على الرغم من محدودية المصادر والموارد مقابل الطلب زد على ذلك التخبط الاداري وانعدام التخطيط السليم وغياب العدالة في توزيع الثروة والنقص في احتياجات المعيشة وارتفاع تكلفتها وتفشي ظاهرتي الواسطة والمحسوبية لاصحاب النفوذ على حساب الغلابة والجودة لكل هذه الاسباب فقد تحول كثير من الناس مرغمين بضغوطات الحياة التفكير اكثر بعقلية الندرة بدلا عن عقلية الوفرة وفيما يلي نوضح بعض الفوارق بين العقليتين واثرهاالايجابي والسلبي . عقلية الوفرة :هي أن تؤمن أن هناك فرصاً وخيرا تكفي الجميع في هذه الدنيا فلست بحاجة أن تخسر أو تؤذي أحداً حتى تكسب أنت فهناك خير يكفي الجميع. عقلية الندرة والشح : هي أن تؤمن أن الخير والفرص محدودة (اللقمة واحدة إما أن تأكلها أنت أو يأتي احد غيرك يأكلها)؛ ولابد أن يكون هناك واحد خسران.. فالحياة كلها صراع وتنافس. والسؤال : أي عقلية يمكن أن تجعلك تعيش بهدوءوطمأنينة وسلام ؟ (بلا شك عقلية الوفرة بالتأكيد) فالخير موجود للجميع ومتاح لمن أراد.. اماالذين يفكرون بعقلية الندرة يخافون أن ينجح الاخرين ولا يمدحون نجاحهم ويتكتمون ما لديهم من المعرفة والمعلومات لانهم يظنون أن غيرهم إذا نجحوا فهم خاسرون وسيفقدون مواقعهم اما الذي يفكر بعقلية الوفرة تجده هادئ الطبع مطمئناً.لا تهدده نجاحات الآخرين، بل يطري على نجاحاتهم ويثني عليهم.ويشارك الناس تجاربه ومعرفته ومعلوماته. وباختصار :هناك شخصيات تفكر بعقلية "الوفرة" فترى كل شيئا حولهم متعددا وكثيرا، وآخرون أشغلتهم "الندرة" فتجدهم في قلق دائم وتوتر.. ومن يفكر بعقلية "الوفرة" يرى دائماً أن الفرص كثيرة ومتكررة، أما من يفكر بعقلية "الندرة" فهو يرى أن ضياع الفرصة يعني ضياع مست وغالباً ما يفكر الحاسد بعقلية الندرة، فهو ينظر إلى الفرص التي تأتي للآخرين وكأنها الفرصة الأخيرة، أو أنها سبباً في ضياع فرصته، فيبدأ بالحسد والبغض.. بينما من يفكر بعقلية الوفرة فهو يسأل الله الرزق الوفير والبركة للجميع. . إن من يفكر بعقلية الوفرة تجد الحياة والعمل معه رحلة ممتعة وطمأنينة فهو يسعى لمنفعة الجميع.. بينما صاحب الندرة تجده يسعى لصالح نفسه وهو أناني الطباع بخيل العواطف والعطايا. وعلى الصعيد القومي فالساحة السياسية في السودان مليئة بالصراعات حول تقسيم السلطة ورغم ان اقتصاد البلد منهار وفي أسوأ الأحوال ولا يتحمل عبء التضخم الوظيفي حسب ما تمخض عن اتفاقية جوبا للسلام والتي تم ادارتها بعقليات الندرة من قبل شخصيات ذوات قدرات غير عميقة ولهم اهداف سطحية هشة تخدم أنفسهم والأجندات الأجنبية لخوفهم من ضياع الفرصة والحسد والخوف على ضياع الفرص وعدم تكرارها في حبن اذا فكر القيادة بعقلية ألوفرة وركزوا اولا على التنمية و التوسع الراسي والأفقي للإنتاج الزراعي والصناعات التحويلية باستغلال الموارد الضخمة فان فرص نمو الاعمال وظهور الطفرة التنموية ستحتاج لخلق وظائف واقعية وحقيقية يمكنها وبكل أريحية استيعاب كل القادة المتصارعين على السلطةوالاخرين من جموع الشعب وهكذا تكون نتائج التفكير بعقلية الوفرة تسمح للقادة والاتباع يصعدون معا سلالم التقدم و النجاح وتنخفض معها مستويات الغليان النفسي والكراهية والأنانية وحب الذات وتدمير الاخر و نتفادى تقسيم البلد الي دويلات ونزاعات لا تنتهي ابدا والسبب عقلية الندرة ،،،،، دكتور طاهرسيد ابراهيم عضو الأكاديمية العربية الكندية