتي تطورات فكرتها حتي تضخمت وصارت اليوم جيشا اصيلا وليس مناوبا ..
أو معاونا ..
ولأن الخيانة طبع ... فقد امتد ذلك الي ان اهملت كل التقارير التي رفعتها اليك أجهزة الاستخبارات تفيد أن البلاد مقبلة علي موجة من الانقلابات .. ولكنك اخترت اقربها اليك وغضضت الطرف عنه ..
فهو انقلاب الحسيب
النسيب ..
فالتاريخ لا يرحمك ..
فأنت مشارك ..
مهما أنكرت ..
إن لم يكن عملا وفعلا مباشرا
فهو مواطأة وغضا للطرف
عنه ..
وبعد ذلك رأيناك وانت تتسلل بليل في مسرحية امنية مكشوفة .. وهي للضلال
اقرب ..
وقد كان حريا بك أن تسميها تضلون ..
خرجت وانت تحمل بين يديك غافلا ام مُستغفلا ..
مشروعا لهدم المعارضة وتشتيتها وهو ما تجيده وتتقنه ...
عملته قبل ذلك مع شهيد الوطن الشريف حسين ..
وكررته مع السيد الميرغني بعد خروجك المريب ...
ثم عدت وصالحت وقلنا الصلح خير ..
ولكننا كنا مخطئين ..
في كل تاريخك لم تكن غير بيدق تخريب ضد كل ما هو وطني ...
ماذا ننتظر من شخص يري نفسه السيد الأوحد وان ما دونه ما هم إلا عبيد لا شغل لهم إلا خدمة المتسيٌد المستبد ..
من ولد ويظن أن في فمه ملعقة من ذهب لا يرضي أن يرتشف شرابه بملاعق الحديد ...
وهي دماء الوطن المكلوم ..
ماذا تريد من هذا الوطن ..؟
وماذا تريد أن تفعل به أكثر مما فعلت ..؟
واي هلاك أكثر مما هو فيه تريد أن تسوقه إليه ؟
واي هاوية أعمق مما هو فيها تريد أن تدفعه إليها ..
صدقني أن هذا الشعب قد انعتق ..
وان الكلمة الان للثوار ..
وهم لك كارهون ..
وانت وهم عبارة عن خطيين متوازيين لا يلتقيان ابدا ..
فهم لم ينسوا لك انك قد ..
أسأت لهم ..
استهزأت من ثورتهم ..
استخففت من نضالهم ..
لم تؤمن قط بقدراتهم علي فعل المستحيل ..
لانك تظن ..(وكل الظن اثم) ان لا ثورة تنجح إذا لم تكن قائدها الأوحد ..
وعرابها الاسمي ..
ولكن الله خذلك ..
وأخزاك وفضحك ..
وجعلك تهاتي وتخطرف ..
وتكيل لها السباب وتُفصِل عليها الأمثال زورا ..
فهي عندك تارة عبارة عن ..
بوخة مرقة ..
وليست وجع ولادة ..
ونكرانك انك خرجت مغبررا أرجلك في سبيلها ...
وتبرؤك الشهير منها ..
حتي فاجأتك أنت وكل موتور مخبول بمولود جميل أذهل العالم أجمع ..
وصار غنوة ..
وتدفق شعرا ..
وأنساب لحنا جميلا ردده الجميع ...
وتجاوزت الثورة عن كل أخطائك ..
وغفرت لك افعال أبنائك ..
وتناست أموال السحت التي كان يغدقها عليك أهل الإنقاذ ..
منا وسلوي ...
سمنا وعسلا ..
واخضرا اصلعا ..
صدقني لقد حاولت أن اجد لك عذرا في ما يصدر عنك من أفعال في الفترة
الأخيرة ..
ولكنني للاسف لم اجد ذلك العذر ..
ونظرت ولم ارى الا جشع النفس وهوانها ..
وسوء الطوية وسوادها ..
لماذا تكيد للثورة ... ؟
لماذا تتآمر عليها وعلي منجزها ؟
لماذا تجتهد لؤد احلام هؤلاء الشباب الطامح ...؟
شيئان يجب أن تعرفهما ..
أولهما أن تحركك الحالي ضد الثورة لن تقف خطورته عليها وانما ستتجاوزه الي آفاق ابعد .. ومساحات اخطر ..
وانت اول المتضررين ..!!
إن ما تقوم به هو خيانة للثورة .. وشق لصفها ..
إن محاولاتك تدمير حاضنتها الشعبية وخلق اصطفاف جديد يخدم أعداءها سوف يقود الي تفكيك شامل للمنظومة السياسية برمتها ..
لماذا تسعي إلي أن تقود البلاد إلي حرب لا تبقي ولا تذر ..؟
ولكن بإذن الله خاب مسعاك ..
وانا مقتنع بأن شباب الثورة الجسور سوف يُفشِلون محاولاتك التدميرية ...
لإمتلاكهم البدائل ولأنهم أصحاب الثورة الاصلاء ..
ولأنهم منبت الشهداء ..
ولأنهم مستودع النضال ووقوده ..
انت الان وبفعلك هذا تركب
الصعب ..،
وتدفع البلاد دفعا الي سياسة
المحاور الإقليمية ..
وتخدم اهداف الأعداء ..
مكريا .. ام مُباعا ... لا يهم ..
فإن تحركك المكشوف هذا ... ما انت فيه الا مخلب قط .. تريد أن تخنق به
الثورة من جانب ..
وان تدفع الحكومة للاصطفاف مجبرة وراء المحور المصري الاماراتي في حرب المياه البائنة في الأفق ضد إثيوبيا ..
ظننت أنك صاحب تأثير كبير في الساحة السياسية كما كان قبل ما مضي من ايام ..
ونسيت ان كثيرا من المياه قد جرت وانسربت تحت الجسر ...
وان الوعي انداح وسط هذا الشعب الذي استعبدتموه سنينا طويلة ...
وان هذا الشباب يمقتكم مقتا لا يمقته لأحد .....
وذاك شي تحسه وتدركه في نتائج تحركاتك شرقا وغربا ..
وفي ما تعج به الاسافير ..
وما تحطه اقلام الشرفاء ..
وما تتناوله مواقف لجان الشباب ...
فأنت ولنخاطبك بنفس لغتك ..ونقول لك ..
زمانك فات وغنايك مات ..
خير لك أن تترجل ..
واكرم لك أن تستريح ..
فالزمان ليس الزمان
وان كان المكان يشابه
قليلا .. غابر الزمان ...
وكلٌّ يدّعي وصلاً بليلى
وليلى لا تقرُّ لهم وِصالاً
ولو عَلِمتْ بما يحكيهِ عنها
لشقّتْ صدرَها وأتتْ وبالا
هي الوطنُ الذي نجثو لديهِ
نرتّلُ شعرَنا لا قيلَ قالا
الرسالة الثانية
الزاهي في خدره
السيد رئيس الوزراء
أما السيد رئيس الوزراء ...
الحاضر الغائب .. فما رأيته إلا وانشدت ..
وبلاوي موحشات
وعذارى في خدور
صامتاتٌ صائحاتٌ
حوله الدنيا تدور
فهذا الرجل والذي تقاصر
دون الثورة ...
عجزا ..
وضعفا ..
وصمتا ..
وكفاءة ..
والذي حظي بما لم يحظي به من سبقه من قبول وإجماع ... ازري بالثورة واطاح بالعديد من أهدافها ..
فقد بدا عاجزا ... بلا قدرة تائها بلا رؤية ..
ضعيفا بلا قوة ...
كل أفعاله تدل علي أنه لم يؤمن بالشباب وقدراته ..
ولم يدرس جيدا هذا الشعب وإمكانياته ..
وهذا وضح منذ أول يوم استلم فيه الوزارة ..
فقد ارتكب ثلاثة أخطاء جسيمة ..
أولها .. أنه ترك الشعب خلفه وذهب لاهثا للخارج باحثا عن حلول متخيلة ..
مستهينا بقدرة هذا الشعب ..
ضاربا بإرادته عرض الحائط ..
لم يفكر لحظة بأن كل حلول مشاكل البلاد عند هذا الشعب وفي مقدمته شبابه الحر المستنير ...
وقد عددت له من الايام اكثر من شهر قضاها بالخارج.. من جملة شهر ونصف باحثا عن حل تركه عند أهله ... وذلك عند بواكير استلامه مهام منصبه ..
فالرجل مهووس ومسكون بأن كل مشاكل السودان حلها في يد الإله الأمريكي ...
وأنها الرب الذي يجب أن يُعبد ..
ولأنه غرير سياسة .. فقد وضع كل بيضه في سلة اليانكي مراهنا عليها ..
تسوقه اماني معطوبة ..
مؤملا علي علاقات جمعته ذات يوم بعاملين في المنظمة الدولية ...
من غير إدراك أن علاقات الدول تُبني علي المصالح ..
وان القرارات تمليها فوائد الدولة منها .. وليس العلاقات الشخصية أو مبدأ احب وأكره ...
لهذا كان الفشل حليفه ..
بل جال عليه من وثق فيهم مستنصرا .. فأورثوه الخيبة والبوار ..
وها هي محاكمهم ترفده كل يوم بإذلال تلو إذلال ..
ولكنها المصالح كما ذكرت ..
تلك التي لم يستوعبها رئيس الوزراء ..
إما لغفلة فيه ..
أو قلة خبرة ..
أو انعدام حصافة ..
أو سوء تقدير وسذاجة تفكير ..
وضعف مستشارين..
وغياب ناصحين ...
ولا نريد أن نقول سوء طوية .. وأداء دور محبوك بمهارة ومرسوم بجدارة ...
فذاك ما لم يصل إليه ثابت علمنا .. لا تصريحا ولا تلميحا ...
هذا الشخص والذي كان قاب قوسين أو أدني من أن يكون وزير مالية العهد المباد ...
ولولا بعض الأمور لسارت الأحداث غير ...
والذي ساعد الإعلام الكاذب في صناعته .. وتضخيمه ..
كفاءة ...
وسياسة...
وقدرة ..
وقرارا ..
حتي ظننا أنه المخلص الأوحد ...
والمهدي الارشد ..
قلت ترك الشعب صانع المستحيل وراءه ويمم شطر الآخرين في رحلات لم تحصد غير الفشل ..
وغير أن أرهقت الخزينة الفارغة اصلا ..
مكررا نفس رحلات المخلوع الفاشلة ...
وثاني اخطائه .. أنه لم يفكر يوما في تأمين الثورة ... بل كان مثالا للضعف البائن ..
في فترة كانت هامات الشعب عالية (وما زالت) والأحداث قريبة ..
والشرعية الثورية فوق قول الجميع ...
ولكنه للأسف لم يتخذ من القرارات الشجاعه لتأمين الثورة ضد اعدائها ..
لأنه فكر بعقل الموظف المحدود ..
والبيروقراطي المسدود ..
ولم يفكر بعقل السياسي الواسع لافتقاده للخبرة والحنكة ..
فهو مثل من اختير لإمامة الصلاة وهو لا يحفظ أية واحدة ..
فقرأ في صلاته ..
طلع البدر علينا ...
ونتيجة لهذا ..
فقد تنمر على الثورة كل قط هزيل ..
واستأسد عليها كل خنزير حقير ..
وها نحن الآن والبلاد تحيط بها المخاطر .. ليس من الكيزان المبدئيين أصحاب الفكرة.. فهولاء أمرهم مضي وعهدهم قد انقضي ..
واوهنتهم صراعاتهم وطاشت بهم المصالح وتناوشتهم المكاسب والمغانم ..
فمضي اصدقهم وعدا واصلبهم عودا وهو يستغفر ربه فيما آلت إليه أمور البلاد وما صارت عليه أحوال العباد ...
ومنهم من اراد أن يفر من الإنقاذ فرار السقيم من المجذوم ..
وبعضهم ساير الثورة وايدها ..
وبعضهم شارك فيها تكفيرا عن ذنوب هالت وعن سيئات انهالت ..
لهذا لا يهمهم اليوم أن ذهبت الإنقاذ ام بقيت .. وهم على ذهابها احرص .. علٌ ذهابها يغسل عنهم ادران ما فعلوه ..
لهذا فهؤلاء لا خوف منهم ..
خاصة وأن أكثرهم خدعته شعارات الثورة الكذوبة وعناوين الاسلام اللامعه ..
وعندما استبانت لهم الأمور تركوها ..
ولا أظن أنهم يمثلون خطرا عظيما علي الثورة .. فجلهم مشغول بنفسه في تأمين قوته .. بعد أن جف الضرع ووقع الفطام ..
وقد أدركوا اخيرا أنهم لم يكونوا غير سقالة إرتقي على ظهرها الآخرون لتحقيق أهدافهم ومصالحهم الشخصية ..
ولكن هذا لا يعفي من اجرم منهم في حق العباد والبلاد ..
فمنهم من ارتكب من المخازي الكثير ..
ومن شارك جرما ...
فعلا وعملا ..
والقضاء مصيرهم إن عزمت ..
وإن تطاول الزمن ..
ولكن الحذر كل الحذر من الأعداء الحقيقين للثورة..
وقد يكونوا غير مصنفين ..
وغير معروفين ..
وغير مرئيين ..
وانما هم عوالق وطفيليات استمرأت العيش متطفلة علي كل نظام، لا يهمهم إن كان يقوده عمر بن الخطاب أو كارل ماركس أو ابليس.
ما دام يحقق أهدافهم وما دامت مصالحهم محفوظة ..
وثرواتهم مأمنة مأمونة ..
هؤلاء هم جيوش وجموع المستفيدين من الإنقاذ...
سفلة الخلق .. من جامعي الفتات ومتلقي عطائها من قمامة السحت والحرام ...
وذلك بعد أن أصبحت الكوزنة ثقافة وسلوكاً وتعدت محطة التنظيم وانتظمت صفة وتبدت عنوانا للفساد والفاسدين ...
وبمكر الله وفعل أبناء التنظيم العاقين الظالمين ، وجورهم تضاءل المشروع المزعوم من نشر الإسلام دعوة للعالم الي استخدمه معبرا للفساد ..
وتواضع من خلافة ترنو الي حكم العالم وتمدينه .. إلي أمتار لعمارات سامقات تشرئب الي السماء في احياء الخرطوم ...
وذلك بعد أن تكالب عليه المنتفعون .. وأحاط به الفاسدون .. وذاك من خزي الله عليهم .. ولطفه علي الاخرين .
إن الخشية كل الخشية من هؤلاء المتربصين بالثورة ..
والذين تهمهم ارصدتهم وليحترق الوطن وليذهب انسانه الي الجحيم .
ومرحبا بابي لهب ورهطه حكاما ما داموا لمكاسبنا حافظين ...
هؤلاء من مُستجدي النعم ...
جلهم اتي من قاع المدينة ومن أسفل المجتمع ..
نفوسهم خاوية من شئ اسمه الوطن ..
لا يفكرون الا مصلحة ..
تحركهم غُصة الفقد وشهوة البطن ....
إنه طبع الحرمان والفقد وسنوات الضياع والازدراء والرفض والاستخفاف الذي خبروه والبؤس الذي عانوه ...
هؤلاء هم أعداء الثورة الحقيقيون ..والذين يجب الالتفات إليهم ..
هم ممولو الاضطرابات ..
وهم الدولة العميقة ..
العصبة المنتفعه التي تمسك بتلابيب الدولة الموازية .. والتي لن يجدي معهم غير البتر والقطع ..
هؤلاء المفسدون تجدهم كالمكروب في كل مكان ..
في مؤسسات الدولة ..
في الخدمة المدنية..
في الأجهزة العدلية ..
في المؤسسات العسكرية والشرطية والأمنية وفي الجهاز السيادي والتنفيذي والدبلوماسي ..
يتبدون في موظف المحلية الصغير الناهب للمال العام ، في الوزير اللص السارق
لقوت المحتاجين ..
وليت هذا الأمر وقف عند هذا الحد .. ولكن تتبعهم أفواج وجماعات أخري من المستفيدين والفاسدين .. من الأهل والاقارب والاصحاب ..أبناء الشلة ... ومن التجار ورجال الأعمال الفاسدين وهؤلاء اخطرهم ..
وان لم يكن كذلك فقل لي ما دخل أبناء فلان وأبناء علان بالاسلاميين أو حتي بالإسلام نفسه ..
جلهم خونة .. بلا انتماء حقيقي للوطن .. ورأس المال لا وطن له .. وانما مثل البوصلة يميل حيث يميل الربح ...
لهذا علي السيد رئيس الوزراء أن لا يتعلل بالدولة العميقة .. فإن السلطة بيدك والشعب داعمك وما عليك الا تسريع التحقيق ونصب المحاكم حماية للثورة من معدومي الضمير ..
سفلة المجتمع الناهضين ..
ومستجدي النعم الفاسدين المفسدين ..
ولا كبير علي القانون ..
ولتذهب الي الشعب تفعيلا للشرعية الثورية واستنهاضا لقوي شبابها ...
ولكنني لا اظنك من اهل العزم .. المبادرين المقاتلين الشرسين .. فليهنئوا بطول
سلامة وطيب إقامة ..
وكيف لا يكون الحال كذلك وانت تحيط نفسك بالعاجزين من عديمي التجربة المدعين ..
وقد رأينا كبيرهم والذي كما يبدو اعتزل حج موسكو ويمم صوب واشنطون وصار صديقا لفسدة الرأسمال يتحدث بلسانهم ويتلو كتابهم عليك صباح مساء ..
يزري بالثورة نقدا وتجريحا ..
واضعا يده الصدئة فوق يد الممقوت الهالك داعيا إلي تصفية مؤسساتها وحاضنتها الشرعية لانها قد فشلت في تحقيق أهدافها ..
ولتعلم ايها المراهق السياسي أن الثورة لم تفشل وبإذن الله لن تفشل ..
وقد تفشل حكومتها ..
ولكن كيف لا تفشل..؟
وانت مستشارها الأوحد ..
ناصحها نهارا ..
كائد متآمر ..
عليها ليلا ..
أما وقد استبانت دواخلك وطفحت نفسك المريضة واستفرغت حقدا ممجوجا علي الثورة بان في كتاباتك الكئيبة فإني لك ناصح ..
إن الحساب إذا جاء يبدأ بالاقرب حدثا وزمانا ثم يسير نحو الابعد والابعد ..
وان الصفوف قد تمايزت ..
بعد أن تباينت الفعال..
ووضحت الأعمال .. لهذا احجز لك سترا .. وألبس لك وِجاء ... فإن شباب الثورة لا يعرفك ولا يدري من تكون ..
ولا يحفل بتاريخ لك ( أن وُجد بعد أن دنسته) يكون لك مصدا من غضبتهم وحاجزا من هبتهم ...
أما ثالث الأخطاء لرئيسنا الهمام ... فهو توليفتك الوزارية الهشة والتي بدأتها بأخطاء هي عين ما رفضته الثورة ..
إذ سِرت علي نفس نهج الإنقاذ في اتباعك للمحاصصة طريقا لتكوين الحكومة ...
إن الثورة ومنذ اول يوم رفضت عوامد الإنقاذ من مناطقية وقبلية وجهوية ومذهبية وحزبية ....
وارتضت الوطنية محجا وطريقا ونبراسا ..
ولكن للاسف فقد هدمت ذلك بحكومتك الهزيلة .. ورغما عن هذا ليتك قدمت كفاءات شفعت لك .. فجلهم اشباح ..
وعقول خاوية تفتقد الي الخبرة والدراية والحصافة والدهاء السياسي ولا اري في مجموعكم مثالا الا قول الشاعر ..
ومَا أَنَا إِلَّا مِنْ غَزِيَّةَ إِنْ غَوَتْ...
غَوَيْتُ وَإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشُدِ
وحكومة اللوثة هذه مثل الماء الطهور ..
لا لون لها ولا طعم ولا رائحة ..
كلهم .. الا من رحم ربي ..
كدراويش الحلقه .. يدورون بلا هدف ..يتحدثون بلا معني ... ولا اري الا انهم مقلدون لكبيرهم في الدروشة والاندهاش ..
ولو كنت فاعلا لفعلٌتهم ولرأينا من كل منهم إنجازا بائنا مبهرا .. ولا ينقصهم التأهيل ..
وانت عندما قبلت تكليف الوزارة اشترطت علي الوطن .. أن يطلقوا يدك في إختيار وزراء حكومتك ...
ويممت شطر الخارج وجمعت موظفي الوكالات الدولية ولا نريد أن نقول عملاء السفارات فهذا ما لا نملك له دليلا ولا نريد أن نتهم الناس باطلا .. ولكننا نسلك الجانب الأيسر ونتبع حسن الظن .. ونقول سوء إختيار وعدم توفيق لا اكثر ..
ولكن ما يدهشنا ويجعل قرون استشعارنا تقف هو أصرارك علي السير بنفس كادر الفشل .. رافضا لكل تغيير .. مع أن الثورة عنوانها التغيير ومراميها التبديل ..
ولكنه التحنط الفكري والمراهقة السياسية وقلة الخبرة ... ولا نقول سوء الطويه وتنفيذ الأجندة الأجنبية ..
فما زال حسن الظن ممتدا في دواخلنا .. ولا نريد أن نذهب في اتجاه لا نملك دليلا علي شواهده .. ومهما انتقدناهم وسلخناهم بألسِنة حِداد لن نجد لذممهم سبيلا ..
فهم نظيفوا الأيدي ..
سليموا الطوية..
عفيفوا الأنفس ..
وقد نجد لهم من الأعذار الكثير من قلة الخبرة ..
وشراسة الخصم ..
وضعف الحيلة ..
إضافة إلي قبضة العسكر القوية ..
ونحن لا نحمل ضغينة عليهم ...
بل نشيد بهم ونشد علي أيديهم ..
ونشكر لهم حسن الظن ..
ونقدر فيهم شجاعة الموقف ..
وشرف المحاولة ...
ولهم اجر المجتهد أصابوا ام أخطأوا ..
وفي ختام حديثا لك .. نريد أن نقدم لك تقريعا شديدا ...
نعم تقريعا .. فما انت بكبير علي الشعب الذي رفعك الي سدة الحكم وكرسي الرئاسة ..
والذي لولاه لكنت نسيا منسيا تتجول بين أديس ولندن ونيويورك ..
لا يسمع بك أحد ...
اولا .. لماذا تتحاشي مواجهة الشعب وتتجنب مخاطبته ؟
كم مرة خرجت متحدثا إليه في أمور عِظام مرت بها البلاد ..؟
دونك جائحة كورونا ..
كم مرة خاطبت الشعب موضحا حجم المشكلة ؟
كم مرة خرجت معزيا في الموتي .؟
كم مرة خرجت مواسيا للجرحي ..؟
كم مرة خرجت مشيدا بالعاملين في الحقل الصحي والذين تساقط منهم الكثيرون وقدموا أرواحهم رخيصة فداءا لشعبهم .. ؟
لم يجدوا منك كلمة واحدة تشيد بهم أو تشد من ازرهم أو تشجعهم ..!!
ألا تدري أن اقوال الزعماء العظام تأثيرها كالسحر علي النفوس .؟
انظر الي غيرك من رؤوساء الحكومات والدول وهم دائموا الطلة علي شعوبهم ..
الا تري ترامب وهو يخرج يوميا ومعه كل مستشاريه من أهل الاختصاص الطبي
والصحي والاقتصادي في بث مباشر قد يفوق الساعتين شارحا موضحا لمجمل الحال حتى لحظته ..
فما بالك انت ....؟
تحجرك الستور وتحجبك الدثور ..؟!!
وايضا دونك حادثة تعويضات اليانكي المزعومة وجريمة نظام المخلوع ..
وما دار فيها من أمور وما حدث فيها من لبس وتغبيش ..
لماذا لم تخرج الي شعبك مخاطبا.. موضحا وشارحا لما حدث .. قطعا وبترا للقيل والقال .. واضعا الامور في نصابها ..
لماذا نجدك دائما إما متواريا في المنطقة المظلله ..
أو تلوح شبحا في المنطقة الرمادية ..؟
ودونك أيضا موضوع القوات الدولية .. وما أحدثه من فتن وخلاف وإساءة نلت انت منها شخصيا الجزء الكبير مهانة وإهانة وخيانة .. ورغم هذا لم تتكرم بدقائق من وقتك وتخاطب شعبك موضحا ..
باترا للالسن النابذة ..
وقاطعا لكل قول زور ..
ولا أخفيك سرا .. انك باستعصامك بالصمت في هذا الأمر قد رسخت لدي البسطاء أن ما يشاع عنه من سوالب فيه صدق كثير .. وسكاتك عزز لدي الرافضين لك وللدهماء شكهم في فعلك وما ترمي إليه .. وأن الأمر ليس أكثر من فعل سوف يُمكِن الآخرين من هذا البلد وخيراته ... وانت صامت ، عاجز عن أن تُسكِت هذه الألسن المارقة ولو بتصريح صغير ..
إجمالا انك قد اعطيتهم مادة دسمة استعملوها لضرب الثورة وفت عضدها ..
ماذا كان يضيرك لو انك طليت عليهم في كل اسبوع شارحا ومشاركا .. متلقيا ..
فاعلا ومتفاعلا ... ؟
أما أن تستعصم بخدرك فهذا ما افقدك الكثير ... وبدٌل شكرك لعنا ... والرجاء فيك خيبة ..
ولكن ما زلت اذكر يوم أن أعلنت أجهزة الإعلام أن لك خطابا هاما فترقبوه ...
والحالمون مننا بنوا قصور الوهم حالهم كحال الشاعر ..
تعلو قصورَ الوهم أنت
ومرقدي في الليل
أتربةُ الرصيفْ
هم ألبسوك دثار خزّ
ناعم الأسلاك
منغومِ الحفيفْ
ودعوك تاجَ العزّ
فخَر العزّ
مجدَ العزّ
شمسَ العزّ
عزّ العزّ
صبّوا في دماك
عصارةَ الكذب المخيفْ
وتمخض الجبل فولد فارا ولم ننل منك غير السهر والحيرة وضرب الكف بالكف ..
ولم نسمع غير خطاب هزيل يحمل تكوين لجنة .. ماتت معه .. ولم يسمع بها أو بنتائجها أحد بعد ذلك ..
والغريب أن الناس تداولوا ما حدث من اخطاء في كواليس تسجيل الخطاب أكثر من تداولهم للخطاب نفسه ..
وختاما نقول لك ..
إما أن ترتفع الي مستوي المسئولية وتكون رئيسا بحق وفقا لما أعطاه لك الشعب
من تفويض ..
أو أن تستقيل فاسحا المجال لغيرك من ابناء هذه البلد الولود .. وما أكثرهم ...
شاكرين لك حسن المحاولة ..
وطهارة اليد ونظافتها ...
وشهادة بالحق وللحق ..
طيلة هذه الفترة لم نسمع عنك فسادا أو ظلما أو افتقاد نزاهة ..
ولم تمتد يدك الي مال عام عبثا وظلما وحيازة بغير حق ..
ولكننا وللحق كرهنا فيك ضعفك .. وترددك وغموضك وحياءك الزائد وهو منقصة
للسياسي المحترف ..
سئمنا انعزالك وابتعادك عن الشعب والحيرة التي الفناها من سياستك ..
حيرنا غيابك البائن ... وعدم وجودك ذاتا وفعلا في موقع الحدث .. وبطء استجابتك لعظائم الامور ..
كرهنا سوء ادارتك للدولة وغياب سياساتك وعدم وضوح الرؤية التي لازمت حكومتك ...
كرهنا عجزك البائن والذي جعل العسكر يتحكمون في مفاصل الدولة وقرارها داخليا وخارجيا ...
سئمنا أداء بعض وزرائك الغائبين الحاضرين ..
فهم إما بين مشاغب مناوش أو لابد مستكين ..
وإحقاقا للحق .. منهم أقلية مجتهدة ناجزة نرفع لها القبعات احتراما ..
وإحقاقا للحق أيضا ..فليس من الأخلاق أن نغمط الناس حقهم ..
هناك بعض الإنجازات التي حققتموها والتي حقا علينا ذكر بعضها ..
أولها .. هو انصافكم للعاملين بانجازكم الهيكل الراتبي الجديد .. رغما عن ما
صاحبه من قيل وقال ..
ثانيهما .. هو الجهود الحثيثة لإصلاح المناهج
وثالثها ... ما تقوم به لجنة ازالة التمكين رغم البطء الذي لازمها ..
رابعها .. المحاولات الحثيثة لإصلاح علاقات السودان الخارجية وادماجه في
المجتمع الدولي ...
ونختم بالقول لك ...
رجاءا ...
لا تجهض لهؤلاء الشباب ثورتهم ...
لا تقتل فرحتهم ..
لا تئد أحلامهم ..
لا تبدد أمالهم ..
لا تقبر نضالهم ..
اذا شعرت انك لست علي قدر ما ذكرنا ... إنسحب ..
غير متعلل بدولة عميقة ..
أو عسكر متربص ..
فمن اجل ماذا قامت الثورة ؟
أليست لتصفية الدولة العميقة ورفضا لحكم العسكر ..؟
كن شجاعا واجه الموقف مسنودا بالحق وبالشباب أو أرجع الامر الي اهله ...
وهم يعرفون كيف يحافظون علي ثورتهم فقد قدموا أرواحهم فداءا لها وسكبوا دماءهم مهرا من اجلها ..
إما هذا وإما أن نصدق .. أن مهمتك تنتهي بتسليم البلاد إلي الطامعين ..
الرسالة الثالثة..
الي شباب الثورة ..
لقد صنعتم واحدة من أعظم المعجزات ..
ومهرتم التاريخ بالدم ..
ووقعتم حضورا علي دفتر الثورات بالمهج والأرواح ..
وقف الزمن اجلالا لكم ...
وانطوي الحاضر علي الماضي
يستلهم اكتوبر وابريل ..
وأهلٌ المستقبل وعدا وغدا
وصباحا مستبشرا ضاحكا
تبرق ثناياه نورا ينير لامتكم
الطريق ..
سطرتم ملحمة الوفاء ...
لبستم حلة الوطن شمسا
وضياء ..
تناغم الوطن فيكم ..
حكاوي ..
واغاني ..
ملاحما ..
ووفاء ..
تمازجتم وعبرتم به سالما
غانما هازمين لأمراض ..
الجهوية ..
والقبلية ..
والحزبية ...
تدفقت وحدتكم أشعة غمرت
الجميع ..
وتناثرت وطنيتكم محبة
غطت الكل ..
وتداعت ارادتكم غمامة
اظلت الوطن كيانا وانسانا ..
وأنا علي قناعة أن ارادتكم لم
تخبو ..
وعزيمتكم لم تفتر ولن
تخور ..
وحب الوطن الممزوج
بدمائكم لم ينقص ..
وان عودكم يشتد ويقوي كل
يوم ..
وان ضربات الخونة لن
تزيدكم الا قوة ...
ولن تورثكم الا ثباتا ..
فأنتم عل الحق والحق لا
يُعلي عليه ...
ومع هذا فلتعلموا أن الطريق
طويل ..
ودرب النضال صعب ..
متاريسه كثيرة ..
وعوائقه جمة ..
ولكن لا شئ يعدل إرادة
الإنسان الساعية نحو الحق ..
الباحثة عن العدل ...
سوف تتلقون الضربات ممن
كنتم تحسبونهم أهل خير ..
وسوف تصيبكم سهامهم ..
وتتناوشكم رماحهم ..
إن اعداءكم الظاهريين فقد
كفاكم الله شرهم .. وانتم
عليهم قادرون ...
ولكن كل الحذر من سارقي
الثورات ...
نهازي الفرص ..
تجار النضال ..
سماسرة الدم وقوادي
الفتن ..
فهم طبالوا كل عهد ..
مفتقدوا الحياء ..
عديموا الكرامة ..
منزوعوا الإنسانية ..
متضعضعوا المواقف ..
وهم أصحاب مهارة عالية في
تسويق أنفسهم وفي التسلق
والتلون ..
وهم في هذا أكثر حربائية
من الحرباء ..
لا لون ثابت لهم ...
يجيدون التخفي ..
ويحسنون الظهور في
اللحظة المناسبة ..
تجدهم حضورا عند كل
مغنم ..
يعرضون بضاعتهم الكاسدة
في صمت وتذلل ..
إحذروهم ...
هؤلاء .لا يجيدون حرفة غير
التسلق والتطفل والعيش
عوالقا علي دماء الآخرين ...
لسانهم ذرب ..
وحديثهم عذب ..
ولكن قلوبهم تنفث السم
الزعاف ..
وهم من عناهم الشاعر في
قوله ...
وأحذره يوما إن أتى لك باسما
فالليث يبدو نابه إذ يغضب
إن الحقود وإن تقادم عهده
فالحقد باق في الصدور مغيب
وإذا الصديق رأيته متعلقا
فهو العدو وحقه يتجنب
لا خير في ود أمريء متملق
حلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقاك يحلف أنه بك واثق
وإذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة
ويروغ منك كما يروغ الثعلب
لهذا سوف تتعرض ثورتكم
لنكسات ..
سوف تهب عليها رياح
الحقد .. وتدفعها انواء
المكائد ..
وسوف تتناوشها ذئاب
السلطة وتنبحها كلابها ..
وتتربص بها ضباعها ..
وسوف يحف بها الصادق
والكاذب وأصحاب الغرض ..
ويتدافع عليها كل متردية
وموقوذة ونطيحة ..
فهؤلاء لا يفكرون الا بأنفسهم
ومصالحهم .. الوطن عندهم
ورقة يجتازون بها الحدود ..
أما وطنهم الحقيقي فهو
مكاسبهم من مال ونفوذ
وسلطة ..
احذروهم ...
هم مدمنو الفتن ..
من كهنة السياسة ..
وبائعي الضمير...
وضاربي رمل السياسة
المخادعين ..
احذروهم جميعا ...
من كبر ووصل من عمر
السياسة عتيا ..
ومن يحبو ومن ثديها
رضيع ..
انتم اهل الثورة ...
مفجروها ..
وقودها ..
نارها ..نورها ..
واملها المرتجي ..
نظموا أنفسكم ...
طوروا لجان مقاومتكم ..
حققوا استقلاليتكم ..
ادعموا حكومتكم ..
كونوا عليها رقباء ..
افرضوا رؤيتكم ..
اغلظوا عليهم وحاسبوهم
اذا انحرفوا ..
أحسموا فوضى التعينات
التي تحدث الان في مكاتب
الوزراء والوظائف المتاحة ..
حاربو التمكين الجديد ...
اقضوا علي الشلليات
الصاعدة ..
ابتعدوا عن تعظيم
الأشخاص ..
وارفضوا عبادة للأفراد ..
فأنتم لا تدرون من اين
يأتيكم الخير والشر ..
وليكن معيار تقييمكم هو
الأداء واتساقه مع أهداف
الثورة ...
من فشل منهم فليذهب غير
مأسوف عليه ..
فالافراد زائلون والوطن باق ِ
ولا كبير علي المحاسبة
كونوا مبدئيين في ثوابتكم ..
براغماتيين إذا إشتد وغي
السياسة وطمح ...
فلا شئ يعدل الوطن ..
ابتروا كل خوان كفور مهما
علا شأنه ...
وحطوا كل انتهازي متسلق
مهما كبر ..
فهم غيركم لا شئ ...
هباب .. وصفق تذروه
الرياح ...
من كان همه الوطن فهو
منكم ...
ومن كان همه نفسه فهو
عدوكم مهما ادعي ..
قفوا بكل قوة أمام هتر بعض
الأحزاب التي ناصبت الثورة
العداء وسعيها المحموم اليوم
وابتزازها الرخيص لفرض
ولاة للولايات من عضويتها ..
في تسابق رخيص لقطف
ثمار الثورة مناصبا لمنسوبيها
حتي يعيدوا انتاج دورة
الفساد والفشل ..
ليكن شعاركم أن كل
مؤسسات الحكم في الفترة
الانتقالية تكون حكرا للشباب
منكم ومن أحزاب الوطن
وشرفاء المستقلين الانقياء ..
لا تسمحوا بتعيين أي والي
أو وزير الا منكم ومن الشباب
المشاركين الفاعلين
الحقيقيين من الأحزاب التي
شاركت بقوة في الثورة
ومن الوطنيين المشهود
لهم بالكفاءة والسيرة
المحمودة والأمانة وعفة
اليد وطهارتها ...
...
ارفضوا كل المحاصصات
الرخيصة الجارية اليوم ..
إركلوا كل انواع الابتزاز
الممارس اليوم بإسم
ديمقراطية هم أول من
وأدوها ...
استعملوا اسلحتكم
المشروعة التي اسقطتم بها
النظام المباد في إسقاط كل
من يريد أن يفرض عليكم
حكومات دون مستوى
الثورة كفاءة وجسارة ..
وخبرة .. وحنكة..
واخيرا ... تعلموا أن تكونوا
براغماتيين في السياسة في
بعض الحالات ...
لهذا انصحكم بمراجعة
موقفكم من بعض
الشخصيات المؤثرة في
الساحة ..
واتخاذ موقف رابح وخلق
اصطفاف شعبي مسنود
بالقوة ...
وهنا تحديدا أعني
حميدتي ..
....
ولنا رسائل أُخر قادمات باذن الله للعسكر ...
وللمعارضة ..
وللحركات المسلحة ...
وختاما نقول كما قال الكواكبي طيب الله ذكراه ..
أنها كلمة حق أُطلقت في وادِِ .. أن ذهبت اليوم مع الريح فستذهب غدا بالاوتاد ..
اللهم هل بلغت فاشهد ..
حيدر التوم خليفة
مايو 2020


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.