قال الشحاذ الكهل للشحاذ الشاب بلهجة العالم ببواطن علم الشحذة: في ظل الأزمة المالية العالمية الراهنة يتساءل جمهور الشحاذين: لماذا لا يتم إنشاء نقابة شحاذين محلية في كل دولة ونقابة شحاذين إقليمية في كل قارة؟! لماذا لا يتم إنشاء نقابة الشحاذين الدولية لتنضوي تحت لوائها كافة نقابات الشحاذين المحلية والإقليمية؟! لماذا لا يتم استصدار الميثاق العالمي لحقوق الشحاذين في الألفية الثالثة بحيث يشتمل على حقوق أساسية مثل حق تحديد عملة الشحذة ومبلغ الحد الأدنى للشحذة ومثل حق المطالبة بعطايا عينية في الأعياد الاسلامية والمسيحية واليهودية والأعياد الأممية مثل عيد الحب وعيد الأم وعيد العمال وهلمجرا؟! عقب الشحاذ الشاب بلهجة متشائمة: يبدو ذلك أمراً بعيد المنال فأعداء الشحاذين موجودون في كل أنحاء الكرة الأرضية ، الصينيون البخلاء يقولون في مثلهم البغيض (لا تعطي المحتاج سمكة بل علمه كيف يصطاد السمك)! والأمريكان الملاعين يقولون في مثلهم الدنيء (لو اعطيت المحتاج كوب حليب في كل صباح فسوف يُطالب بالبقرة في نهاية المطاف)! ولعل بخل الأمريكان قد كشفه ذلك الفيلم التسجيلي حيث تخفى أحد مقدمي البرامج التلفزيونية في زي شحاذ وظل يستجدي طوال النهار في وسط أكثر الميادين ازدحاماً بالمارة فلم يجد عليه أي مواطن أمريكي ولو بنصف سنت! ضحك الشحاذ الكهل ثم عقب قائلاً بمرح: تفاءل قليلاً يا ولد ، اصغ إلى هذه الطرفة ، يُحكى أن رجلاً كان يمر بشحاذ يقبع بجوار محل عمله ويمنحه 10 ريالات كل صباح ، بعد مرور عامين لاحظ الشحاذ بانزعاج أن الرجل قد خفض مبلغ العطية إلى 7 ريالات كل صباح ، بعد مرور عامين آخرين لاحظ الشحاذ بانزعاج بالغ أن الرجل قد خفض مبلغ العطية إلى 5 ريالات في كل صباح ، خشي الشحاذ على مستقبله المالي فتجرأ وسأل الرجل ذات يوم: أخي الكريم قل لي ماهي حكايتك بالضبط ؟! لماذا قمت بتخفيض مبلغ العطية من 10 ريالات إلى 7 ريالات ثم إلى 5 ريالات؟! أجاب الرجل: لقد دخلت ابنتي الجامعة وللوفاء برسوم الدراسة اضطررت إلى تخفيض مبلغ العطية إلى 7 ريالات وبعد عامين دخل ابني الجامعة فاضطررت إلى تخفيض مبلغ العطية إلى 5 ريالات ولدى إبنان آخران سيدخلان الجامعة في العام القادم إنشاالله. علّق الشحاذ بامتعاض شديد: اتق الله يا رجل؟! هل ستعلم أبنائك على حسابي؟! فيصل علي سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر