فيصل محمد صالح يكتب: مؤتمر «تقدم»… آمال وتحديات    هل تنعش التحرّكات الأخيرة عملية السلام في السودان؟    "إهانة لبلد وشعبه".. تغريدة موجهة للجزائر تفجّر الجدل في فرنسا    الفارق كبير    مدير شرطة ولاية الجزيرة يتفقد شرطة محلية المناقل    السعودية "تختبر" اهتمام العالم باقتصادها بطرح أسهم في أرامكو    العمل الخاص بالأبيض تحقق إنتصاراً كبيراً على المليشيا المتمردة    ميتروفيتش والحظ يهزمان رونالدو مجددا    تصريحات عقار .. هذا الضفدع من ذاك الورل    طموح خليجي لزيادة مداخيل السياحة عبر «التأشيرة الموحدة»    السعودية تتجه لجمع نحو 13 مليار دولار من بيع جديد لأسهم في أرامكو    خطاب مرتقب لبايدن بشأن الشرق الأوسط    مذكرة تفاهم بين النيل الازرق والشركة السودانية للمناطق والاسواق الحرة    عقار يلتقي وفد المحليات الشرقية بولاية جنوب كردفان    سنار.. إبادة كريمات وحبوب زيادة الوزن وشباك صيد الأسماك وكميات من الصمغ العربي    (شن جاب لي جاب وشن بلم القمري مع السنبر)    شائعة وفاة كسلا انطلقت من اسمرا    اكتمال الترتيبات لبدء امتحانات الشهادة الابتدائية بنهر النيل بالسبت    كيف جمع محمد صلاح ثروته؟    اختيار سبعة لاعبين من الدوريات الخارجية لمنتخب الشباب – من هم؟    حكم بالسجن وحرمان من النشاط الكروي بحق لاعب الأهلي المصري حسين الشحات    المريخ السوداني يوافق على المشاركة في الدوري الموريتاني    شاهد بالفيديو.. مستشار حميدتي يبكي ويذرف الدموع على الهواء مباشرة: (يجب أن ندعم ونساند قواتنا المسلحة والمؤتمرات دي كلها كلام فارغ ولن تجلب لنا السلام) وساخرون: (تبكي بس)    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني أبو رهف يلتقي بحسناء "دعامية" فائقة الجمال ويطلب منها الزواج والحسناء تتجاوب معه بالضحكات وتوافق على طلبه: (العرس بعد خالي حميدتي يجيب الديمقراطية)    شاهد بالفيديو.. بصوت جميل وطروب وفي استراحة محارب.. أفراد من القوات المشتركة بمدينة الفاشر يغنون رائعة الفنان الكبير أبو عركي البخيت (بوعدك يا ذاتي يا أقرب قريبة) مستخدمين آلة الربابة    مصر ترفع سعر الخبز المدعوم لأول مرة منذ 30 عاما    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني في السوق الموازي ليوم الأربعاء    السودان.. القبض على"المتّهم المتخصص"    الموساد هدد المدعية السابقة للجنائية الدولية لتتخلى عن التحقيق في جرائم حرب    قوات الدفاع المدني ولاية البحر الأحمر تسيطر على حريق في الخط الناقل بأربعات – صورة    دراسة "مرعبة".. طفل من كل 8 في العالم ضحية "مواد إباحية"    السعودية: وفاة الأمير سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز آل سعود بن فيصل آل سعود    والي ولاية البحر الأحمر يشهد حملة النظافة الكبرى لسوق مدينة بورتسودان بمشاركة القوات المشتركة    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يترأس اجتماع هيئة قيادة شرطة الولاية    الأجهزة الأمنية تكثف جهودها لكشف ملابسات العثور على جثة سوداني في الطريق الصحراوي ب قنا    ماذا بعد سدادها 8 ملايين جنيه" .. شيرين عبد الوهاب    بيومي فؤاد يخسر الرهان    نجل نتانياهو ينشر فيديو تهديد بانقلاب عسكري    الغرب والإنسانية المتوحشة    رسالة ..إلى أهل السودان    بالنسبة ل (الفتى المدهش) جعفر فالأمر يختلف لانه ما زال يتلمس خطواته في درب العمالة    شركة الكهرباء تهدد مركز أمراض وغسيل الكلى في بورتسودان بقطع التيار الكهربائي بسبب تراكم الديون    من هو الأعمى؟!    اليوم العالمي للشاي.. فوائد صحية وتراث ثقافي    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعض كتب التاريخ والموسيقى والسير الذاتية والمذكرات السودانية الصادرة حديثا: مذكرة ببليوغرافية (1/2) .. بقلم: ر. اس. أوفاهي .. ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي
نشر في سودانيل يوم 27 - 10 - 2020

Some Recent Sudanese Biographies, Memoirs, and History (Including Music): A Bibliographic Note (1/2)
R.S. O'Fahey ر. اس. أوفاهي
ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي
تقديم: هذا هو الجزء الأول من ترجمة لغالب ما ورد في مقال للمؤرخ ر. اس. أوفاهي عن جديد الإصدارات السودانية في مجالات التاريخ والموسيقى والسير الذاتية والمذكرات. نُشر المقال عام 1995م بالعدد السادس من المجلة الإسكندنافية "أفريقيا السودانوية "Sudanic Africa.
حصل أوفاهي على درجة الدكتوراه في التاريخ برسالة عن تاريخ دارفور قبل الاستعمار من جامعة لندن، تحت إشراف ب. بيتر هولت، وعمل محاضرا بجامعة الخرطوم بين عامي 1970 و1973م، ودرَّس بعد ذلك لعام كامل في جامعة أدنبرا بأسكوتلندا، ثم التحق بجامعة بيرجن بالنرويج حتى عام 2013م، حين تقاعد (1). من الكتب السودانية في موضوع هذا المقال كتاب للناقد السوداني مصطفى الصاوي بعنوان "السير والمذكرات في الأدب السوداني".
المترجم
************** *********** **********
أقدم في هذه المذكرة معلومات جزئية عن عدد من المطبوعات السودانية التي كُتبت داخل وخارج البلاد. وشملت معايير اختياراتي أن يكون للكتاب سمة تاريخية أو ببليوغرافية، بينما استبعدت تماما الكتابات السياسية الطابع.
ذكر الكاتب أنه اِبْتَاعَ المؤلفات التي تطرق لها في مقاله من الخرطوم والقاهرة إبان زياراته للبلدين في أعوام 1993 و1994 و1995م، على نفقة برنامج التعاون بين جامعتي الخرطوم وبيرقن، ودار الوثائق القومية (المترجم).
مقدمة: الماضي القريب والبعيد
بدأت المسافة الزمنية منذ فجر استقلال السودان في عام 1956م تفرض تغييرا في المنظور تجاه الفترة الاستعمارية، وكيفية فهمها وإدراكها. وكانت غالب الدراسات "الكلاسيكية" عن السودان وهو تحت الاستعمار (بين عامي 1898 و1956م) – مثل تلك التي نشرها مدثر عبد الرحيم ومارتن دالي وجبرائيل واربورج وبيتر وودوارد وغيرهم – تعتمد على مصادر بريطانية، وكان غالب ما قامت به الشخصيات السياسية السودانية من أفعال توصف وتحلل من وجهة نظر بريطانية. وربما لن يتغير ذلك المنظور الآن (أي في 1995م. المترجم)، ولكن في خلال العقد القادم بالتأكيد، سيستتبع ويستلزم ذلك المنظور الجديد (مدعوما بنوع الأدبيات التي سنأتي على ذكرها في هذا المقال، من سنوات الاستعمار الأخيرة وبداية فترة الاستقلال) تأويلات وتفسيرات جديدة لكل سنوات العهد الاستعماري وما خلفته من آثار.
وبذات الطريقة، يؤمل أن يتم تعديل وتعميق لما كتبه المؤرخون الأجانب (مثل هولت وهيل وكروفورد واسبولدينق وكاتب هذا لمقال، وآخرين كذلك) عن تاريخ السودان في العهود التي سبقت الاستعمار (الإنجليزي – المصري) وذلك بتضمين تلك الكتابات دراسات اثنوجرافية وتاريخية وأنثروبولوجية كتبها أكاديميون سودانيون وآخرون. وسيفضي ذلك في النهاية إلى توْليف / إدخال فهم جديد لتعقيدات السودان. وقد بدأت هذه العملية بالفعل (ضرب الكاتب هنا مثالين بكتاب نيل مك هيو المعنون "Holymen of the Blue Nile الأولياء في النيل الأزرق" الصادر عام 1994م، والفصل الثاني من كتاب البريشت هوفهاينز عن الشيخ محمد المجذوب. المترجم).
ونشر كتاب سودانيون في غضون العقدين الأخيرين (أي بين 1975 و1995م. المترجم) عددا من الكتب الببليوغرافية والتاريخية قدمت مواد جديدة في غاية الفائدة لمؤرخي السودان الحديث. ونشر بعض السودانيين (في الداخل وفي المهاجر) أعمالا تاريخية جديدة. ويمكن تقسيم تلك الأعمال لقسمين كبيرين: القسم الأول يشتمل على أعمال قبلية "تقليدية" متعلقة بالأنساب، مثل أعمال المؤرخ وراصد الأحداث السوداني محمد عبد الرحيم (2). وتحتوي هذه الأعمال على معلومات اثنوجرافية وتاريخية ذات فائدة عظيمة، حتى لو لزم أن تتم عمليات تقويم وفحص دقيق لتلك الأعمال. أما القسم الثاني من تلك الأعمال التاريخية فيتعلق بالذين ينادون ب "مراجعة / تنقيح التاريخ"، وغالب هؤلاء من السودانيين المقيمين خارج السودان. ويخفي هؤلاء في غالب الأحوال "أجندة سياسية" ليست دائما واضحة على الفور.
وبما أني لست خبيرا متخصصا في تاريخ السودان الحديث، فهدفي من ذكر كتب المذكرات والبيليوغرافية السودانية الحديثة هو ببساطة تسجيل أنها موجودة، وإعطاء القارئ فكرة عامة عن محتوياتها، ولا يشمل مقالي هذا تقويما لنوعيتها أو جودتها.
المذكرات السياسية
نشر خليفة عباس العبيد عام 1995م كتابا مفيدا من 120 صفحة عن الزبير باشا (صدر عن مركز الدراسات السودانية). ويمكن أن نعد ذلك المُؤَلَّف تجميعا لما نشر سابقا، أكثر من كونه دراسة أصلية. وغالب الكتاب هو ترجمة لمقابلات فلورا شو مع الزبير باشا في جبل طارق (التي نُشرت عام 1887م في The Contemporary Review)، إضافة لمصادر أصلية مثل ما كتبه الزبير بعنوان "الأجوبة السديدة"، الموجود في " دار المحفوظات العمومية المصرية". وتلك الأجوبة هي سلسلة من المراسلات بعث بها الزبير لإبراهيم قرض سلطان دارفور (الذي حكم بين عامي 1873 و1874م)، ولعدد من علماء دارفور، يبرر فيه أسباب غزوه للسلطنة، ويسوغ له بأن الشرعية الوحيدة (في المنطقة) هي للخليفة العثماني، مع تلميحات عن صحة الدين الإسلامي بدارفور في تلك الأيام. (للكاتب مقال منشور عن هذا الموضوع (3). المترجم). ولو لم يرد في كتاب خليفة عباس العبيد سوى تلك "الأجوبة السديدة"، لعُد كتابه كتابا عظيم القيمة. غير أن للكتاب قيمة إضافية باحتوائه على اقتباسات كثيرة من قصائد مادحة للزبير من نظم الشاعرة أم مسيمس (قيل إن اسمها الحقيقي هو رقية، وهي من المسلمية. المترجم)، وعلى صور للزبير في شَيْخُوخَته وهو يجول في حقوله بالجيلي.
ولم تنشر سوى القليل من مذكرات الشخصيات السياسة الرئيسية في القرن العشرين. ولا زلنا نفتقد مذكرات أو منشورات ببليوغرافية كاملة للسيدين علي الميرغني وعبد الرحمن المهدي. وكان الصحافي المخضرم بشير محمد سعيد قد سجل بقلمه ونشر في عام 1990م مذكرات السيد إسماعيل الأزهري (1900 – 1969م)، أول رئيس وزراء للسودان المستقل، في كتاب عنوانه "الزعيم الأزهري وعصره". وصدر الكتاب من دار نشر مصرية في نحو 550 صفحة. وكان بشير محمد سعيد قد توقف عمليا عن الكتابة الصحفية في عهد نميري (1969 – 1985م)، وتفرغ لتأليف عدد من الكتب. وكان الرجل قد نشر في عام 1965م كتابا "اعتذاريا" باللغة الإنجليزية عن مسألة جنوب السودان عنوانه "The Sudan. Crossroad of Africa". ونشر أيضا عام 1988م كتابا عن سيرة "أحمد خير المحامي: عطاؤه وبذله في خدمة السودان". وعلى الرغم من أن كتاب بشير محمد سعيد عن الأزهري كان تقليديا في تناوله، إلا أنه جاء مليئا بالمعلومات بسبب الصلة الحميمة بين الرجلين، إذ أنهما التقيا لأول مرة في أواخر عام 1936م.
وتولى عثمان محمد الحسن مهمة جمع وتحرير عدد من رسائل وكتابات جمال محمد أحمد في كتاب عنوانه: "جمال محمد أحمد: رسائل وأوراق خاصة"، صدر من دار الجيل ببيروت في عام 1992م. وتلقي تلك الرسائل والكتابات الكثير من الضوء على السياسة السودان في السنوات التي أعقبت استقلال السودان، وعلى محاولات السودان إيجاد مكان له في العالم العربي – الإفريقي. وجمال محمد أحمد (1915 – 1985م) أكاديمي نوبي درس بالخرطوم وأكسفورد، وعمل بجامعة الخرطوم وبوزارة الخارجية. وللرجل الكثير من الكتابات لعل أشهرها رسالة كتبها للحصول على بكالوريوس الآداب من جامعة أكسفورد بعنوان " The intellectual origins of Egyptian nationalism الأصول الفكرية للوطنية المصرية"، نشرته دار نشر أكسفورد عام 1960م. وأبرز جمال محمد أحمد هويته النوبية بنشر كتاب صغير (من 89 صفحة) بعنوان "قصص من سرا شرق" صدر عام 1985م عن دار نشر جامعة الخرطوم. (للرجل كتب أخرى تجدها في الاحالات المرجعية #4. المترجم). وشمل كتاب عثمان محمد الحسن بعض رسائل جمال لأفراد عائلته، وبعض رسائله ومقالاته في غضون سنوات عمله كسفير، وأخيرا مقالاته ومحاضراته إبان عمله في المجال الأكاديمي. واِزدانَ الكتاب بمقدمة بديعة ومؤثرة بقلم الروائي الطيب صالح (في صفحات 5 – 17).
******** ******** ******** ********
مذكرات من عملوا بالخدمة المدنية والعسكرية
في جانب لا يخلو من طرافة، نشير إلى كتاب مذكرات العميد الطاهر محي الدين النجيب الذي صدر عن المطبعة العسكرية السودانية عام 1990م في 216 صفحة، تحت عنوان (عالم الضباط بين الانقلابات والحرب والسلام والثلاثة "W" والثلاثة "S"). وفسر المؤلف بأن حرف "W" يشير إلى الحرب war والخمر wine والنساء women، بينما يشير حرف "S" إلى الأمن (Security) والاستقرار (Stability) والتضحية (Sacrifice). بدأ النجيب حياته العملية في الجيش في سلاح المدفعية الذي كان يقاتل في طرابلس بليبيا إبان الحرب العالمية الثانية. وكتاب النجيب مزيج من الذكريات والتأملات العامة وتسجيل بعض الوقائع (مثل ذلك الفصل الذي خصصه لرصد كل الانقلابات التي حدثت بالسودان ين عامي 1958م و1985م). وتطرق مؤلف الكتاب في فصله الأخير إلى "عالم الضباط"، وجاء ذلك الفصل تحت عناوين فرعية منها: "عالم الضباط والخمر" و"عالم الضباط والنساء" وهكذا.
وهناك كتاب أكثر جدية من إصدارات المطبعة العسكرية السودانية بأم درمان هو كتاب محمود عبد الرحمن الفكي المعنون "القوات المسلحة في تاريخ السودان الحديث بين عامي 1935 و1975م"، وقد صدر- دون تاريخ - في 190 صفحة. والكتاب يتناول التاريخ ويتناول أيضا ذكريات المؤلف الشخصية (الذي عمل نائبا لرئيس هيئة الأركان) بين عامي 1974 و1977م. ولا بد أن الكتاب كان قد صدر بعد يونيو 1989م، إذ أن عمر حسن البشير هو كتب مقدمته. قدم اللواء محمود الفكي في كتابه معلومات مفصلة، زاد من قيمتها تضمينه لوثائق عديدة وقوائم بالضباط السودانيين وتاريخهم المهني.
وهنالك كتاب مذكرات صغير الحجم (من 94 صفحة) لضابط آخر هو محي الدين أحمد عبد الله عنوانه "للتاريخ ومن أجل التاريخ"، وهو من إصدارات المطبعة العسكرية بأم درمان) دون تاريخ (. ولد المؤلف بمدينة النهود بكردفان عام 1923م، وهو سليل عائلة عسكرية. وافلح المؤلف في تقديم سرد يفيض حيوية عن عمله كضابط إبان الحرب العالمية الثانية وفيما بعدها.
والعمل العسكري الرابع هو كتاب العقيد (طيار) محمد عثمان أحمد المعنون "قوات دفاع السودان: دورها، وأثر اشتراكها في الحرب العالمية الثانية". وهو أيضا من إصدارات المطبعة العسكرية عام 1990م. وهذا كتاب مُتَعَمّق في التاريخ العسكري السوداني، ويحتوي على العديد من الوثائق والمراجع، خاصة عن حملات قوات دفاع السودان في غضون سنوات الحرب العالمية الثانية. وذكر المؤلف أنه ينوي إصدار مؤلف أكثر توسعا بعنوان "دليل الباحث العسكري".
وهناك كتاب يمكن أن يُصَنَّف على أنه "مذكرات عسكرية" و "مذكرات مدنية" أيضا، هو كتاب من تأليف حسن صالح بيومي، صدرت طبعته الثانية عام 1993م بعنوان " جهاز أمن الدولة أمام محاكمات التاريخ وتجارب السودان في الأمن". ولم يرد أي ذكر لناشر الكتاب في هذه الطبعة. وكان المؤلف قد ترأس جهاز الأمن ومكافحة التجسس في غالب سنوات حكم جعفر نميري، وأدى دورا أساسيا في إصدار قانون جهاز أمن الدولة عام 1978م، وقد أورد المؤلف نص ذلك القانون في الملاحق (صفحات 197 – 202). ويمكن تصنيف الكتاب على أنه مقال مطول عن أمن السودان واحتياجاته وتجربته في مجال المخابرات أكثر منه كتاب مذكرات. وعمد المؤلف أن يعرف في كتابه تعابير مخابراتية مثل "cover operation" و "dead letter boxes"(5). غير أن بالكتاب شَذَرَات متفرقة هنا وهناك قد تهم مؤرخي السودان الحديث. ومن تلك الشَذَرَات ما ورد في صفحات 188 – 189 من الكتاب عما قامته به حكومة السودان عام 1980م من دور في عملية نقل اليهود الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل بالطائرات (بدأ التحضير لتلك لعمليات في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناحين بيغن، الذي أصدر عام 1982م أمراً بنقل اليهود الأثيوبيين إلى "إسرائيل". المترجم).
وهنالك كتاب لحسين محمد أحمد شرفي عنوانه "الأداء الإداري في السودان (1942 – 1973م)" صدر عن دار نشر جامعة الخرطوم عام 1992م. والكتاب يشابه في أسلوبه أفضل ما كتبه موظفو القسم السياسي في حكومة السودان (الإنجليزي – المصري) من مذكرات. ولد الكاتب وتلقى تعليمه في مدينة أم درمان، وعمل بالخدمة المدنية كنائب مأمور في كردفان عام 1945م، وتدرج في المناصب حتى غدا حاكما لمديرية بحر الغزال في عام 1964م، ثم حاكما للمديرية الشمالية. وتستند مذكرات شرفي على يومياته وعلى وثائق عديدة احتفظ بها المؤلف، ورتبها ترتيبا زمنيا محكما. ويجد القارئ أن المؤلف قد أفلح في مزج تلك الوثائق الضخمة بتفاصيلها الدقيقة مع بعض القصص الطريفة والتحليل الجاد لعدد من الأمور الإدارية (كما هو الحال في أفضل مذكرات موظفي القسم السياسي). وأشار المؤلف في هذا الكتاب إلى أنه كان قد ألف كتابا باللغة الإنجليزية عن مشكلة الجنوب (ذكر كاتب المقال أنه لا يعلم إن كان هذا المُؤَلَّف قد نُشر بالفعل أم لا. المترجم)، وكتابا آخر بعنوان "المرشد للمديرية الشمالية". ويبدو أن ذلك الكتاب لم ينشر بعد. وبالنظر إلى المعلومات التي وردت عنه في كتاب "الأداء الإداري في السودان"، فأني أرى أن ذلك الدليل يستأهل النشر.
وهناك كتاب مذكرات سياسية خالصة لأحد كبار رجال الحزب الاتحادي الديمقراطي هو عبد اللطيف الخليفة صدرت بعنوان "من تراثنا السياسي بين الخرطوم والقاهرة، 1949 – 1969م". صدر الكتاب بالخرطوم عام 1992م (ذكر المؤلف أن هذا الكتاب هو الجزء الثاني من مذكراته). ويدور كتاب "تراثنا السياسي" حول قضايا الجنوب من وجهة نظر الحزب الاتحادي الديمقراطي ومصر، وأسهب فيه الخليفة الكلام عن دور مصر في مسألة جنوب السودان.
وأصدر المهندس (والوزير السابق في عهد نميري الباكر) مرتضى أحمد إبراهيم مذكرات مثيرة بعنوان "الوزير المتمرد" صدرت في 280 صفحة عن مركز الدراسات السودانية بالقاهرة عام 1993م. وتحتوي تلك المذكرات على الكثير من الوثائق.
وأصدر مركز الدراسات السودانية بالقاهرة في عام 1992م كتابا من 141 صفحة بعنوان "الأستاذ محمود محمد طه، رائد التجديد الديني في السودان"، وهو يحتوي على مجموعة من المقالات كتبها عدد من معجبي الأستاذ محمود محمد طه منهم حيدر إبراهيم وعلي عبد الله النعيم وعلم الدين عمر ومحمد أحمد محمود وطه إبراهيم وجورقن روقالسكي (ومقال الأخير هو تعريب لملخص رسالة ماجستير قدمها لجامعة ألمانية).
وفي ختام هذا الجزء أذكر عملين للصحافي المخضرم أحمد محمد شاموق، أولهما هو عمل قديم صدر في عام 1981م بعنوان "ديسمبر 1955م"، وهو من إصدارات مطبعة العاصمة بالقاهرة. ويقدم هذا الكتاب عرضا مفصلا للدور المصري في الأيام الأخيرة لانتقال السودان للاستقلال. أما كتاب شاموق الثاني فيندرج في مجال علم الاجتماع. وصدر ذلك الكتاب عن "بيت الثقافة" عام 1988م في 482 صفحة في الخرطوم بعنوان "الشخصيات السودانية المصرية". وأورد الكاتب في كتابه ذاك معلومات شخصية (عن الأصل والعائلة والعناوين والهوايات الخ) لعدد من نخبة السودان الشمالي. وأعد هذا الكتاب مصدرا مهما ومفيدا لكل باحث مهتم بشؤون السودان المعاصر.
*********** *********** **********
إحالات مرجعية
1/ انظر نعي أوفاهي هنا: https://isita.northwestern.edu/about/r.s.-ofahey/index.html
2/ نشر أوفاهي مع علي صالح كرار والمرحوم يحيى محمد إبراهيم مقالا عن محمد عبد الرحيم تجده في https://tinyurl.com/y4b77fcg
3/ انظر مقال أوفاهي المنشور عام 1997م في مجلة "السودان في رسائل ومدونات SNR" بعنوان: THE CONQUEST OF DARFUR, 1873 – 1882
4/ انظر قائمة بمنشورات جمال محمد أحمد هنا: https://tinyurl.com/y4lqbhst
5/ يستخدم تعبير "dead letter box صناديق الرسائل الميتة " للإشارة لعملية تبادل المعلومات سرا مع شخصية أو جهة ما دون الحاجة لمقابلتها مباشرة أو عن طريق وسيط.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.