بالفيديو.. شاهد أول ظهور لنجم السوشيال ميديا الراحل جوان الخطيب على مواقع التواصل قبل 10 سنوات.. كان من عشاق الفنان أحمد الصادق وظهر وهو يغني بصوت جميل    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    شاهد بالصورة والفيديو.. في أول ظهور لها.. مطربة سودانية صاعدة تغني في أحد "الكافيهات" بالقاهرة وتصرخ أثناء وصلتها الغنائية (وب علي) وساخرون: (أربطوا الحزام قونة جديدة فاكة العرش)    شاهد بالفيديو.. شاب سوداني يعيد مبلغ (177 مليار) وصلته عن طريق الخطأ عبر إحدى التطبيقات البنكية وصاحب المال يحلف عليه بالطلاق بأن يأخذ منها "مليار" ومتابعون: (لسه الدنيا بخيرها)    الدفعة الثانية من "رأس الحكمة".. مصر تتسلم 14 مليار دولار    قطر تستضيف بطولة كأس العرب للدورات الثلاثة القادمة    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني في أوروبا يهدي فتاة حسناء فائقة الجمال "وردة" كتب عليها عبارات غزل رومانسية والحسناء تتجاوب معه بلقطة "سيلفي" وساخرون: (الجنقو مسامير الأرض)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    صندل: الحرب بين الشعب السوداني الثائر، والمنتفض دوماً، وميليشيات المؤتمر الوطني، وجيش الفلول    هل انتهت المسألة الشرقية؟    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    تقارير تفيد بشجار "قبيح" بين مبابي والخليفي في "حديقة الأمراء"    المريخ يكسب تجربة السكة حديد بثنائية    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    مدير عام قوات الدفاع المدني : قواتنا تقوم بعمليات تطهير لنواقل الامراض ونقل الجثث بأم درمان    لأهلي في الجزيرة    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    شركة "أوبر" تعلق على حادثة الاعتداء في مصر    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    محمد وداعة يكتب:    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحركة الشعبية والمؤتمر يتفقان على الإنفصال السودان دولتان بأمر الأمريكان .. بقلم: النعمان حسن
نشر في سودانيل يوم 18 - 04 - 2010

قلت فى الحلقة السابقة اننى ساتناول حق تقرير المصير لنرى من اين وكيف جاء وإذا كنت اتناول الوقائع التى ارتبطت بهذا الأمر فليست هذه دعوة لرفض هذا الحق للجنوب بعد أن اصبح إلتزاما دوليا تورطت فيه كل القوى السياسية وبلاشك ربما كان الموقف مختلفا لو ان هذا الحق جاء بإرادة سودانية ولم ياتى فرضا من جهة متأمرة مستهدفة وحدة السودان لهذا فنحن الأن امام توثيق الحقيقة للتاريخ بعد لم يعد هناك مايمكن فعله فلقد وقع الفاس فى الراس وللتاريخ ان يسجل من هم المسئولين عن ضياع هذا الوطن وهى التهمة التى لم يسلم منها اى حزب سودانى فى الحكم او خارجه فالكل مسئول وإن إختلفت درجة المسئولية فالوطن بكل اسف فقد من يتمسك بحقه من الأحزاب المؤثرة. .
من يدعى ان حق تقرير المصير حق تكفله المواثيق الدولية فى محاولة فاشلة لتبرير ما حدث يفترى باطلا على المواثيق الدولية فحق تقرير المصير مكفول للمستعمرات وليس حقا للأقليات وإلا لما بقيت دولة موحدة .هذا المنطق نقبله للوبى الصهيونى لإنه اعلن فى قراره ومطالبته بهذا الحق للجنوب لإنه يعتبر الجنوب مستعمرة للسودان العربى ولكن هل القوى التى قبلته توافقه على ذلك حتى تقبل به إلتزاما بالمواثيق الدولية عليهم أن يجيبوا على هذا السؤال امام التاريخ.ولعل الصدف اتاحت لى وانا اراجع النت فرايت تسجيل فيديو لرئيس الحركة الشعبية فى لقاء مع قناة فضائية امريكية كان الحديث فيها يصف الحكومة بأنها حكومة العرب المسلمين فى الشمال(يعنى الحكومة الإستعمارية).
.
فالولقع يقول ان الجنوب ليس مستعمرة وإنما هو جزءمن وطن ولكن نعترف ان له قضية عادلة وحقوق مواطنة مهدرة يجب إحترامها ولكن كيف نجح اللوبى الصهيونى فى أن يفرض هذا الحق على كل القوى السياسية دون ان يسمع صوتا واحدا برفض له ان يكون الجنوب مستعمرة ولكنه عرف كيف يوظف الصراع بين القوى السياسية من اجل السلطة كهدف سواء من هو فى السلطة ولايمانع فى ان يحافظ عليها باى ثمن او انها وجدت هوى له لتوافقها مع اهدافه او تلك القوى التى تبحث عن العودة للسلطة مهما كان الثمن ولهذا لم تكن ترفض ان تخضع للذين بعملون لتمذيق الوطن ومهما كان الثمن الذى يدفعه الوطن وهذه هى الحقيقة.
لنبدأ الحكاية من بداية تسلسلها:
1- كانت البداية إنقلاب الثلاثين من يونيو الذى إستولت به الجبهة الإسلامية القومية على السلطة ووأدت الديمقراطية وكان دافع الإنقلاب الحيلولة دون تنفيذ إتفاق السلام والوحدة الذى وقعه الميرغنى مع الحركة الشعبية والذى عبر عنه اول بيان للتجمع الوطنى والقوى السياسية الرافضة للإنقلاب لإنه إستهدف تمذيق الوطن بفصل الجنوب وكانت هذه اول تهمة واجهت الإنقلاب.على لسان التجمع الوليد ويؤكد ذلك ان الإنقلاب وجد التاييد من امريكا طالما انه سد الطريق امام مشروع الوحدة الذى تبنته القوى السياسية وشرعت فى تحقيقه.
2- جاء انضمام الحركة الشعبية للتجمع بالرغم من الخصومة وبالرغم من إختلاف الأجندة كخطوة اولى وسط أجواء بسودها الخلاف داخل الحركة بين الإتجاه الوحدوى الذى يدعو لسودان جديد والإتجاه الإنفصالى الذى تراهن عليه القوى الإنفصالية داخل الحركة إلا انها كانت مقهورة بقوة قرنق لهذا فان إنضمام الحركة للتجمع فى بدايته لم تطرح فيه اى مطالبة بحق تقرير المصير وإنما كان الخلاف الذى اثار جدلا قويا وخلافيا كان بين الحركة التى تدعو لدولة علمانية موحدة وقوبل مطلبها برفض من قوى التجمع بصفة خاصة حزبى الأمة والإتحادى وإنتهى الأمر بحل وسط حيث اتفق على ان يكون السودان دولة موحدة قائمة على المواطنة اى المساواة فى الحقوق ورفض اى تميز عرقى او دينى او بسبب اللون وهكذا جاء الميثاق الذى جمع الحركة والقوى السياسية فى كيان واحد وحدويا يدعو للدولة الموحدة والتحول الديمقراطى .
3- المسرح اصبح واضحا فى التباين فى المواقف فالتجمع الذى يضم الحركة بطرحه الوحدوى القائم على دولة المواطنة وإعلان فصيل مشار ولام اكول رفضهم لتوجه قرنق والكشف عن دعوتهم الإنفصالية واٌلإنقاذ المتهمة بالإنقلاب والعمل لفصل الجنوب وهنا بدا مخطط اللوبى الصهيونة واضحا تمثل فى تحول دول الجوار الثلاثة ممثلة فى إثيوبيا ويوغندا وإرتريا المعروفة بإرتباطها بامريكا حيث إتقلبت على قرنق ودعمت الحكم الإنفصالى فى حربه ضد قرنق حتى امكن للإنقاذ ان تحرر الكثير من المناطق التى إحتلتها الحركة عندما كانت مدعومة من نفس المثلث تحت رعاية امريكا وتوج المخطط على يد رجل المخابرات البريطانى رونالد الذى نظم إجتماعا بين سلطة الإنقلاب الإنفصالية والجناح المنشق على قرنق من مشار واكول حيث وقعا على إتفاق فى مطلع التسعينات يكفل للجنوب حق تقرير المصير فى بون عاصمة المانيا وكانت هذه اول مرة تظهر فيها الدعوة لحق تقثرير المصير .
4- تعرض الإتفاق لحملة رافضة وعارمة خاصة من جانب قرنق ومن القوى السياسية فى التجمع والذين إتهموا اطراف الإتفاق بالخيانة الوطنية وكانت ردة فعل دول الجوار المتواطئة مع المخطط الأمريكى الإنفصالى ان صعدت حربها ضد الحركة مما مكن الإنقاذ من الحاق هزائم كبري بالحركة الشعبية بعد ان إستبانت توجه قرنق الوحدوى وصمت الحديث عن حق تقرير المصير بتراجع الإنقاذ عن الإتفاق الذى وقعه من الحكومة الدكتور على الحاج (قبل الإنقسام لمؤتمر وشعبى) مما ادى لإعلان مشار واكول عن تمرد على الإنقاذ وفتح جبهة مسلحة ثانية ولم يعد حق تقرير المصير مطروقا من كل الأطراف من حكومة الإنقاذ ومن التجمع الوطنى وهى الفترة التى يمكن ان نطلق عليها فترة الضغوط من امريكا ومثلث الدول الثلاثة المتواطئة مع الموقف المريكى وذلك فى إطار ما يمكن ان تحققه هذه الدول من الخرطة الأفريقية التى رسمتها امريكا لإعادة صياغة دول المنطقة فيما سمى بدولة القرن الأقريقى والبحيرات بما يضمن مصالحها الإقتصادية والأمنية وما يحقق إستهدافها للعروبة والإسلام وبصفة خاصة مصر تحقيقا لمصالح اللوبى الصهيونى وإسرائيل.
5- نجحت فترة الضغوط فى مرحلتها الأولى فى تطويع جانب المعارضة بعد ان عرفت كيف توظف اجندة الحركة الخاصة وضعف القوى السياسية الشمالية فى التجمع وتهافتها على اى موقف امريكى يمكن ان يعيدها للسلطة بدعم المعارضة من اجل التحول اليمقراطى وفى هذا الموقف تجاهلت هذه القوى العديد من الحقائق الهامة:
6- 1- أن امريكا لا تثق فى قيادة الأحزاب السودانيةوقد عبرت اجهزتهم اكثر من مرة عن أن الإتفاق مع حكم عسكرى فى السودان لهو افضل لهم من وعود من انظمة ديمقراطية لا تملك ان تفعل ما تتفق عليه ولهم فى هذا تجارب سابقة حيث ان افضل الإنظمة التى وظفت فيها امريكا الشان السودانى لحسابها كانت تحت الحكم العسكرى حكم نوفمبر وحكم النميرى وجاء التاريخ ليؤكد صحة نظريتهم فى الإنقاذ لهذا كانت امريكا الأحرص على النظام على الصعيد العملى حيث انها ورغم اى تباين تثق فى ان نجاح خططها فى السودان والمنطقة لن تتحقق إلا تحت ظل الإنقاذ لهذ كانت حريصة عليها وكانت فقط بحاجة لكرت المعارضة للضغط على النظام وتهديده حتى يخضع للمصلحة الأمريكية وهذا ما تحقق لها فى نهاية المطاف.
7- 2- ان امريكا ليست راغبة فى نظام ديمقراطى نقى وفاعل قى السودان خوفا من ان يمتد تاثير هذه الديمقراطية شمالا نحو مصر إذا ما اثر هذا النظام على ثقافة الشارع المصرى مما يتهدد وجود النظام المصرى الذى تفضل امريكا التعامل معه على اى نظام ديمقراطى لا تضمن توجهاته لهذا لم تكن امريكا مع الديمقراطية فى السودان رغم ما ترفعه من شعارات فهى غاية ما تطمع فيه نظام عسكرى يخضع لإمريكا ويحتاجها للبقاء فى السلطة وهو ما اثبته تاريخ الأنظمة الديمقراطية والعسكرية فى السودان فلقد كانت امريكا اكبر حلفاء الأنظمة العسكرية التى تعاقبت على السودان بالرغم من بعض الإنفلاتات التى لم تغير من هذا الواقع .
8- 3- امريكا تعلم ان تنفبذ مخطط الإنفصال للجنوب بل وتنفيذ اى مخطط فى غرب السودان سوف لن يكون متاحا تحت حكم ذيمقراطى لهذا ظلت توظف القوى الداعية للديمقراطية اداة ضغط ولم تقدم لها اى دعم يحقق طموحاتها ولغفلة القوى السياسية عن فهم الإستراتيجية الأمريكية فلقد ظلت هذه القوة اداة لتعبر بها امريكا ولم تكن يوما لصالح التحول الديمقراطى .
9- 4- لم تكن امريكا لتنزعج اوتخاف من التوجه الدينى لدى الخكم لثقتها فى قدرتها على الضغط وعلى إستغلال شهوة الصراع على السلطة وهى السمة الملازمة للصراعلات فى دول العالم الثالث والسودان ليس إستثناءلقدرتها فى الضغط على النظام حتى يصب فى اهدافها وقد نجحت بالفعل فى تصفية الملتزمين دينياوالذى إنتهى بقيام مؤتمر شعبى خارج السلطة ومؤتمر وطنى قابض عليها
10- 5- تثق امريكا فى قدرتها على توظيف الخارجين عن توجهاتها ونواياها تجاه الجنوب وتقسيم السودان طالما انها تملك حجب الدعم المادى واللوجستى عن اى فصيل يشق عصا الطاعة بعد ان لم يعد وجود لمعسكر عالمى قادر على شق عصا الطاعة.
11-
12- هذا هو الموقف الأمريكى ولإن القوى السياسية التى اسست التجمع لمعارضة الإنقاذ من الخارج لم تجيد قراءة الموقف الأمريكى ولضيق نظرته كان اداة تحت يد امريكا بل لا اغالى إذا قلت ان امريكا التى تغولت على السودان وتقبض على زمام امره اليوم ما كان لها ان تحقق ذلك لولا مظلة التجمع التى سخرتها حتى ارغمت الإنقاذ لتسلم امرها لإمريكا مقابل قاتورة البقاءفى السلطة والإتفاق على المصالح المشتركة لهذا وبالرغم مما يبدو من خلافات بين الإتنين إلا ان السودان لم يشهد توافقا وإرتباطا مع امريكا كما يشهده اليوم مع الحكم خاصة بعد ان حجم النظام الوجهة الترابية التى لا تضمن امريكا نواياها بصورة مطلقة لمطامع مجموعتها فى معسكر اصولى عالمى يحد من هيمنة امريكا على العالم من منطلقات إسلامية.فالترابيين هم الأكثر إرتباطا بالمنظومة الإسلامية العالمية بينما الحرص على السلطة هو الذى يسيطر على القابضين عليهااليوم.
13- تحت هذه الإعتبارات اعود لفتح ملف حق تقرير المصير لنرى كيف اعدت امريكا المسرح حتى بلغت به نهايته تحت خضوع شامل لكل القوى السياسية والحركة الشعبية.
14- 1- كان الحديث عن تقرير المصير قد إنقطع بعد تراجع الإنقاذ عن إتفاق بون وهو فى الأصل لم يكن مطروحا فبل ذلك حتى ان إنضمام الحركة الشعبية للتجمع كان وحدويا لدولة قائمة على حقوق المواطنة .
15- 2- بالرغم من وحدوية الدكتور قرنق ولمعرفة امريكا بعدم ثقته فى القوى الشمالية المتحالف معها فأنها عرفت كيف تعزل الحركة عن التجمع رغم عضويته فيها مستغلة التباين فى اجندتهاعن التجمع فدفعت به ليكون عضوا مستقلا عنه فى نفس الوقت لهذا تمتعت الحركة بحرية التحرك وبحرية تامة خارج عباءة التجمع فى نفس الوقت الذى تتمتع به من وجود داخله وتحت هذه المظلة التى إرتضاه التجمع ولم يدرك خطورتها او كان يدركها إلا انه مغلوب على امره لإنه يراهن على مظلة الحركة الأمر الذى يفرض عليه ان يقبل بهذا الوضع الشاذ وعبر هذه البوابة نجحت امريكا فى ان تكون الية من عملائها من الدول الثلاثة يوغندا واثيوبيا وإرتريا لتصبح كيانا يجمع فى داخله الحركة الشعبية وواجهة او مظلة اوربية تحت مسمى الإيقاد لتتولى ملف القضية السودانية وقد اقصى عن هذا الكيان التجمع الشمالى والدول العربية والتى قوبل طلبها بالمشاركة بالحسم نهائياأ.بينما غتصرف التجمع لملهاة لا قيمة لوجوده فى مظلة عربية لا تملك رايا وليست مؤهلة لإن يكون لها راى او موقف لتصبح القضية بين محورين احدهما مالك لمفاتيح القضية تحت قبضة امريكا واخر عربى ديكورى لا جدوى منه بالرغم من محاولات مصر لتفعيله ولكن امريكا احكمت قبضتها على ملف القضية وشلت يد مصر ان يكون لها شأن مؤثر.
16- 3- تميزت فترة اٌلإيقاد بالكيثر من المفاوضات المستقلة عن التجمع بل وابرمت فيها الكثير من الإتفاقات التى كانت تمثل خروجا عن ميثاق التجمع كما حدث عندما تضمن إحدهذا الإتفاقات الحديثة عن كونفدرالية الجنوب ولكن ظل التجمع يجد المبررات للحركة تحت وهم ان الأمر تاكتيكى وماكان ذلك إلا لإن التجمع لايملك غبر ان يخادع نفسه لإنه غير مستعد لخسارة الحركة وهو لاوجود له بدونها.ولا اثر له بدون دعم امريكى
17- 4- عاد اول مشهد لسيناريو حق تقرير المصير فى فبراير 92 عندما نجح اللوبى الصهيونى فى ان يحسم التردد والتباين فى الراى داخل امريكا فكان القرار المعلن للجنة الشئون الإفريقية بالكومنولث والذى نص على ان تعمل الحكومة الأمريكيىة على تحرير السودان من الإستعمار العربى والمعروف ان المواثيق الدولية تكفل حق تقرير المصير للمستعمرات ولكن هل كان الجنوب مستعمرة للسودان العربى وهل كان للتجمع موقف رافض لهذا التصنيف بل صمت التجمع ولم يرتفع له صوت ضد هذه الفرية وظل يلهث للتقارب من امريكا بالرغم من انها صنفته مستعمرة للجنوب كما اوضحت فى حلقة سابقة .
18- 5- وقبل ان يكمل عام 92 ايامه وتحديدا فى الإسبوع الأخير من شهر نوفمبر من نفس السنة وجهت لجنة الشئون الإفريقية دعوتها للندوة التى اسمتها (السودان الماساة الإنسانية9) والتى تعرضت لتفاصيلها فى حلقة سابقة والتى كانت غطاء قصدت به لجنة الشئون الإفريقية توحيد الحركة بجمع مجموعة مشار (الإنفصالية) وقرنق وإتخذت من المدعوين للندوة التى لم تنعقد حتى اليوم والتى هرول لها قادة التجمع على اعلى المستويات وبعض رموز الإنقاذ إتخذت متهم غطاء لمفاوضات قادتها امريكا بين فصيلى الحركة اولا لتوحيدهم وثانيا ليتفقا على مستقبل واحد للجنوب بأن يمنح حق تقرير المصير بإعتباره مسنعمرة للسودان العربى وفشلت امريكا فى توحيد الحركة لإن قرنق رفض الوحدة مع مجموعة مشار الإتفصالية إلا انه وافق تحت ضغط وتهديد امريكا بقطع المعونة والدعم عنه فوافق على ان يصدر بيان يؤكد توحدها فى المطالبة للجنوب بحق تقرير المصير وصدر البيان فعلا وكان مفاجاءة لقادة التجمع الموجودين فى امريكا بدعوة منها ومع ذلك تم كل شئ بعيدا عنهم حتى قرنق منع من ان يخبرهم بما يجرى تحت الظلام وهكذا اصبح حق تقرير المصير مطلبا للحركة بشقيها وكان واضحا ان قرنق رغم ذلك رفض وحدة الحركة معلنا بذلك عن تيار سوف يعمل لإن يختار الجنوب الوحدة وتيار مشار الإنفصالى وما درى قرنق ان هذا التوجه ربما يؤدى لتصفيته.وهو ما دار حوله لغط عند رحيله المفاجئ والغريب.
19- 6- عاد قادة القوى السياسية مكسورين من واشنظون وتسابقوا على إصدار البيانات التى تدين قرنق لتوقيعه على حق تقرير المصير وما اسموه خروجه عن ميثاق التجمع وذهبوا فى بياناتهم لإتهامه بالخيانة الوطنية حيث صدر بيان عام عن التجمع ولم يكتفوا بذلك فلقد اصدر كل حزب بيان بنفس المعنى ولكن اللافت انهم لم يجرؤ على إدانة امريكا بالرغم من ان بيان تقرير المصير الذى اعلنته امريكا باسم فصيلى الحركة تضمن كفالة حق تقرير المصير لما اسموها بالمناطق المهمشة تأكيدا لإن امريكا لاتقف نواياها لتقسيم السودان على الجنوب وحده وبالرغم من ذلك سكت التجمع عن إدانة امريكا وإتخاذ موقف بمقاطعنها بل واصلوا التودد لها طمعا فى ان تكون سندهم فى العودة للسلطة مع ان موقف امريكا كان واضحا بانها تتخذهم اداة للضغط على النظام ليس إلا. ولم يسلم قرنق والتجمع من الإنقاذ الذى وجدها فرصة لرد الدين لهم يوم وصموه بالخيانة عندما وقعوا إتفاق بون فادانوهم بالخيانة الوطنية(دقة بدقة). وحاول قرنق ان يبرر مسلكه بما تعرض له من تهديد وضغوط. كالعادة وعاد التجمع لمخادعة نفسه بان الأمر لايعدوا مناورة منه وهو ليس كذلك كما اثبتت الأحداث.
20- 7-. لم تمض إلا شهور معدودة إلا وجاءت المفاجأة هذه المرة من قيادة حزب الأمة عندما صدر بيان مشارك عنه والحركة الشعبية زكشف البيان عن مفاوضات سرية جرت بين الصادق المهدى وقرنق إنتهت بموافقة حزب الأمة على حق الجنوب فى تقرير المصير وتمت هذه المفاوضات فى مكان ما فى الجنوب من خلف ظهر التجمع ودون علمه وهنا بادر التجمع بإصدار بيان ادان فيه حزب الأمة لخروجه عن الميثاق وإتهمه بالخيانة الوطنية كما تسابقت احزاب التجمع على إصدار بيانات مماثلة وكان اقواها إدانة بيان الميرغنى رئيس الحزب الإتحادى .
21- 8- ثم جاءت المفاجاء الكبرى عندما إستصافت اسمرا احد اضلع المثلث المريكى ما اطلق عليه مؤتمر القضايا المصيرية وكان هذا المؤتمر قد عقد باسمرا هربا من ان ينعقد فى مصر لموقفها منا إتفصال الجنوب ومن اسمرا تم تعديل ميثاق التجمع من دولة المواطنة الموحدة لإعلان حق الجنوب فى تقرير المصير وصدر زورا من الإجتماع لتغطية خضوع التجمع لضغط امريكا أن برر التعديل عملا بإحترام المواثيق الدولية التى تكفل حق تقرير المصير للمستعمرات وبهذا سجل التجمع إعترافا بان الجنوب مستعمرة للسودان العربى وهكذا إنتهت مرحلة إستسلام التجمع للرغبة الأمريكية والمفارقة ان التجمع كان يعتقد بأنه بقبولة شروط امريكا ستفتح له ابواب العودة للسلطة وانها ستفتح له ابواب العمل السلح ليغزو النظام ويسقطه واسقط من حساباته أن امريكا ارادت إستخدام موافقته وسيلة للطغط على الإٌنقاذ الذى سبق وتراجع عن إتفاق بون وارادت فى نفس الوقت ان تسكت له لسان من إتهموه بالخيانة لقبوله بحق تقرير المصير ونجحت امريكا فى إستغلال الموقف إ ذسرعان ما إستثمرت الإنقاذ الموقف وسارعت بتفويت الفرصة على التجمع وعادت لشركائها فى إتفاق بون ووقعت مع جبهة الإنقاذ الجنوبية من الداخل الموافقة على حق الحنوب فى تقرير المصير وبهذا إكتملت حلقة الموافقة على حق تقرير المصير لتسجل القوى السياسية مجتمعة ان الجنوب مستعمرة كما اعلنت امريكا وانه بستحق حقه فى تقرير المصير ولم يرفض هذا الإجماع إلا الأمين العام للحزب التحادى الديمقراطى كما اوضحت فى حلقة سابقة.لم يصمد حزبه على موقفه حتى النهاية
22- 9 وجاءت خاتمة السناريو ان تم تقنين حق تقرير المصير فى إتفاق ثنائى بين الخركة الشعبية والإنقاذ فيما عرف بإتفاق نيفاشا والذى اقصى منه التجمع نهائيا بعد ان لم يعد له حجة ليرفض حق تقرير المصير فإكتفى اخيرا بان يبحث عن موقع لقادته قى المجلس الوطنى وحكومة الوحدة الوطنية ليلعب دور الكمبارس الذى نفذه بكفاءة عالية وليخرج قادته بالمكاسب الشخصية.والى الحلقة القادمة والأخيرة..
23-
alnoman hassan [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.