زهير السراج كُتب في: 2009-03-08 [email protected] * نشرت صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية العربية، تقريراً تفوح منه رائحة (الإعلان التجاري) في عدد الأربعاء رقم (11054) وبتاريخ (الرابع من مارس 2009م)، عن الحياة البرية ورحلات الصيد في السودان! * ويبدو من هذا التقرير أو (الاعلان) أنه موجه من إحدى الجهات داخل البلاد إلى هواة الصيد في دول الخليج بصفة خاصة، وفي بقية أنحاء العالم بصفة عامة، تدعوهم إلى شد الرحال إلى السودان للاستمتاع بممارسة هواية الصيد في أجواء بديعة، وتذوق اشهى لحوم الغزلان والطرائد الأخرى.. ( والقضاء على الحياة البرية وتدمير البيئة السودانية بدون حسيب أو رقيب)!! والجملة الأخيرة (من عندي)، وهي باختصار ملخص التقرير الذي نشرته (الشرق الأوسط).. وجعلت له عنواناً.. (السودان.. كل الطرق فيه تؤدي إلى الصيد).. ولكأنها بذلك، والجهة التي سعت لنشر التقريرأو (الإعلان، تكيدان للصحافة والمواقع الالكترونية السودانية التي شنت (حملة) في الاسابيع الماضية على رحلات (الصيد الجائر) للسودان!! * هذه الرحلات التي تدمر البيئة وتقضي على الحياة البرية وتبدد ثروات البلاد الطبيعية في اشباع نزوات غير طبيعية في صيد وقتل وتدمير الحياة البرية، بدون النظر إلى العواقب الجمة التي تترتب عن ذلك سواء تفريغ السودان من أحد مصادر ثرواته الطبيعية، أو الإخلال بتوازنه البيئي وتدمير بيئته التي لحقها الكثير من الضرر في مناطق عديدة بسبب الانشطة الانسانية الهدامة.. وأكبر دليل على ذلك محمية الدندر الطبيعية في جنوب شرق السودان، التي فقدت الكثير من مقوماتها الطبيعية بالقطع الجائر للأشجار، والرعي الجائر، والصيد الجائر، وتقلصت مساحتها كثيراً، ونزحت أو أنقرضت الكثير من احيائها البرية، ولمن يريد الاستيثاق من هذه المعلومة والإلمام بالتفاصيل، أن يعود إلى التقارير العديدة التي تكتظ بها أدراج وزارة البيئة والجمعية السودانية لحماية البيئة، بل وإلى التقرير نفسه المنشور بالصحيفة، والذي أعترف بتدمير قطاعات واسعة من البيئة الطبيعية في السودان وانقراض (25) نوعاً من حيواناتها البرية، ولكنه عزا ذلك إلى (الحرب فقط)، وأغفل الإشارة إلى (رحلات الصيد الجائرة) التي يروج بها بدون حياء!! * وقد بلغت الجرأة بالصحيفة، والجهة التي تروج لهذه التجارة الخاسرة وتدعو الصيادين و(قتلة الحياة) للاتجاه نحو السودان لممارسة الصيد والقتل والاستمتاع بلحوم الصيد الشهية، نشر صور لاشخاص يحملون (الطرائد) التي اصطادوها وقتلوها وهم في غاية الإنشراح والأطمئنان، ولاتبدو عليهم أي (ملامح قلق) من الملاحقة والمحاسبة.. بل على العكس تماماً.. فلقد وقفوا أمام كاميرات التصوير لاستعراض جريمتهم الفادحة، وكأنهم فعلوا شيئاً يستحقون عليه الثناء والمكافئة ونشر صورهم في جريدة واسعة الانتشار!! * ولكن .. لا يقع اللوم على (الصحيفة).. ولا على الجهة التي سعت لنشر هذا التقرير، للترويج لبضاعتها الفاسدة، وانما علينا نحن.. الذين فرطنا في بيئتنا وفي ثرواتنا الطبيعية من الحياة البرية، فكان من الطبيعي أن يستبيحها الأغراب.. وتكتب (الشرق الأوسط) بالبنط العريض، تستحثهم على المزيد.. (السودان..كل الطرق تؤدي فيه إلى الصيد)!!
