الحادثة التي رواها الأستاذ (حلمي نمنم) مدير تحرير مجلة المصور المصرية نقلاً عن الصحف بقيام تلاميذ مدرسة السيدة زينب بالأسكندرية بتصوير زميلهم عارياً وتبادل صوره عبر (البلوتوث) ،دفع بهذه الواقعة في معرض دفاعه ضد البلاغ الذي تقدم به عدد من المحامين تحديداً عشرة محامين مصريين للنائب العام بسحب الطبعة التي قامت بطبعها وزارة الثقافة المصرية من كتاب ألف ليلة وليلة بدعاوي أنها أي النسخة المطبوعة تحوي جملاُ وكلمات تخدش الحياء العام وأنها أي النسخة المطبوعة حسب تفنيدهم أيضاً تم طباعتها علي نفقة المال العام ...! فالسيد حلمي نمنم دفع بالواقعة كما ذكرنا وأضاف أن وقوع مثل هذا الفعل مردّه الي أن أمثال هؤلاء المحامين بهكذا بلاغات يمنعون الشباب من التفكير الفطري في الأنثي فلذا يبقي الخيار المثير له هو زميله ، فإذا وقفنا قليلاً قبل إيجابنا بالموافقة أو الرفض علي تحليل الأستاذ حلمي ،النقطتين المذكورتين من قبل المحامين أصحاب البلاغ ،أن الطبعة تحوي جملاُ خادشة للحياء العام وكأن (العام) والعامة في حياتهم من الوقت والعمق الذي يسمح لهم بتناول موروث ألف ليلة وليلة بالطريقة التي يتحدثون عنها فرأيي أن لو كان ألف ليلة وليلة ذلك الموروث الضخم من التراث الإنساني والذي ألهم ولا زال معظم كتّاب أمريكا اللاتينية كما ذكر الأستاذ حلمي فروايات مثل (سحر الصحراء ) و(الكيميائي ) ل(باولو كويلو) مأخوذه عن ألف ليلة وليلة ،قلت لو أن هذا الكتاب كان إحدي مقتنيات العامة لما وجد اولئك المحامين طالبي الشهرة كما وصفهم زميل آخر ما يستندون عليه في بلاغهم ،ثم أن دور وزارة الثقافة هو التنوير ودعم المعرفة وحرية الفكر وليس العتمة والتضليل ،في أي إرث شعبي هناك لغة الحكي التي تتناول هذه القضايا (وأقصد بها خصوصية العلاقة بين الذكر والأنثي ) ببساطة وتلقائية فليس لعجز اللغة عن الإشارة لهكذا مواضيع ولكن لأن الأمر المحكي عنه يحدث بذات البساطة...!لا زلت أذكر أيام دراستنا في الجامعة وكيف كنا نتسابق للدخول الي المكتبة الرئيسة بجامعة الخرطوم ومحاولة الحصول علي النسخة الوحيدة من كتاب ألف ليلة وليلة إن لم تكن مستلفة وكيف كان طلبة الآداب يتنمرون علينا نحن طلبة الكليات المهنية و (تحميرة عين ) مُرسلة لنا بما معناها ما شأنكم والأدب ..؟ وظل حلمي السري في الحصول علي نسخة كاملة لألف ليلة وليلة ، عودة الي موضوع البلاغ الغريب وقد طلب أحد المحامين أصحاب البلاغ من مقدم البرنامج في تحدٍّ أن يقرأ بعض الجمل والكلمات التي قاموا بنقلها من الكتاب والتي تمثل حسب رأيهم الجمل التي تخدش الحياء ،من السذاجة أن (تسرق ) بعض الكلمات وتقوم علي محاكمتها بمعزل عن النص الكامل ولا يستطيع هؤلاء أن يحاكموا الأدب بهذه الصورة الساذجة التي تخالف المنطق والحجة... الأدب كائن حر كما الإنسان المعافي تماماً و...شهرزاد (أرجوكي أصرخي ... أصرخي فلن يسكتك أحد) ...!