البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    السودان.."عثمان عطا" يكشف خطوات لقواته تّجاه 3 مواقع    افتتاح المعرض الصيني بالروصيرص    أنا وعادل إمام    القمة العربية تصدر بيانها الختامي.. والأمم المتحدة ترد سريعا "السودان"    كواسي أبياه يراهن على الشباب ويكسب الجولة..الجهاز الفني يجهز الدوليين لمباراة الأحد    ناقشا تأهيل الملاعب وبرامج التطوير والمساعدات الإنسانية ودعم المنتخبات…وفد السودان ببانكوك برئاسة جعفر يلتقي رئيس المؤسسة الدولية    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    إدارة مرور ولاية نهر النيل تنظم حركة سير المركبات بمحلية عطبرة    اللاعبين الأعلى دخلًا بالعالم.. من جاء في القائمة؟    جبريل : مرحباً بأموال الإستثمار الاجنبي في قطاع الصناعة بالسودان    الخارجية تنفي تصريحا بعدم منحها تأشيرة للمبعوث    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان أحمد محمد عوض يتغزل في الحسناء المصرية العاشقة للفن السوداني (زولتنا وحبيبتنا وبنحبها جداً) وساخرون: (انبراش قدام النور والجمهور)    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    رسميا.. كأس العرب في قطر    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل حقا حاصرتنا الانتخابات وكان لزاما علينا الانسحاب؟؟؟ .. بقلم: عبد الباقي شحتو علي ازرق
نشر في سودانيل يوم 04 - 04 - 2010

هل فشلة الحركة نصير المهمشين التحول الي حزب سياسي؟؟
نعم كانت هناك تساؤلات و مخاوف مشروعة حول امكانية تحول الحركة الشعبية الي حزب سياسي يمكنه ان يقود السودادن وخاصة المهمشين الي بر الامان. غير ان هذا التخوف لم يكن محصورا فقط علي المهمشين و لكنه شمل كل الحريصين علي وحدة و استقرار السودان ( من جميع الاحزاب المحبة للوطن الواحد ) .
غير ان موت القائد جون قرنق وتسلق الانتهازيين و العنصريين الي مراكز القرار ساهم في شل مسيرة الحركة , فأخذ الافراد في البحث عن مصالحه الشخصية مما جعل المهام صعبة جدا و احيانا مستحيلة الانجاز التحول الي حزب في الوقت القريب ذلك لان المرحلة تتميز بتفاصيل دقيقة و حساسة جدا نسبة للجراحات العميقة المحفورة في و جدان و ذاكرة الشعوب السودانوية.
ولما كانت نفسيات وامال و طموحات القادة عقبة اخري في سبيل خذا التحول, (وهم بشر مثلنا تماما ). فقد راهنت عليها القوي المناهضة للتجديد وعملت الي اجتذابهم الي برامجها وعرضهم الي سوق النخاسة والسمسرة السياسية حيث تتفاوت الاسهم و الاسعار فعلي رؤوس القيادات القديمة مبلغ مقدر يتمشي ودوره, اما الجدد فالظاهرون علي السطح ثمن و دافعي القرار خلف الكواليس ثمن اخر . كان علي الحركة ان لا تنسي ان انتقالها الي حزب امامه عراقيل عدوى الشريك بالمصاهرة النيفاشية.
ان مسالة التحول الي حزب سياسي قائدا و مساهم رئيس في تاسيس السودان الجديد ليس بالامر السهل , خاصة ان هذه المهمة تتمثل في تتطبيق اتفاقية سلام نيفاشا تطبيقا حازما و نزيها يمكن للولوج في تسوية تاريخية لمشكلة السودان المزمنة ، تلكم المشكلة التي اقعدتده و اخرته من اللحاق بركب الامم التي تحترم شعوباها و كرامتهم.
هذه الاتفاقية التي توعد بممارسة ديمقراطية جديدة ذات سمات و اسس حديثة منسجمة مع الواقع الجديد لسودان اليوم مع تفتح عقول رعيته الي حقيقة ان الديمقراطية التي يجب ان تمارس و تتطبق في السودان الجديد -( و كان لابد ان تمارس هذه الديمقراطية المزعومة في داخل مراكز نفوذ االحركة و مؤسساتنا ).- و ان لا تكون صورية و مجزئة و يجب ان تشمل كل الشؤن الحياتية لانسان السودان اي ليس منحصرة في التعددية الحزبية فقط , بل كان علينا يجب ان نمارس التعديدة الاثنية و الدينية والثقافية و الاقتصادية، اي يجب ان تزول المركزية العرقية و الدينية و الاقتصادية الي الابد مما يجعل السودان فخورا بتعددية الاثنية و الدينية , وترك هذه التعدديات ان تتطورا طبيعيا لخلق وحدة جديدة حقيقية تساعد علي الانعتاق من ازمة الهامش و المركزو حفظ الوطن من الانهيار و خا صة بعد نهوض قوميات اخري (غير الجنوبية ) و مطالبتها بحقوقها المغيبة منذ الاذل. والكل يتفق ان السودان اكتقي من الصراعات و حان و قت البناء. فهل نجحة الحركة في احقيق هذا التحول ؟
علينا ان نعترف ان تحول الحركة الي حزب سياسي مدني لم يكن مفاجاء لقادة الحركة و لكنه معاب ومصحوب بتحولها الي شريك في الدولة القديمة هذا الامر كان يجب الانتباه له خاصة مع تنظيم عريق عرف جيدا يجيدة توزيع الادوار لاعضائه و هو ذات السبب الذي جر الحركة الي معترك الانشغال بتولي المناصب والمكاسب الشخصية , من ثم فتح الشهية الانسانية للحصول علي للمكافآت و التعويضات,علي ما فقد في سني النضال الطويل-( طبعا هذا امر مشروع جدا في حد ذاته و يجب ان تراعيه الحركة )-
نعم ان الحركة لم تنتبه لشراك الشريك فنخرط كل القادة الكبيرة في و ظائف الدولة وننسوا اهمية تحول الحركة الي حزب جماهيري طليعي و صلب يمكنه ان يحافظ وحدة السودان و علي المناصب المكتسبه خلال نضال صعب و طويل جدا .
لكن و للاسف تم التركيزعلي المناصب و المكاسب ومن ثم تحولة الوزارات الي مراكز تابعة للسيد الوزير و سدنة ,و الي وزارة غير ثورية تخدم و تعبر علي الطموحات السيد الوزير و ليس طموحات الجماهير التي صمدت في ثورتها التي دعمتها بالمقاتلين و المؤيدين طيلة سنين النضال العسكري.
كان عليها ان لاتنسي السواد الاعظم من المهمشين المدنين الذين عانوا ايضا من بطش ايادي الدولة بتكسير المنازل (كما في خراب سوبا الاخيرة و الحالي و مسلسل السكن العشوائي و ضحيا الحرب و التهجير القصري ) هؤلاء المدنين الفارين من نبيران الحروب و جدوا انفسهم تحت نيران محاكم النظام العام مرة بتهمة العادات الضارة من خمور ومرة اخري بتهم الطابور الخامس المساند للحركة الشعبية. ففي سبيل التحول الديمقاطي نتسائل ماذا فعلت لهم الحركة فهم رصيدها الجماهيري خاصة في الشمال؟
نعم لايمكن ان نتناسي المسائل النفسية و الموضوعية التي تصاحب مسالة التحول الي حزب سياسي و الشراكة في الدولة القديمة . كان عليها ان تعالج هذه المعضلات بصبر و اناء و اخلاص من القادة و الجماهير علي حد سواء و ان لا تمارس الحركة تهميش علي من همش من قبل , فصارت هي مركزا اخر ( مركز او موريكز الهامش) .
كنا نتمني ان يتكون جهازا ثوريا منفصل عن الدولة و مشغولياتها لكي يتولي مهمة مراقبة الاداء الحزبي و الشراكة في الدولة و ان يقوم بتصيح المسارات حتي تصبح الحركة والدولة و الشعب شئ واحد ة متناقم - ( لذي انصدمت الجماهير بتكون مجلس التحرير الذي ولد ميت, لان اختيار المشاركين صاحبه مرض الشلليات و الجهويات و الترضيات و حسابات اخري )-
نعم كان لابد للحركة ان تتناغم مع التغيرات و التحول الي حزب مع اماني و تطلعات الجماهير العريضة , وان تتضع في الاعتبار ان رواسب الدولة القديمة و عسكرة الحركة و عودت القبلية و الجهوية بقوة التي سترمي بظلالها الايجابية و السلبية علي مسيرة التحول الي حزب سياسي ديمقراطي مع العلم باستمرار تحكم و تعالي المركز لمدة من الزمن ( و هذا ما نجح فيه المركز بجدارة حتي انه اقنع المجتمع الدولي بانه الافضل تنظيما لاكمال مهام حراسة مصالح الغرب ) .
كان علي الحركة لكي تنجح في الانعتاق من هذه الدائرة الشريرة ,ان تحسن الاداء الحزبي و رتبطه برغبات الجماهير السودانية من حرية تعبير و توزيع للثروة و المساواة امام القانون و غيرها من الاماني الكبيرة المعبر عنها في اتفاقية نيفاشا.
فكان لابد من ان تتوسع رؤي الحركة عمليا لكي تشمل كل اهل السودان و هي الامل الاخير لفقراء و مهمشي السودان و الا وقع الوطن في هوه الانهيار الاخير التي لاترحم .
لذا كنا نري ان يتم توجيه بعض الاعضاء المؤسسين للحركة و المؤمنين باهدافها النبيلة و المؤهلين للانخراط في العمل الشعبي و الجماهيري العام للنزول الي جماهيرهم في الاحياء و الفرقان و المدن النائية لتنزيل السلطة للشعب و الارتقاء بالجماهير الي صلب القرار و من ثم تؤمن الثورة النفاشية و تصبح الجماهير شريكة لما يدور في مكاتب الدولة كما كانت شريكة في النضال و المعاناة و لكن للاسف حتي اعضاء مجلس التحرير الصورين يفاجؤن بقرارات الحركة , و لربما اجزم بان بعض اعضاء المكتب السياسي ادمن التهميش ) فكيف بالله نعيب الركز و العيب متجزر فينا __؟؟
كنا نتمني ان يقوم البعض بتولي خدمة الشعب مباشرة و ان يذوبوا و سط الجماهير حتي يتم تمكين و تعميق الفهم الثوري خاصة فكرة السودان الجديد , وحتي تزوب الفوارق الوهمية بين ما هو عسكري متسلط و شعبي مقهور اي للمساعدة في تزويب رواسب الاستعمار الذي حرص علي المباعد مابين الجماهير و قادتها من جنود و تكنوقراط ( اقصد هنا الافندية ولا ننسي نظام داخليات الطلبة التي جعله المستعمر بسابق الاصرار و التعمد لابعادهم عن اهلهم وطنهم ومن ثم خلق طبقة منفصل عن الاهل اي كما يحلوا للمثقافاتية - عامة الناس ) فالكل يمكنه ان يقاتل و يضحي . ان السلوك الذي استخدم بواسطة بعض افراد الحركة لم يساعد علي تقريب الجماهير للقيادة بل نفر الكثيرين , فوجدت الجماهير نفسها بعيدة عن الدولة و الثورة , فتحولت الي حركات اقليمية مرتكزة علي الاس القبيلي مما سهل ابتلاعهم و احد تلو الاخر.
كان علي الحركة ان تعمق و تملك فهم السودان الجديد لك الجماهير و ليس الاكتفاء بانشاء مراكز للدراسات , التي تحولت الي مصادر رزق في معظم الاحيان و لافتات كاذبة منفرة للجماهير بدلا من استقطابها . ان معيار نجاح الحركة الشعبية هو الالتزام ببرنامج السودان الجديد الذي يقرب الجماهير السودانية منها وهي التي انفعلت ببرامجها في عهد الثورة الاول , فبهذا وحده كانت للحركة تستطيع ان تقطع الطريق علي المتربصين بالحركة سوي الانفصالين من الشمال و الجنوب او الشامتين.ولكن لضعف مؤسسية الحركة استطاعت هذه القوي المنافسة او المعارضة ان تجد ضالتها في هذه الجماهير المغيبة و بعض القيادين الذين يشعرون بالتجاهل و التهميش , فتم زرع مجموعات انتهازية في جسم الحركة بخطط محكمة التنفيذ مما حول هذا الزخم الهائل من القياداة المهمشة و الجماهير المغيبة الي تيار معارض و متهور متقد حقدا علي رفاق الامس , فضاعت كل المساهمات و المجهودات النضالية الطويلة وذهبت الاحلام ادراج الرياح.
اذا فمن هو المستفيد ؟؟ كان علي الحركة ان ا تتداركت هذه المسالة و هي في ريعان شبابها لكنها لم و لن تفعل فلقد اصبح الصراع علي السلطة هو الديدنها , فلابد من الاصلاح الان و الا .....؟؟؟؟
كنا نتمني ان يتفرغ ثلة من المناضلين للعمل الجماهيري و الاسلوب الخد مي و الذي نجحت فيه الانقاذ في بداية عهدها - ( المستفيدة من تجارب حزب الله و حماس مهما اختلفنا معهم فهم اقرب لجماهيرهم )_ نعم الانقاذ فشلت لان قيادتها تنافسوا علي الكراس ونقسموا و لكن لم يذهب ريحهم -- وهذا شانا اخر --- و للناس اهواء .
كنا نتوقع من اي قائد واعي بدوره ان لا يتجاهل المسالة التحول الديمقراطي ابدا . خاصة ان الحركة استطاعت في نضالها الطويل ان توحد جماهيرها في هدف واحد هو السودان الجديد سودان الحرية و الانعتاق و ان المسآلة الديمقراطية و العدالة بنسبة للحركة و جماهير الهامش هي مسألة البقاء او الفناء و معها ذهاب وطن باكمله .
نعم حاولة الحركة ان تتحول الي حزب سياسي لكنها فشلت عند ما اختارت بعض الاصدقاء لاكمال مشروع التحول بدون فحص دقيق لخلفياتهم و لامراض في نفوس البعض اهل الشأن للوصول الي كراسي و همية . فكان الفشل حليفها حتي الان . نعم من المعروف ان النضال السلمي من اصعب و اشد النضالات تعقيدا مما يتتطلبه من خبرات مدنية صادقة للتحقيق النموء و التطور و هو صعب جدا علي مثقفاتية السودان و هم الذين كانوا دوما معزولين عن الجماهير و هموم الوطن و لا يطيب لهم غير التنظير تحت ظلال كافتريات الجامعات و ردهات الفنادق حالمين دوما ان تاتي شركات مقاولات اسيوية لترجمت تنظيرهم الحالم الي واقع، فتشق لهم الطرق و تؤسس المكاتب و ما عليهم الا الاستحواز علي الانجازات و ممارسة التنظير غير ان هذه المرحلة غير السابقات ، فاما استلام زمام المبادرة و السير بشعوبنا الي الامام او الفناء.
فبعد ان توصلت الحركتان ( الاسلامية المركزية و الشعبية ممثلة الهامش ) الي اتفاق نيفاشا منذ مدة ليست بقصيرة و التي حلمنا ان تعم فيها ا لديمقراطية وتمارس فيها حقوق الانسان و تنعقد فيها الانتخابات و العالم سيكون شهودا, كاحد مستحقات الاتفاقية . غير ان الحركة لم تنتبه للاعداد للانتخابات و اشغلت بمهام بعيدا عن الجماهير من ارضاءات هنا و هناك بدون مؤسسية و ديمقراطية برغم ان الديمقارطية هي الضمانة الوحيدة لوحدة صف الحركة ناهيك عن وحدة الوطن . و كنا نعتقد ان محبي التقدم و الارتقاء لوطننا الجريح من اعطاء الحركة ان ينتهزوا هذه الفرصة الاخيرة لتحقيق عدالة و السلام للجماهيرالوطن عامة و جماهير الحركة الشعبية واهل الهامش خاصة هذا لم يحدث و ما حروب ابيي و النوير ضد الدينكا و غيرهما الا شاهدة علي ذلك الفشل و لا مبالاة.
كان علي الحركة ان تبرهن للشعب السوداني بانها اهل لتحمل المسؤلية المدنية كما سبق ان تحملتها عسكرية و كان عليها ان تضع ايديها مع حلفاءنا الاستراتيجين من الديمقراطين و الثورين من اقاليم السودان المختلفة الذين ناضلوا معنا من اجل حقوق الفقراء و المهمشين منذ ميلاد دولة السودان ( طبعا كل حسب مقدرته) ولكن الحركة في سبيل التحولها الي حزب سياسي لم تنفتح الي الجميع و خاصة من يشاركها هذه الهموم من و حدة و عدالة و مساواة وكان يجب عليها التعامل مع الحلفاء القدامي كجسم و احد و ان تستفيد من خبراتهم المدنية و الشعبية في التنظيم و الادارة لان الشعوب لاتبني و تتطور الاعندما تستفيد من خبراتها الوطنية و من ثم مصاهرتها مع الخبرات العالمية حسب حاجة الوطن و المواطن, لذي كان علي الحركة ان نتبتعد الحركة من المناورة السايسة مع الحلفاء خاصة قوي اجماع جوبا .
علي الحركة الشعبية ان تعلم انه لايمكنها ان تواجه الاخر و هو متحد بينما تقف هي لو حدها . فلابد من تنشيط العلاقات الطيبة مع ابناء الوطن المؤمنين بالتحول الي سودان جديد و افساح المجال اليهم للاسهام بابداعاتهم المكبوته طيلة سنوات الصارع السوداني و جعل شريان خبراتهم ان يضخ دمائهم الذكية للمساهمة في انبات الارض اليباب التي احرقتها اليات التجريف الثقافي و التعليمي المدروس.
كان علي الحركة ان لا تنسي ان هؤ لاء الرجال الوطنيون الصادقون موجودين بكثرة و لو بدرجات متفاوته في عصب كل التنظيمات السودانية مركزيها و هامشيها , فما علي خبراء الادارة و التنظيم في الحركة الشعبية الفتية الا ان يستخدموا معول تنقيه التربة الحزبية لاختيار الصالح لانجاز مهمة التحول الحزبي الديمقراطي و من ثم يمكنهم استخدام الخير و الطيب منها حتي يستفيد الوطن من خبراتهم ، وحتي لايشعر اي فرد في طول هذا الوطن و عرضه بالغبن و الاقصاء و حتي يمكننا ان ندخل السباق الديمقراطي بدلا من الهروب و الانسحاب الغير منظم الذي عمق جرح الخذلان و الخداع.
انا مؤمن ان الحركة كان يمكنها البداء في لانجاز هذه المهمة منذ زمن ليس بقصير و للقيام بانجاز هذه المهمة علي اكمل و جه . نعم كان عليها ان تستعين بالصبر الان انتظار التحول قد يطول و اصلاح الخراب و اعادة البناء صعبة جدا خاصة تحت هذه الظروف الملئية بالعواصف و الانواء التي يمر فيها الوطن المنكوب بفعل ابناء ه جهلا و طمعا ،وغباء محير, لكن ما هو المخرج الان ؟ اكيد ليس الانسحاب من الانتخابات بل بلاعداد للانتخابات القادمة بعد اربعة سنوات ما دمنا حريصين علي التغير.
من المعروف ان شعوب الهامش كانت و منذ الاستقلال مشغولة بمكافحة اسباب الحرب و الفقر و حتي الاحزاب التي نشآت في الهامش كانت مرتكزة علي العشائرية و القبلية و ليس لها مواقف مبدئية مما جعلها سلعة في سوق السياسة . وللاسف اصبح قادتها العوبة في يد قادة احزاب المركز.
ان هذه الحالة من الضعف في وسط القيادات جعلة لعاب الاخر يسيل . و هي تتناسب و اماني الكثيرون من قادة و منتسبي احزاب المركز النيلي لاستقطاب و شراء الذمم , هم الان يتآهبون لاستخدامهم في الديمقراطية القادمة و كل آمالهم ان يكسبوا بعض قادة او متعاطفي الحركة الشعبية الي تنظيماتهم طبعا هذا عمل لاغبار فيه فاذا فرط الاخرون في حقوقهم المكتسبة بدماء الشهداء فهذا حتما يرجع لهم وحدهم . هذا يزكرنا بزمن اعفاء الوزراء في نشرة الساعة الثالثة و هدايا العربات الفارهة و المساكن المشيده اصلا لهذه الاغراض.
كنا نتمني ان نري تكثيف الحركة و حلفاءها من محبي السودان الجديد من جهودهم العملية في المرحلة القادمة للاعداد الشباب و تدريبهم للمهام المختلفة علي اسس علمية حديثة و ان يبني كل هذا و فق استراتجية و حدوية و طنية قادرة علي اذابة و ازالة درن العهود السابقة . و كنا نتمني ان يتم التركيزعلي الاستفادة من الكم الهائل من النساء و الشباب و الاطفال و الخبرات المكتسبة من الخارج و تظيفها ومن ثم توظيفها الي الخير الوطن و هذا ما يجعل الوطن جاذبا للجميع هذا اذا اردنا التغير و الرقي, كان لابد من الاستفاده من خبرات ابناءنا في الخارج علي ان يصاحب ذلك الجهد تتطبيق حقوق المواطنه في الداخل حاصة في مناطق نفوز الحركة وان تمارسة الشفافية و حقوق الانسان مع تنزيل الديمقراطية لواقع الشعب حيث لايكمن ان يستمر ازدهار جهد هؤلاء الشباب لا في بيئة ديمقراطية عادلة , كما التي اعتادوا عليها في الغرب البعيد, لكن الذي الحدث بعيدا عن الاماني
كان علي الحركة ان تراعي في مرحلة تحولها الي حزب يمارس الحكم ان تبتعد عن الترضيات القبلية خاصة في امور التاهيل و تولي المهام ,و كيف لا و نحن المناضلون من اجل العدالة فلابد من عدم الخلط و بين الحق و الباطل و الحركة قامت ضد اساليب السودان القديم ,اي ضد القبلية و الجهوية . اذا ماذا دهاها اليوم في تغوص في هذا الوحل القبلي ؟؟
فلا بد من الموازنة في مسألة التاهيل في اختيار الاشخاص لاي مهمة صغيرة ام كبير و ان تبذل الحركة الجهد في ان يتولي خيارها المهام المرحلية و ان تعلم انها تحت مجهر الاعداء و الحاقدوين هذا بالاضافة للمواطنون الذين كلهم ثقة و امل في ان تنهض الحركة بالوطن الي مصاف الدول العادلة الامنة
نعم نحن كنا علي ثقة في الاخوة في القيادة بانهم سوف لايفوتون هذه السانحة التاريخية في قيادة السودان الكبير الي بر الامان و ان لا يتبخر امل الوحدة من بين اصبعنا. و ان لايتبعثر الوطن الي سودانوات لا حول لها و لاقوة, او الي دول فاشلة و مواطنه فاسده , يسهل نهب ثرواتها و تهرب عقولها الي خارج.
هل كان لهذا ان يحدث بوجود القائد جون قرنق ؟؟
نعم ان عدد مقدر منا ما ذال يناضلون سلبيا و ينتظر (الجاهزة...و لايبادرون). و لذلك كنا نتمني ان تاتي المبادر التنظيمية من الاخوة في مكاتب الحركة الشعبية و اصدقاء الحركة في الخارج . كنا ندعوا لوضع اللبنات الاولي للتحول الديمقراطي في الخارج بعقد مؤتمر للاخوة اعضاء و اصدقاء الحركة الشعبية و كل عشاق الحرية و المساواة لابناء و طننا السودان, بدلا من التطبيل و ممارسة التضليل عبر البيانات الخاوية .
وكنا نتمني ان يشمل المؤتمر العام تنفيذ استراتيجية الحركة الشعبية و اهداف التجمع الوطني مصحوبا ذلك بكيفية تتطبيق نيفاشا و تعميمها لحل مشاكل كل الوطن . وكنا انتمني تكويتن منظمات المدنية لنشر التوعية بالدمقراطية و حقوق الانسان و الحيوان و الرقي بصحة المواطن و الاعتناء ببيئته و كما كنا نود ان تاخذ المراة السودانية زمام امرها في تحمل مسؤلياتها نحو بني و طنها , فكفي تهمشا لدور المراة و كفاك يا اختاه انتظار الاخوة لاشراككم في حكم انفسكم و المشاركة في تسير الوطن ففاقد الشئ لايعطيه فكلنا مطالبون بحمايته و بناء الوطن رجالا و نساء .
كنا نتمني ان يتم ترتيب دوراة شهرية للتطوع و العمل في المناطق النامية حتي يساهم الكل ( خاصة من هم في الخارج). في اعطاء الوطن ما اعطاهم من تعليم , و الي وقت ليس ببعيد كان التعليم مجانا . كنا نود ان نبر الشهداء الذين لولاهم لماكانت نيفاشا ممكنة فلدينا الاطباء و المهندسين و غيرهم من ذوي الكفاءات التي يحتاجها الوطن و هم مستعدون للوفاء لارض الاجداد (فجدودهم و صو هم ايضا علي الوطن).
كنا نرجوا من الحركة ان تجاوب علي الكثير من تساؤلات الاخوة الذين وجدوا انفسهم ما بين جحيم الاغتراب و سندان العودة للوطن بدون آمال و خطط تستوعب خبراتهم و توفر لهم الكرامة الانسانية لان الكثيرين يتخوفون من ان تفتح السجون ابوابها بدلا من المصانع و اماكن التعمير ( كما هو الحال في دول مرت بحروب اهلية طويلة ) .
.... لكني كنت في حلم لازوردي في ان الحركة الشعبية قادرة علي تتطبيق كل ما ناضلنا من اجله من حقوق انسان و ديمقراطية حقة , نعم كنا ننام علي الاحلام , نعم كانت علي الاخوة في الحركة مسؤلوية جعل السودان جاذبا للوحدة و كرامة الانسان وان لايفرطوا في هذه المسؤلية التاريخية. كان علي الحركة ان تستمر في بذل الغالي و النفيس في سبيل تحولها الي الحزب سياسي لترجمة حلم السودان الجديد والموحد و العادل الي حقيقة .
فهل حقا حصرتنا الانتخابات و كان لزاما علينا الانسحاب ؟؟؟
.( و الان فقدناك يا ابا الثوار فهل نستسلم ام اننا سناخذ الحربة حيث تركتها و قعت ومن ثم نستمر في التقدم الي الامام نستمرفي التقدم) .
رحم الله القائد قرنق شهيد القدر و الخيانة المبطنة بالثورية و القومية
المجد و الخلود لكل من استشهد لكي يكون السودان حرا و موحدا يحترم فيه الكل بدون تميز بين الاديان و الاعراق و الثقافات.
عبد الباقي شحتو علي ازرق
زيورخ 2010-04-03


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.