شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    شاهد بالصورة والفيديو.. في أول ظهور لها.. مطربة سودانية صاعدة تغني في أحد "الكافيهات" بالقاهرة وتصرخ أثناء وصلتها الغنائية (وب علي) وساخرون: (أربطوا الحزام قونة جديدة فاكة العرش)    الدفعة الثانية من "رأس الحكمة".. مصر تتسلم 14 مليار دولار    قطر تستضيف بطولة كأس العرب للدورات الثلاثة القادمة    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني في أوروبا يهدي فتاة حسناء فائقة الجمال "وردة" كتب عليها عبارات غزل رومانسية والحسناء تتجاوب معه بلقطة "سيلفي" وساخرون: (الجنقو مسامير الأرض)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    صندل: الحرب بين الشعب السوداني الثائر، والمنتفض دوماً، وميليشيات المؤتمر الوطني، وجيش الفلول    هل انتهت المسألة الشرقية؟    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    تقارير تفيد بشجار "قبيح" بين مبابي والخليفي في "حديقة الأمراء"    المريخ يكسب تجربة السكة حديد بثنائية    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    مدير عام قوات الدفاع المدني : قواتنا تقوم بعمليات تطهير لنواقل الامراض ونقل الجثث بأم درمان    لأهلي في الجزيرة    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    شركة "أوبر" تعلق على حادثة الاعتداء في مصر    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    محمد وداعة يكتب:    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من وحي حكايات عائشة دهب وطلحة جبريل ؟ .. بقلم :سليم عثمان
نشر في سودانيل يوم 05 - 04 - 2010

زميلنا الأستاذ طلحه جبريل، مدير مكتب صحيفة الشرق الأوسط فى العاصمة المغربية الرباط ،من الصحفيين والكتاب المرموقين ،تعرفت عليه منذ ثمانينيات القرن الماضي ، وأنا ما أزال طالبا فى المرحلة الثانوية حيث كنت أذهب الي مكتبة الأفندي بمدينة دنقلا، وأشتري الصحف التي كانت تصل المدينة بعد يومين( بالبصات )التي كانت تربط بين مناطق الشمالية والخرطوم قبل تشييد طريق الشريان ، وأشهرها( بص )عمر عبد السلام وأحسبه من مواطني كورتي ، كان صديقنا طلحة يكتب باستمرار أخبارا وتقارير في صحيفة الشرق الأوسط ،وبعد امتهاني مهنة البحث عن المتاعب، كنت أيضا أتابع تلك التقارير، التي كان يبعث بها الأستاذ طلحة من مدن عديدة ،فى منطقة المغرب العربي وغيرها ، وكان حفيا كعادته بكل ما هو سوداني ، رغم أنه غادر قريته الصغيرة شبا، فى ديار الشايقية ،إثر تفوقه فى أمتحان الشهادة السودانية المساق الصناعي بمدرسة كريمة الصناعية ، عام 1975،رافضا الدراسة فى جامعة الخرطوم، مفضلا الدراسة في المغرب ، حيث كانت أحدي المنح التي كانت تقدمها المملكة المغربية وقتها ، من نصيبه ،تعلم طلحة مهنة النجارة فى كريمة الصناعية ، وأضاف إليها مهنة الحدادة التي تعلمها من أحد أصدقاءه ، لكنهما جلبتا إليه ،سخرية من بعض حسناوات ديار الشايقية ، كما تسرد زميلة لطلحة ، فتحكي حكاية حول هذه المسألة مفادها : (ذات يوم وأثناء عودة الأستاذ طلحة (الطالب ) حينها من مدرسته ،مع صديق له ، تعرض لموقف بسيط ( كلنا ربما تعرضنا لمثله ) ولكن تلك الحادثة كما تقول تلك الزميلة كانت بمثابة إنقلاب راديكالي ، فى حياة طلحه ،جعلته يقهر الفقر والظروف ، وضيق ذات اليد ، وينحت فى الصخر ، ليصبح شيئا آخر غير النجار ، كان الوقت ظهرا ، حيث خروج البنات من المدرسة ، أو ربما يكون طلحة قد تعمد الخروج فى هذا الوقت (يا ما تحت السواهي دواهي ) (التعليق من عندي ) شرع طلحة وزميله يتغزلان فى البنات ، فما كان من إحداهن ، إلا أن تهكمت عليهما قائلة :( والله عشنا وشفنا،كمان النجارين بدأوا يتغزلوا..) فضحكت صويحباتها علي هذا التعليق الساخر ، وأصيب طلحة بصدمة كبيرة ، وسأل نفسه ، لماذا لا يجوز للنجارين والحدادين أن يغازلوا ؟ وتضيف زميلته التي تنقل وقائع تلك القصة( ونحن نوافقها ) فتقول : ورغم أنه لا يجوز لأحد أن يغازل بنات الناس فى الشوارع ، وليس النجارين والحدادين فقط ! إلا أن تلك المقولة صدمته ، ونزلت عليه كالصاعقة ، فكان لها أن تغير مجري حياته ، مما جعله يكد ويجتهد ويواصل الليل بالنهار ، مدفوعا بتلك الحرقة ، أو هذا الوجع الذي سببته له تلك الفتاة ، وتفوق كما أشرنا انفا وقبل بجامعة الخرطوم ، لكنه اثر ان يتقدم للمنح الخارجية ، وكان له ما اراد ، ولأن (ناقل الكفر ليس بكافر ) نقلنا تلك الحادثة ، وقد تكون غير حقيقية ، مما يلزمنا الإعتذار من الأستاذ الكبير طلحة ، وحتى لا يعد نقلنا لرواية مدسوسة قذفا يوجب علينا مساءلة ما ، أو حتى عتبا من الاستاذ طلحة ،
تفوق طلحة فى تعليمه الجامعي فى المغرب ، وارتبط بثلاث صحف مغربية مشهورة ،رئيسا لتحريرها ، وتسابقت حسناوات ذلك البلد الجميل للظفر به ،وكان لبعضهن ما أردن ، حيث أصدرن بحقه شهادة صلاحية ، ربما بلغت تلك الفتاة التي حاولت النيل منه فى ديار الشايقية،كيف أن أخريات عرفن قيمته الحقيقية ، وتقول زميلتنا التي تروي بعض فصول تلك الحادثة ، كأنما تريد التأكيد [ان الحب ما هو الا للحبيب الأول) ،عاد صاحبنا الي قريته الصغيرة فى ديار الشايقية ، وذكري فتاته الأولي تحز كمنشار فى قلبه!عاد قبل سنوات ، وطرق باب تلك الفتاة (يا لوفاء الرجل )لأيام جميلة خلت، وذكريات الصبا ،التي تعطر النفس وتثير فيها شجنا ، ولما فتحت تلك الفتاة باب منزلها ،بحياء بنات السودان عندما يطرق باب منازلهن رجل ،أعطاها الاستاذ طلحة هدية ثمينة ،وقال لها : (لولا كلمتك إياها ؟ لكنت الآن نجارا فى هذه القرية الصغيرة ) .
ثم توطدت علاقتي بالرجل قبل سنوات ، عندما أقمت مجبرا فى العاصمة القطرية الدوحة مرافقا لزوجتي التي اختارتها وزارة التربية والتعليم القطرية ،معلمة لمادة الرياضيات فى مدارسها الثانوية ، عام 1999 فكان لزاما علي أن أرافقها ، رغم أني لم أكن أفكر يوما ما بأن أغترب عن بلدي ،ولست من ( الرجال البخافوا من نساوينهم !! ) كما يقول صديقنا الدكتور عبد الرحمن محمد علي المحامي ، الذي درس هو الاخر فى جامعات المغرب ، ولا أدري إن كان الصديقان طلحة - وعبد الرحمن يتعارفان ،لكن الغريب أنني لم أقابل الزميل طلحة وجها لوجه حتي الان ،حيث لم يكتب لنا القدر لقاء فى السودان أو خارجه ، كلانا غاب عن حضور ملتقي الاعلاميين الثاني الذي عقد بالخرطوم العام الماضي ، ونتواصل فقط عبر الحاسوب (الإنترنت ) وما يعجبني فيه تواضعه الجم ، حيث يرد علي كل من يكتب إليه ، و ما جذبني الي الرجل ليس إطلالاته المتكررة فى الفضائيات المختلفة ، وأهمها أل( BBC ) والحرة والعربية , وليس (الجزيرة ) فللرجل موقف منها ، لا نود الخوض فيه ، احتراما لقناعاته وعملا ب (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ) حيث أتابع شخصيا الجزيرة ليس عبر شاشتها بل حتى عبر موجة (FM)فى السيارة ،حيث يطل زميلنا طلحة، من خلال تلك الفضائيات والإذاعات ، بصلعته اللامعة ، أنيقا فى ملبسه ، دقيقا وموضوعيا فى طرحه ،لا ينطلق من ضغائن لهذه الجهة أو تلك ، رغم أنه مظلوم من وطنه ، والقائمين علي أمره (ظلم الحسن والحسين ) ككثير من أبناء السودان الذين كتب عليهم ربما التحليق بعيدا عن فضاءات بلدهم ، ولا يملك الأستاذ طلحة من حطام الدنيا شيئا فى بلد المليون ميل ، ومن هم فى سن تلاميذه فى المهنة ،ابتنوا لأنفسهم البنايات العاليات ، وركبوا الفاره من السيارات ،واستوزرتهم الدولة وأغدقت عليهم المال .
وربما سر انجذابي إليه هو أيماني بأن( الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها أتلف وما تناكر منها أختلف) وفوق كل ذلك فهو أستاذ فى المهنة لا تملك الا أن تحترمه ، وأن تبدي كثيرا من الأسف ،فى أن تفقد البلاد وكليات الإعلام والصحافة السودانية ،فكره وعلمه ومهنيته وخبراته الثرة ،التي أكتسبها على مدي ثلاثة عقود قضاها بعيدا عن وطنه ،لكن ما يحمد للرجل ،أنه لم ينقطع عن بلده، بقلمه وفكره وحتي روحه وجسده ..
وجود الرجل فى المغرب كان مكسبا لها ، قبل أن تكون مكسبا له ، لذا كان طبيعيا أن تكرم وفادته بما يستحق ، لكن رغم ذلك فحنين الرجل الى بلده لا ينقطع ، يشارك ويحاول بكل جهده وطاقاته ، فى تغيير واقعه ، أكثر من أناس فى الداخل يعملون لهدمه ، ظانين أنهم يبنونه ،بقلمه يكتب الأستاذ طلحة ، ما يراه ويعتقده صوابا ، قد يرضي السلطة أحيانا ،ويغضب خصومها ، والعكس صحيح ،هو مع الديمقراطية دائما ، ويري فيها الحل الناجع لمشكلات السودان كلها ، حياده دائما ايجابي ، لا يمالئ هذا الفريق أو ذاك ، يقول رأيه بصراحة متناهية ، بعبارات يغلفها الأدب الذي تطبع به ، ثم يمضي لا يلوي علي شخص ، معلوماته دقيقة تحليلاته صائبة دائما ، مقالاته كثيفة التركيز وشديدة البساطة والوضوح ، يكتبها بمهنية عالية ، من وحي خبرته الطويلة ، فى بلاط صاحبة الجلالة ،لا غرو فالرجل يدرس فنون الصحافة والإعلام ، فى معاهد كليات التعليم العالي هناك، حيث يقيم ، وله صولات وجولات ، مع رؤساء وملوك وشخصيات العالم البارزين فى مجالات السياسة و الفكر والثقافة والآداب والفنون ، وفوق كل هذا فهو صديق للأديب الراحل ،الطيب صالح ، وكتب من قبل سفرا قيما عنه ،وترجم من قبل عن الفرنسية كتاب ذاكرة ملك، الذي يروي فيه الملك الحسن الثاني، ملك المغرب الراحل ذكرياته، وكتب مذكرات محمد عثمان الصيد، رئيس وزراء ليبيا السابق، و كتب سفر ثالث عن (الملك والعقيد قصة الذهاب والعودة من الحافة ) ولعله يصدر شيئا عن سنواته فى أمريكا ،حيث كتب سلسلة من المقالات الرائعة عنها ، فاقت العشرين ،وكان وجوده فى واشنطن، مكسبا لزملاء المهنة وجاليتها، رغم أنة لم يطل البقاء بين ظهرانيهم ،ومؤكد انهم أفتقدوه ،بمجرد مغادرته لبلاد العم سام .
الاستاذ طلحة جبريل ، يؤمن بان صناديق الاقتراع ،وليس فوهات البنادق، هل الحل لازمات الحكم فى السودان ، ويدعو الساسة بأن يتركوا الشعب السوداني، يقرر مصيره إن كانوا يحبونه حقا ، و رغم انه شخصيا لم يشاهد قط صناديق الاقتراع ،طيلة حياته ،ولن يتمكن من التصويت، لأي من مرشحي الرئاسة ، سواء خاضوا الانتخابات جميعا ، أو بعضا منهم ، (حتى الان الرؤية فيها كثير من الضبابية ) ذلك أن عواصم عربية وافريقية وأوربية ستمنح الجاليات السودانية فيها هذا الحق ،و ستحرم أخري ،ويري الاستاذ طلحة أنه لو كان فى الانتخابات الحالية حسنة واحدة ، فأنها تتجسد فى هامش الحرية الكبير، الذي نتمتع به جميعا فى الصحافة ، بل حتى فى إقامة الليالي السياسية ومخاطبة الحشود الجماهيرية ، ويري أنها بمثابة تمارين جيدة تعزز التجربة الراهنة ، يقول هذا الكلام ، رغم الشكوك التي تنتابه، من أن المؤتمر الوطني الذي اغتصب الديمقراطية بقوة السلاح ، قد لا يستحسن تسليمها عبر صناديق اقتراع شفافة، مستوردة من الغرب ، ويراقبها أوربيون وأمريكان وأفارقة ، وعرب وأناس كثر من الداخل ، ويري أن المضي فى أشواط هذا السباق الي نهاياته أيا كانت أفضل ،من تأجيل الانتخابات ، أو مقاطعتها ، ولا يري أبدا مبررا لذلك ، بحسبان ان السودانيين ليسوا قطيعا يقوده المؤتمر الوطني ، الي تلك الصناديق ، ليحملوه مرة أخري الى السلطة ، ونحن نتفق مع الأستاذ طلحة ، فيما ذهب إليه من أراء وتحليلات ، ونضيف اليه : أن مقاطعة الانتخابات يعني بالضرورة إفساح الساحة للمؤتمر الوطني ، ليجلس علي سدة الحكم لسنوات قادمات ،ويمضي أشواطا بعيدة فى سياسة التمكين ، ذلك أن تأجيلها شهرا لن يضيف جديدا لقوي تحالف جوبا ، سيما إذا علمنا أن الحركة الشعبية، لا يهمها من أمر الانتخابات سوي بلوغ هدفها الاستراتيجي، وهي محطة الاستفتاء فى يناير 2011 ، وبالتالي الانفصال ، ويري الأستاذ طلحة أن حكومتنا وأحزابنا المعارضة شربت الذل من كأس الحركة الشعبية ، و وأنها سوف تبلغ هدفها المنشود وهو استغلال القوي الشمالية حاكمة ومعارضة لبلوغ مرامها وهو الإنفصال بمباركة المجتمع الدولي كله للدولة الوليدة فى الجنوب .
وقد تعقد الحركة الشعبية صفقات تحت الطاولة وفوقها، مع شريكها الأكبر، دون علم تلك القوي ، كما سرب معلومات عن صفقة بين الشريكين السيد مبارك الفاضل فى حديث له فى قناة العربية ، أما مطالبة الأحزاب المعارضة بدعم مالي لها ،كي تنهض فى بحر شهر، بحملتها الانتخابية فأمر يثير أستغرابي ، وقد لا تجد الحكومة الية مناسبة للدعم ، و ذلك لوجود أكثر من( 88 )حزبا فى الساحة ، ولا تعرف الحكومة ولا الشعب وزنا حقيقيا لها ، بعد عقدين من احتكار الانقاذ للسلطة ، فلو ساوت بينها ربما تكون ظالمة ، ولو ميزت بينها ربما تثير عاصفة من الانتقادات لسلوكها هذا ، لكن كما قال البروفيسور إبراهيم غندور، الأمين السياسي للمؤتمر الوطني ،بعد الانتخابات، سوف تتحدد الأوزان ، وعلي ضوء ذلك يمكن للحكومة، ان تدعم بشكل قانوني وشفاف الاحزاب ، ولن يكون مقبولا بحال تجميد قانون الأمن الوطني، الذي شاركت الحركة الشعبية نفسها ، فى إجازته فى البرلمان،( خلال فترة الانتخابات) وقد تحدي غندور الاحزاب كلها ، أن تأتي بحادثة منع واحدة ، أو اعتقال، أو ما شابه ذلك ، وقد رأينا كيف دشنت الاحزاب حملاتها الانتخابية ، دون أن يعترضها أحد ، و لا يعني ذلك مساواة للأحزاب كلها ونيلا لنصيبها من كعكة الإعلام القومي ، لكن تلام الاحزاب المعارضة كونها لم تعمل خلال السنوات العشرين الماضية، أو علي الأقل من بعد محطة نيفاشا ، لمرحلة الانتخابات ،ولم ترتبط بشكل وثيق بقواعدها ،وربما كانت تظن أن محطة الانتخابات ليست سوي لعبة من ألاعيب المؤتمر الوطني ، ولم تستعد ليوم كريهة وسداد ثغر ، ربما ظنا منها ، أن المؤتمر الوطني لن يكون جادا فى إجرائها ، كما أن المقاطعة أو التأجيل لن يمنحها فرصة للفوز علي المؤتمر الوطني ، الذي قال الأمريكان أنفسهم أنه فائز سواء كانت الانتخابات حرة ونزيهة، وشفافة أو مزورة ، ثم أنه ليس مقبولا بعد أن خسرت البلد كل تلك الخسائر ، أن يأتي هؤلاء ببساطة ليؤجلوا أو يقاطعوا حدثا معلنا منذ 2005بشكل دستوري ، ومعلوم أن إنسحاب هؤلاء ليس قانونيا ، وستكون أسماؤهم موجودة ، وسوف يصوت لهم من يصوت ويمتنع من يمتنع ، لأن فترة الانسحابات ولت ، كما أوضحت المفوضية القومية للإنتخابات ، وهي جداول وآجال معلومة ، لكن كما قلنا فى مقال سابق، ربما الذى يحدث مجرد فرفرة مذبوح ،وأن ما يحدث من انسحاب ومقاطعة يؤكد بجلاء ضعف أحزابنا السياسية ، وعدم استعدادها بشكل جيد لهذا الاستحقاق المهم ، وكان بإمكانها المشاركة بقوة بهدف تطوير الممارسة للمرات القادمة علي الأقل كما يؤكد قصر نظرها نحو التحديات الجسام التي التي تحيط بالوطن .
عائشة دهب ما حكايتها ؟
عائشة دهب فتاة كانت تبلغ الثامنة عشر، من عمرها كما يقول الأستاذ طلحة، نقلا عن آخرين ، سرق خروف لها وهي ترعي ضأنها ،فى منطقة الجنينية بدارفور، وأتهمت رجلا يدعي يوسف ذكريا بذلك ، وطبقا لأقوال بعض من شهدوا فصول قصتها ، فإن الفتاة قابلت الرجل صدفة، فى الشارع وتلاسنت معه شتما وسبا ، ثم ضربته فقذفها الرجل بحجر أنهي حياتها ، ثم دفنها فى خور بالخلاء ، وقفل راجعا الي معسكر سيسي بالقرب من الجنينة ، فما كان من أهل القتيلة الا أن هاجموا المعسكر ، وأوسعوا سكانه ضربا ، طالبين تسليم القاتل ، فسلموه مرغمين ، فولوا به وربطوه الي جزع شجرة ،(ليست هذه دعاية لحزب المؤتمر الوطني ورئيسه ) وبداوا فى تعذيب الرجل القاتل ، طالبن حوالي (50 ألف دولار) حتى يخلوا سبيله ، مهددين بقتله ،وجمع بعض أهاليه وأحد أعيان المنطقة الكبار ، جزء من المبلغ وتعهدوا بإكمال الباقي، ثم أطلق سراح الرجل ، الاستاذ طلحة ينتقد السلطات الحكومية فى الإقليم وقوات اليوناميد ، كونها لم تحرك ساكنا ، رغم ان الحدث لم يكن بعيدا عن سمعها وبصرها .
مثل هذه الأحداث تقع فى منطقة متوترة كدارفور ، ولن تستطيع قوات وجيوش الدنيا كلها ، توفير الأمن والسلام للمواطنين ، والإقليم ،ما لم تتوحد رؤي تلك الحركات المسلحة ، التي تحسب كل واحدة منها ،أنها تمثل الإقليم ومطالب أهله ، لتجلس الي الحكومة ، وصولا الي السلام المنشود والمفقود ، وكنا قد أشرنا فى مقالنا السابق أن محاولة كل فصيل دارفوري ، للإستثار بأكبر قدر من غنيمة السلطة والثروة ، كما تحاول حركة العدل والمساواة الآن تحقيقه مع الحكومة ، مع الإمعان فى إقصاء الآخرين، والتقليل من أوزانهم ونفوذهم وقوتهم ، من شأنه أن يزيد من بؤس سكان الإقليم جميعا ، ويجعل حادثة عائشة دهب ، تتكرر بشكل دائم ، ( شخصيا قتل لي قريب بطريقة بشعة فى شمال دارفور، من قبل عناصر حركة العدل والمساواة ، رغم أن الرجل كان صديقا للدكتور خليل ابراهيم ، أعتقل قريبي هذا من داخل مسجد في شمال دارفور بعد الصلاة ،الي مكان بعيد عن أعين السلطات ، ثم ربط الي جزع شجرة كبيرة ، وعذب عذابا شديدا نكرا ، حتي أبيضت عيناه من البكاء، والعذاب طالبا منهم أن ينهوا حياته ، ظانا فى لحظات ضعفه، التي استغلوها أبشع استغلال ، أنهم ربما يمنحوه موتا رحيما ، وهم الذين يؤمنون برحمة الغرب ولايؤمنون برحمة الإسلام الذي يدينون به ، لكنهم تفننوا فى عذابه لمدة ثلاثة أيام كاملات فكانوا يتفننون فى عذابه وهو بين الحالة والموت ، حتي فاضت روحه الي بارئها ذات ليلة بل ذات فجر شهيد علي فعلتهم النكراء الي يوم القيامة ،يوم يقتص الله فيه للشاة الجلعاء من رفيقتها القرناء ،يستوي فى ذلك البشير وخليل وعبد الواحد وقرنق وكير وعرمان وغيرهم .
أملي أن يلبي الأخ لأستاذ طلحة جبريل ، دعوة الأخ عبد الباقي الجيلاني وزير الدولة بوزارة الشئون الإنسانية له ، ليس لزيارة دارفور للوقوف عن كثب علي الأوضاع فيها ،فهذا من صميم عمله ، حيث لايجد الجيلاني عذرا لطلحة فى تأخيرها ،بل نرجو فى القريب العاجل ، أن يقول ، الأخ طلحة لبلده الثاني المغرب وداعا ويحزم حقائبه و يحسم أمره ليعود الي بلده ،وهو ينشد :
وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه فى الخلد نفسي .
ولعل الراحل الطيب صالح صديق عمره ،أوصاه من قبلنا بأن لا يطيل البعاد عن وطنه ، ذلك أن رسولنا الكريم قال فى حديث ما معناه :( أعمار أمتي ين الستين والسبعين ، وقليل من يتجاوز ذلك ) ورغم أننا لا نعرف ماذا نكسب غدا ولا بأي أرض تموت أنفسنا ،ومع الأمنيات بطول العمر لصديقنا طلحة ،وجلائل الأعمال نتمني صادقين من كل قلوبنا ، أن يعود لوطنه ،وإني علي يقين لو قام فقط بطباعة وتسويق أسفاره العديدة التي لا نعرف عنها الكثير لعاش ملكا ،لكن رغم ذلك نرجو ونأمل أن تكرم الدولة وفادته .
ولوطنه عليه دين مستحق ، حتى لو كان ضنينا عليه ،وأرجو ممن يعنيهم أمر طلحه، وأمثاله وما أكثرهم فى المهاجر ،أن ينظروا إليهم بما يستحقون، وهم فعلا سفراء فوق العادة ، نرجو أن تعمل الدولة صادقة علي إنهاء اغترابهم عن البلد، كل هذه السنوات الطويلة ، إن كانت فعلا تقدرهم حق قدرهم، وأخص بحديثي هذا الوزير الإنسان كمال عبد اللطيف عله يطلع علي كلماتنا هذه .
Saleem Osman [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.